بعد سنوات طويلة من الأنتظار والتأجيلات التي لا تنتهي , ها نحن نحصل على اللعبة المنتظرة Bannerlord الجزء الثاني من الاسم العريق Mount & Blade، وجب التنويه ان اللعبة لم تكتمل و هي الان في مرحلة الدخول المبكر لذلك المنتج في هذه المرحلة لا يمثل النسخه الكاملة و المتوقع اصدارها نهاية سنة 2020 أو بداية سنة 2021.
قبل ان نبدا بمراجعة اللعبة سنستعرض تاريخ هذا الاسم (Mount & Blade) و الاستديو التركي خلف هذه السلسلة، Taleworld هو استديو اندي من تركيا يقع في انقرة تأسس عام 2005، مؤسس الاستديو هو Armağan Yavuz و الذي يمتلك شهادة هندسة كان لديه شغف كبير لالعاب الفيديو و مهتم في الالعاب التاريخيه و القتال بالسيوف فطوّر بنفسه النسخه الاولية من لعبة Mount & Blade قبل تأسيس الاستديو و بالتحديد عام 2003 واستمر بتطوير اللعبة وتلقى دعم من اللاعبين عبر الشبكة من المهتمين بفكرة اللعبة واصبح يبيع النسخة التجريبية منها عبر الانترنت قبل تأسيس الاستديو وبعد التأسيس وانضمام عدد من المطورين للاستديو استمر بتطوير اللعبة بمحرك داخلي حتى تم اصدار النسخه الاولى من سلسلة Mount & Blade بعام 2008، اللعبة نجحت و باعت ما يقارب المليون نسخة وحققت عائدات تصل الى الثلاث ملايين دولار وفي عام 2010 تم اصدار M&B Warband و اضافة طور اللعب الجماعي لأول مرة و تم تحسين الرسوم و الذكاء الاصطناعي و غيرها و لا ننسى مجتمع مطوري الـMods الكبير و هذا المجتمع هو أحد اسباب استمرار اللعبة نشطة لعقد من الزمان بفضل ما قدّموه.
Bannerlord هي لعبة أدوار ذو اتجاه واقعي دون أي عناصر خيالية و تقام في أرض متخيله من العصور الوسطى تسمى Calradia والأحداث تدور قبل 210 سنوات من الجزء السابق Warband، نمط اللعب هو sandbox حيث لا يوجد قصة رئيسية، اللاعب هو الذي يبني قصته وبإمكان اللاعب الانضمام إلى واحدة من الممالك الخمسة المقاتلة او القتال كمرتزق او تولي دور الخارج عن القانون أو اتخاذ جانب محايد، يكون التنقل بين عالم اللعبة بالخريطة حيث تكون الكاميرا علوية ولديك حرية التحكم بها وبامكانك ايقاف او تسريع الوقت وحركة الناس بالخريطة، بامكانك رؤية الجيوش او قطاع الطرق و القوافل تتنقل بين المناطق حيث تبين الخريطة مقدار عدد الجنود او عدد حراس القوافل و السجناء الذين يمتلكونهم، عالم اللعبة حي و الجيوش وقطاع الطرق يتقاتلون فيما بينهم والقوافل تسير الى المدن والقلاع لبيع المؤن ويتم الأستيلاء وحصار المدن، عالم اللعبة يتحرك بدونك، جميع الشخصيات في اللعبة تعامل مثل اللاعب، الجميع سيتعرض لنفاذ المؤن والارهاق بعد المعركة و ستشاهد الشخصيات تذهب الى اقرب مدينة للتزود بالمؤن والأستراحة.
في شاشة الخريطة تكون الكاميرا علوية مثل ما قلنا سابقا لكن بعد الدخول الى المعارك او المدن سيتغير المنظور الى المنظور الثالث او الأول حسب رغبتك وأحد ابرز الأضافات الجديدة هو عنصر السلالة، نعم تستطيع ان تتزوج وتنجب ابناءاً و جميع الشخصيات ستفعل المثل و ايضا الجميع معرض للموت ( تستطيع ايقاف هذا الخيار) سواءاً على أرض المعركة او من كبر السن, حتى شخصيتك الرئيسية ربما ستقتل في أحد المعارك او بسبب كبر السن و اذا كان لديك أبناء ستلعب بأحدهم لتكمل السلالة، هذه الاضافة مثيرة جدا وستزيد من طول عمر اللعبة و تقدم شخصيات منوعة لا نهائية وبالحديث عن الشخصيات، المطورون عملوا على تطوير محرك في اللعبة يقدم شخصيات واسامي عشوائية في كل مرة تلعب وهذا يفسر طريقة عمل السلالة وموت الشخصيات.
اللعبة تقدم تعديل شخصيات مثير للاهتمام، يُعرض على اللاعب مجموعة من الخيارات لتخصيص الشخصية، تعديل شكلها والصوت والطول وغيرها وتستطيع ان تختار اصل العائلة من بين عدة ممالك ومن ثم تختار من خلال مراحل عمر شخصيتك من الطفولة الى البلوغ نقاط قوة الشخصية ومميزاتها، في بداية اللعبة وبعد نهاية مرحلة التدريب ستبدأ من الصفر تقريبا، تحاول ان تجمع الأموال و جمع الجنود لتقوية جيشك وزيادة شهرتك عبر اراضي Calradia للوصول الى هدفك الرئيسي وهو بناء امبراطورية قوية والاستيلاء على كامل الخريطة، والمهمة ليست سهلة أبدا وربما تستغرق مئات الساعات من اللعب.
من الاضافات الجديدة باللعبة هو نظام الحداده، تستطيع ان تعدل بكل حرية على جميع قطع سلاحك وزيادة حجمه وشكله ومع كل تعديل طاقة السلاح ستتغير مثل سرعة الضرب والطعن والقطع وغيرها، في المعارك بامكانك القتال بنفسك مع جنودك واعطاء اوامر بالقتال او الدفاع او الوقوف بوضعية معينه،
عند مواجهة العدو يمكن للاعب محاولة تجنب الصراع أو يمكنه خوض معركة معهم، كل معركة في Mount & Blade تؤثر على معدّل شهرة الشخصية سواء بالسلب او بالايجاب ويحددها الفوز والخسارة، وايضا على حسب عدد وقوة الجيش، يكتسب اللاعب الشهرة إذا ربح المعركة ومع زيادة الشهرة يحقق اللاعب مكانة أعلى في اللعبة ويمكن أن يتقدم الى قادة أحد الفصائل الستة ليصبح تابعا و يُمنح اللاعب السيطرة على قرية او قلعة معينة على حسب عداد الشهرة ويمكنك جمع الضرائب وتجنيد الجنود وايضا الخاصية الجديدة وهي تطوير القلاع والمدن والقرى بعدة مستويات.
يوجد مستوى للشخصية و يمنح اللاعب نقاط خبرة بعد كل قتال و يمكن استخدامها لتحسين السمات والمهارات وكفاءات الأسلحة لزيادة تطوير الشخصية وايضا القتال مع الخصوم يزيد مهارة القتال بالسلاح المستخدم بدون استخدام نقاط الخبرة، يوجد عدد من التابعين المميزين في Calradia لديهم قصة ونصوص خاصة بهم وبامكانك ضمهم مقابل سعر معين كما بامكانك شراء الاسلحة والدروع والخيول باستخدام النقود والتي ستحصل عليها من المهمات او من الغنائم بعد كل معركة ويوجد عدد من المهمات، لكن المهمات تتكرر بشكل مزعج في بعض الأوقات ووجب الاشادة بقوائم اللعبة فهي غنية بالتفاصيل والمعلومات عن الممالك والشخصيات و يسهل التنقل بينها على عكس طيبة الذكر Warband.
يقول Armağan Yavuz ، المؤسس و الرئيس التنفيذي لشركة TaleWorlds”لقد تلقيت بعض دروس المبارزة ، لكنني لست رياضيًا”. “كنت أكثر اهتماما بفكرة المبارزة.”، لطالما كان المهندس Armağan شغوف بالسيوف و المبارزة و بعد تخرجه من جامعة بيلكنت في أنقرة بشهادة الهندسة قرر ان يطور لعبة تركز على هذا الجانب و بناء بقية العناصر حولها و تغيير فكرة الضغط المكرر للأزرار، يقول Armağan “كانت فكرتي الأولية هي تصحيح عنصر القتال بالسيف التي تنتهجها الألعاب الاخرى”.
القتال في Mount & Blade يعتمد على الأتجاهات حيث يقوم اللاعبون بتغيير اتجاهات ضرباتهم عن طريق تحريك الفأرة لأعلى ولأسفل، يسارًا و يمينًا، و بالمثل للدفاع يجب على المدافع ان يتصدى لنفس جهة ضربة الخصم، يبدو بسيطا للوهلة الأولى، لكن يوجد عناصر جانبية تقرر مصير المبارزة مثل المراوغة بتحريك الشخصية بعيدا عن ضربة السيف و هذا العنصر يحدده خفة الدروع و سرعة الشخصية، يوجد ايضا زر لإلغاء الهجوم و تغيير اتجاه الضربه باللحظة الأخيرة وبالتالي خداع الخصم، ايضا يوجد “Bonus” لسرعة الضربة فمثلا اذا تحركت مع حركة ضربتك ستحصل على زيادة ضرر للخصم و ايضا اذا كنت على ظهر حصان منطلق بأقصى سرعة و أصبت العدو بالرمح ستحصل على ضرر قوي ربما يقتل الخصم من ضربه واحدة و العكس صحيح للمدافعين اذا حركت الشخصية للخلف و سهم اصابك من الأمام ضرر الضربة سيكون أقل.
الاستديو ركز على الواقعيه بشكل كبير بالأسلحة و شكل الأسلحة ليس مظهرا فقط فالسلاح المدبب سيكون افضل للأستخدام للطعن وقتل الجنود المدرعين او اذا كنت تستخدم فأس يجب عليك ان تضرب الخصم برأس الفأس اما اذا ضربته بعصى الفأس لن تستفيد كثيرا، طبعا ما يميز سلسلة Mount & Blade هي المعارك الضخمه و أستطيع ان اقول لكم ان المعارك اصبحت اضخم من اي وقت مضى، الان تستطيع زيادة عدد الجنود بالمعركة الى الف جندي، طبعا هذا الشيء يعتمد على خياراتك الرسومية و قوة جهازك، الذكاء الاصطناعي تم تحسينه بشكل كبير، لا يوجد عشوائية في اللعبة او هجوم متهور في المعارك، الان ستواجه بعض الجيوش التي تنتظر قدومك و حتى قائد الجيش لن يتقدم المعركه مثل السابق بل يكون محمياً من قبل جنوده وينتظر بالخلف، طبعا هذا الشيء يختلف من قائد الى قائد، البعض يفضل القتال بالصفوف الأمامية ( مثلي) لكن لأنها نسخة دخول مبكر ستواجه معارك سهله جدا او صعبه جدا والتوازن في اللعبه يحتاج إلى بعض العمل.
الان نظام الحصار اكثر استراتيجية من السابق، يمكن للاعب بناء مجموعة متنوعة من معدات الحصار المختلفة و وضعها استراتيجيًا قبل بدء المعركة من أجل استهداف أقسام معينة من تحصينات القلاع والمدن، جدران القلاع تتأثر بشكل محدود وبعض أقسام الجدران المحددة من المطورين مسبقا ستتحطم بشكل كامل لتسهيل دخول المهاجمين، المدن والقلاع المحاصرة ستتأثر بنقص الغذاء و المؤن و حتى شكل المدن سيتغير، ستشاهد المتاجر والشوارع خالية وهي لمسة واقعية جميلة من المطورين.
يتكون اللعب على الشبكة من عدة أطوار منها، Siege Mode وهو عبارة عن فرقتين احدهم يدافع عن القلعة و الاخر يهاجم، حاليا عدد اللاعبين يصل الى مئة لاعب يتقسمون على مجموعتين و غالبا سيرتفع عدد اللاعبين مع التحديثات القادمة، طور Deathmatch، الاسم يفسر نفسه، وطور Captain Mode تقود فيه مجموعة من الشخصيّات يتحكم بها الذكاء الاصطناعي ضد اللاعبين الاخرين، اللعب على الشبكة ممتع وقد قضيت عشرات الساعات في نسخة البيتا، نعم يحتاج بعض التعديلات لكن عموما اللعبة من افضل تجاربي على الشبكة.
الرسومات في اللعبة ليست الأفضل لكن تصميم المدن وبعض المناطق جميل خصوصا منطقة اسراي ( مقتبسه من العرب)، المدن و شوارعها ساحرة وايضا الصحراء و الواحات الزراعية تصميمها الفني جميل، يوجد بعض الاخطاء في بعض الرسومات و التفاصيل، القرى تبدو خالية من الحياة احيانا وبعض الشخصيات الجانبية تبدو باشكال مخيفة و هذا يرجع الى محرك التصميم العشوائي، عموما لا ارى أن هذه المشاكل تاثر على التجربة، الموسيقى في اللعبة جميلة لكن بعضها يتكرر كثيرا لكن لا امانع ذلك بفضل جودة الموسيقى، الاصوات في اللعبة اعتبرها احد نقاط الضعف و اعني اصوات البيئة و يبدو واضحا انهم حتى الان لم يعملو كثيرا على الاصوات في هذه المرحلة من التطوير، عمر اللعبة طويل جدا، نعم هي نسخة دخول مبكر لكن محتوى اللعب ضخم وربما افضل نسخة دخول مبكر شاهدتها لم اواجه اي مشاكل تقنية، ربما بعض التباطؤ في القوائم لكن لا شيء يذكر وعلى الرغم من المحتوى الضخم، لكن من الواضح أن بعض جوانب اللعبة تحتاج الى المزيد من العمل والصقل.
نسخة الدخول المبكر ستستمر حتى نهاية العام 2020 او بداية 2021 لكن ربما بعد النجاح الكبير للعبة سيتم العمل بوتيرة اسرع، لا نستطيع ان ننهي المراجعة بدون ذكر أحد الاشياء الرئيسية في هذه السلسلة و هي الـMods، محرك اللعبة الداخلي تم تصميمه من البداية ليكون صديق لمطوري الـMods و هذا احد اسباب تاخير صدور اللعبة، حسب تصريح الأستديو ان ادوات الـMods سيتم اصدارها مع النسخه الكاملة و حاليا يجري العمل على عدة Mods ضخمه من فرق تطوير إشتهرت بذلك في الجزء السابق, مثل Mod سيد الخواتم و صراع العروش، بخصوص نسخ الأجهزة المنزلية, صرح الأستديو ان تركيزهم على اكمال اللعبة بكل الجوانب ومن ثم عمل بورت لنسخ الأجهزة المنزلية لكن لا نعلم هل البورت للجيل الحالي, او الجيل القادم.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة حاسب شخصي تمّ توفيرها من قبل النّاشر.