أرادت مايكروسوفت أن تُقدم الجهاز المنزلي الأقوى للجيل القادم، و على الورق قد نجحت في هذا مع مواصفاتٍ أعلى مثل البطاقة الرسومية التي تعمل بقوّة معالجة نظرية تصل إلى 12 تيرافلوبس مقارنة مع قوة معالجة نظرية تصل إلى 10.28 تيرافلوبس للبلايستيشن5. و لكن هل تختلف الأمور على أرض الواقع؟ هذا ما يعتقده Ali Salehi مُهندس الإكساء (rendering) لدى شركة Crytek من خلال هذه المقابلة، و إليكم أهم ما جاء فيها:
*فيما يتعلق بقوة المعالجة النظرية فإنّها معيار افتراضي يعتمد على أن تعمل كل المكونات في وضعية مثالية، و لأن الأجهزة الإلكترونية معقدة بطبيعتها فإن هذه الحالة المثالية لا تتحقق، مثالٌ على هذا البلايستيشن3 الذي لم يصل إلى أقصى إمكانياته النظرية بسبب تعقيد بنيته المعمارية. أمرٌ آخر يؤثر على الأداء هو معمارية البرمجية، و على سبيل المثال فإن مكتبة تعليمات مثل Vulkan يُمكن لها أن تُحسن الأداء على نفس الهاردوير. سوني قامت ببناء نظام التشغيل للبلايستيشن5 خصيصًا و من الصفر، و لذلك فسيوفر إمكانيات أعلى و استغلال للعتاد بحسب وجهة نظر Ali Salehi من نظام تشغيل الإكس بوكس و الذي هو نُسخة معدلة من الويندوز.
*Ali Salehi يقول أن المطورين يعتقدون بأن البلايستيشن5 هو أسهل جهاز منزلي صدر عبر التاريخ من ناحية إمكانية استغلال قدراته الوصول إلى الحدّ الأقصى لها. البرمجة على البلايستيشن5 هي في غاية البساطة. بشكلٍ عام، البلايستيشن5 هو الكونسول الأفضل.
* يرى علي أن مايكروسوفت ارتكبت نفس الخطأ الذي قامت به مع Xbox One لأنها قسمت الذاكرة العشوائية في Xbox Series X إلى قسمين، إحداهما أبطأ و الآخر أسرع، مما يعني زيادة التركيز على الذاكرة الأسرع و الأشياء التي يرغب المطورون أن يقوموا بتحميلها عليها و هو أمرٌ مزعج، و يعني أيضًا عوائق إضافية تُعيق الوصول إلى الأداء المثالي و الأفضل للبطاقة الرسوميّة و التيرافلوبس.
* يعتقد Ali Salehi أن الفرق في عدد الوحدات الحسابية بين الجهازين (36 وحدة حسابية للبلايستيشن5 مقابل 52 وحدة حسابية للإكس بوكس) لن يصنع فارقًا كبيرًا بين الجهازين و ذلك لأن تردد البطاقة الرسومية للبلايستيشن5 أعلى، مما يعني أن جميع المكونات الأخرى للبطاقة الرسومية ستعمل بكفاءة أعلى و تُقلل الفارق مع الإكس بوكس بالذات من ناحية المهام الرسومية التي تستفيد من زيادة السرعة في الترددات. لهذا السبب لن يصل Xbox Series X وفقًا لـAli Salehi إلى قوّة 12 تيرافلوبس إلا في الحالات المثالية.
*عند العمل بدقّة عرضٍ أعلى قد يواجه البلايستيشن5 المشاكل، Xbox Series X سيمتلك الكفاءة الأكبر في عرض البيكسلات.
*ما قامت به سوني تجاه الترددات المُتغيرة أكثر منطقية مما قامت به مايكروسوفت تجاه الترددات الثابتة، و ذلك لأن أداء الجهاز يتعدل بحسب الحاجة. على سبيل المثال، في صفحة للتحميل (loading) يتم توظيف المعالج و ليس البطاقة الرسومية، و في مشهدٍ تقترب فيه الكاميرا من وجه شخصية، تُصبح البطاقة الرسومية ضرورية مع عدم أهمية المعالج المركزي. الحلول العملية التي قدمتها سوني في هذا الجانب سيكون لها شأنٌ كبير.
*مايكروسوفت عرضت إمكانية تشغيل عدّة ألعاب في نفس الوقت و الانتقال بينها خلال فترة زمنية لا تزيد عن 5-6 ثواني، لكن هذا الوقت سيكون تحت الصفر في البلايستيشن5!
و أخيرًا، عند سؤاله كمبرمج ما هو الجهاز الأفضل بين الاثنين، إليكم ما قاله Ali Salehi:
حتمًا البلايستيشن5.
كمُبرمج، سأقول أن البلايستيشن5 أفضل بكثير، و أنا لا أعتقدُ أنك ستجدُ مبرمجًا سيكون بمقدوره التفوق على أداء البلايستيشن5 التقني عن طريق الإكس بوكس سيرس إكس. بالنسبة للإكس بوكس عليهم أن يضعوا برمجية DirectX و الويندوز على الكونسول و هي برمجيات قديمة جدًا، إلا أنّ سوني تقوم ببناء السوفتوير و مكتبة التعليمات البرمجية من الصفر مع كل جهاز جديد. هذا يخدم مصالحهم و مصالحنا، لأن هناك طريقة واحدة للقيام بالأمور، و طريقة سوني هي تقديم أفضل ما يُمكن تقديمه.
أجهزة الجيل الجديد ما زالت مُخططة للصدور قبل نهاية العام الحالي 2020.