رغم أنني لست من محبي ألعاب اطلاق النار او الـ shooter لكن سلسلة Gears تبقى من ألعابي المفضلة لجودة النظام القتالي، و كان خبرا مفرحا لي إعلان Gears Tactics لأني من عشاق نظام Turn-based tactics و ايضا من محبي سلسلة Gears. تدور أحداث القصة قبل 12 عام من قصة الجزء الاول، إذ بدأت مدن كوكب سيرا بالسقوط بعد ظهور وحوش من تحت الأرض، أمواج من وحوش اللوكست (locust) ظهرت بشكل مفاجئ، و مع فساد الحكومات أصبح سقوط كوكب سيرا مسألة وقت، و في هذه الفوضى تبرز فرقة من الناجين بقيادة الشخصية الرئيسية جابي دياز (والد كيت دياز بطلة gears 5)، حيث يجند العديد من الجنود لمقاومة جموع اللوكست بقيادة زعيمهم القوي Ukkon، العقل المدبر و صانع وحوش اللوكست (Ukkon ظهر للمره الاولى في مجلة comic في 2018 عن سلسلة Gears).
القصة عادية وليست اهم نقاط قوة اللعبة, لكن وجب الاشادة بالعروض الجيدة التي تظهر قبل و بعد كل مهمة. على أية حال، مطور اللعبة Splash Damage حاول ان ينقل شعور سلسلة Gears الى نظام لعب الـ Turn-based tactics, و أعتقد أنه نجح في ذلك، Gears Tactics أسرع نسبيا من معظم العاب هذه الجنرا، إذ إنّ المطور حاول مزج الأكشن مع النظام الاستراتيجي. نظام اللعب مشابه للعبة X-COM: لعبة أدوار تكتيكية بكاميرا علوية تحتوي على العناصر الأساسية لمثل هذا النوع مثل عداد يبين مدى فرصة الاصابة و نظام overwatch و نقاط حركة لكل جندي.
كل جندي يمتلك ثلاث نقاط حركة، تُستَنفذ النقاط بتنقل الجندي أو بإطلاق النار أو الحركات الخاصة، و يبدو واضحا اتجاه اللعبه الهجومي و العدواني حيث أن كل الحركات تستنفذ نقطة واحدة فقط، فمثلا لا يوجد سلاح يستنفذ نقاط اكثر من سلاح اخر، جميع الأدوات والاسلحة متشابهه في استهلاك النقاط و هذا يجعل اللعب اسرع بكثير من معظم العاب الصنف الأخرى، فعندما يصبح أحد جنودك بموقع جيد للإطلاق على العدو سيكون لديه ثلاث نقاط حركة، وبذلك يستطيع اطلاق النار ثلاث مرات بدل الانتظار لأكثر من دور لإطلاق النار عدة مرات.
نظام المراقبة (overwatch) مختلف عن الألعاب الاخرى, وأجده افضل من نظام X-COM. في X-COM نظام المراقبة يكون بكل الاتجاهات و أي عدو يتحرك من أي جهة سيتم اطلاق النار عليه، لكن في Gears سيكون عليك اختيار جهة مراقبة محدده وهذا يجعل هذا النظام أكثر تكتيكا، و مفيدا لقطع حركة العدو، و أعتقد أنّ هذا هو التطور المنطقي لنظام overwatch في هذا النوع من الالعاب. وعلى غرار العاب Gears الرئيسية الأعداء لن يموتوا أحيانا بل يسقطون على الارض لانتظار المساعدة مما هذا يفتح المجال لإدخال نظام الإنهاء المعروف عن سلسلة غيرز، فعند سقوط عدو على الأرض تستطيع أن تقضي عليه بطرق عنيفة بحسب السلاح المستخدم. بالنسبة للأعداء، تضمّ اللعبة عدداً لا بأس به من أنواع وحوش اللوكست لبذين ظهرو جميعاً في الأجزاء الرئيسية. الزعماء يقدمون تحديا كبيرا و يظهرون بأحجام مختلفة و كل زعيم يتطلّب استراتيجية معينة لهزيمته.
الذكاء الاصطناعي للأعداء مثير تمركزهم في الخريطة جيد، و أحيانا يتقسمون الى اكثر من مجموعة لمحاصرة كل جندي من جنودك على حدة. عمومًا، ينقسم الجنود الى قسمين: قسم الأبطال و هم الشخصيات الرئيسية؛ و لن تستطيع اكمال القصة اذا سقط احد الأبطال، أما القسم الثاني هي شخصيات التوليد العشوائي و تستطيع إكمال القصة بدونهم، و هذا مثير خصوصا اذا تعلقت بأحد الشخصيات العشوائية إذ ستقلق على خسارته بعد وصوله الى مرحلة قوية من التطور. كل شخصية لها مستوى (level) يرتفع مع إنجاز المهمات، و شجرة مهارات خاصة بها، و بإمكانك إضافة قطع الى الأسلحة لزيادة فعاليتها و القطع تجدها في صناديق بخرائط القتال، و يوجد خيار للتعديل على الشخصيات و اختيار ألوان مختلفة للدروع و أشكالها، و تغيير أسماء و أشكال الشخصيات العشوائية، عموما نظام تعديل الشخصيات ممتاز ويقدم خيارات منوعة.
ربما مأخذي الأساسي على اللعبة هو الخطية، غالبا في هذا النوع من الألعاب توجد خريطة تتنقل فيها الى المهمات المطلوبة بحرية و تبين شكل العالم، لكن هنا لا يوجد خريطة و لا مقر واضح للشخصيات و يبدو أن المطورين فقط اهتمو بالنظام القتالي، نعم القتال أساسي لكن كان من المفترض تواجد عناصر إضافية تضيف للتجربة مثل خريطة تبين شكل العالم و أماكن القتال و مقر للجنود، لكن للاسف الذي حصلنا عليه قوائم مملة و بسيطة؛ بعد نهاية كل قتال توجد ثلاثة اختيارات فقط: خيار تعديل الجنود و تطويرهم، و خيار المهمات, و الخيار الاخير القائمة الاساسية. و الغريب في الأمر ان القائمة الاساسية شبه خالية، هي فقط تبين لك عدد الصناديق التي وجدتها، و هذا جعلني أشعر ان اللعبة تعاني من نقص. على اية حال،توجد مهمات جانبية لكنها تتكرر، و أحيانا يجب ان تنفذ مهمة جانبية لفتح مهمة القصة.
الرسومات في اللعبة جميلة و تقارب مستوى رسوم Gears 5 رغم أن هذا النوع من الالعاب غالبا لا يركز على الرسومات كون الكاميرا بعيدة و علوية. جودة اللعبة جيدة و خالية من المشاكل التقنية تقريبا، و لكن توجد مشكلة مع الكاميرا عند ظهور الاعداء في الخريطة، إذ تتحرك الكاميرا وحدها لتبين أماكن العدو، و لن تستطيع تحريك الكاميرا لعدة ثوان، إذ أُفضل أن يكون لي الحرية بتحريك الكاميرا في جميع الأوقات. واجهتُ أيضًا مشكلة بأحد الوحوش العملاقة، عندما يأتي دوره كان يستغرق وقتا طويلا للحركة أو اطلاق النار, وكان من الافضل وجود خيار لتجاوز حركة الاعداء.
الأصوات في اللعبة جيدة, الموسيقى جميلة وتشابه موسيقى الأجزاء الرئيسية، الأداء الصوتي للشخصيات جيد، و حوارات الشخصيات الرئيسية أثناء القتال إضافة جميلة. عمر اللعبة طويل و بعض المهمات قد تستغرق اكثر من ساعه على حسب مستوى الصعوبة، و من الممكن إنهاء اللعبة خلال 15 ساعة. إجمالا، اللعبة هي تجربة مثيرة تملك نظاما قتاليا ممتعا و سريعا أفضله على X-COM لكن خطية اللعبة والقوائم المملة أثرت على التجربة.
قُمنا بمراجعة اللعبة عن طريق نسخة قام بتوفيرها الناشر على الحاسب الشخصي قبل الإصدار.