مختلف الألعاب تحاول تقديم فكرة أو ميكانيكيّة لعب جديدة تميّزها عن غيرها من التجارب لجذب إنتباه اللاعب بغض النظر عن نوع اللعبة، لعبتنا لليوم هي Wavey the Rocket والتي لا تحاول تقديم فكرة جديدة إلى نوع معروف من الألعاب بل تحاول تقديم تجربة جديدة بالكامل ومختلفة عن أي شيء قمنا بتجربته، ما هي هذه الفكرة؟ وكيف كانت التجربة؟ هذا ما سنطلعكم عليه في السطور التالية.
لن نطيل الحديث عن القصّة فهي مبرّرة لما يحدث لا أكثر، الصاروخ Wavey يرغب في الحصول على مشروبه المفضّل ولكنّ ذلك المشروب تم إيقاف تصنيعه بسبب الشرّير Evil2 الذي يقوم بتصنيع مشروبه الخاص لتحقيق مطامع معيّنة ممّا يدفع Wavey إلى محاولة إحباط خطط Evil2 في مسعاه لإستعادة مشروبه المفضّل، اللعبة تقدّم مستوى رسومي جيّد ويتميّز عالمها بألوانه الساطعة مع تعدّد الألوان والطابع الذي تقدّمه المراحل، موسيقى اللعبة هي من النوع الإلكتروني الذي يحظى بتنوّع مرتبط بالمرحلة وطابعها هو الأخر والألحان هنا تؤدّي غرضها دون أن تترك إنطباعاً دائماً.
بالحديث عن أسلوب اللعب فأدق وصف يمكن أن نطلقه على اللعبة هو بكونها لعبة “تكوين موجات” فأنتم لا تتحكّمون بشكل مباشر بشخصيّة Wavey بل تتحكّمون بالموجة التي يقوم بالتحرّك وفقاً لها، منظومة التحكّم بسيطة جداً وتقتصر على زر يزيد من إرتفاع الموجة وأخر يقوم بالعكس مع زر لإطالة الموجة والذي يجعلكم تتحرّكون بسرعة أكبر بينما الزر الأخر يقوم بالتقصير من طول الموجة مع إبطاء الحركة وأخيراً لدينا الزر المخصّص للإندفاع.
بالرغم من بساطة منظومة التحكّم فإنّ التعوّد على فكرة اللعبة التي تقتصر على التحكّم بالموجة ستتطلّب منكم بعض الوقت للتعوّد عليها وإتقانها ويجب أن نشيد بتصميم المراحل الدقيق والمميّز الذي يجبركم على تعلّم مختلف الخدع والمناورات الممكن القيام بها لإنهاء تلك المراحل خاصةً في حال كنتم تهدفون لتجميع النقاط والحصول على تقييم عالي ففي أحد المراحل على سبيل المثال ستقومون بزيادة إرتفاع الموجة وتقصير طولها لجمع النقاط ومن ثمّ يتوجّب عليكم الإندفاع من خلال فتحة صغيرة يتبعها زيادة السرعة وإطالة الموجهة مباشرةً لتخطّي العائق الموضوع أمامكم حيث أنّ لمس أي غرض في البيئة في هذه اللعبة يعني إنفجار Wavey والإعادة من أخر نقطة حفظ.
المراحل في اللعبة موزّعة على عدّة مناطق كل منطقة منها تقدّم مراحل بطابع وفكرة معيّنة فالبعض مبني على طابع الأهرامات والأثار وهو مليء بالفخاخ بينما البعض الأخير مبني على هيئة مصنع مليء بالمعدّات والآليّات التي قد تطحنكم إن لم تكونوا حذرين، للإنتقال إلى المنطقة التالية يجب أن تقوموا بإنهاء جميع المراحل في المنطقة الحاليّة أو أن تجمعوا عدداً معيّناً من الجواهر حيث تقدّم كل مرحلة 3 جواهر موضوعة في أماكن يصعب الوصول إليه وتجميع تلك الجواهر سيجعل من المرحلة أكثر تحدياً، كل بضعة مراحل ستخوضون مواجهات زعماء كل منها يتميّز عن سابقه في الفكرة وكيفيّة الفوز وبالرغم من أنّ مواجهات الزعماء ليست فريدة جداً لكنّها تغيير مرحّب به ما بين المراحل المعتادة.
اللعبة تقدّم 81 مرحلة مختلفة من ضمنها تحديّات جانبيّة كتحدّي خاص بكرّة السلّة أو إصابة الأهداف كما تتواجد تحديّات الـGrandmaster والتي تصلون إليها من خلال العثور على مفاتيح موزّعة في المراحل والمحتوى هنا غني ويقدّم ساعات وساعات من اللعب بالإضافة إلى قيمة كبيرة لإعادة المراحل للحصول على تقييم أفضل أو تجميع الجواهر والمفاتيح، بالرغم من الحسنات العديدة للتجربة فإنّها تعاني من مشكلة واحدة ستجعلها تجربة غير قابلة للعب من قبل العديدين وهي الصعوبة، الصعوبة في نسبة لا يستهان بها من المراحل قد تصل إلى درجة منفّرة وتتطلّب الكثير من التركيز والمحاولة حتّى إنهائها ووجدت بأنّ العديد من هذه المراحل سلبت اللعبة من متعتها وجعلتني أعيد التفكير في جميع القرارات التي إتخذتها حتّى الأن.
عمر التجربة يعتمد بشكل كبير على مدى مهارتكم وقدرتكم على التعامل مع المواقف العويصة التي ستضعكم فيها اللعبة ما بين الحين والأخر، يمكنكم قضاء 20 ساعة بسهولة مع Wavey the Rocket في حال قرّرتم إنهاء جميع المراحل وخوض التحديّات الجانبيّة واللعبة تقدّم محتوى مرضي جداً مقابل سعرها الذي يبلغ 16.99 دولار، Wavey the Rocket تجربة مبتكرة ومسليّة جداً بأسلوب اللعب الفريد الذي تقدّمه ولكنّها أيضاً تجربة موجّهة للمحترفين الذين بالرغم من مدى براعتهم سيواجهون العديد من الصعوبات نتيجة الصعوبة المنفّرة التي تصل إليها اللعبة في عدد لا يستهان به من مراحلها.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة حاسب شخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.