عليك أن تتجنّب إطعام القرود في أقفاصها، باستثناء أن القرود هي ليست قرودًا في واقع الأمر و إنما بشر تحت المُراقبة، و الطعام ليس طعامًا و إنما معلومات، نعم عليك أن تتجنب تغذية البشر بالمعلومات، هذا ما تقوم عليه هذه اللعبة العجائبية، و هذا ما أثار فضولنا لمراجعتها فأنتَ لا ترى ألعابًا بهذه الغرابة و الابتكار كلَّ يوم، Do Not Feed the Monkeys متوفرة متجر eShop بعد أن صدرت سابقًا على الحاسب الشخصي و ها نحنُ نُراجع نسخة الننتندو سويتش.
Do Not Feed the Monkeys هي لعبة غريبة حقًا، و بينما تُصنّف كلعبة استراتيجية و كلعبة مُحاكاة بسبب عناصر إدارة الموارد التي تتواجد فيها، نعتقد أنها تميل إلى صنف ألعاب “أشّر و اضغط” الكلاسيكي، و هي تبدو لنا مُستلهمة في فكرتها الرئيسية على الأقل من لعبة Night Trap التي صدرت على جهاز Sega CD في التسعينات، و هي تقوم على فكرة مشابهة: مُراقبة الكاميرات للتجسس على الغُرباء!
نعم هذه هي الفكرة الأساسية للعب، سيستقبل الاعب بريدًا إلكترونيًا يدعوه للانضمام إلى نادي (The Primate Observation Club)، و سيكون عليه أن يُحقق أهداف النادي بمراقبة مجموعة من الأقفاص… الأقفاص، هي ليست سوى كاميرات مُراقبة موزعة في عددٍ من الأماكن، و على اللاعب مُراقبتها بهدف استخراج المعلومات عنها و اكتشاف حقيقة ما يدور فيها… و لا يكتفي اللاعب بالمراقبة فحسب بل بإمكانه أيضًا ش كل هذا بشرطٍ واحد: لا تُطعم المعلومات للأقفاص، و امتنع عن الاتصال معهم، هل عليك أن تفعل هذا حقًا؟ الخيار يعود إليك عزيزي اللاعب، لأن بمقدورك حتمًا أن تُطعم القرود!
إدارة الوقت هي العنصر الجوهري و الحاسم في هذه اللعبة، على اللاعب أن يُنظم وقته بين مُراقبة الأقفاص (أو الكاميرات)، علمًا أن المَشاهِد أو الأحداث قد تختلف بحسب اختلاف دورة الليل و النهار، و عليه تدوين مُلاحظاته في مفكرة أو استخراج المعلومات و البحث عنها من خلال مُحرّك بحث بداخل اللعبة مما يسمح بالوصول إلى المزيد من المعلومات حول ما يجري حقًا في هذه الأقفاص، و في ذات الوقت على اللاعب أن يجمع المال عن طريق العمل في وظائف تستهلك وقتًا ثمينًا، من أجل تسديد إيجار الشقّة و كذلك من أجل شراء الطعام و الحفاظ على الشخصية من الجوع. تمنينا أن تكون اللعبة أكثر كرمًا مع اللاعب في سرعة انقضاء الوقت!
لهذا السبب يُمكن القول أنها لعبة استراتيجية، هناك عداد لمدى الجوع و عداد لمدى حاجة اللاعب إلى النوم و يجب الحفاظ عليهما، أحداث اللعبة تجري في الزمن الحقيقي أي أن الوقت لا يتوقف و لا يُمكن إيقافه، و في الحقيقة نعتقدُ أن الوقت كان ضيقًا و محدودًا بعض الشيء و إن كان هذا مقصودًا في رأينا لخلق الضغط على اللاعب و إجباره على اتخاذ قراراتٍ صعبة في بعض الأحيان. النوم يملأ عداد النوم/النعاس و الطعام الطازج الذي يُمكن شراؤه يقوم بزيادة عداد الصحة أو الطاقة، المال ليس كثيرًا و أنتَ بحاجته حتى تشتري المزيد من الأقفاص قبل الوصول إلى يومٍ مُحدد حتى تواصل اللعبة.
سيُرسل إليك النادي أو المُنظمة مجموعة من الأسئلة عن الأقفاص التي تقوم بمراقبتها و عليك الإجابة عن هذه الأسئلة قبل نهاية الوقت المُحدد، أو بالطبع، الاتصال مع أصحاب هذه الأقفاص، قراراتك قد تؤدي إلى عواقب وخيمة و غير متوقعة مثل تدمير الأقفاص! بل و يُمكن لها أن تؤثر على النهاية أيضًا، إذ تضمّ اللعبة نهاياتٍ مُتعدّدة. على أية حال، عليك ألا تتوقع حبكة قصصية عبقرية من اللعبة أو من الأقفاص، أو كمية نصوص ضخمة فهي لا تُقدّم ذلك، و لعلّ هذا جعل التجربة ككل تميل إلى المستوى المتوسط في منظورنا.
أثارت Do Not Feed the Monkeys اهتمامنا عندما سمعنا عنها للمرّة الأولى بفضل فكرتها الفريدة، اللعبة جيدة حتمًا و لا يُمكنك حقًا استخراج الكثير من العيوب فيها، إلا أننا في ذات الوقت كنا نطمح إلى تجربة أكثر عبقرية مما حصلنا عليه، Do Not Feed the Monkeys هي لعبة ممتعة، التجسس على الآخرين و معرفة خباياهم و الأسئلة التي تطرحها اللعبة تجعلك تشعر بنوعً من التشويق (في ألعاب الفيديو فحسب، بالطبع!) مع الحاجة إلى إدارة الوقت بشكلٍ بارع، إلا أنها تترك أيضًا نوعًا من عدم الرضى على اللاعب عند الانتهاء منها، ستجد نفسك تتساءل… هل هذا كل شيء؟ على أية حال، نعتقد أن الفئة التي ستهتم بهذه اللعبة من الجماهير هي فئة ستُلاحق فكرة اللعبة المبتكرة و لن تهتمّ كثيرًا بالتقييم، في نهاية المطاف Do Not Feed the Monkeys هي لعبة تعرف ماذا تُريد أن تُقدم و ما هو نوع التجربة التي ترغب في صنعها.
حصلنا على نسخة المراجعة لجهاز Switch من الناشر.