سلسلة كرة القدم الأشهر عالميًا تعود من جديد بإصدار هذا العام Fifa 21 من شركة Electronic Arts، اللعبة تعد بالعديد من التحسينات التي طال انتظارُها على طريقة اللعب و الذكاء الاصطناعي فهل أوفت فيفا بوعودها هذه المرّة؟ واصلوا قراءة المراجعة لتتعرفوا على المزيد.
فيفا هي سلسلة ألعاب عريقة للغاية و قد بدأت الصدور منذ العام 1993 و حققت النجاح الذي بدأ يتضاعف مع الأجزاء المرقمة التي بدأت من Fifa 95 فصاعدًا، و في الحقيقة و بكوننا من عشاق كرة القدم منذُ الصغر فقد كنا حريصين على لعب أجزاء فيفا الجديدة سنويًا منذ إصدار 1995، و مع أننا كنا نفضل آنذاك تحفة كونامي الشهيرة International Superstar Soccer إلا أن فيفا كانت تملك مزاياها الخاصة بطريقة اللعب الممتعة و حتى بوجود مباريات الصالة في بعض الإصدارات، فيفا وصلت إلى قمة النجاح و الشعبية مع إصدار 98 الذي رافق كأس العالم و في العقد الأول من الألفية تراجعت كثيرًا و تخبطت في طريقة اللعب لسنواتٍ طويلة حتى بدأت بالتحسن مرة أخرى على أجهزة PS3/X360 لتعتلي عرش كرة القدم من جديد و لتهزم المنافس العنيد PES من كونامي تجاريًا و حتى على صعيد المستوى.
باتت فيفا تُقدم مجموعة كبيرة من أطوار اللعب، فهناك طور المهنة الذي ينقسم إلى طور اللاعب أو طور الإداري و قد قمنا بلعب طور الإداري المليء بالخيارات مثل زرع شبكة مواهب حول العالم و مراجعة التقارير حول اللاعبين و وضع خطة لتطوير اللاعبين و إجراء الصفقات و الانتقالات و اصطياد المواهب و هو طور ممتع و يتطلب مهارة في إدارة الفريق إلا أن كثرة الخيارات فيه خارج الملعب ربما لا تروق لجميع اللاعبين، هناك أيضًا طور Ultimate Team الذي بات علامة فارقة لمحبي سلسلة Fifa، و طور Volta و مباريات 3 ضد 3 لاعبين أو 4 ضد 4 أو 5 ضد 5 لاعبين بملاعب مغلقة أو مفتوحة، و يُمكن اللعب أيضًا بقواعد الـFutsal (كرة الصالات).
أنا لستُ أكبر المعجبين بطريقة اللعب الآركيدية و الاستعراضية جدًا في كرة الصالات و أُفضل اللعب الأساسي في الملاعب العشبية الكبيرة و محاكاة كرة القدم الأكثر واقعية في هذه الملاعب التي تُقدمها هذه اللعبة، نسخة هذا العام من Fifa تُضيف مهارات كانت مطلوبة مثل Agile Dribbling و هي خاصية مراوعة جديدة عن طريق ضغط R1 و تحريك عصا الأنالوغ الأيمن و هي خاصية موجودة لجميع اللاعبين إلا أن كفاءتها ترتفع بارتفاع مهارات معينة لدى اللاعب مثل مهارة التحكّم بالكرة و مهارة المراوغة، مما يُساعد على التخلص من المدافعين بطريقة أكثر فعالية في مواجهات الواحد لواحد.
الإضافة التي قد تكون أكثر فعالية أو أهمية هي إمكانية توجيه لاعبي الفريق الآخرين بدون كرة إما أثناء الركض أو عند التمرير، و هذا يُساهم في حلّ “أزمة” اشتكى منها اللاعبون طويلًا عندما لا يتحرّك الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي يُريده اللاعب و يُتيح تحكمًا أكبر في الفريق. بالإضافة إلى ذلك فقد أراد مصممو اللعبة أن يزيدوا من قيمة التمركز التكتيكي و ستُشاهد كبار اللاعبين و من يملك هذه المهارة يتحركون بدون كرة لاتخاذ الوضعية المثالية هجومًا أو دفاعًا. حسنًا، هل هذه الخواص كافية؟ في الحقيقة… نعتقدُ أن طريقة اللعب في فيفا تخطو في الاتجاه الصحيح لكنها ما زالت بحاجة إلى المزيد من التحسين، اللعبة ما زالت تمنح اللاعب إحساسًا مشابهًا لما هي عليه منذ سنواتٍ طويلة و نشعر أنها قد باتت بحاجة ماسة إلى تطويرٍ كبير على وزنية اللعب و واقعيته و كذلك تحريك اللاعبين و ربما يتحقق هذا مع نقلة الجيل الجديد المنتظرة، و كذلك فإن وجوه اللاعبين و هي مشكلة أزلية لسلسلة فيفا ما زالت تعاني من قلة الواقعية، عندما ألعب بنادي بايرن ميونيخ الألماني و أُسجل هدفًا بالمهاجم البولندي المكّار ليفاندوفسكي و أُشاهد الإعادة لا أملك سوى أن أتساءل أهذا ليفاندوفسكي أم إيفان بيرستش؟!
فيفا 21 خطوة في الاتجاه الصحيح و لعبة غنية بالمحتويات و يُمكن أن تقضي عليها عشرات إن لم يكن مئات الساعات من المتعة، اللعبة قامت بإضافة العديد من التحسينات المُفيدة على طريقة اللعب إلا أنها ما زالت بحاجة إلى تطوير على صعيد الفيزيائية و التحريك و وزنية اللعب التي ما زالت تميل إلى الهجوم بصورة كبيرة و يكفي أنني نجحتُ في تسجيل أكثر من 9 أهداف في مباراة واحدة ضد نادي إنتر ميلان الإيطالي بمستوى الصعوبة العالمي، كما فقدت اللعبة بعض الحقوق بصورة غريبة مثل حقوق السيدة العجوز نادي يوفنتوس الإيطالي الذي يتواجد تحت اسم Piemonte Calcio.
تمّت مراجعة اللعبة بنسخة PS4 قام الناشر بتوفيرها قبل صدور اللعبة في الأسواق