عُرف فريق التطوير Dontnod بتجاربه القصصية التي تصدر على عدة حلقات وعادة ما تقوم تلك الألعاب بتقديم عنصر خيالي إلى عملية السرد لجعل الأمور مثيرة للإهتمام، أحدث الألعاب التي يقدّمها الفريق هي لعبة الغموض Twin Mirror والتي تصدر هذه المرة كتجربة كاملة بعيداً عن نظام الحلقات المعتاد وسنعرّفكم أكثر على هذه التجربة في السطور التالية.
القصة تضعكم في دور Samuel “Sam” Higgs التحرّي الصحفي الذي يعود إلى بلدته لحضور جنازة صديقه المقرّب Nicholas الذي توفّي في حادث غريب، Sam غادر البلدة قبل عامين وذلك بعد أن قام بنشر مقال صحفي بيّن مخالفات عديدية وقع فيها منجم الفحم الخاص بالبلدة ممّا قاد إلى إغلاق المنجم الذي عمل فيه العديد من سكّان البلدة ممّا جعل العيش في تلك البيئة مرهقاً لـSam الذي غادر بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، في اليوم التالي للجنازة يستيقظ Sam في الفندق ليجد قميصه ملطخاً بالدماء ومن هنا تبدؤون في البحث عن مصدر هذه الدماء وإكتشاف الأسرار الخطيرة التي تخفيها البلدة.
بداية القصة كانت جيدة فهي طرحت لغزاً مثيراً للإهتمام مع بعض الأسئلة ولكنّها سرعان ما تصبح محبطة فبعد تجاوز النصف ساعة الأولى يصبح كل شيء واضحاً ويختفي الغموض من التجربة ومن السهل جداً توقّع ما ستؤول إليه الأمور بل وحتى كيف ستحدث فالقصة التي تسردها اللعبة سبق وأن تمّ سردها مرّات ومرّات عديدة سواءً في أفلام أو ألعاب أخرى، بلدة Basswood مليئة بالشخصيات المتفاوتة في طباعها وتصرّفاتها ولكنّ اللعبة لا تستغل هذه الشخصيات فأنتم ستخوضون محادثة أو محادثتين على الأكثر مع أغلب الشخصيات دون أن يكون لتلك المحادثات أي أثر فعلي على الأحداث.
Sam لديه ما يُعرف بالـMind Palace وهو مكان في عقله يمثّل قدرته على معالجة جميع المعطيات بشكل موضوعي وتحليلها للوصول إلى ما حدث بالفعل كما يملك رفيقاً خيالياً يمثّل الجانب العاطفي ويقوم بالحديث مع Sam وتوفير بعض النصائح حول كيفية التفاعل مع الشخصيات الأخرى وبالرغم من أنّ هاتين النقطتين مثيرتان للإهتمام إلّا أنّ اللعبة لا تستغلّهما بالشكل المناسب مع الأسف، يمكننا القول بأنّ اللعبة تملك جميع مقوّمات القصة الجيدة من تعدّد للشخصيات وتواجد الأفكار المثيرة للإهتمام ولكنّها لا تستغل تلك الأفكار والنتيجة هي قصة أقل من متوسطة.
رسومات اللعبة جيدة وبعض المناطق التي ستقومون بزيارتها تبدو جميلة دون وجود أي عنصر إبهار فعلي، الألحان التي تمّ تقديمها كانت جيدة وتؤدّي غرضها هي الأخرى دون تقديم شيء مميّز. تجربة اللعب تقتصر على الحديث مع الشخصيات مع تواجد خيارات لخوض المحادثات ولكنّ كما ذكرنا فأكثر هذه المحادثات وخياراتها لن يكون لها أثر على الأحداث، ستقومون أيضاً بالتجوّل في مناطق متعدّدة لجمع الأدلة والتفاعل مع البيئة وما إن قمتم بجمع القدر الكافي من المعلومات ستعودون إلى الـMind Palace لإعادة تكوين الأحداث ويتم ذلك من خلال عرض مقاطع فيها عدة عناصر قابلة للتبديل واللعبة تتطلّب منكم إيجاد العناصر التي تتوافق مع تحقيقكم للوصول إلى الحقيقة وهي فكرة تضيف بعض التجديد على عملية التحقيق بالرغم من محدوديتها، هنالك أيضاً بعض الألغاز أو التحديات المصغّرة التي تخوضونها في الـMind Palace عندما يشعر Sam بالذعر ولكنّ تلك الجزئيات قليلة جداً ولا تقدّم أي تحدي يذكر فهي بسيطة جداً والهدف منها كسر الروتين لا أكثر.
التجربة قصيرة ويمكن إنهاؤها خلال 5 ساعات فقط، هنالك بضعة محادثات قليلة قد تغيّر قليلاً من علاقتكم ببعض الشخصيات ولكنّها ليست كافية لإعادة خوض التجربة، في النهاية وجدنا بأنّ Twin Mirror تجربة أقل من متوسطة فهي تفشل في الإستفادة ممّا تملكه من مقوّمات لسرد قصة جيدة وتجربة اللعب محدودة جداً ولا تملك الحوافز التي تدفعكم إلى خوضها مرةً أخرى.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.