ها هي ثلاثية أفضل سلسلة تجسس و اغتيال و التي انطلقت في 2016 من فريق IO Interactive تصل إلى أخر أجزائها. و كما وعد فريق التطوير ، فإن الجزء الثالث سيسمح لك بتجرب مراحل الجزئين الأول و الثاني ، مع كل التحسينات التي حظي بها الجزء الثالث من ميزات وقدرات جديدة. هذه التحسينات تشمل رسومات محسنة، تحسينات وعناصر جديدة في أسلوب اللعب، بالإضافة إلى تحسينات تشمل التحريك والانعكاسات على الأسطح. برأينا هذا هو الوقت الأمثل بالدخول بشكل عميق لواحدة من أعظم سلاسل التخفي التي قدمتها صناعة الألعاب.
خلال أحداث هذا الجزء ستزور العديد من المدن المختلفة حول العالم بمختلف بيئاتها، وهدف العميل 47 في هذا الجزء هو الإنهاء على مجموعة من أصعب وأكثر الأشخاص حماية على مر تاريخ هذه السلسلة. طبعا مهما كانت خبرة العميل 47 فهو لايزال بحاجة الى مرافقين، ومن هنا يأتي أهم وأعز شخصين عنده، وهم Lucas Gray و Diana Burnwoods. هذين الشخصين يلعبون دور كبير في التعزيز للعميل 47 أثناء أداء مهمته الأخيرة ، وهي القضاء على كل شركاء وعملاء جماعة Providence، لكن مثل أي حكاية تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وعالم اللعبة سيختلف على كل من العميل 47 و مواطني هذا العالم السوداوي.
نأتي الآن إلى مهمات اللعبة والقصة التي تطرحها، بكونها الجزء الأخير من السلسلة، فسيشهد اللاعبين خلال تختيمتهم الأولى العديد من المشاهد القصصية داخل المراحل نفسها، هذا بخلاف المشاهد التي تسبق كل مهمة. عناصر أخرى خلال تختيمتك الأولى ستشمل أدوات وملابس معينة، بداية المهمة من مكان معين، وحتى منطقة الهروب بعد إنهائك للمهمة ستكون محددة، كل هذه النقاط تلعب دور مهم في بناء الأحداث ، حتى تعزز الختامية لهذه الثلاثية، لكن بمجرد ما إن تنتهي من المهمة مره واحدة، ستتوفر لك تلك الحرية التي تعودنا عليها. لا تقلقوا، اللعبة لن تجبرك في خوض توجه معين للتخلص من الأعداء، لكن اذا كنت تريد التعرف على عالم اللعبة والدوافع خلف الكثير من الأمور، فننصحك باتخاذ التوجه القصصي.
أسلوب اللعب والتحكم لايزال في قمة المتعة، كل مرحلة عبارة عن عالم ضخم نسبيا ، وتستطيع التفاعل مع كل كبيرة وصغيرة. نتحدث عن أبسط الأشياء مثل علبة مشروب غازي، الى تهكير الخوادم الحاسوبية و المزيد. أحد الأدوات الأساسية للعميل 47 هي الكاميرا، عن طريقها تستطيع فتح النوافذ و الأبواب المقفلة، و بإمكانك استعمالها كأدوات تحليل، فهي تحلل لك عدة أدوات مختلفة حتى تعرف معلومات أكثر عن المرحلة، و تفتح لك مجال في إيجاد طرق جديد لاغتيال أهدافك. بشكل عام حركة العميل 47 أصبحت أكثر سلاسة و سرعة من السابق ، خصوصا في التسلق، والفريق عزز حركة العميل 47 عن طريق تواجد اختصارات معينة في كل مراحل اللعبة، و يمكنك فتحها من جهة واحدة فقط، و عندما تفتح هذه الإختصارات فستظل مفتوحة أثناء إعادة لعب هذه المراحل، وهذه النقطة ستلعب دور كبير في إيجاد طرق جديدة للتخلص من أهدافك بشكل أسرع. لذة اللعبة تكمن في إعطاء كامل الحرية لك في إيجاد الطرق المناسبة لقتل أي هدف، وهذا الجزء يوفر المزيد من الطرق الجريئة التي تتطلب تخطيط حذر، وعندما تنفذها تعطيك شعور مرضي لن تجده في أي لعبة تخفي أخرى.
مظهر بيئة اللعبة مذهل بشكل خلاب، كل منطقة من مناطق الجزء الثالث تستعرض لك عوامل مختلفة من مظهرها الرائع، بعضها يستعرض الإنارة الطبيعية وظهور انعكاساتها داخل برج خليفة، وأخرى تعكس بنجاح الأجواء البريطانية القاتمة، وأخيرا إنارة النيون والأجواء الممطرة في مدينة Chongqing التي بنجاح قدمت معمارية مدينة مختلفة تماما عن ماقدمته هذه الثلاثية، والمزيد من المراحل الأخرى المميزة التي من رأي أعطتنا أفضل مراحل هذه السلسلة. رغم أن البيئة جميلة جدا، لكن للأسف حتى بعد ثلاث أجزاء ستجد أن عدد كبير من الـ NPCs لا يملكون تفاصيل عالية من التعابير على وجوههم، و أيضا جودة وجوهم صعيفة مما يعكر من اندماجك في عالم اللعبة جميل.
بعض المهمات الجديدة في الجزء الثالث تم تقديمها بشكل جذاب ، بدلا من فقط تحديد من هم أهدافك ستجد في بعض المراحل أنك تعيش دور شخصية مختلفة بالكامل، مثل شخصية المحقق، التي عززت حس الأستكشاف، وهذا شيء جميل لأنها تعود اللاعب على التركيز على البيئة من حوله. مهمة أخرى أعجبتني و كانت مختلفة و فيها كالعادة علي البحث و التخلص عن أهداف معينة، لكن لن تعرف شكلهم أو حتى موقعهم، فهذه نقطة أخرى ممتازة في تدريب اللاعب على الانغمار في العالم والتنصت إلى كل المحادثات، لأنها ستبين لك هدفك. هذا التوجه شيء مرحب فيه وهو مثل “Tutorial” أو المرحلة التدريبية بشكل مخفي، ويحسن من أسلوب لعبك في Hitman حتى يرفع من تجربتك لهذه السلسلة بشكل عام. العيب الوحيد هو أني تمنيت تواجد هذا التنويع في أغلب مراحل اللعبة، لأنه أعطى جوهر و روح لهذه السلسلة وتواجده قد يجذب المزيد من اللاعبين لهذه السلسلة.
ثلاثية Hitman The World of Assassination مرت في مراحل مختلفة، وفريق التطوير كان يتعلم ويحسن منها أثناء اللعب حتى تمكنوا من صنع الجزء الأفضل من سلسلة Hitman، التحكم والحركة البطيئة قد لاتروق للكل، لكن أي شخص فاتته تجربة هذه الثلاثية فهو ضيع فرضه في التعرف على فن الاغتيال في واحد من أمتع الألعاب التخفي.
تمت مراجعة هذه اللعبة على جهاز PC بنسخة مزودة من الناشر.
