لعبة The Medium هي حصرية مايكرسوفت لأجهزة الجيل الجديد من فريق Blooper Team و الذي اشتهر بتطوير ألعاب الرعب النفسي والغموض والاستكشاف مثل Layers of Fear و Observer. هذه اللعبة الجديدة من الفريق تم استلهامها من ألعاب الرعب الكلاسيكية مثل سايلنت هيل و Alan Wake. و تعتمد فكرة اللعبة الرئيسية على تواجد الشخصية في عالمين متوازيين في نفس الوقت على الشاشة بشكل لم نره من قبل.
القصة من بداية اللعبة يبدو عليها الغموض الكبير، سوف تستمع لأحاديث من عدة أشخاص لا تعرفهم. الأحداث في البداية ستكون بسيطة و بطيئة، و ربما لن تثير انتباهك بشكل كبير ولكن عندما تتقدم أكثر في اللعبة ستكتشف أماكن مثيرة للاهتمام، و ستجد رسائل و مدونات لأشخاص مختلفين، كل واحد منهم يحكي عن تجربته او الماضي الخاص به. لاحقا كل شيء سيكون منطقيا بالنسبة لك، فكل هذه المعلومات متصلة في دوامة مليئة بالألغاز والغموض، و مع الوقت ستغوص في لب القصة و تشدك أحداثها بقوة، قد تكون هذه أكثر قصة لعبة رعب استمتعت فيها الى يومنا هذا.
نظام اللعب هو أبرز عناصر هذه اللعبة، و يستخدم فكرة Dual Reality أو ما يمكن تسميته الواقع المزدوج. و الفكرة مبدأها أنك سوف تلعب بشخصية البطلة في عالمين مختلفين في نفس الوقت، حيث تنقسم الشاشة الى قسمين، و تستطيع مشاهدة البطلة تتحرك بشكل متزامن في بيئتين مختلفتين. العالمين الذين نتحدث عنهم هم عالم الأحياء الواقعي و عالم آخر يسمى بعالم الأرواح، حيث ترى هناك شخصية هي نسخة منك تتحرك فيه. الفكرة الرئيسية في اللعبة هي حل ألغاز متعددة باستخدام فكرة التواجد في عالمين. كمثال يمكن أن تجد بابا مغلقا في العالم الواقعي، لكن ان فتحته في عالم الأرواح يفتح لك الطريق أيضا في العالم الواقعي، و العكس صحيح. اللعبة بشكل رئيسي تعتمد على الألغاز و حلها، و لا يوجد بها قتال و معارك من أي نوع، و تعتمد على عناصر الرعب الكلاسيكية للعب بمشاعرك أثناء التجول و البحث. مثلا أحد مقاطع اللعب تقوم بفكرة مشابهة لما رأينا في لعبة Death Stranding، حيث تقوم بكتم نفسك لمحاولة المرور من عدو معين دون أن يكتشفك. بعض المقاطع الأخرى تتضمن هروب من عدو معين، و في هذه المقاطع يمكن أن تموت الشخصية و تضطر للإعادة. بشكل عام الألغاز متنوعة جدا و لا تتكرر في اللعبة، لكن بعض الفقرات تتكرر بشكل مزعج أحيانا، مثل بعض الأبواب الجلدية التي يجب عليك فتحها باستخدام مشرط، و عملية فتحها بطيئة و يطلب منك تكرار ذلك عدة مرات.
الأجواء ليست الشيء الوحيد الذي استلهمته هذه اللعبة من ألعاب الرعب الكلاسيكية، لكن أيضا أسلوب الكاميرا أثناء اللعب. في هذه اللعبة ستكون الكاميرا ثابتة و لا يمكنك تحريكها، إنما ستتحرك معك أثناء اللعب بشكل تلقائي. فريق التطوير تحدث عن مسألة محاولة تقديم كاميرا متحركة، و لكنه ذكر أن أثناء تجربة الفكرة شعر اللاعبون بالدوران، و نستطيع أن نتخيل ذلك فعلا. عموما الكاميرا الثابتة تعمل بشكل ممتاز في اللعبة، و هي تفي بالغرض كونها لعبة حل ألغاز و لا يوجد فيها قتال على الإطلاق.
رسوم اللعبة رائعة جدا وتبرز فيها تفاصيل عديدة، خصوصا تعابير الوجه للشخصية وأيضا تفاصيل البيئات في اللعبة. لكن كما هو معتاد هذه الأيام واجهنا بعض المشاكل التقنية الرسومية، مثل الظهور المفاجيء للنقوش على الجدران أو ما يسمى بـTexture Popup. و أيضا لاحظت احيانا تظهر أنوار قوس الألوان على الشاشة بشكل غريب، و كان يختفي اذا قمت بتحميل ملف الحفظ من جديد، عموما هذه الأخطاء يمكن حلها بتحديث مستقبلي، سيعتمد الأمر على المطور. بشكل عام لاحظنا أن اللعبة تتطلب الكثير من الجهد على الجهاز ، حيث أن شخصيتيتن و عالمين مختلفين يعملان في نفس الوقت على الشاشة، على جهاز Xbox Series X من خلال تجربتنا حصلنا على 30 إطار في أفضل الأحوال، بعض الأحيان شعرنا أنه يهبط عن هذا الرقم، لكن الحقيقة هي أننا لم نجد هذا أمرا مزعجا، خصوصا أنها ليست لعبة أكشن و سنتحدث عن هذا أكثر لاحقا. لمن يريد أن يعرف فتجربتنا السريعة على الـPC اكتشفنا من خلالها أنه يمكنه تشغيلها بسرعة 60 إطار.
من الأمور التي ستعجب عشاق ألعاب الرعب الكلاسيكية هي أن الموسيقى في اللعبة من تلحين الشهير اكيرا ياموكا، و الذي اشتهر بتلحين سلسلة سايلنت هيل الشهيرة. هنا اكيرا أطلق ابداعه من جديد ،الموسيقى في اللعبة ساحرة وجميلة و ستعطيك احساس بجو المكان الذي تتواجد فيه، حيث يختلف أسلوب الموسيقى من مكان الى آخر. المؤثرات الصوتية في اللعبة تم تطبيقها بشكل ممتاز، ستسمع همسات مثلا اذا اقتربت من أداة عليها ذكريات محفورة، و أحيانا تسمع صوت خطوات أقدام من حولك، فالأصوات تلعب دورا مهما في اللعبة وتدخلك أجوائها و تساعدك في استكشاف المكان وحل الالغاز.
تمت مراجعة هذه اللعبة على جهاز Xbox Series X بنسخة مزودة من الناشر.