عندما يفقد المطوّر ذاكرته ويختل التوازن في المملكة الرقمية، عندما يبدأ فرسان البيت الأحمر بإثارة الفوضى في كل مكان وتفشل جميع الخطط لإيقافهم وتنفذ الخيارات، عندها نستدعي Narita Boy! هذا البطل القادم من عالم أخر سيخوض رحلته الطويلة عبر الغابات المظلمة وخلال صحاري البيت الأصفر مروراً بمدن البيت الأزرق لدحر قوى الشر وإعادة التوازن إلى المملكة في رحلة مثيرة وعاطفية وربّما هزلية في بعض الأوقات، فهل أنتم مستعدون لخوض تلك المغامرة؟ إذا هيا بنا!
عالم Narita Boy مستوحى من الحاسب الآلي وشخصياته هي البرامج والقطع الأساسية التي تشكّل الحاسب، المملكة الرقمية مكوّنة من 3 بيوت هي البيت الأحمر، الأصفر والأزرق والمملكة تواجه خطراً محدقاً بعد أن قام ساحر البيت الأحمر الذي يشار إليه باسم “هو” بمحو ذاكرة المطوّر وإرسال جيوشه لتدمير المملكة الرقمية وبيوتها الأخرى، تقوم “اللوحة الأم” بتحقيق النبوءة وتستدعي البطل البشري “Narita Boy” لكي يستل “السيف الرقمي” ويبدأ رحلته المنشودة لإعادة ذاكرة المطوّر وإنقاذ المملكة الرقمية، قصة اللعبة مسلية بسبب الشخصيات الغريبة التي ستقابلونها وكونها مبنية على قطع وبرامج فعلية في الحاسب الآلي كما أنّ العالم تمّ تصويره بطريقة مختلفة عمّا قد تتوقّعونه فعوضاً عن تجربة ذات طابع عصري حديث ورقمي، نجد في Narita Boy عالماً ذو طابع ديني عجيب يقدّس دور بعض عناصر الحاسب ويروي دورها فيه بشكل مثير ممزوج بالخيال ونجد بعداً عاطفياً في القصة أيضاً عند تحريركم لذكريات المطوّر والتعرّف على نشأته ويُضاف إلى ذلك بعض الكوميديا هنا وهناك.
اللعبة تأتينا برسومات بكسلية جميلة جداً مع إمتياز حركة الشخصيات والتحرّكات في خلفية الشاشة بالسلاسة والدقة كما أنّ الصورة تُعرض وكأنّكم تلعبون على شاشة من شاشات الحواسيب في الثمانينات لتعزيز الطابع الكلاسيكية للتجربة وهو أمر نجده في الموسيقى أيضاً والتي تأتينا بألحان إلكترونية جميلة جداً.
كل ما تحتاجون إليه لهزيمة جيوش البيت الأحمر يتمثّل في “السيف الرقمي” والذي ستصلون إلى عدد محدود من قدراته بادئ الأمر ومع ترحالكم في أرجاء المملكة ستقومون بالحصول على الترقيات المختلفة التي تسمح لكم بالوصول إلى المزيد من قدراته، اللعبة تميل إلى الصعوبة في التحدّي الذي تقدّمه وتعتمد بشكل أساسي على معرفة سلوك كل خصم من خصومكم حيث أنّ كل عدو ستقابلونه يملك هجوماً واحداً (ما عدى الزعماء) وكل هجوم فيه ثغرة معينة يجب إستغلالها لهزيمة ذلك العدو، المعارك ليست من نقاط قوّة اللعبة وعيبها الأساسي هو كونها بدائية وتفتقر إلى العناصر التي تبقيها ديناميكية وممتعة مع مرور الساعات فأنتم تنتظرون الخصم ليهاجم وتقوموا بالرد على هجومه بالشكل المناسب.
هنالك العديد من الزعماء الذين ستقابلونهم في رحلتكم ونفس المفهوم الذي يستخدم ضد الأعداء المعتادين ينطبق على الزعماء فأنتم تحاولون النجاة من الهجوم ومعرفة ثغرته إلّا أنّ الزعماء يملكون العديد من الهجمات ويصبحون أكثر خطورة عند إقترابكم من الفوز عليهم وهو أمر تعرفونه من خلال الموسيقى التصويرية ومؤشّر صحة الزعماء الذي يظهر على شاكلة قلب ينبض في زاوية الشاشة وبينما أنّ بعض مواجهات الزعماء كانت مسلية إلّا أنّ العديد منها فوضوي وهو أمر ينعكس على مواجهة الخصوم المعتادين أيضاً عندما تقومون بمواجهة عدد منهم في نفس الوقت.
اللعبة مشابهة في بنيتها لألعاب الميترويدفينيا فعند الوصول إلى منطقة معين ستحتاجون إلى مفاتيح للوصول إلى هدفكم التالي مع تواجد عائق جديد خلف كل مفتاح ممّا يدفعكم إلى البحث في البيئة المحيطة لتحصيل الترقية التالية وتجاوز العائق الجديد كما ستجدون نوعاً جديداً من الأعداء والذي ستحتاجون إلى الترقية الجديدة لهزيمته وعلى عكس ألعاب الميترويدفينيا فإنّ Narita Boy خطيّة بعض الشيء فهي لا تسمح لعالمها بالتشعّب بشكل كبير فكل منطقة متشعّبة وتتطلّب منكم الإستكشاف إلى حد معين بهدف إطالة عمر التجربة وهو أمر نجحت اللعبة في تنفيذه دون جعل الأمر واضحاً ولكنّكم لستم قادرين هنا على العودة إلى أي منطقة بعد إنهاء مهمتكم فيها والمغادرة كما أنّها لا تقدّم لكم خريطة للعالم بسبب طبيعته الخطية.
بالرغم من المحاولات التي ذكرناها لإبقاء التجربة متنوّعة إلّا أنّ الطبيعة البدائية للمعارك تحول دون ذلك والشعور بالتكرار سيصبح حاضراً مع مرور الوقت ليس بسبب المعارك فقط بل بسبب الحاجة للمرور بنفس الخطوات في كل منطقة أيضاً فأنتم تعلمون بأنّ هدفكم سيقابلكم فور دخول المنطقة ولكن عليكم إستكشاف ما يحيط هذا الهدف من غرف وطرق أخرى لإيجاد الوسيلة المناسبة لتجاوز العائق الذي يحول بينكم وبين هدفكم.
التجربة لا تملك الكثير من الأسرار لإكتشافها والعنصر الوحيد القابل للتجميع هو القرص المرن الذي يحوي نسخة إحتياطية من ذاكرة المطوّر الأولى والذي تمّ تقسيمه إلى 4 قطع تمّ توزيعها في مختلف أرجاء المملكة الرقمية وفي حال كنتم ترغبون بالحصول على جميع القطع فنحن ننصحكم بإستكشاف جميع المناطق بشكل حذر فكما ذكرنا لا يمكن العودة إلى أي منطقة بعد إنهاء أخر مهماتها والمغادرة، التجربة تقدّم حوالي الـ10 ساعات مع أخذ رغبتكم في حال رغبتم في جمع القرص المرن في عين الإعتبار وهو عمر جيد للتجربة التي تحوي تلميحات لحصولنا ثاني منها، التجربة كانت تحتاج إلى بعض التحسينات خصوصاً في المعارك ولكنّ هذا لم يمنعنا من الإستمتاع بالمغامرة التي قدّمت عالماً مثيراً وقصة مسلية بما فيها من معالم وشخصيات.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة Nintendo Switch تمّ توفيرها من قبل الناشر.