بعد مرور 10 سنوات على الإصدار الأصلي، هل بإمكان Yoko Taro و سكوير إينكس جذب اللاعبين للجزء الأول من Nier مثل ما جذبوا الملايين مع جزء Nier Automata ، أو سيعاد لنا نفس سيناريو الجزء الأول من جديد؟ يتعلق الكثير بأيادي فريق Toylogic ، ومن خلال هذه المراجعة ستتعرفون إذا نجحوا في نقل جوهر اللعبة مع تقديم عوامل تحسينية تجعل من اللعبة تجربة أفضل. هذا الجزء يدعى Nier Replicant ، وهي النسخة اليابانية التي لم تصدر للأسواق الغربية، التي حصلت بدورها على نسخة Nier Gestalt ، وفي هذه النسخة القصة لم تتغير ، لكنك تلعب بشخصية الأب بدلا من الأخ. أنا متأكد أن بعضكم الآن ضاع مع المعلومات التي سردتها، لكن أكملوا معي فالمزيد من الضياع بإنتظاركم، فلن تكون لعبة يوكو تارو إذا لم يحدث ذلك.
هذا الجزء من نير يتحدث عن فترة صعبة على البشر، بحيث أصابهم مجموعة مختلفة من الأمراض، وأحدها أصاب Yonah ، و هي أخت البطل الذي ستلعب به. مغامرتك تبدأ و تتمحور حول إيجاد العلاج لأختك، و هذا محفزك الرئيسي مع تقدم الأحداث. قد يبدوا هذا العامل بسيطا للقصة لكنه في الواقع معقد، و تترتب عليه عوامل مختلفة تجعلك متعطش أكثر و أكثر لمعرفة حقيقة مرض Yonah ، ولماذا العالم يمر بهذه الفترة العصيبة. و سيصاحب ذلك سؤال مهم آخر، و هو من هي مخلوقات الـ”Shades”. عقلك سيكون مليء بالتساؤلات، وكلما تتعمق أكثر ستزداد تساؤلاتك. لكن اللعبة و بشكل جميل تقشر لك هذه الأسئلة طبقة تلوى الأخرى، و تبدأ بفهم عناصر مختلفة مما يدور حولك. طاقم الشخصيات الذين يرافقونك سيثرونك بالكثير من المعلومات عن العالم و مغامرتك بشكل أكثر. ليس فقط بكون الحوارات والنكت المختلفة تجعلك ترتبط بهم، بل حتى جودة التمثيل الصوتي لهؤلاء الشخصيات منها الرئيسية وحتى العامة جودتها عاليه، وأدائهم يربطك أكثر باللعبة.
مثل باقي العاب Yoko ستشهد اللعبة عدد مختلف من النهايات، وكل واحدة منها تعطيك بعد آخر للقصة. و بسبب العوامل المختلفة من القصة، مثل الحوارات و التمثيل الصوتي ، ستجد نفسك حليم أكثر في خوض اللعبة أكثر من مرة، حتى ترى الأبعاد المختلفة للقصة. كل من الخمس نهايات المختلفة ممتعة وننصح أي شخص يمتلك اللعبة بخوضها جميعا. نقطة أخرى جديرة بالذكر هي أن أغلب النهايات لا تتطلب منك إعادة اللعبة من البداية، و إنما من نقطة في منتصف اللعبة، مما يسرع من عملية رؤية كل النهايات المختلفة.
مظهر اللعبة كان من نقاط ضعف الجزء الأصلي، و بكل صراحة حتى مع التطوير الحديث أراه في أفضل الأحوال مقبول. حتى مقارنة بسابقتها Nier Automata ، فهي أقل بالمستوى و الجودة. لكن رسومها من ناحية البيئات و التحريك تخدم اللعبة، ونجحت في عكس البؤس الطاغي على هذا العالم المتجهة للهلاك.
من ناحية أسلوب اللعبة فهو أكثر عامل تم التعديل عليه، وأصبح إلى حد كبير شبيه بجزء Nier Automata. بإمكانك الصد و التفادي و استعمال العديد من أنواع الضربات السحرية. و مثل أي لعبة أكشن لديك ضربات خفيفة وضربات ثقيلة. السلاسة هي عنوان القتال في Nier Replicant، بإمكانك صنع كومبوهات مختلفة مذهلة وتربطها بالضربات السحرية، ولدينا أيضا طريقة سلسة لتبديل الأسلحة عن طريق D-pad. اللعبة فيها تقريبا 33 سلاح مختلف، من رماح الى سيوف، سواء تلك التي تمسكها بيد واحدة أو السيوف الثقيلة التي تمسكها الشخصية بيدين.
الأعداء الذين ستواججهم يأتون بأحجام مختلفة، لكن أغلبهم يأتونك بنفس اللون، ويدعون “Shades” ، و عندما تتقدم بالأحداث، بعضهم يصبحون مدرعين، مما يجبرك على التنويع بين السحر و الأسلحة حتى تقضي عليهم. نقطة أخرى، في أحد المرات عندما تتخلص من بعض مخلوقات الـShades ستكسب منهم “Words” وهي كلمات تضيفها على سلاحك في قائمة الأسلحة حتى تزيد من قوته بنسبة معينة، أو تضيف ميزة التسميم لسلاحك. أخيرا من ناحية القتال اذا كنت تريد فقط عيش القصة، فاللعبة تقدم طور “Auto Battle” وهذه نقطة جيدة خاصة أنك سوف تنهي اللعبة أكثر من مرة.
المهمات الجانبية هنا ممتعة ومتنوعة و هي أفضل طريقة للاعب في تجميع المال. العديد منها يحتوي على حوارات ممتعة وغريبة وأطولها ستكون ذات ٩ خطوات منفصلة. طبعا مهمتك الرئيسية ممتعة لكن يعيب اللعبة شيء واحد وهي كثرة التنقل في اللعبة، فأغلب وقتك لن يكون في تنفيذ المهمات بل في التنقل، خاصة اذا كنت ستنهي جميع النهايات، فالتنقل والحركة من مكان إلى آخر ستكون أسوأ نقطة في هذه التجربة. في النصف الأخير من اللعبة ستتوفر لك ميزة التنقل السريع لكنها غير عملية و ترسلك إلى مناطق بعيدة، و ستضطر في النهاية للمشي أكثر حتى تصل الى مرادك.
اللعبة تحرص على التنويع بشكل مستمر فكل مكان رئيسي تزوره له شيء يميزه، ويجعل من اللعبة شيقة، بحيث في القصة الرئيسية ستنتقل من اللعب بشكل ثلاثي الإبعاد إلى ثنائي الأبعاد، و في فترات أخرى الكاميرا زوايتها تتغير تماما وتكون زاوية الرؤية من فوق مثل ألعاب الفيديو الكلاسيكية. التنويع لا يتوقف على الكاميرا لأنك ستخوض مغامرة نصية في أحد المناطق.
نقاط أخرى تم تحديثها هو نص اللعبة الذي تم تغييره بشكل طفيف لدرجة كان من الصعب ملاحظتها، و حرص الفريق بالاحتفاظ على جوهرية النص السابق. بالإضافة إلى أن أغلب الممثلين الصوتين عادوا من جديد للقوم بدورهم مجددا لنفس الشخصيات، بينما نجد عودة ألحان اللعبة العذبة السابقة بنسخ معدلة. استطاع الملحن العظيم Keiichi Okabe بتحسينها وجعلها أفضل مما تصورت. بالنسبة للأداء فكانت اللعبة تعمل معي بدقة 4K و 60 إطار بالثانية على البلايستيشن 5.
نأتي الأن إلى نقطة المحتوى الإضافي على هذا الجزء المحدث، ستجدون مهمة قصة جديدة مرتبطة بالقصة الأساسية وكأنها جزء من اللعبة السابقة، وكانت مميزة و أضافت قتال ملحمي شيق ولحظة درامية متناسقه، تبين لك أكثر عن قصة هذا العالم المثير. غير هذا المحتوى الجديد فبإمكانك أيضا باللعب بـNier الأب الذي توفر للجميع في النسخة الغربية في عدد مختلف من المهمات، وهي عبارة عن تحديات قتالية صعبة تقدم بعض الأفكار التي لا نراها في المحتوى الأساسي. بمجرد إنهائك اللعبة للمرة الأولى، يتوفر لك الخيار في تغير موسيقى اللعبة وتغيرها لموسيقى Nier Automata بالإضافة إلى عدد مختلف من الأزياء أحدهم ملابس شخصيات Nier Automata.
تمّت مراجعة اللّعبة بنسخة بلايستيشن 4 التي تمّ توفيرها من قبل ناشر اللّعبة.