الانتظار جزء من صناعة ألعاب الفيديو، الملايين تُنفق على عملية التطوير التي تستمر لعدّة سنوات ولهذا يتم الإعلان عن الألعاب في فترة تسبق الإصدار بحوالي العام في العادة بحيث يبدأ التسويق للعبة للفت الأنظار إليها في محاولة لضمان انطلاقة قوية على الصعيد التجاري، بعض الألعاب الواعدة يتم الإعلان عنها في فترة مبكّرة والبعض الأخر قد يتعرّض للتأجيل لبضع مرّات في بعض الحالات ممّا يزيد من ترقّب الجماهير لهذه الألعاب ولكنّ طول الانتظار ينتهي أحياناً بخيبة الأمل وهذا ما سنتحدّث عنه في هذه المقالة الجديدة من فقرة 5 ألعاب حيث سنعرّفكم على 5 ألعاب منتظرة خيبت الآمال.
Homefront
في عام 2009 أعلنت THQ عن لعبة تصويب جديدة من منظور الشخص الأوّل بعنوان Homefront، هذه اللعبة ذات الطابع الحربي والبعد السياسي كانت تهدف إلى منافسة سلسلة Call of Duty التي ازدات منافستها في تلك الفترة من قبل ألعاب مثل Battlefield و Medal of Honor، تطوير اللعبة تمّ من قبل فريق التطوير Kaos Studio وإداري THQ آنذاك Danny Bilson كان واثقاً من قدرة العنوان على منافسة العناوين الشهيرة الأخرى وعبّر عن ثقته في اللعبة التي ستتميّز في السرد القصصي وفي طور اللعب الجماعي عن باقي المنافسين وقد أعلنت الشركة منذ ذلك الحين عن نيتها للعمل على الجزء الثاني والذي سيتم الوصل بين قصته وقصة الجزء الأوّل بمجموعة من المحتويات الإضافية للجزء الأوّل.
قصة اللعبة كانت ستأخذ اللاعبين إلى مستقبل توسّعت فيه كوريا الشمالية إلى مختلف أنحاء العالم وسيطرت على جزء من الولايات الأمريكية المتحدة وقد كانت القصة العنصر الأساسي الذي تمّ التركيز عليه في الحملة التسويقية الضخمة التي حصلت عليها اللعبة وقد استمر التسويق لعدّة أشهر مع ظهور اللعبة في عدد من المعارض قبل الإعلان عن موعد للإصدار في مارس من العام 2011 والجماهير كانت متحمّسة لمعرفة ما إن كانت اللعبة قادرة بالفعل على منافسة Call of Duty.
تركيز Homefront على القصة كان بالفعل ميزة من ميزاتها فقد تمّ سرد الأحداث السياسية والاقتصادية وتسلسل الأحداث التي تقود إلى بداية اللعبة بشكل واقعي وقابل للتصديق كما أنّ اللعبة قامت بتصوير هذا المستقبل السوداوي والعنيف بشكل متقن عكس قسوة حكم كوريا الشمالية وطريقة تعاملها مع السكان ولكنّ تجربة اللعب الفردي كانت قصيرة ولا تتجاوز الخمس ساعات، طور اللعب الجماعي قدّم تجربة لعب ممتعة بالرغم من قلّة التنوّع فيه إلّا أنّ التجربة لم ترقى إلى المستوى الذي بنته الحملة التسويقية وتصريحات THQ حول هذه اللعبة التي تطمح لمنافسة Call of Duty على عرش ألعاب التصويب فهي لم تقدّم ما يميّزها عن الألعاب الأخرى سوى القصة القصيرة وهو ما خيّب الأمال في رؤية منافس جديد لسلسلة Activision الشهيرة.
استقبال اللعبة كان متوسطاً في أفضل الأحوال وبالرغم من البداية الجيدة على الصعيد التجاري إلّا أنّ افتقار اللعبة إلى ما يميّزها منعها من تحقيق المزيد من النجاح وانتهى الأمر ببيع THQ للعنوان الذي فشل في تحقيق المبيعات لمساعدتها في التعامل مع مشاكلها المالية في تلك الفترة كما أنّ الشركة قامت بإغلاق فريق التطوير Kaos Studios، تمّ بيع العنوان إلى Crytek والتي قامت ببيعه لاحقاً إلى Koch Media وفي عام 2016 حصلنا على Homefront: The Revolution والتي كان استقبالها الإعلامي سيئاً جداً بسبب المشاكل التقنية التي عانت منها وهذه كانت الرحلة القصيرة والمخيّبة لهذا العنوان الطموح.