Psychonauts 2 هي لعبة المغامرة الجديدة من المُصمم الشهير “تيم شافر” و فريق التطوير الإبداعي دبل فاين تحت لواء شركة مايكروسوفت هذه المرّة، Psychonauts الأولى صدرت على الإكس بوكس الأول قبل أكثر من 15 عامًا و حظيت بقاعدة مخلصة من المُعجبين الأوفياء بغرابتها و عوالمها العجائبية، بعد كل هذه السنوات يعود صاحب الدماغ الكبير Raz مع مغامرة جديدة فهل ارتقت إلى مستوى التطلعات؟ واصلوا القراءة لتعرفوا الإجابة.
Psychonauts الأولى صدرت بعد معاناة كبيرة، كان من المخطط أن تصدر اللعبة كعنوان إطلاق على الإكس بوكس الأول إلا أن مصاعب التطوير حالت دون ذلك لتتولى شركة ماجسكو نشر المشروع، اللعبة فشلت تجاريًا آنذاك و تسببت بالخسائر المالية لشركة ماجيسكو إلا أنها حظيت بقاعدة مخلصة من العشاق الأوفياء و أصبحت مضرب الأمثال كواحدة من أبرز عناوين المنصات و أكثرها غرابة و تميزًا و تفردًا، فهي تتمحور حول مجموعة تملك قدرات ذهنية خارقة تُعرف بالسايكونتس، و تتضمن اللعبة الدخول إلى عقول مجموعة من الشخصيات غريبة الأطوار و المغامرة بداخل العوالم التخيلية فيها!
على أية حال و رغم الفشل التجاري الأولي للعبة الأولى، قام فريق التطوير دبل فاين بشراء العلامة التجارية للعنوان و أعاد إصداره لاحقًا ليحقق النجاح التجاري هذه المرة و لتصل مبيعات اللعبة إلى ما يفوق 1.7 مليون نسخة في 2015 مما مهد الطريق بالتأكيد أمام الجزء الثاني و إمكانية تطويره لجميع المنصات، شركة مايكروسوفت استحوذت على الاستوديو خلال فترة تطوير المشروع و نعتقد أن هذا الاستحواذ ترك أثرًا إيجابيًا على المشروع لأن Psychonauts 2 هي لعبة كاملة الدسم فهي مغامرة طويلة و مشبعة و مليئة بالعروض القصصية ذات التمثيل الجيد و القيمة الإنتاجية المعقولة التي تتفوق على ألعاب الاستوديو السابقة.
تواصل Psychonauts 2 القصة بعد أحداث الجزء الأول مباشرة تواصل أحداث القصة بعد الجزء الأول مباشرة و من لم يلعب الجزء الأول ربما يشعر ببعض الضياع خاصة مع عودة العديد من الشخصيات القديمة من اللعبة الأولى. على أية حال و كعادة ألعاب المُصمم الشهير “تيم شافر” فإنّ تواصل Psychonauts 2 تحافظ على سمعة الاستوديو بتقديم السرد القصصي الصلب و المتماسك مع جرعة كوميدية عالية لا شك أنها ستتسبب لكم بالقهقهة في الكثير من الأحيان، و لا غرابة في ذلك فالمصمم تيم شافر كان يعمل في السابق على ألعاب “أشّر و اضغط” القصصية و هو يُركز كثيرًا على هذا الجانب في ألعابه، نعم الكتابة في اللعبة ذكية بالفعل و أفضل من المستوى المتوسط و المعتاد في الكثير من الألعاب. القصة تشهد عودة بطلنا راز (أو رازبوتين) كمتدرب في السايكونتس ليدخل في مغامرة جديدة تتعلق بحل المشاكل التي تواجه المجموعة مثل البحوث الغامضة في فن النيكرومانسي (الاتصال بالموتى) و إمكانية وجود جاسوس ضمن أفراد السايكونتس.
يُمكننا أن نقول بأن سلسلة ألعاب راتشيت اند كلانك هي أقرب سلسلة ألعاب على سايكونتس 2 فهي تتشابه معها في الطابع الكوميدي و القصصي العام الذي يُشابه مسلسلات الكوميديا الأمريكية التي تستهدف العائلات، كما تتشابه معها أيضًا في المزج بين عناصر ألعاب المنصات و الأكشن و هناك ألغاز عديدة أيضًا، و فيما يتعلق بعناصر المنصات فقد لاحظنا العديد من الاستلهامات من ألعاب السوبر ماريو و بالتحديد منذ سوبر ماريو غالاكسي و التي أمسينا نلمس تأثيرها على كل لعبة منصات ثلاثية الأبعاد في الأسواق، سايكونتس 2 لديها جزئيات منصات عديدة و هي أكثر ارتكازًا على هذا الجانب و تنوعًا فيه مقارنة مع سلسلة ألعاب راتشيت التي تميل إلى الأكشن بدرجة أكبر. و مع هذا فإن العنصر الحركي في هذه اللعبة لديه أهميته و هو ليس سهلًا كذلك و هناك مجموعة متنوعة من معارك الزعماء أيضًا.
يلعب مبنى مجموعة السايكونتس دور الرابط الأساسي بين عوالم و مراحل اللعبة (ما نُسميه بالhub)، أما المراحل فهي على الأرجح تتعلق بزيارة عقول مجموعة من الشخصيات غريبة الأطوار و المغامرة فيها، إن هذه الفكرة الفريدة من نوعها تمنح مطوري سايكونتس الحرية الإبداعية لابتكار عوالم أكثر إبداعًا مما هو معتاد في الألعاب الأخرى، و لذلك فإن سايكونتس 2 لعبة إبداعية بحق في أفكارها و مراحلها المتنوعة و إن كانت لا تبدو بنفس إبهار أو تجديد اللعبة الأصلية التي أتت بالفكرة أول مرة و هذه هي ضريبة الأجزاء المكملة في أي صناعة ترفيهية/فنية على أية حال.
بجانب مهارات القفز و القفز المزدوج يعتمد راز صاحب الجمجمة الكبيرة و العينان الضخمتان على مهاراته الذهنية، هذه المهارات تتضمن إمكانية حرق الأشياء، إمكانية جذب الأشياء من بعيد و قذفها، توجيه ضربة ذهنية بعيدة، الدحرجة على الكرة أو التحليق قليلًا بالبالون، هناك مهارة ربط الأفكار ببعضها البعض (نعم، أنت لم تخطىء القراءة) بالإضافة إلى تقمص أذهان الآخرين و الرؤية من منظورهم لاستكشاف الأسرار. بإمكانك توزيع هذه المهارات على أزرار الكتف الأربعة، و الحقيقة أن الحاجة الدائمة إلى استعمال مختلف هذه المهارات كانت تدعونا باستمرار إلى إعادة توزيع المهارات على هذه الأزرار و كان هذا مزعجًا بعض الشيء، تمنينا لو قدمت اللعبة طريقة عصرية أكثر للتبديل بشكل أسرع بين المهارات الذهنية. على أية حال، بالإمكان تطوير هذه المهارات عند رفع مستوى الشخصية لتصبح أشد فتكًا مما هي عليه. كما بإمكان اللاعب شراء الأوسمة و استخدامها لتخصيص عناصر مختلفة في اللعب أيضًا.
حسنًا… سرد قصصي متماسك و مستوى كتابة ذكي، مراحل إبداعية مبتكرة و متنوعة، طريقة لعب متقنة و متوازنة، هل هذا كل شيء؟ لا. في البداية، نود أن نقول بأن هذه اللعبة بطيئة الرتم حقًا و هذا لوحده كافٍ لتنفير الكثيرين، في بداية اللعبة استغرقت التجربة ساعتين على الأقل أو أكثر حتى تشد انتباهنا، عملية البناء كانت بطيئة و تستغرق اللعبة أيضًا وقتًا طويلًا في السرد و الحوارات بين المهام مما يجعل بعض جزئيات اللعبة تميل إلى الإحساس بالبرود، نحن نُقدر حقًا المجهود الضخم الذي تم بذله في السرد و الاعتناء حتى بالشخصيات الجانبية و أدائها الصوتي إلا أن رتم اللعبة تضرر بعض الشيء بسبب ذلك. لا تبذل اللعبة كذلك مجهودًا جيدًا في التعريف بنفسها للاعبين الذين فاتتهم التجربة الأولى، كما إن التجربة أقل سحرًا و جاذبية و تجديدًا عما كانت عليه الفكرة عندما أتت للمرة الأولى على الإكس بوكس القديم و لا شك أن التجديد و إبهار اللاعبين بما لم يروا مثله من قبل بات أصعب بكثير من السابق.
القيمة الإنتاجية للعبة ليست بالهينة على الإطلاق، هذه لعبة كاملة الدسم و نعتقد أن بصمات نشر مايكروسوفت تظهر هنا على المشروع: المستوى التقني جيد للغاية على الحاسب الشخصي بأعلى الإعدادات (و إن كان لا يرتقي لمستوى الألعاب الضخمة أو ألعاب الجيل الجديد إلا أنه بالتأكيد أفضل من ألعاب المطور المستقل الاعتيادية أيضًا)، التمثيل الصوتي مكثف و متقن، و عمر اللعبة مشبع تمامًا مع الكثير من الأسرار و الأشياء لتجمعونها و إمكانية العودة إلى المراحل. حتى الألبوم الموسيقي جيد و منوع و مناسب لطابع اللعبة الغريب و إن كان لا يعلق بالذاكرة كما هو الحال مع العديد من الألعاب الغربية التي تحاول محاكاة الطابع السينمائي في الموسيقى.
هذه ليست لعبة عادية أو عابرة بل هي لعبة بُذِلَ فيها مجهودٌ ضخم و نتمنى ألا تمر مرور الكرام على اللاعبين، من يستطيع أن يتحمل البداية البطيئة و يتحلى بالصبر تجاه بعض البرود في جزئيات اللعب سيُكافأ بمغامرة عجائبية بداخل عقول مجموعة من الشخصيات غريبة الأطوار. كنا ننتقد على مايكروسوفت قلة ألعاب الطرف الأول و عدم الاستثمار فيها إلا أن مايكروسوفت ماضية على الطريق الصحيح و Psychonauts 2 هي حتمًا عنوان رائع يُضاف إلى مكتبة العناوين التي تملكها الشركة، حتى و إن كانت الفكرة لم تعد طازجة تمامًا كما كانت في المرّة الأولى.
راجعنا هذه اللعبة بنسخة حاسب شخصي حصلنا عليها من الناشر قبل الإصدار