Recompile هي لعبة ميترويدفينيا ثلاثية الأبعاد تأتينا من فريق التطوير Phigames وهي تجربة ستخوضون فيها دور برنامج تقتضي مهمّته على إعادة تأهيل النظام المركزي لأحد المنشآت، اللعبة تعد بمواجهات حماسية وجزئيات قفز ما بين المنصات مليئة بالتحدّي بالإضافة إلى تقديم القدرة على إختراق الأنظمة للتأثير على البيئة، فهل كانت قادرة على الوفي بوعودها؟
عالم اللعبة يمثّل النظام المركزي للمنشأة والذي يعاني من العديد من المشاكل ويتطلّب بعض التحسينات والإصلاحات التي يُطلبها منكم الشخص المجهول الذي قام بإدخالكم إلى النظام، أحد العناصر المفاجئة في اللعبة هي قصتها والتي يتم سردها من خلال مجموعة من النصوص التي يعود لكم خيار قراءتها، هذه النصوص تُطلعنا على الأحداث التي دارت في المنشأة قبل وصولكم إليها والحوارات التي دارت ما بين طاقمها وقد تمّت كتابة هذه الحوارات بحيث أنّها تولّد الفضول للبحث عن الحوار التالي مع تقديم الدراما ومواقف طريفة وأخرى مثيرة دهشة وقد تكون Recompile من أفضل الألعاب التي طبّقت هذا التوجّه في سرد القصة بشكل جذّاب للقارئ.
على الصعيد الرسومي فاللعبة تبدو جميلة جداً برسوماتها وتصميم عالمها المكوّن من العديد من الأشكال البسيطة مثل المربّعات والمثلثّات التي تشكّل تصاميم أكثر تعقيداً وعلى المستوى السمعي يتم تقديم مجموعة من الألحان الجميلة التي تخلط ما بين ألحان البيانو والألحان الالكترونية التي فيها بعض من طابع الألحان الكلاسيكية.
نظام اللعب بسيط ويقتصر على أزرار الحركة وزر للتصويب وإطلاق النار مع تخصيص 3 أزرار للقدرات الخاصة التي ستحصلون عليها مع المضي قدماً في التجربة، اللعبة مع الأسف تفشل في تطبيق العديد من مفاهيمها وأفكارها بالشكل المناسب هنا فالقفز ما بين المنصات مربك بعض الشيء خاصةً بداية التجربة حين تكونون قادرين على القفز لمرّة واحدة فقط وستجدون أنّكم ستسقطون بشكل متكرّر بسبب تصميم بعض البيئات الغريب الذي قد يُشعركم بأنّ بعض المنصّات ملتصقة ببعضها البعض ولكنّها ليست كذلك وستستمتعون بهذه الجزئية بعد إنهاء النصف الأوّل من التجربة والحصول على بعض القدرات التي نرى بأنّه كان من المفترض توفيرها للاعب منذ البداية كالقفز المزدوج والاندفاع في الهواء.
بعض البيئات مصمّمة بحيث أنّكم ستقومون بالقفز المتواصل من منصة إلى الأخرى دون تقديم تحدّي مميّز أو اختلاف عن منطقة سابقة والهدف منذ ذلك هو الإطالة من عمر التجربة من منظورنا وهنا ستشعرون برتابة هذه التحديات وغياب الابتكار فيها والأمر المربك الأخر هو غياب الإرشادات فاللعبة تضعكم في بيئة مفتوحة وُتخبركم بالهدف دون توجيه أو دون تحديد نقاط الإهتمام وقد وجدت نفسي أقاتل أحد الزعماء الذي كان من المستحيل هزيمته دون قدرة معيّنة كان من الممكن الحصول عليها في منطقة سابقة كما أنّ هنالك مساراً معيناً نجد بأنّ إنهاء اللعبة دونه مستحيل ومعرفة هذا المسار يعود لمفهوم التجربة والخطأ بحيث أنّكم ستدركون بأنّ المنطقة أ لا يمكن إنهاؤها في الوقت الحالي ممّا يعني العودة إلى أدراجكم وتجربة المنطقة ب!
المعارك مسلية نوعاً ما عندما نتحدّث عن قتال الأعداء ولكنّ قتال الزعماء كارثي فنحن نتحدّث عن مواجهات ذات رتم عشوائي وفوضوي ضدّ زعماء يتحرّكون بسرعة مزعجة حتى بعد الحصول على القدرة اللازمة لهزيمتهم وهو ما يقتل الحماسة لهذه المواجهات كما أنّ أحد القدرات التي تمّ التركيز عليها في الترويج للعبة هي القدرة على إختراق الأنظمة والتي وجدناها ذات استخدامات محدودة جداً وغير مهمة باستثناء الحاجة لاستخدامها في واحدة من المناطق للمضي قدماً وقد تنسون بأنّكم تملكون هذه القدرة بكلّ سهولة لأنّ استخدامها ليس بالمفيد أو المسلّي.
المحتوى في Recompile محدود والتجربة قصيرة فما عدى حوارات طاقم المنشأة وبعض التقارير فلا يوجد ما يمكن تجميعه أو البحث عنه بجانب المضي قدماً نحو الهدف التالي، إنهاء التجربة تطلّب 6 ساعات مع تقديمها لقيمة منخفضة جداً لإعادة التجربة وفي النهاية، وجدنا بأنّ Recompile نجحت في الجوانب التي لم نتوقّع منها التألّق فيها أي السرد القصصي ولكنّها فشلت في تطبيق مختلف عناصر تجربة اللعب بالشكل المطلوب لنخرج بتجربة ممتعة بعض الشيء ولكنّها مليئة بالعيوب والقرارات المؤسفة.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.