لطالما وجدنا في الصحراء عامل جذب غريب فبالرغم من الشمس الحارقة إلّا أنّ المرور بالكثبان الرملية والكُتل الصخرية يبعث على الشعور بالهدوء والانسجام مع الطبيعة وهنا نصل إلى لعبة اليوم وهي Sable التي تأخذكم في مغامرتكم الخاصة عبر الصحراء وهي من الألعاب التي أثارت اهتمامنا منذ البداية، فكيف كانت التجربة؟
قصة اللعبة تضعكم في دور الفتاة Sable والتي وصلت إلى سن يسمح لها باختيار هويتها وذلك عن طريق خوضها لرحلتها الخاصة في العالم والتي تُعرف باسم The Gliding، خلال هذه الرحلة تملكون الحرية الكاملة للقيام بما ترغبون به من استكشاف للعالم والتعرّف على سكّانه ومساعدتهم في إنجاز بعض المهام ممّا سيسمح لكم بأخذ فكرة أفضل عن الهوية التي ترغبون باختيارها مع ترك الخيار لكم بالعودة إلى قبيلتكم وتحديد هويّتكم عندما ترغبون بإنهاء هذه الرحلة، قصة اللعبة تبرّر ما تقومون به لا أكثر ولكنّ عالم اللعبة يحوي بعض القصص القصيرة المثيرة للاهتمام.
التوجّه الفنّي يقدّم لنا لعبة بعيدة كل البُعد عن التكلّف على المستوى الرسومي وهو توجّه فنّي فريد ولكنّه لن ينال إعجاب الجميع، هنالك أيضاً مجموعة من الألحان الجميلة جداً التي تقدّمها اللعبة ولكنّها للأسف مقتصرة على بضعة مشاهد وأغلب الوقت الذي ستلعبون فيه سيكون خالياً من الموسيقى، مراجعتنا للعبة كانت بنسخة للجيل الماضي على الـXbox One والتي كانت كارثية على المستوى التقني فمعدّل الإطارات ينخفض تحت 30 إطاراً معظم الوقت مع جمود متكرّر في الشاشة وحركة عشوائية للكاميرا ممّا يجعل من التجربة مؤلمة ومضجرة.
المشاكل التقنية لم تقتصر على الأداء فقط فبعض الشخصيات تتوقّف عن الظهور في بعض الأحيان بينما البعض الأخر لا يُمكن التفاعل معه والطريقة الوحيدة لحلّ هذه المشكلة هي بالعودة إلى القائمة الرئيسية من ثمّ إعادة تحميل اللعبة وهي عملية تتطلّب وقتاً ليس بالقصيرة وستجدون أنفسكم بحاجة إلى القيام بها عدة مرّات خلال التجربة ولا نعلم ما إن كانت نسخة الحاسب الشخصي والجيل الحالي تعاني من نفس المشاكل.
نظام اللعب بسيط ويقتصر على القدرة على القفز وضغط زر القفز أثناء الوقوع للطفو في الهواء كما أنّكم قادرون على التسلّق على جميع الأسطح بمجرد المشي نحوها مع الحاجة للانتباه لعدّاد قدرة التحمّل، أثناء التجوّل في عالم اللعبة ستقومون باستخدام الدراجة الخاصة بكم والتي يمكن مناداتها بضغطة زر بشرط تواجدها على مقربة منكم، ما يميّز اللعبة هو الحرية الكاملة التي تملكونها لاستكشاف عالمها فأنتم غير مُجبرين على القيام بأي شيء، في حال رغبتم في التركيز على المهمة الأساسية وهي معرفة هويتكم فعليكم الحصول على قناع من ضمن الأقنعة العديدة التي يمكن الحصول عليها فكل قناع يمثّل دوراً مختلفاً كالتاجر أو الميكانيكي وبعض الأقنعة يتم الحصول عليها من خلال إنهاء 3 مهمات والحصول على 3 ميداليات من ميكانيكي أو تاجر على سبيل المثال.
هنالك أنواع أخرى من الأقنعة والتي يتم الحصول عليها بشكل مباشر من خلال إنهاء مهام خاصة وهذه المهام تقدّم في العادة قصصاً قصيرة ومثيرة للاهتمام، بعض المهام ستتطلّب منكم إنهاء طلبات بسيطة كتجميع بعض المواد بينما البعض الأخر يتطلّب منكم حل بعض الألغاز ومن المؤسف أنّ ألغاز اللعبة تفتقر إلى التحدّي فأغلبها يقتصر على ضغط عدد معيّن من الأزرار لإنهائه دون الحاجة إلى التفكير وهنا تشعرون بافتقار اللعبة للعمق في محتواها.
قمنا بإنهاء اللعبة في 6 ساعات قمنا خلالها بتجميع عدد من الأقنعة ويمكننا القول بأنّكم تحتاجون إلى ضعف هذا الوقت للحصول على جميع الأقنعة وإنهاء جميع المهام الجانبية، Sable تهدف إلى تقديم تجربة جميلة وبسيطة مع التركيز على مفهوم الحرية الكاملة وبالرغم من أنّ تجربة الاستكشاف ممتعة وبعض القصص الجانبية مثيرة للاهتمام إلا أنّ المستوى التقني الكارثي لنسخة الجيل الماضي يُفسد التجربة ويجعل الاستمتاع بها صعباً جداً.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة Xbox One حصلنا عليها بأنفسنا.