قليلة هي ألعاب التصويب من منظور الشخص الأوّل التي تركّز على السرد القصصي في السنين الأخيرة فأغلب ألعاب هذا النوع تميل إلى محبّي ألعاب الإثارة دون الاعتماد على القصة وإنّما تقديمها كمحتوى مرافق للتجربة، لعبتنا لليوم هي INDUSTRIA والتي تقوم بالتركيز على السرد القصصي وجعل عنصر القتال هو المرافق للتجربة الأساسية في تجربة تذكّرنا بتجارب مثل Half-Life و BioShock من حيث بدايتها الغامضة والمحفوفة بالتساؤُلات.
تبدأ الأحداث في برلين الشرقية عام 1989 في اليوم الذي سقط فيه جدار برلين الذي فصل بين شرق وغرب ألمانيا لعدّة عقود، ستلعبون دور العالمة Nora التي تتلقّى رسالة من زميلها Walter والذي يخبرها بأنّه سيحاول إنقاذ مشروعهم ATLAS قبل أن تؤثّر تبعات سقوط الجدار على المشروع وهنا تتجه Nora إلى المنشأة الخاصة بالمشروع لتستخدم الألة الخاصة بمشروعهم والتي تنقلها إلى واقع واقع مغاير! في هذا الواقع تجد Nora نفسها في مدينة خالية من الحياة ومليئة بالروبوتات العدوانية ولكنّها تتلقّى مساعدة من العجوز Brent الذي سيساعدها على الوصول إلى برّ الأمان وربّما إيجاد Walter، ما هو مشروع ATLAS؟ مالذي حدث لـWalter؟ وما هو هذا الواقع الجديد؟ ولماذا تسيطر الألات على هذا الواقع؟ جميع هذه الأسئلة تطرحها اللعبة منذ البداية دون إخباركم بالعديد من التفاصيل ممّا يثير الفضول ويجعلكم مترقبين لمعرفة المزيد.
المؤسف هو طرح اللعبة لكمية كبيرة من الأسئلة والفشل في الإجابة على أغلبها فحتى الجوهري من تلك الأسئلة لم يتم الإجابة عليه وعلى سبيل المثال هنالك مكتبة غريبة ستعبرون خلالها بشكل متكرّر دون أي تفسير أو سياق يفسّر ما يحدث وسبب مروركم بها وغياب التفسيرات وضعنا في حيرة من أمرنا عندما علمنا بأنّنا قمنا بإنهاء التجربة دون إجابات! على الصعيد الرسومي فاللعبة متواضعة ولكنّها تفي بالغرض وما يميّزها هو التصاميم الصناعية الغريبة والآلات المنتشرة في البيئة وبعض التصاميم الجيدة للأعداء الذين ستواجهونهم من الروبوتات ومن المؤسف أنّ مثل هذا العالم المثير للاهتمام لم يحصل على حقه من السرد القصصي والتفسيرات، على المستوى السمعي فاللعبة تقدّم بعض الألحان الملحوظة ما بين الحين والأخر.
منظومة التحكّم بسيطة وتقتصر على منظومة الحركة والقفز بالإضافة إلى زر إطلاق النار وزر التصويب واللعبة شبيهة بتجارب ألعاب النوع الكلاسيكية التي تقومون فيها بالقفز على بعض الصناديق أو عناصر البيئة للوصول إلى المناطق المرتفعة، تجربة التصويب بسيطة جداً وربّما بدائية بعض الشيء إلّا أنّها مسليّة وتفي بالغرض فعامل الجذب في اللعبة هو قصتها والمعارك ضدّ الروبوتات ليست بالصعبة إلّا أنّ الذخيرة محدودة بعض الشيء ممّا يدفعكم إلى استخدام الأسلحة بشكل أكثر حذراً، هنالك 4 أسلحة ستحصلون عليها بجانب الفأس الذي ستستخدمونه لكسر بعض الحواجز.
تجربة اللعبة لا تحوي أي ألغاز فعلية وهنالك بعض العوائق البسيطة التي تتطلّب منكم الانتقال إلى منطقة معيّنة لتفعيل باب مغلق ومن ثمّ العودة إلى المنطقة السابقة للعبور إلى هدفكم، بجانب المحادثات ما بين Nora و Brent ستجدون مجموعة من الرسائل والمذكّرات التي تروي بعض التفاصيل حول العالم الذي تدور فيه الأحداث ولكنّ الكثير منها يخبرنا عن تفاصيل لا توضّح الصورة الكبرى بشكل عام ولا تفسّر الأحداث التي تثير اهتمامنا.
INDUSTRIA تجربة قصيرة فقد أشار المطوّر إلى أنها ستستغرق ما بين ساعتين ونصف إلى أربع ساعات وقد قمنا بإنهائها في قرابة ثلاث ساعات، اللعبة لا تقدّم قيمة فعلية لإعادة التجربة إلّا في حال رغبتم بخوضها بالصعوبة العالية والتي ستقلّل من الذخيرة وسترفع من صعوبة الأعداء ولكنّكم لن تحصلوا على المزيد من التفاصيل حول القصة عند القيام بذلك، INDUSTRIA قامت بتقديم تجربة لعب تفي بالغرض وقدّمت عالماً مثيراً للاهتمام ولكنّها فشلت في تفسير الأحداث والإجابة على التساؤلات التي كنا نبحث عن إجابة لها.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.