لطالما جسّدت ألعاب الفيديو مسرحًا خصبًا للخيال البشري، و أخذتنا عبر السنوات إلى أماكن لا تخطر لنا على بال لنلعب بشخصيات من عالم الخيال و الأحلام، Nuclear Blaze تواصل الرحلة الحالمة لهذه الهواية الأثيرة و تدعنا نغامر هذه المرة مع رجل إطفاء في قلب مُنشأة حكومية مجهولة وقعت بها حادثة غامضة و انتشرت النيران في المكان. أنهينا هذه التجربة العجائبية و ها نحنُ نراجعها.
تأتينا هذه اللعبة من بنات أفكار “ستيفن بينارد” و هو ذات المصمم الذي عمل كمُصممٍ رئيس على التحفة Dead Cells. عمل ستيفن على هذه اللعبة وحيدًا في شركته الخاصة التي لا تضم سواه Deepnight Games كأولى مشاريعه المستقلة تحت هذه الشركة و قد بدأ العمل عليها في العام 2019 و انتهى خلال أقل من عامين تقريبًا. موهبة المصمم تبدو واضحة جدًا في هذه اللعبة التي قام بتصميمها بالكامل إلا أن التجربة أيضًا محدودة بسبب ذلك و ربما يُشير سعر اللعبة المنخفض إلى هذه المحدودية بالفعل.
اللعبة ثنائية الأبعاد بأسلوب الرسوم الخاص بالبيكسلات و هي تأتي بأسلوب رسومي مشابه للعبة Celeste (ليس 8-بت و لا 16-بت) بل هو أقرب إلى مظهر بعض أجهزة الألعاب القديمة الأخرى التي انتشرت في السوق الأوروبي. الفكرة الأساسية للعبة هي إطفاء الحرائق في المراحل من خلال التحكّم برجل إطفاء و رش الماء على النيران، تدور المغامرة في أروقة مُنشأة حكومية سرية. خبرة المصمم ستيفن بينارد تظهر جلية في اللعبة فعملية التقدم فيها دائمًا مثيرة للاهتمام و هو يعرف جيدًا كيف يقوم بإضافة عناصر جديدة للحفاظ على اهتمام اللاعب و الابتعاد عن الشعور بالتكرار بالإضافة إلى تقديم معلومات قصصية مشوقة باستمرار.
طريقة اللعب الأساسية يُمكن النظر لها على أنها تجربة تتعلق بحل الألغاز، على اللاعب العثور على الطريق المناسب لإطفاء جميع النيران في المكان ثم الانتقال إلى مكان آخر في قلب المنشأة النووية، و من أجل ذلك سيواجه اللاعب عراقيل مختلفة و سيكون عليه أن يجمع المفاتيح أحيانًا أو الصمامات من أجل تفعيل المرشات التلقائية و إعادتها إلى العمل. طريقة اللعب الأساسية ممتعة و التقدم في اللعبة سيُضيف قدرات أخرى للاعب مثل زيادة حجم مضخة الماء مما يسمح بمراحل أكبر حجمًا و أعلى صعوبة، و إمكانية التدحرج لتفادي الانهيارات و ضخ الماء أثناء التعلق بالسلالم، تتم إعادة تعبئة المياه تلقائيًا عند الاقتراب من نقاط محددة و هذه النقاط موجودة بكثرة في المراحل.
طريقة اللعب مسلية و ممتعة و هي ليست صعبة إطلاقًا بل و المفاجأة أنها تحتوي على جانب حركي أيضًا يظهر في أواخر اللعبة، و لكن المشكلة أن اللعبة قصيرة جدًا و في الحقيقة ستنتهي التجربة قبل أن تصل إلى أقصى ما كان يُمكن لها الوصول إليه، عندما تشعر أن اللعبة الحقيقية على وشك البدء مع تطور قدرات اللاعب و ظهور المزيد من الأفكار، تُفاجِئك اللعبة بشاشة النهاية و هذا كان مُحبطًا بحق! هناك هدف فرعي في مراحل اللعبة المترابطة و هو إنقاذ قطط عالقة في المكان، كل غرفة/تحدي يضم قطة تستطيع إنقاذها و هذه القطط مخفاة جيدًا و العثور عليها لن يكون سهلًا و في المُجمل هناك 14 قطة مخفية في اللعبة.
Nuclear Blaze هي لعبة متقنة و مصنوعة بعناية شديدة من مصممها، هناك براعة واضحة في خلق الرتم و التحكم بكافة عناصر اللعبة و الإخراج القصصي و الموسيقي المتمكن، مستوى الصعوبة متوازن جدًا رغم أنه يميل إلى السهولة، و هناك خيارات تجعل اللعبة أسهل لمن يرغب في ذلك ايضًا، لكن اللعبة تنتهي عندما تُصبح مثيرة حقًا للاهتمام و يُمكن إنهاء التجربة بفترة تتراوح بين 2 إلى 3 ساعات. Nuclear Blaze أعطتنا الشعور أنها كانت مُجرد تجربة لشيء كان يُمكن أن يكون أطول و أفضل بكثير.
قمنا بمراجعة اللعبة على الحاسب بعد أن حصلنا على اللعبة من الناشر