Riders Republic هي لعبة السباقات الغرائبية التالية من يوبي سوفت، و هي الشركة التي سبق لها و أن قدمت ألعابًا أخرى من هذا النوع، إلا أنّ Riders Republic تأتي بطموحٍ أكبر من جميع ما سبق؛ مع عالمٍ مفتوحِ ضخم و أنشطة منوّعة و رياضات مختلفة، هل نجحت يوبي سوفت في تطوير قمّة ألعاب السباقات؟ واصلوا القراءة لتعرفوا الإجابة.
إن خلطة العالم المفتوح التي تقدمها لعبة Riders Republic ليست جديدة تمامًا فقد سبق و أن شاهدناها بألعابٍ أُخرى مثل سلسلة ألعاب فورزا هورايزون من شركة مايكروسوفت و ألعابٍ أخرى في السابق، و هي تعتمد على خوض التحديات الموزعة على خريطة ضخمة كما يشاء اللاعب عوضًا عن خوض سباقات متتالية بطريقة خطية كما كان الحال مع ألعاب السباقات الآركيدية القديمة. هذه اللعبة بالتأكيد هي لعبة سباقات أركيدية بحتة بالكامل دون أدنى قدرٍ من الواقعية لمن يبحث عن ذلك. بل هناك لمسات فانتازية منوعة في اللعبة أيضًا.
على سبيل المثال، خريطة اللعبة الضخمة للغاية كعادة ألعاب يوبي سوفت هي خريطة تجمع عددًا من المناطق التي لا يُمكن أن تتواجد بجوار بعضها البعض بهذه الطريقة، فبعضها متجمد لممارسة رياضة التزلج على الجليد بينما البعض الآخر يأتي ببيئة صحراوية مختلفة كليًا، نحن نحبذ التنوع في الألعاب لكننا نُفضل التوازن و البيئة المتجانسة في سلسلة ألعاب فورزا هورايزون على الخلطة الغريبة للغاية هنا. على أية حال، تحدي تقديم مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية في لعبة واحدة ليس بالبسيط.
نعتقدُ أن الأمر يعمل بشكلٍ جيدٍ في المُجمل و لكنه ليس مثاليًا تمامًا. لدينا سباقات الدراجات الهوائية و هي الأكثر اعتمادًا على دقة اللاعب في استخدام البدالات و كذلك في الانعطافات و هي تحتاج إلى بعض الوقت للاعتياد عليها، و لدينا أيضًا سباقات التزلج على الجليد، و حتى السباقات في السماء أيضًا إذ تحقق هذه اللعبة حلم عباس بن فرناس بالتحليق في الهواء و سيكون على اللاعب الدخول في مجموعة من الحلقات الضيقة المتتالية في السماء بالشكل الصحيح و الوصول إلى الهدف. الهدف ليس الفوز بالسباق دائمًا فهناك تحديات تتطلب المهارات الاستعراضية مثل الدوران و الشقلبة خلال التزلج على الجليد و سيكون على اللاعب جمع النقاط.
السباقات جيدة جدًا و لكن لم نشعر بأنّ أيًا منها يتألق إلى درجة عظيمة جدًا و ربما تكون هذه معضلة للعبة رايدرز ريببلك، لأن اللعبة و رغم محتواها الضخم و الهائل و المتنوع جدًا إلا أنها ليست هائلة المتعة في منظورنا، طريقة اللعب لا تمنحنا الإحساس بأنها عميقة جدًا أو أنها قادرة على حمل اللعبة لعشرات الساعات من التحديات المنوعة التي تقدمها الفعاليات الموزعة على أرجاء العالم المفتوح، و الغير المُحسن ليس دافعًا كافيًا للاستمرار. ربما من الصعب تقديم لعبة واحدة ضخمة لرياضة مثل التزلج على الجليد و نتفهم كليًا الدمج بين مجموعة الرياضات هذه في لعبة واحدة لكن في النهاية لم نجد اللعبة قادرة على أن تحتفظ بمتعتها طويلًا، التنويع كان حاضرًا في الفعاليات و التحديات المختلفة أمام اللاعب و بعضها يملك أفكار مختلفة و مُفاجِئَة و لكن طريقة اللعب ذاتها ليست عميقة بما يكفي.
تقدم اللعبة خيارات عديدة أمام اللاعب كما هو الحال مع ألعاب يوبي سوفت في المعتاد: من خيارات التخصيص لذوي الاحتياجات الخاصة إلى إعدادات رسومية عديدة تتضمن تغيير بعد المنظور و كذلك إعدادات متنوعة للتحكم بما يتناسب مع اللاعب. خريطة العالم المفتوح كما ذكرنا ضخمة للغاية و مليئة بالتحديات و الأنشطة اللانهائية و من يبحث عن لعبة تملك قيمة عالية و قادرة على الإشباع سيجد ذلك في رايدرز حتمًا، إلا أنها ما زالت لعبة من يوبي سوفت أيضًا، و هذا يعني أنها ما زالت لعبة بجوانب مكررة و معلبة بعض الشيء إن جاز التعبير مثل الشخصيات الفارغة المملة و خريطة العالم “المزدحمة” أكثر من اللازم. رايدرز هي لعبة تحاول أن تجعل نفسها “كوول” طوال الوقت إلا أن الشخصيات مزعجة بحق و العبارات التي تكررها بين السباقات والفعاليات و التي تحاول أن تعطيك الدافع للتقدم إلى الأمام تصبح “غثيثة” أكثر من اللازم.
بإمكان اللاعبين الحصول على القير للمساعدة على أداء التحديات التي تزداد صعوبة مع الوقت و القير يُقدم سِمات أعلى للشخصية، و بالمقدور القيام بذلك من خلال اللعب و إنفاق عملة اللعبة الداخلية على هذا القير، أو حتى فتح التجميلات و الأشكال التجميلية التي يأتي بعضها غرائبيًا جدًا لإضفاء طابع هزلي غير جدّي على اللعبة أو فانتازي بعض الشيء كما ذكرنا. حسنًا، اللاعبون يحبون هذه اللمسات أحيانًا، خاصة و أن اللعبة تدعم السباقات الجماعية أيضًا و على نحوٍ ضخمٍ جدًا يسمح لعددٍ هائلٍ من اللاعبين بالتسابق معًا و في مثل هذه السباقات سيكون هناك الكثير من اللحظات الجنونية إلا أننا بصدق لسنا معجبين بسهولة إمكانية ارتطام الشخصية بالعوائق التي تواجهها. ألعاب السباقات الأخرى تجنبت ذلك عن طريق خاصية الريويند التي تُعيدك الجميع إلى الخلف لكن الخاصية لا تعمل بهذا الشكل الجيد في رايدرز.
مستوى الرسوم في اللعبة متوسط للغاية رغم أن اللعبة تدعم تقنية الHDR، و هو أمرٌ محبطٌ قليلًا بالنظر إلى كونها لعبة من يوبي سوفت، و هي واحدة من الشركات التي عُرفت بقدراتها الكبيرة في المجال التقني مع ألعاب مثل Watch Dogs 2 و فار كراي 6 و أساسنز كريد، لكن الأمر ليس كذلك مع هذه اللعبة. البيئة ليست جميلة جدًا و هذه إحدى نقاط ضعف اللعبة في منظورنا فهي لا تملك الإبهار البصري و المناظر الطبيعية الخلابة التي يُمكن مشاهدتها في ألعاب فورزا هورايزون على سبيل المثال، الأصول الرسومية و نماذج الشخصيات قليلة التفاصيل و تبدو و كأنها قادمة من بدايات الجيل الماضي. واجهنا أيضًا بعض الغليتشات إلا أنها كانت محدودة لحسن الحظ. على أية حال، تبقى النقطة الإيجابية بالنسبة لنسخة الحاسب الشخصي أنها تملك خيارات تخصيص رسومية كثيرة و أنها في المُجمل لعبة يسهل تشغيلها على الأجهزة ذات القدرات المتوسطة و لكنها تتطلب اتصالًا جيدًا بالشبكة لمن يرغب في خوض السباقات الضخمة جماعيًا.
Riders Republic لعبة سباقات طموحة و ضخمة جدًا و يوبي سوفت هي شركة تتقن تصميم ألعاب العالم المفتوح، إلا أنها ليست لعبة متميزة أو عملاقة في أي جانب من الجوانب. Riders Republic تشابه الكثير من ألعاب يوبي سوفت الأخرى في كونها لعبة “بوب كورن” – تسلية تصلح للاستهلاك و تنساها سريعًا بعد ذلك، لكنها بالتأكيد ليست الوجبة الدسمة التالية التي تنتظرها.
تمت مراجعة اللعبة بنسخة حاسب شخصي حصلنا عليها من الناشر