نحن على أبواب نهاية العام الميلادي وهناك لعبة رئيسية واحدة فقط لم تصدر بعد، و لكنها لعبة في غاية الأهمية لعدة أسباب. هيلو انفنت تعرضت لظروف استثنائية العام الماضي، فبعد أن كانت لعبة إطلاق لجهاز الجيل الجديد من مايكروسوفت، انتهى بها المطاف لتحصل على تأجيل عام كامل بعد انتقادات واسعة لعرض كشف الطور الفردي. كيف أثر فيها مجهود عامل كامل من التطوير الإضافي، و هل تمكنت اللعبة من الإرتقاء لتطلعات عشاقها بعد كل هذا الإنتظار؟ اليوم نغوص في أعماق اللعبة و نلقي نظرة على أنماطها المختلفة في مراجعة ترو جيمنج الكاملة.
لنعالج أول نقاط الإنتقاد منذ كشف السنة الماضية، و هو أداء اللعبة التقني و مظهرها العام. اللعبة تعمل بشكل رائع في نمط القصة من ناحية أداء تقني، نعم هنالك بعض المشاكل التقنية، لكن هل يوجد فعلا لعبة تصدر هذه الأيام بدونها؟ على كل الأحوال كانت الأخطاء قليلة جدا من تجربتنا الشخصية، أحدها كانت أن الأرض ابتلعتنا في أحد الكهوف و سقطنا الى حيث لا يعلم الا الله. حسنا لنتحدث عن المظهر الجمالي للعبة، هنا اللعبة تقدم الشيء الجميل، سواء في عالم اللعبة الخارجي من أشجار و جبال و سهول و بحيرات، مع إضاءة شمس متغيرة و تستفيد من تقنية HDR بشكل جيد. داخل المباني اللعبة تبدو جميلة برسوم هندسية دقيقة تحاول محاكاة تراث فضائي لمخلوقات من عالم آخر.
الآن لننتقل الى نمط القصة كتصميم مراحل و أفكار مطروحة عبر التوجه للعالم المفتوح. كبداية يجب أن يعلم الجميع أن لا شيء سيتغير من ناحية مبدأ اللعبة الرئيسي، فهي عبارة عن مجموعة ممرات و غرف، أو ساحات خارجية مفتوحة تقاتل فيها أفواج مختلفة و متنوعة من الأعداء كل مرة. لكن أين يأتي العالم المفتوح؟ حسنا سيكون هناك ما يشبه القواعد العسكرية التي يمكن أن تحتلها، إنها أشبه بالأبراج من ألعاب يوبي سوفت في فكرتها، حيث بعد الإنتهاء منها سيظهر لك على الخريطة الأماكن القريبة ذات الإهتمام. القاعدة ستعمل كنقطة تنقل سريع و قاعدة عسكرية لك يمكنك من خلالها استدعاء المركبات المختلفة لاستخدامها في التنقل و القتال.
بمقاييس ألعاب العالم المفتوح يعتبر عالم هالو انتقنت صغيرا، و لكنه متناسق مع كونها لعبة أكشن و ليست RPG، لذلك لن تجد شخصيات جانبية تتحدث إليها و تعطيك مهام جانبية، لكن نشاطاتك الجانبية ستكون مختلفة قليلا. فمثلا لدينا إنقاذ مجموعة من الجنود المختطفين، أو الإستيلاء على قاعد عسكرية للعدو، أو محاولة إغتيال عدو مميز. بالتأكيد جميعها ستقدم لك مكافأة عبارة عن تنويعات جديدة من الأسلحة أو نقاطا تتيج لك فتح المزيد من المركبات. يبدو بشكل واضح أن محاولة العالم المفتوح عبارة عن إضفاء نوع من كسر الروتين عن خطية اللعبة المعروفة، و رغم أنه مرحب بها بكل تأكيد لكنها ليس بتلك الإضافة المحورية.
أسلوب اللعب كما عهدنا من هيلو ممتع جدا، فحمل الأسلحة و الإطلاق و سماع دوي الإنفجارات و الرصاص دائما يعطيك شعور مرضي. فريق التطوير أضاف بعض اللمسات الجديدة لنظام اللعب تضفي بعدا جديدا للعبة. أحد أكثرها تأثيرا هو الخطاف، و الذي سيكون له استخدامات كثيرة، فأثناء القتال يمكنه سحبك الى الأعداء، أو إبعاد دروعهم، أو سحب الأسلحة من مكانها اليك، و يمكنك أيضا سحب نفسك الى المركبات التي تريد الإستيلاء عليها. أثناء التنقل في العالم المفتوح سيكون الخطاف مهما جدا في التنقل، حيث أنه سيساعدك في صعود الأماكن المرتفعة، في الواقع من الأمور التي حاولت تنفيذها و صدمتني، هو صعود أعلى قمة في اللعبة، نعم تمكنك من ذلك، و كان المنظر جميلا من الأعلى، يمكنك الوصول الى أي مكان تريد.
هنالك قدرات أخرى في اللعبة يمكن الحصول عليها و تطويرها، مثل قدرة بناء درع تحتمي خلفه، أو قدرة التفادي السريع. و يمكن أثناء استكشاف العالم المفتوح و المراحل تجميع نقاط تساعدك في ترقية هذه القدرات. و رغم أن القدرات إضافة جميلة و مجددة لأسلوب اللعب، الا أن لدي تحفظ في طريقة توظيفها على يد التحكم. حيث أنك تستطيع تفعيل قدرة واحدة أثناء اللعب على زر وحيد، ثم التغيير بينهم بضغطتي زر مختلفة لكل سلاح. أثناء اللعب السريع و في وسط زحمة الأعداء كان ذلك مزعجا، خصوصا أني في أغلب الأوقات لا أريد تغيير قدرة الخطاف و ذلك لتأثيرها الكبير أثناء اللعب.
الطور الجماعي في اللعبة قد صدر فعلا سابقا، و مايكروسوفت أبهرت الجميع عندما أعلنت أنه سيكون مجاني بالكامل. لا أعرف حقيقة إن كان يجب أن يعامل كجزء من اللعبة أم لعبة منفصلة بالكامل، لكن سنتحدث عنه هنا بحكم أننا لم ننشر له مراجعة منفصلة. نمط اللعب الجماعي هنا يحتوي على أساليب مختلفة، منها أساليب اللعب التقليدية التي تعطي الإنتصار لمن يقتل أكبر عدد من الأعداء، و منها أساليب لعب حديثة أكثر تعطي الإنتصار لمن ينفذ مهاما معينة أثناء المباراة. يوجد مباريات تضع 4 لاعبين ضد 4 آخرين، و هناك مباريات تضع 12 لاعبا ضد 12 أخرين، شيء لكل ذوق كما يقال. أيضا يمكن استخدام القدرات أثناء اللعب الجماعي، لكن عكس النمط الفردي فهنا سيكون لها عدد استخدامات محدود حتى لا يفرط اللاعبين منها.
طور اللعب الجماعي ممتع حقا، لا يمكن نقاش ذلك، لكن سيختلف اللاعبون كثيرا في مدى رضاهم عنهم، خصوصا اللاعبون القدامى. لقد تم انتقاد نظام جمع نقاط الخبرة في اللعبة عند إطلاقها النمط الجماعي، و منذ ذلك الوقت قام فريق التطوير بتعديلها مرتين. أيضا نجد اختفاء بعض الأنماط الأيقونية للعب الجماعي، مثل King of the Hill و Juggernaut. و أخيرا هناك مسألة الـplaylists و فرض أنماط قد لا تستهوي جميع اللاعبين.
بشكل عام Halo Infinite ظهرت بشكل ممتاز في نهاية المطاف حتى لو لم تكن مثالية. الطور الفردي كان ممتعا، رغم أنه يشوبه اللحظات المتكررة، ليس فقط في أسلوب اللعب و لكن أيضا في البيئة و الأماكن، كم تمنيت أن أرى بيئات متنوعة أكثر خصوصا في العالم الخارجي، كانت فرصة لا تعوض. خطوة تقديم الطور الجماعي كلعبة مجانية رائعة و قد تدخل الكثير من اللاعبين الجدد الى عالم هيلو. نظام اللعب الأساسي لا زال إدمانيا و ممتعا، و ذلك ينعطي على الطور الفردي و الجماعي، فهيلو في النهاية دائما ستكون عبارة عن جرعات أدريالين متتابعة من القتال المثير المليء بالأسلحة المتنوعة المتقنة و قتال المركبات المثير، و في هذا الجانب اللعبة تبقى وفية لأصول السلسلة العريقة.