العام الماضي كنا مع موعد تاريخي بوصول ما اعتبره الكثيرون أفضل ألعاب كرة القدم على الإطلاق، فيفا 2009 أعادت تعريف اللعبة و قدمت ثورة طويلة منتظرة لهذا النوع من الألعاب وصلت بها الى القمة و تربعت على عرش المحاكاة لهذه الرياضة. الآن و بعد سنة من الإنتظار يجد الشخص صعوبة في تصديق كيف يمكن أن تتفوق فيفا على إنجازات العام الماضي، لكن الحقيقة هي أنه عندما تكون وصلت الى هذه الدرجة من الإتقان للمحاكاة الحقيقة فلا يفترض الا أن تضيف بعض التحسينات البسيطة و تعالج الأخطاء المعدودة من العام الماضي لكي تقدم لعبة أفضل للجميع. فريق EA في كندا و المسؤول عن سلسلة فيفا حاليا قام ببعض التعديلات هنا و هناك و سنقوم بزيارتها جميعا في هذه المراجعة لنسخة العام 2010 من سلسلة فيفا العريقة لكرة القدم.

مشهد ليس بغريب
مراجعة هذا العام لن تكون طويلة مثل العام الماضي الذي قدم لعبة ثورية، فكان من اللازم التفصيل بجميع الأمور الجديدة. هذا العام سأتحدث عن أماكن التغيير في اللعبة و كيف أثرت مجملا على التجربة. من بداية تشغيلك للعبة لن تشعر بأنك في مكان غريب و ستدخل سريعا في الأجواء لتبدأ اللعب. التقديم في اللعبة كما تعودناه بقوائم أنيقة و متجاوبة و تعليق متنوع أكثر من الماضي. أشكال اللاعبين ربما تكون أحد الجوانب في اللعبة التي لا تزال قابلة لإستقبال المزيد من التحسينات خصوصا عندما رأينا هذا العام تصميمات أفضل و أكثر تشابها للاعبين في اللعبة المنافسة “برو ايفولوشن”. الجرافيكس في اللعبة مسألة ملاحظة، فستجد أنه تحسن في جوانب لكن يظل لديك الشعور بشكل عام أن اللعبة لم تتغير في هذا الجانب رغم أن المجال مفتوح لتقديم أكثر. الصوتيات في اللعبة و المؤثرات رائعة و لم تخيب الضن اللعبة كالعادة في إثراء تجربة اللاعب خصوصا أثناء المباراة. ربما أحد الأشياء التي ضايقتني الإختيارات الموسيقية للعبة، فكرة الإختيار من فنانين دوليين أثرت سلبا على اللعبة و جعلتها في مرتبة متأخرة مقارنة بالإصدارات الماضية التي أبدعت EA في أختيار مقطوعاتها.

الإحتكاك في اللعبة أصبح من عناصر اللعب و التحدي الرئيسية

الإحتمالات اللا نهائية!
فيفا 2009 قدمت أكثر لعبة محاكاة قريبة للواقع السنة الماضية و هذا العام قامت EA بإضافة حساسة جعلت اللعبة أقرب للواقعية من أي وقت مضى. أتحدث هنا عن الإلتفاف بزاوية 360 درجة، و لكم الحرية في تخيل كيف يمكن أن تقدم هذه الإضافة إحتمالات لا نهائية للعب. الإلتفاف بزاوية 360 درجة يعني أن اللاعب يستطيع التحرك و الركض في 360 جهة مختلفة عكس نسخة السنة الماضية التي تتيح التحرك و الركض في 8 إتجاهات فقط. ليس ذلك فقط بل إنك تستطيع توجيه تمريراتك و رفعاتك و تسديداتك في زوايا محددة بشكل كبير مما يزيد الإحتمالات و إمكانيات الإحتراف في الدقة و تنويعات اللعب. فيزيائية الكرة أصبحت رائعة أيضا، فالكرة الآن لا تطير في الهواء بشكل متسارع كأنها كرة بالون و لكن أصبحت الرفعات و التسديدات أكثر واقعية و قلت بشكل ملحوظ الكرات التي تصطدم بالعارضة و القائم و التي تواجدت سابقا بشكل غير واقعي أحيانا. الفيزيائية لم تطل فقط الكرة و إنما اللاعبين حيث أصبح الإحتكاك هنا عنصرا رئيسيا في اللعبة. مثلا اللاعبين الثقال سيتمكنون من طرح اللاعبين الصغار بشكل سهل، لكن لا تعتقد أنك تستطيع الإنطلاق نحو خصمك و الإحتكاك معه و طرحه دائما، بعض اللاعبين سيقاتلون على الكرة و الحكم سيعاقبك أيضا اذا قمت بالمبالغة بالإحتكاك و أوقعت لاعب الخصم و ارتكبت خطئا في اللعبة. الإحتكاك لا يتوقف فقط على الكرات الأرضية، حتى في اللعبات الهوائية لا تعتقد أن لاعبا طويلا سيقوم بالتسجيل بسهولة كما حدث سابقا، في هذه النسخة أي إحتكاك و تمركز خاطيء سيأثر على رأسياتك و تسديداتك بشكل كبير، و هنا تكمن إحترافية اللاعب في أختيار الوضعية المناسبة للتسجيل.

فيفا 2010 قدمت أيضا بعض التعديلات و الإضافات داخل اللعب مما حسن التجربة الكاملة بشكل ملحوظ. مثلا حاليا يمكنك تغيير مسدد الركلات الحرة دون الدخول للقائمة الرئيسية، أيضا يمكنك لعب الكرات الحرة بشكل سريع و دون توقف اللعب. أحد الإضافات الجديدة في اللعبة هي وضع إستراتيجيات معينة للكرات الحرة بحيث تختار أماكن وقوف لاعبيك و تحركهم أثناء الركل و التي يمكنك تصميمها خارج المباراة و استخدامها لاحقا، هي إضافة رائع لكنها لا زالت في طور أولي بحيث نجد أنه من الصعب تطبيقها في الوضع الحالي. الحكم في اللعبة تطور كثيرا و لن يوقف اللعب الا في مرات نادرة، إتقان مبدأ “إتاحة الفرصة” أصبح أفضل من الماضي بكثير. كالعادة التفصيل الدقيقة أيضا تأخذ حقها في فيفا و نجد إهتمام كبير بها. الحكم سيحاول هذه المرة الإبتعاد عن الكرات الموجهه له بحيث لا تصطدم به لكن هذا لن يحدث دائما. لن يعاقبك الحكم على لمسات اليد لأنها إضافة غير منطقية بحكم أن اللاعبين ليس لهم مقدرة بالتحكم في هذا الأمر.

خض التجربة بنفسك
الآن خارج أسوار المباراة لنتجه للقائمة الرئيسية و بعض الإضافات الجديدة للعبة. الطور الجديد و الذي سأتحدث عنها يدعى Virtual Pro و هو مختلف عن الطور المعروف الآخر Be A Pro. في هذا الطور يمكنك أخذ صورة لوجهك بواسطة كاميرا الجاهز و تصميم لاعب يشابهك بشكل كبير. لاحقا تستطيع استخدام هذا اللاعب في أطوار أخرى عكس Be A Pro حيث يمكنك اللعب فيه على الشبكة أو في مباراة ودية أو حتى منطقة Arena و كل هذا سيساهم في تقدم قدراتك لاعبك الجديد. بالحديث عن التمرين فقد قدمت EA تحسينات عديدة في هذا الطور بما فيها إمكانية لعب مباراة تدريبية. نسخة 2010 من فيفا تقدم إمكانية لعبة مباراة ب5 لاعبين في طور Be A Pro بدلا من عشرة حيث يمكنك الآن وضع 5 لاعبين بتحكم الكمبيوتر.

قامت EA بإضافة رسوميات جديدة جعلت تحركات و ردات فعل اللاعبين أكثر واقعية

الإتقان و الكمال شيء مستحيل خصوصا في لعبة محاكاة للواقع مثل كرة القدم. لذلك لن أطلب من فيفا الوصول الى هذه المرحلة لأنه ظلم. لكن عند النظر للعبة فلا زال هناك مناطق للتحسين ربما تعطيها EA أهمية أكبر مستقبلا. اللعبة لا زالت تفتقد بعض المنتخبات المهمة خصوصا في منطقة آسيا و أفريقيا حيث يغيب العراق و مصر رغم أنهما بطلا القارتين. في طور الأونلاين لا يمكنك وضع التشكيلة قبل الدخول في المباراة مع خصمك مما ياخذ وقت أطول أثناء مباريات الشبكة رغم أنه يمكن إختصاره. طور “مدير الفريق” رغم أنه رائع لكنه لا يزال يحتاج بعض الوقت لإضافة واقعية أكثر للإنتقالات مثلا. أستطيع الحديث أكثر و أكثر عن تعديلات و إضافات و هذا الشيء لن ينتهي لأنك دائما ستجد شيئا جديدا للتمناه في لعبة كرة قدم، و عدم وجوده السنة هذه لا يعتبر شيئا سلبيا بالإلزام.

بعد التوغل في هذه التجربة الرائعة و المتجددة، ستكتشف أن EA لم ترقد على وسادة نجاحها العام الماضي بل حددت و أدركت أخطائها و أماكن التقصير و عملت عليها جيدا. زوايا تحرك 360 درجة و رسوميات إضافية و فيزيائية واقعية، بالإضافة لأطوار محسنة و إضافية وصلت باللعبة لدرجة جديدة من التألق. FIFA 2010 هي محاكاة كرة القدم الأكثر واقعية على أجهزة ألعاب الفيديو و أفضل لعبة كرة قدم على الإطلاق.