فريق Naughty Dog ظهر و اشتهر على أجهزة البلايستيشن بألعاب Crash أولا و لاحقا بألعاب Jak and Daxter، و إن كان هذا الفريق عرف بشيء بين جمهور فهو بجودته العالية و إتقانه لعمله. بعد عدة إصدارات للسلسلتين اللتين سبق ذكرهم قرر الفريق أن يبدأ بداية جديدة مع الجيل الجديد و بالتالي قام بالإعلان عن لعبة Uncharted للبلايستشين 3. اللعبة أعلنت إنتقالا كبيرا للفريق من الرسوم الكرتونية و الشخصيات الظريفة الى تجسيدات واقعية و لعبة أكشن عنيفة. الشكوك بدأت تنبت في قلوب محبي الفريق و المتابعين من الخارج بسبب الإختلاف الشديد عن أسلوب الفريق السابق، لكن اللعبة خرجت أخيرا لتنتهي كلعبة أكشن ممتازة حققت نجاحا مقبولا و حصلت على إنتقادات لبعض السلبيات في جوانب مختلفة من اللعبة. فريق Naghuty Dog لم يكن هذا طموحه و لم يعتبرها تجربة “تغيير جو” و أعلن الجزء الثاني ليصحح أخطائه و يقدم لعب أكثر إكتمالا و إتقانا. الجزء الثاني من أنشارتد وصل أخيرا بعد سلسلة من الإنطباعات الإيجابية لاحقت اللعبة عبر ظهورها في معارض الألعاب المختلفة عبر العالم. الآن حان الوقت لخوض التجربة الكاملة و تقييم اللعبة بشكل فاصل و نهائي.

خلال هذه المغامرة الرائعة ستزور مجموعة من أغرب المناطق على وجه الأرض

مغامرة ساحرة
قصة اللعبة تأخذ مكانها عدة سنوات بعد الجزء الأول، و بطلنا Nathan Drake يعود في مغامرة جديدة يبحث فيها عن أحد الكنوز الغامضة التي اختفت من زمن بعيد. رغم أن القصة لا يتم شرحها بشكل مفصل عن طريق محادثات جانبية كثيرة أو ملفات للقراءة، لكنها تشرح عن طريق مقاطع سينمائية تقدم أحداث مثيرة و مواقف تحدث بين البطل و الشخصيات الرئيسية و الفرعية في اللعبة. أجواء اللعبة تشبه كثيرا تلك التي في أفلام هوليوود الشهيرة مثل Indiana Jones أو National Treasure. التمثيل الصوتي و الإخراج في اللعبة من أفضل ما تم تقديمه في عالم التسلية الإلكتروني، و بالإضافة لمقطوعات موسيقية مختارة بدقة فإن التقديم في انشارتد 2 يحصل على درجة كاملة في أي قاموس.

عندما تفعل كل شيء!
الآن لننتقل لصلب اللعبة و نظام اللعب، و لعل هذه النقطة قد تكون غير واضحة للبعض خصوصا لمن يتعرف على السلسلة لأول مرة. ربما اللعبة تشبه كثيرا السلسلة المعروفة Tomb Raider من حيث أنها تقدم نظام لعب يعتمد على البلاتفورمنج (platforming) و الأكشن أو القتال، لكن في نفس الوقت اللعبة تقدم هذه المرة مقاطع لعب تعتمد على التجسس و القتل خفية مثل التي نراها في Assassin Creed مثلا. عموما اللعبة تقدم كل واحد من هذه بطريقتها الخاصة و لا يشترط هنا التشابه التام، و سأتحدث عن كل عنصر لعب بشكل منفصل. قبل أن أن أنتقل للحديث عن نظام اللعب، سأشرح نظام التقدم في اللعبة. انشارتد 2 مقسمة الى 26 فصل، و أثناء اللعب لا يوجد فاصل حقيقي بين فصول اللعبة و لكن ستجد عنوان الفصل الجديد يظهر أمامك بعد الإنتهاء من مقطع معين في اللعبة. مقارنة بالألعاب الأخرى لا يوجد في انشارتد قتال زعماء حقيقي الا في مناسبة أو اثنتين، اما في باقي اللعبة فستواجه تحديات كبيرة و مميزة عن مقاطع الأكشن الأخرى و هي ستمثل شيئا مختلفا كما يحدث مع قتال الزعماء في ألعاب أخرى. كمثال للمقطاع التي أحدث عنها فستواجه في واحدة من المناسبات طائرة مروحية ستقوم بملاحقتك و محاولة قتلك بينما ستجد طريقة أنت لإسقاطها.

ستحتاج للوصول الى أماكن غير متوقعة لتستمر مغامرتك في هذه اللعبة

البلاتفورمنج هو بإختصار مقاطع اللعب التي يقوم فيها اللاعب باستخدام قدراته الجسدية للقفز و التعلق و التنقل الى أماكن صعبة للوصول لهدفه. رأينا هذا النوع من اللعب في ألعاب كثيرة مثل أساسن كريد و توم ريدر و انفموس بداية هذا العام. في انشارتد البلاتفورمنج متواجد في أغلب مناطق اللعبة تقريبا، و يعتبر أحد التحديات في اللعبة بحيث يجب عليك معرفة أين المنطقة التي يمكنك استخدامها وما هو الطريق الذي يجب أن تسلكه للوصول لهدفك. مقارنة بالألعاب التي سبق ذكرها فإن البلاتفورمنج في انشارتد لا يقدم شيئا جديدا على الساحة، بل مقارنة ببعض الألعاب فإن انشارتد تقدمه بشكل محدود حيث ستجد نفسك في أوقات معينة أثناء اللعب تقفز على جسم لتتسلق عليه لتتفاجيء أنك لا تستطيع ذلك. لا أعتبر هذه النقطة معضلة كبيرة لكنه شيء ستشعر به خصوصا اذا كنت خضت تجربة الألعاب السابقة. أنشارتد أيضا تضع لمسة سينمائية مثيرة لبعض مناطق البلاتفورمنج بحيث سيتهدم جسر أو يسقط جدار مما يدخلك في بعض الأجواء الهوليودية أثناء اللعب.

نظام الأكشن و التصويب من أفضل ما رأينا إطلاقا

الآن سأتحدث عن جانب التجسس و الأكشن في نفس الوقت. التجسس في اللعبة ليس عنصرا الزاميا الا في مقطع واحد من اللعبة فقط و فيه كنت ستخسر بمجرد روئيتك من أحد الحراس. لكن أسلوب التجسس موجود معك في كل أوقات اللعب، و في مناطق جديدة يمكنك اختيار الدخول متجسسا و القتل خفية حتى يتم كشفك و يبدأ القتال المفتوح. اللعبة تقدم تقنيات تجسس جميلة خصوصا تلك التي تتيح لك التعلق على الجوانب أو الإختفاء وراء الجدار ثم سحب عدوك و قتله بسرعة و هدوء أو رميه من الحافة ليلقى مصيره. لا أستطيع أن أقارن التجسس هنا بألعاب أخرى خصوصا تلك التي تعاقبك على اخطائك بشكل أكبر، لكن التجسس في انشارتد إضافة جميلة للعب و تعطي خيارات أكثر للاعب. الأكشن في اللعبة ليس غريبا و لا يحتاج لشرح، بإختصار هو اقتباس لأفضل ما وصل اليه هذا النوع من الألعاب. لديك الأسلحة المعتادة مثل المسدس العادي و البندقية و الرشاش و القناص بالإضافة للقنابل اليدوية. يمكنك حمل القنابل اليدوية بالإضافة لمسدس صغير الى جانب آخر كبير. الأسلحة المتنوعة متناثرة في اللعبة و يمكنك التبديل بسرعة في أي وقت عن طريق أخذ أسلحة الأعداء من الأرض. بعض الأسلحة مثل القناص أو قاذف الصواريخ لن تجدها الا في مناطق محددة جدا من اللعبة حيث ستحتاجها فعلا. الأعداء في اللعبة سيأتون في عدة أشكال و قدرات مختلفة ليظهروا منك استراتيجيات مختلفة لقتلهم. بداية لديك الجنود العاديون و هم يأتون حاملين مسدسات عادية أو رشاش أو بندقية و بعض القنابل اليدوية. أيضا ستقابل المدرعين و مقارنة بالنوع السابق فهم يعشقون القتال القريب وجها لوجه بسبب أن عليهم دروع تتطلب ضربهم أكثر من مرة بسلاح عادي ليتحطم الدرع أو بسلاح قوي في مرات أقل. لاحقا في اللعبة ستقابل مجموعة أكبر من الأعداء سيقومون بإختبار سرعتك و دقة تصويبك و حسن إختيارك للأسلحة بشكل أكبر، لا أريد التحدث عنهم هنا حتى لا أفسد الأحداث على من لم يحصل على اللعبة، لكن بشكل عام فلنقل أن اللعبة تقدم تنوعا مرضيا جدا في تشكيل الأعداء. مثل أي نظام أكشن و قتال آخر متقن فإن انشارتد تملك نظام تغطية ممتاز، بإستخدام زر دائرة يمكنك فورا الإنزلاق خلف جسم معين أو جدار للتخفي عن طلقات العدو. أثناء وضعية التغطية ستتمكن من الخروج و الأطلاق أو مجرد الإطلاق بإخراج يدك و لكن بدقة أقل. أيضا ياستخدام زر دائرة يمكنك الإنتقال من منطقة تغطية الى أخرى مجاورة حتى تتقدم و تهاجم العدو. أخيرا هناك القتال اليدوي و قد تضطر اليه في بعض المناطق الضيقة و الموجهات القريبة، بإختصار شديد القتال اليدوي يتم تنفيذه عن طريق ضغط زر مربع باستمرار و الإستعانة بزر مثلث لصد ضربات الخصم و هو الشيء الذي يمكن تنفيذه بسهولة. بشكل عام نظام الأكشن في اللعبة لا يدع مجالا للتذمر نهائيا و يرقى لأفضل ما شاهدنا في هذا النوع من الألعاب، و ربما و أعني ربما أن هناك إمكانية لتحسين نظام التغطية في بعض المناطق الضيقة في اللعبة.