فريق فورم سوفتوير خلال أكثر من عقد كامل من التطوير انفرد بأسلوب جديد من الألعاب، و ألهم الكثير من المطورين لتطوير ألعابهم الخاصة التي صنفت تحت المسمى Souls-like. ألعاب السولز كما يطلق عليها اشتهرت بخصائص فريدة، مثل كونها تجعلك تخسر كل نقاط الخبرة التي جمعتها من القتال في حال موتك، و جعلك تعود لتحصل عليها مرة أخرى مع فرصة لخسارتها للأبد. أيضا اشتهرت بكونها تملك نقاط حفظ في حال استخدامها تقوم بإعادة إحياء جميع الأعداء في المنطقة. تلك فقط بعض الخصائص الفريدة، و منذ ابتكارها قام فريق التطوير باستخدامها في عناوين عدة تجمع ما بين أفكاره الرئيسية مع بعض التغييرات في أسلوب القتال و الحركة و غيرها. الآن الفريق يفعلها مجددا، فبعد سيكيرو هاهو يطلق لعبته الجديدة Elden Ring، و لعل أهم عنصر في هوية هذه اللعبة الجديدة هو العالم المفتوح، لكن هناك المزيد، و سنتطرق لهذا كله في هذه المراجعة النهائية للعبة المنتظرة.
قبل التطرق لأسلوب اللعب، لنتحدث عن العالم المفتوح و أفكاره في إلدين رينج. منذ بداية اللعبة ستجد نفسك قادرا على الوصول لجزء كبير من العالم المفتوح، و سيساعدك في ذلك دابة شبيهة بالحصان، يمكنك استدعائه من أي مكان وركوبه للوصول بسرعة إلى المناطق البعيدة. اللعبة تهدف الى إعطاء اللاعب قدرة أكبر في الحركة و التنقل، فأصبحت الشخصية الآن قادرة على القفز، حتى الدابة تستطيع القفز ليس مرة بل مرتين في الهواء. و هناك منصات هوائية تستطيع الدابة استخدامها كي تقفز أماكن مرتفعة جدا عبر الطيران في الهواء، حيث أن العالم المفتوح سيتضمن مرتفعات عدة. الفريق أيضا جعل عداد اللياقة لا ينضب أثناء المغامرة حتى لا تشعر بالملل، لكن استخدامه سيبدأ بمجرد اقترابك من عدو و بدء القتال معه.
اذا ماذا يمكن فعله في العالم المفتوح؟ أولا ستجد ما يسميه المطور Site of Grace و هو يقوم بوظيفة البون فاير التي تعودناها منهم. يمكنك عبرها الجلوس للعلاج أو التطوير، و هي نقاط تنقل سريع أيضا حول العالم. هذه اللعبة ربما من أرحم ألعاب فورم سوفتوير من ناحية كثرة نقاط الحفظ. أيضا تم تقديم نقاط إعادة لعب، هدفها أن تكون نقطة Checkpoint يمكنك العودة من عندها اذا شعرت أن نقطة الحفظ السابقة بعيدة. العالم المفتوح كما يمكن أن يتوقع المتابع فهو سيأخذك في اتجاهات عدة، و قد تصل الى أماكن صعبة جدا و ليس بمستواك الحالي. لحسن الحظ نقاط الحفظ سيخرج من خلالها سهم على الخريطة يرشدك دائما الى وجهتك القادمة في قصة اللعبة الرئيسية كي لا تضيع.
لكن الحقيقة هي أن الضياع هنا ممتع، فعالم اللعبة حقيقة و خصوصا عندما زرنا أغلب مناطقه، شعرنا بأنه أكثر عالم مفتوح مثير للاهتمام في أي لعبة جربناها سابقا. و قد يقول الكثيرون أن عدم وجود وسائل إرشادية في اللعبة هو مكمن المتعة الحقيقية فيها، و هذا صحيح لكنه لا يعبر عن كامل المشهد. في اللعبة ستجد الكثير مما يمكن أن تراه في ألعاب أخرى، مثل الكهوف أو الخنادق الاختيارية، و ستجدها تتكرر هنا و هناك مع اختلاف الأعداء و المكافاة. لكن هذه فقط تمثل هوامش جانبية لما يحمله عالم اللعبة، لقد أعطانا مستوى تصاعدي في الابهار مع كل ساعة إضافية نمضيها فيها. و ما يجعل متعة الاستكشاف كبيرة هي كمية العناصر المهمة و طريقة ترابطها بشكل جميل. ستجد أنك تسأل نفسك، لماذا يوجد عملاق يحرس ذلك المبنى الكبير في آخر الطريق، لماذا هناك فتاة على الأرض في كوخ صغير على سفح الجبل، لماذا يوجد برج كبير بقربي لكن لا أجد أي طريقة للوصول إليه. لا يوجد شيء في اللعبة بلا معنى، كل شيء يثير الاهتمام أكثر من غيره، و بالعادة أفقد الاهتمام لإكمال استكشاف ألعاب العالم المفتوح بعد إنهائها، لكن ليس هذا هو الحال هنا، بل أنوي اكمال استكشاف اللعبة لوقت طويل جدا.
اللعبة مليئة بالمهام الجانبية، اذا أخذنا ألعاب فريق التطوير بالحسبان. ستجد من خلال العالم العديد من الأعداء متنوعي الصعوبة، بعضهم يملكون مكافأة مجدية لقتلهم. أيضا ستجد العديد من الشخصيات الجانبية التي تستطيع التحدث إليها، و ليس جميعهم لطفاء. بعض الشخصيات ستطلب منك مهام معينة، و بعضهم ستقابله في أماكن أخرى. رغم تعدد المهام الا أن اللعبة لا تقوم بتنظيمها، و مع كثرتها عليك أن تحضر ورقة و قلم و تسجل ما يحدث، و هو أمر مزعج في الحقيقية للعبة من هذا النوع، خصوصا أن أسماء الشخصيات و الأدوات و المناطق ليس من النوع الذي يمكن استذكاره بسهولة. على كل حال فهذه الشخصيات مهمة، و قصة اللعبة ستكون مختصرة لكن تفاصيلها ستبدو أوضح لك مع قراءة الرسائل و الحديث للشخصيات و لقائهم المتكرر.
اللعبة أيضا وصلتها عدوى الـCrafting من ألعاب مشابه أخرى، حيث إن أردت صناعة قنبلة نارية، عليك جمع الموارد مثل الأزهار و الجذور و غيرها، و كذلك الأسهم و بعض الأدوات الأخرى. و كيف تعرف كيف تصنع هذه الأشياء عليك شراء كتب الطبخ من الباعة المتجولين.
لنتحدث الآن عن أسلوب اللعب الرئيسي، هناك تغييرات مؤثرة هنا و أفكار جديدة كي تناسب عالم اللعبة. في أساسه أسلوب القتال هو نفسه الذي اعتدناه من سلسلة سولز تحديدا. أحد الإضافات الجديدة هي حركات خاصة يمكن تعلمها، تصبح كالضربة الخاصة لسلاحك. أيضا هناك أشباح تجمعهم في اللعبة ثم تستدعيهم في مناطق معينة يسمح لك بذلك فيها، و مهمتهم مساعدتك خصوصا أثناء قتال الزعماء و حاجتك لاشغالهم عنك. و يمكنك من خلال بعض الشخصيات الجانبية تطوير قدرات هؤلاء الأشباح عبر جمع موارد خاصة فيهم من المراحل الجانبية و ما شابه.
بكل تأكيد اللعبة تسمح لك بالتجول الحر في العالم المفتوح و تجربة ما يمكن فعله، لكن عند وقت الجد عليك أن تذهب للمهمة الرئيسية، وعندما يحدث ذلك تصبح اللعبة مثل دارك سولز تماما. فهناك المناطق المغلقة التي تحارب من خلالها أعداء أقوياء، تحاول البقاء حيا حتى تفتح طريقا مختصرا أو تصل الى نقطة الحفظ التالية، ثم ينتهي المقام بك بقتال زعيم قوي. و من هذه الناحية لا داعي للقلق، فالزعماء هنا أقوياء كما اعتدنا، و لكن هناك دائما خدعة ما لهزيمتهم، و مع وجود الاستدعاءات تصبح مواجهتهم أسهل بكثير بالتأكيد. هناك شيء مهم أخير يجب أن نذكره، فبعد هزيمة زعماء اللعبة الرئيسين، ستحصل على مكافأة خاصة، و هي قدرة مميزة جدا. سنعطيكم مثال ما حصلنا عليه عند الزعيم الأول. حيث حصلنا على قدرة تعطيك ترقية مؤقتة لقدراتك تساوي ما يمكن أن تحصل عليه من رفع مستواك (اللفل) بمقدار 40 نقطة.
طور اللعب الجماعي يتواجد في اللعبة، و يتيح لك اللعب بشكل تعاوني مع أصحابك في مواجهة مناطق زعماء اللعبة. كذلك يتيح لك غزو عوالم اللاعبين الآخرين و اللعب ضدهم. للأسف حتى بعد انتظارنا لإصدار اللعبة الرسمي لكننا لم نجد الكثير من اللاعبين عند محاولة طلب الاستدعاء، حتى عند الزعماء الرئيسيين. لا نعلم هل هو شيء له علاقة بمنطقة الشرق الأوسط و هل يختلف من شخص لآخر؟
إلدين رينج كما الألعاب الحديثة تعطيك خيارين للرسوم، و نحن ذهبنا مع الخيار الافتراضي الذي يعطي الأولوية للاداء (الإطارات)، و لكن اللعبة تتطلب الكثير في بعض المناطق حيث وجدنا أن أداء الإطارات متذبذب على جهاز PS5 الذي جربنا عليه اللعبة. منظرا اللعبة جميلة و هي أفضل ألعاب الفريق من هذا الجانب، و يرافقها موسيقى بأسلوب السلسلة المعتاد و أداء صوتي كلاسيكي من الشخصيات الجانبية.
لنوضح أمر ما بشكل كامل، إلدين رينج ليست لعبة مثالية في كل تفاصيلها، لكنها تجربة ستثري ألعاب العالم المفتوح لزمن طويل. زيلدا نفس البرية ألهمت الكثير من الألعاب في هذا المجال عبر تقديم عالم يمكن الوصول لكل أطرافه بدون قيود، لكن إلدين رينج ستكون اللعبة التي ألهمت مطوري ألعاب العالم المفتوح لكيفية تقديم محتوى ذكي، مثير، مترابط، و تحفيزك لاستكشافه بدون أي ملل يذكر. أضف لذلك التنوع الكبير في طرق بناء شخصيات اللعبة، و الكم الكبير من الأسلحة و الأدوات و الدروع التي ستغريك للعودة للعبة و تجربة اللعب بطريقة مختلفة مرة تل الأخرى.
نعم اللعبة شديدة الصعوبة و لا تجعل لها مدخلا سهلا من قبل اللاعبين الأقل خبرة، لكن لؤلئك الذين لا يخشون أصعب المحن، إلدين رينج هي اللعبة التي سترضي كل غرورك، اللعبة التي ستجعلك تقع في حبها و حب عالمها مترامي الأطراف كما لم تفعل مع أي لعبة من قبل.
تمت مراجعة اللعبة على جهاز بلايستيشن 5 عبر نسخة مراجعة رقمية وفرها ناشر اللعبة.