رحبوا معنا بالقنفذ السريع رمز ونجم شركة سيجا الزرقاء الأول و أحد أعلام ألعاب الفيديو ، بعد 20 عاما متذبذبة بين النجاحات الكبيرة و الفشل الذريع ، سيجا تجمع الذكريات و الأحلام في علبة واحدة تحت مسمى Sonic Generations لتجمع العشاق القدامى و تحاول أن تقدم لهم اللعبة التي تعد بتعديل أخطاء الإصدارات الماضية ، و لكن هل نجحت في ذلك حقا ؟ أكمل القراءة معنا لتعرف ذلك .
بداية سيجا مع لعبة سونيك كانت عن طريق المصمم العبقري يوجي ناكا ، ناكا استوحى فكرة ألعاب سونيك وهو يلعب في أحد مراحل لعبة ماريو بروس على العائلة حيث خطرت بباله فكرة أن تجعل الشخصية تقوم بإنهاء المراحل بأكبر سرعة ممكنة و هكذا بدأت رحلة صنع واحدة من أشهر ألعاب المنصات عبر التاريخ ، نجحت لعبة سونيك الأولى على جهاز سيجا جنسس نجاحا كبيرا و أصبح القنفذ الشهير هو التميمة الخاصة بالشركة الزرقاء و سلاحها الفذ في مواجهة السمكري البدين سوبر ماريو ، و اذا كنت أحد لاعبي تلك الحقبة الزمنية فلا بد أنك تذكر جيدا الصراعات غير المنتهية بين عشاق اللعبتين .
و بعد إصدارات متعددة ناجحة على الجهاز ، انتهى الجنسس و انتهت معه الحقبة الذهبية لألعاب سونيك ، من بعد أجزاء الجنسس لم تلقى السلسلة نفس القبول و الرواج ربما باستثناء سونيك أدفنتشر الأولى و الثانية على جهاز الدريمكاست ، خروج المصمم و الأب الروحي للسلسلة يوجي ناكا بالإضافة لكثير من أعضاء فريق العمل الأصليين أضعف سونيك تيم كثيرا ليتخبط الفريق بألعاب سونيك بعد ذلك و يضل الطريق تماما ، إذ حصلنا على لعبة كارثية عام 2006 و بعد ذلك حصلنا على إصدارة أنليشد و التي و ان قدمت بعض التحسينات في المراحل الصباحية لسونيك ، إلا أنها جلبت أسوأ عنصر لعب في تاريخ السلسلة و هي المراحل الكابوسية الخاصة بالـ”ويرهوج” ، سيجا عقدت العزم على تحسين مستوى السلسلة و قامت بتقديم سونيك4 كلعبة قابلة للتحميل و سونيك كولرز الحصرية لجهاز الوي و كل منهما يمثل لعبة جيدة و مقبولة و ان لم يصلا بعد لمستوى القمة من ألعاب المنصات المتوافرة في الأسواق .
حسنا دعنا من ذلك و لنتحدث مباشرة عن الإصدارة الجديدة و هي إصدارة سونيك جنريشنز ، في البداية يبدو الهدف من اللعبة هو الاحتفال بمرور عشرين عاما على السلسلة و يمكنك بوضوح ملاحظة الذكريات المتناثرة في اللعبة إلا أنني لا أعتقد بأن الأمور تتوقف هنا ، اللعبة أيضا تقدم المزيد من الاختبار من قبل سونيك تيم لطريقة اللعب الكلاسيكية و طريقة اللعب الحديثة حيث أن السلسلة تشهد ما يشبه الانقسام بين محبيها بتفضيلهم البعد الثنائي على الثلاثي أو العكس خاصة و أن تصميم سونيك أيضا تغير بشكل كبير مع الألعاب الحديثة ، و لذلك قام المطورون بقيادة المصمم الرئيسي و المخرج هيروشي مياموتو بتقديم كل عالم في اللعبة بطريقتي لعب ، طريقة لعب سونيك الكلاسيكي و هي ثنائية الأبعاد تماما في محاولة لمحاكاة ألعاب الجنسس مع الرسوميات عالية الوضوح ، و طريقة سونيك المعاصر و هي مطابقة لما رأيناه في سونيك أنليشد و سونيك كولرز بلا أدنى تغيير ، تتقدم اللعبة مجموعة من العوالم والمراحل المستوحاة من كافة أجزاء السلسلة مع إعادة تصميم هذه المراحل و بناءها من جديد .
أريد أن أكون واضحا و صريحا للغاية في هذه المراجعة ، أنا أعشق ألعاب سونيك كثيرا و يمكنني القول بأنني كبرت معها في التسعينات ، في تلك الأيام كانت تبدو السلسلة لدي و كأنها أجمل شيء في العالم ، لكن سونيك جينريشنز و ان لعبت على بعض الأوتار العاطفية لدي ، إلا أنها ليست – على الإطلاق – لعبة مميزة في اللعب كما كانت في تلك الأيام ، عندما نتحدث عن ألعاب المنصات ( البلاتفورم ) فإن مستوى تصميم المراحل و ميكانيكية اللعب و القفز يحتلان الأهمية العظمى في تحديد مستوى اللعبة ، و للأسف هنا نجد بأن سونيك جنريشنز لا تقدم تجربة مثالية من الناحيتين .. بالحديث عن سونيك الكلاسيكي بداية ربما ستشعر بالانبهار مع الثواني الأولى من تحريك الشخصية ، المرحلة الأولى أعطتني شعور الحلم الجميل قبل أن أفيق من هذا الحلم شيئا فشيئا لألمس مشاكل اللعبة المتعددة و المتواصلة منذ سنوات .. وزن سونيك و فيزيائية الحركة الخاصة به لا زالت متوسطة المستوى و ان كانت أفضل من سونيك4 لكنها لا تلمس جودة و روعة الأجزاء القديمة ، المراحل تبدو جيدة و لكن مهلا .. من الصعب أن تجد مرحلة تعلق بذاكرتك طويلا لأن ما تفعله في مرحلة يتكرر في كل المراحل الأخرى بلا جديد ، أنت تقفز على نفس النوع من الحواجز و تستخدم نفس الحيل والأساليب في اللعب في السلسلة منذ سنوات ، السيد هيروشي مياموتو لا يضاهي براعة المصمم القدير يوجي ناكا و لا يمتلك لمسته الخاصة و الساحرة في تصميم مراحل تعلق بذاكرة اللاعب لفترة طويلة.
أما سونيك المعاصر ، فهو الآخر لا يقدم أي شيء جديد عن أخيه الكلاسيكي ، لا يوجد شيء فعلته في أنليشد أو كلرز و ستفعل غيره في هذه الإصدارة فلا زال اللعب معتمدا بدرجة كبيرة على ما يدعى بالـhoming attack حيث أن علامة ستظهر على الأعداء و عندها عليك فقط أن تضغط زر الهجوم ليحلق سونيك في الهواء تلقائيا ويضرب العدو و يواصل الحركة إلى الأمام ، مقاطع ستحتوي على الكثير من الركض مع بعض المشاهد الجميلة في الخلفية و مقاطع أخرى تتطلب منك تنفيذ بعض القفزات بمهارة حتى تتمكن من تجاوز العوائق و مواصلة اللعب ، و فيم يمكن لسونيك القديم أن يقوم بحركته الدورانية الشهيرة ، فإن شقيقه المعاصر ( أشعر و كأنني أتحدث عن شخصيتين مختلفتين ) يستطيع القيام بدفعة إضافية من السرعة عن طريق عداد الـBoost ،
حسنا بعيدا عن مراحل اللعب المتعددة و التي تبدو قصيرة بعض الشيء ، قام سونيك تيم بمحاولة إضافية لإطالة عمر اللعبة عن طريق “التحديات” المتناثرة بين المراحل ، حيث يجب عليك أن تقوم بإنهاء بعض التحديات من أجل الحصول على المفاتيح التي تسمح بقتال الزعيم و الانتقال إلى العوالم التالية ، التحديات كانت مليئة بالمتعة و تم تصميمها بشكل جيد و في الواقع فأنا أستغرب كثيرا لم لا يأخذ الفريق المطور الجرأة التي يقدمها في التحديات إلى مراحل اللعب الرئيسية ؟ لقد مللنا من إعادة نفس المقاطع بنفس الأسلوب في المراحل الرئيسية و الكثير من اللمسات الجميلة في التحديات كان لها أن تغير الكثير و أحدها كان تقديم أعداء بحجم عملاق بدا منظرهم مسليا للغاية و يمكن القفز فوقهم للوصول إلى مستويات جديدة في المراحل ، كما أن التحديات تحتوي على عناصر لعب و قفز أكثر من المراحل الأساسية تقريبا .