مع القوة العظمى تأتي مسؤلية أعظم، هذه المقولة سمعناها كثيرا في قصص الأبطال الخارقين و لطالما كانت تؤثر في الأبطال بشكل إيجابي و لكن هل نستطيع إستبدالها بعد خوضنا تجربة لعبة Asura’s Wrath؟ إن كنت سأستبدل هذه المقولة فالبطبع سأجعلها تناسب شخصية أزورا، “مع المعاناة العظمى تأتي قوة أعظم”، هذه المقولة التي ستستعملها بعد أن ترى مقدار قوة و غضب الشخصية في اللعبة، لماذا أزورا غاضب بشكل زائد عن اللزوم؟ و لماذا يتصرف بشكل إنتقامي؟ حسنا الأجوبة التي تريدونها ستجدونها في مراجعتنا للعبة Asura’s Wrath.
هذه اللعبة مقدمة من استوديو إشتهر بتقديم العاب ناروتو لمدة طويلة و لا زال يقدمها و هو CyberConnect2، تعاون الفريق مع كابكوم لنشر اللعبة و فعلا أنتج لنا لعبة تستحق التجربة مع نشر و حملات دعائية جيدة قامت بها كابكوم. لعبة أزورا تأخذك نحو عالم مليء بالأحداث الوحشية و القتالات التي أضمن أنك ستسمتع بخوض تجربتها و لا ننسى جانب القصة الممتع في اللعبة و الذي يجذبك للنهاية. قصة اللعبة هي عن حماة و هم ثمانية أشخاص برتب كبيرة و من المفترض أن يقومون بحماية الأرض و الجنة إلا أن بعضهم تمرد و أراد السيطرة تحت عذر حماية الأرض، و كانت طريقتهم هي سحب الأرواح من باقي البشر لكسب القوة و التحول الى إله و لكن ازورا طفح الكيل به و لم يستطيع تحمل هذه الحقيقة خصوصا بعد أن تم قتل زوجته! نعم قتلت زوجته و تم إختطاف إبنته الوحيدة من قبل باقي الحماة و هذا كله حدث بعد أن تم قتل إمبراطورهم و أُتهم أزورا بقتله، رُسل ازورا لمكان معين و بقي فيه 12 الف سنة و بعدها رجع ليبدأ إنتقامه من باقي الحماة. قصة اللعبة مثيرة و الشخصيات لديها جانبها المهم و دورها الذي يليق بها.
جميع الألعاب تصنف تحت نوع معين على سبيل المثال العاب ناروتو تصنف كألعاب قتالية و لكن إن أردت تصنيف أزورا لا أستطيع أن أدخلها تحت أي صنف لأنها تقدم لك نوع من الألعاب صعب التصنيف، سأحاول بتصنيفها تحت نوع “المتوحش” نعم هذا هو نوع اللعبة. من الأشياء التي لفتت إنتباهي في اللعبة هي طريقة التقديم، حقيقةً لم أعتد كثيرا من الألعاب أن تقدم لي بداية بها مشاعر، ما أقصده هنا بأن بعض الألعاب تملك طابع مميز طابع يجعلك من دخول عالم اللعبة بمجرد بدايتها و إحدى هذه الأسباب التي جعلت التقديم في اللعبة مثاليا هي رسوميات اللعبة، إنتقد الكثير الرسوم و وصفه برسوم الجيل السابق حسنا عزيزي إن كنت تريد من جميع الألعاب تقديم رسوميات من الجيل القادم فأنت تطلب المستحيل. لعبة أزورا تملك رسوم ممتازة من عدة نواحي كتعابير الوجه أو حتى رسوم البيئة و تفاعلها مع الحدث و هي متقنة و تناسب طابع اللعبة. من الأمور الأخرى المميرة في اللعبة هي الحانها التي سأوصفها “بالجبارة”، من لحظة بداية اللعبة الى لحظة إنتهائها و اللعبة تقدم لك الحان جميلة و متماشية مع أسلوب اللعب أو حتى في مشاهد القصة الرئيسية ستجدها واقفه خلف جمال هذه المقاطع.
الكثير وصفوا اللعبة بلعبة أنمي تفاعلي، و هذا الوصف صحيح نوعا ما نظرا لطريقة اللعب و تقديم الأحداث من عروض و عروض قصيرة “تشويقية”. طريقة تقديم أحداث اللعبة هي مشابهة لما نراه في مسلسلات الأنمي حيث ستبدأ اللعبة بالحلقة الأولى و ستمتد الأحداث الى منطقة معينة من القصة و ستنتهي ثم سترى عرض قصير مشوق لأحداث الحلقة القادمة و بعدها ستبدأ في الحلقة التالية. تملك اللعبة ثلاثة فصول، كل فصل يملك عدد معين من الحلقات و عددهم المجمل 19 حلقة إن حسبنا معهم الحلقة السرية، و يؤسفني إخباركم بأن عمر اللعبة قصير نظرا لقلة عدد الحلقات فبكل حلقة ستخوض قتالات مع الزعماء و مع الأعداء و ستنتهي سريعا لتبدأ حلقة أخرى و هذا يمكنك من إنهاء اللعبة بأقل من 6 ساعات فقط.
عند بداية اللعبة ستتوقع بأنك ستخوض تجربة قتالية نظرا لنوع اللعبة و لكن هنا الأمر مختلف، ستبدأ اللعبة بعرض جميل و سترى بأنك في وسط حرب و ستبدأ باللعب داخل العرض عبر تضغيط الأزاز التي تظهر في الشاشة و بعد أن ينتهي العرض ستبدأ باللعب قليلا الى أن يبدأ العرض مرة أخرى هذه هي الفكرة الرئيسية في اللعبة، و لكن يبدو بأن المطور يستخف بعقولنا قليلا، في العاب ناروتو و تحديدا بقتال الزعماء إن ظهرت الأزرار و أخفقت بضغطها سترى تغير في مجرى القتال و ستضطر لإعادة المشهد مرة أخرى، و لكن في أزورا الأمر مختلف سوأ ضغطت الزر في وقته أم لا المشهد القتالي سيستمر و هذا الأمر أزال الصعوبة في اللعبة بشكل كبير. في سياق أخر، عند قتالك أحد الزعماء ستبدأ بالهجوم عليه بالضربات العادية و هي عبر زر واحد فقط و بالزر الأخر تستطيع عمل ضربة خاصة و أيضا إمكانية الرمي المباشر على العدو، هذا هي مكونات اللعب فقط، مما أجده أمر مهمل بشكل كبير من الفريق المطور و لن أكون متسامحا مع النقطة الأهم في كل لعبة. عند قتالك الأعداء ستلاحظ وجود عدادين فقط، الأول هو لطاقتك و التي لن تنقص إلا في حالات بسيطة جدا و السبب يعود لقوة ازورا و العداد الأخر هو لغضب أزورا أو بالإحرى سيزداد كلما أبرحت العدو ضربا.
عند إكتمال العداد ستبدأ العروض القتالية عبر ضغط الأزرار و هذه هي الفكرة الرئيسية في لعبة أزورا، العروض القتالية التي تتطلب منك ضغط الأزرار و مشاهدة النتائج ممتازة بكل ما تعنيه الكلمة، سترى قتالات أكثر من متقنة مع الزعماء أو مع الأعداء المختلفين و سترى مقدار قوة و غضب أزورا كلما واجهت الأعداء. محدودية اللعبة في نظام اللعب جعلها تبدو بمظهر ناقص للاعبين أين التنقل؟ لماذا لا أرى عنصر الإستكشاف أو حتى المحادثات البسيطة مع باقي الشخصيات، عالم أزورا ضخم و يتنوع كثيرا و لم يتم إستغلال هذه النقطة بتقديم بعض من مقومات الألعاب الأساسية.
لا أستطيع التحدث كثيرا عن اللعبة نظرا لنقصها، و لكن إن كنت سأذكر كيف أبلت اللعبة بدون العوامل الرئيسية فسأذكر بأنها جيدة، و لكن من يريد تجربة قتال رائعة مع عروض قتالية فريدة من نوعها فلعبة أزورا هي خيارك الأول.