بعد أن قدّم لنا أوّل ألعابه مع تجربة الرعب النفسية The Town of Light، يعود لنا فريق التطوير الإيطالي LKA مع لعبة رعب نفسية أخرى بعنوان Martha is Dead والتي أصبحت متوفّرة على الحاسب الشخصي وأجهزة الإكس بوكس والبلايستيشن للجيلين الحالي والماضي وقد حان الوقت لنشارككم بمراجعتنا.
أحداث القصة تدور في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية وتتمركز حول العائلة التي تخسر ابنتها “مارثا” التي وُجدت غارقة في البحيرة القريبة من المنزل، ستقومون بخوض الأحداث من منظور أخت مارثا التوأم “جوليا” التي تتذكّر بعض تفاصيل الحادثة بشكل متقطّع مع النسيان الكامل لتفاصيل أخرى ممّا يدفعها إلى التحقيق في الحادثة لمعرفة الحقيقة خلف وفاة أختها في بيت مليء بالتوتر والمشاكل العائلية المترتبة على هذه الحادثة المفجعة التي تحدث وسط تطوّرات الحرب.
على عكس العديد من الألعاب التي تركّز على القصة بشكل أساسي فإنّ Martha is Dead لا تبدأ بشكل بطيء بل تشد انتباهكم بشكل سريع بالعديد من التساؤلات والأحداث التي تبدأ بكشف تفاصيل القصة بشكل سريع ومتواصل والسرد في اللعبة ممتاز ويتبع أساليب عديدة لتوضيح الأحداث والتلميح إلى بعض تفاصيلها وقد تفاجأنا بالتشابك الممتاز للتفاصيل والذي يصعّب عليكم توقّع الأحداث بل ويقودكم إلى توقّع نتيجة معيّنة ليفاجئكم بنتيجة أخرى في قصة تركّز على المشاكل والعلاقات العائلية والصحة النفسية في نفس الوقت ويجب التنبيه إلى أنّ اللعبة تقدّم عدداً من المشاهد العنيفة والمُربكة ولكنّها ليست بلعبة تستخدم هذه المشاهد لغرض لفت الانتباه فقط بل تقوم بتوظيفها بشكل ممتاز لتسليط الضوء على بعض المفاهيم.
على المستوى البصري فرسومات اللعبة ممتازة وقد وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها للمطوّر المستقل تقديم ألعاب ذات رسومات جميلة ودقيقة في تفاصيلها و Martha is Dead دليل على ذلك فاللعبة تعتني بالعديد من التفاصيل في البيئة المحيطة والتي تبدو جميلة جداً ولكنّ تقديم مستوى رسومي ممتاز لا يعني تقديم أداء ممتاز أيضاً فأحد أبرز مشاكل اللعبة هي مشاكل الأداء حيث أنّ الإطارات تنخفض بشكل حاد ومتكرّر كما أنّ حركة الكاميرا والشخصية تعاني من نوع من التقطيع أو التجمّد الذي يصبح مربكاً مع مرور الساعات، على المستوى السمعي فاللعبة متميّزة في تصوير المشاهد التي ترافق اكتشافكم لبعض التفاصيل بمجموعة من المؤثّرات والألحان المثيرة مع تصوير المشاهد العنيفة بشكل ممتاز يصنع أجواءً مليئة بالتوتّر.
الأحداث تدور في منزل العائلة والمنطقة الصغيرة المحيطة به والمهام التي ستقومون بها تتمحور بشكل كبير حول التقاط الصور من خلال الكاميرا التي تتوفّر لها عدة أدوات واكسسوارات تمكّنكم من التقاط الصورة المناسبة بالاعتماد على الوقت والمكان مع الحاجة للعناية بتفاصيل كالقرب أو البعد من الجسم الذي يجب تصويره والتركيز على اختيار الزاوية المناسبة ونحوها من التفاصيل التي تدخل في عملية التصوير للأدلة والتي يتبعها عملية تحميض الصور وطباعتها في الغرفة المظلمة واللعبة تجعل من هذه العملية بسيطة مع إطلاعكم على التفاصيل التي تجري في الواقع في العملية الحقيقية.
بالرغم من محاولة اللعبة للتنويع من الأدوات المستخدمة في عملية التصوير إلّا أنّها تبقى عملية مكرّرة فأغلب المهمات تتطلّب منكم التفتيش في مكان معيّن في المنزل أو في محيطه ومن ثمّ تحميض الصورة ومن ثمّ البحث عن الدليل التالي الذي سيمكّنكم من اكتشاف الحقيقة، أحد المهام ستتطلّب منكم فك التشفير وارسال رسالة باستخدام شفرة مورس مع توفير دليل لاستخدام الشيفرة وقد كان من المؤسف أنّ فريق التطوير لم يقم بتقديم المزيد من الألغاز المشابهة التي كانت ستضيف المزيد من التنويع إلى التجربة.
أغلب مهمّات اللعبة ضرورية لإنهاء القصة مع توفّر عدد من المهمّات الجانبية التي لا تقوم بتوضيح الكثير من التفاصيل حول القصة ولكنّها تضيف المزيد من المحتوى بالرغم من قلّتها وبعضها مثير للاهتمام بتفاصيله المنفصلة عن القصة الأساسية ولكنّها مرتبطة بالفترة التي تدور فيها الأحداث.
قمنا بإنهاء اللعبة بنسبة 80% خلال 4 ساعات ونصف مع القيام بأغلب المهام الجانبية وإنهاء اللعبة بالكامل سيتطلّب ساعة أو ساعتين إضافيتين لإنهاء جميع المهام، Martha is Dead تعاني من التكرار في تجربة اللعب كحال العديد من الألعاب المشابهة كما أنّها تعاني من مشاكل الأداء المزعجة ولكنّها تقدّم قصة مثيرة ومبتكرة في سردها وهو ما ترغبون بالحصول عليه من هذه التجارب في نهاية المطاف، العنف والمشاهد التي تقوم اللعبة بتصويرها ليست لضعاف القلوب وليست مناسبة لصغار السن على الإطلاق.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.