حان الوقت لنعيش أجواء أفلام الساموراي الكلاسيكية مع لعبة الأكشن Trek to Yomi التي تأتينا من تطوير Leonard Menchiari بالتعاون مع Flying Wild Hog ونشر Devolver Digital، هي واحدة من الألعاب المستقلة التي جذبت الأنظار إليها بسبب طابعها الفريد وتركيزها على قصص الساموراي التي لا تحصل على العدد الكافي من الألعاب في هذه الصناعة بشكل عام.
قصة اللعبة تتمحور حول الساموراي Hiroki الذي يخسر معلّمه أثناء الصغر بعد أن تمّ الهجوم على بلدته من قبل عصابة من اللصوص والتي تمّ ردعها بفضل معلّمه الذي كانت حياته هي الثمن وهنا يتعهّد Hiroki بحماية بلدته وسكّانها مع تحملّه للمسؤولية التي كانت على عاتق معلّمه، اللعبة تحاول التركيز على القيم التي يعيش الساموراي من خلالها مثل الشرف وأداء واجب الحماية كما تأخذنا أحداثها إلى Yomi وهي أرض الموتى في الأساطير اليابانية وبالرغم من الطابع السينمائي للعبة وتركيزها على القصة إلّا أنّ القصة ضعيفة وتفشل في إثارة الاهتمام طوال الوقت لبساطتها وغياب التفاصيل التي تبنيها بالشكل المطلوب.
على الصعيد الرسومي فاللعبة تستخدم اللونين الأبيض والأسود كحال أفلام الساموراي الكلاسيكية ولكنّ ما تقدّمه من هذا الجانب متفاوت فتصوير البيئات في الخلفية جميل جداً وساحر ولكنّ تصاميم الشخصيات وتفاصيلها ضعيفة جداً ومزعجة للعين كما أنّ الأداء التقني غير مرضي بشكل عام على أجهزة الجيل الماضي مع معاناة اللعبة من تباطؤ في معدّل الإطارات وجمود متكرّر للشخصية أثناء الحركة، أمّا بالنسبة للجانب المسموع فاللعبة تقدّم مجموعة من الألحان الكلاسيكية البسيطة التي تؤدّي غرضها.
أسلوب اللعب بسيط، بجانب التحريك لدينا زر للهجمات السريعة وأخر للثقيلة بالإضافة إلى زر الدفاع وأخر للدحرجة لتفادي الهجمات، هنالك عدّاد خاص بالصحّة وأخر باللياقة وعدّاد اللياقة ينخفض بشكل تدريجي خلال الهجوم والحركة السريعة وينخفض بشكل سريع في حال الاستمرار في الدفاع ببساطة لأنّ اللعبة تشجّعكم على الصد (ضغط زرّ الدفاع في الوقت المناسب) لكسر هجوم الخصم وتوفير نافذة زمنية قصيرة تسمح بهجوم معاكس، اللعبة تقدّم المراحل على هيئة 7 فصول للقصة تأتينا بتصميم خطّي يسمح بالقليل من الاستكشاف وهنالك العديد من نقاط الحفظ الموزّعة ما بين المشاهد نتيجة سهولة الموت في اللعبة.
نظام اللعب بسيط ويمكن القول بأنّه بدائي فاستجابة الشخصية لا تعمل بالشكل المطلوب ليس من ناحية سرعة الاستجابة فقط بل من ناحية عدم استجابتها للضربات المتتالية التي ترغبون في تطبيقها في كثير من الأحيان كما أنّ ميكانيكية الصد يصعب تطبيقها على العديد من الأعداء الذين يهاجمون بشكل سريع يوفّر نافذة زمنية محدودة جداً تصعّب من استخدام الميكانيكية وهنا تقدّم اللعبة صعوبة “مزيّفة” بسبب سوء الاستجابة والتوزيع السيء للأعداء في العديد من المناسبات وعند مزج هذه العيوب مع الأداء التقني المتذبذب فمتعة اللعب متذبذبة أيضاً، أغلب الأعداء في اللعبة يمكن القضاء عليهم بضربة واحدة ومع مرور الوقت ستقابلون أعداء أقوى يحتاجون إلى عدد أكبر من الضربات المتتالية وهنا تصبح التجربة ممتعة أكثر ولو بشكل محدود حيث أنّكم هنا تصبحون قادرين على الاستفادة من الضربات المتتالية في مواجهة خصوم لا يموتون من الضربة الأولى.
خلال الاستكشاف يمكنكم إيجاد مجموعة من العناصر القابلة للتجميع والتي تعطيكم فكرة عن بعض الأساطير اليابانية وبعض الأدوات كما أنّ الاستكشاف يقودكم إلى العديد من المواجهات الغير أساسية ولكنّ إنهاءها يعود عليكم بالمكافآت كالحصول على سلسلة جديدة من الضربات المتتالية فهذه هي الطريقة الأساسية للحصول عليها لأنّكم تبدؤون اللعب مع مجموعة محدودة من تلك الهجمات كما أنّ إنهاء بعض هذه المواجهات سيسمح لكم بالحصول على الأسلحة بعيدة المدى كالخناجر والأسهم كما تحصلون من خلالها على إمكانية حمل المزيد من الذخائر لهذه الأسلحة التي لم نرى لها أهمية كبيرة فاستخدامُنا لها كان محدوداً بسبب سوء الاستجابة وبطء استخدامها، اللعبة تقدّم أيضاً بعض مواجهات الزعماء التي كانت متذبذبة في المستوى وبسيطة بشكل عام والعديد من هذه المواجهات يمكن إنهاؤه في ثواني معدودة، هنالك أيضاً بعض الألغاز البسيطة في منطقة معينة ولكنّها لا تقدّم الكثير فهي تتطلّب ادخال الرموز التي ترونها على الشاشة في عجلة الرموز.
التجربة قصيرة وقد قمنا بإنهائها خلال 4 ساعات مع تجميع بعض العناصر القابلة للتجميع والحصول على أغلب الضربات المتتالية التي تقدّمها التجربة، لا يوجد خيار New Game+ وهو أمر محبط لمحبّي الإنجازات الذين سيحتاجون إلى إعادة التجربة بأكملها لإعادة تجميع بعض العناصر التي فاتتهم، Trek to Yomi ستبهركم بمناظرها الجميلة ومن ثمّ ستخيّب ظنّكم بنظام اللعب البدائي، المواجهات الرتيبة والقصة الضعيفة.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة Xbox One حصلنا عليها بأنفسنا.