سيتواجد هذا النقاش دائمًا في أي وسيطٍ ترفيهي؛ أمِنَ الأفضل أن يعمل صانعو المحتوى مثل مطوري ألعاب الفيديو على عناوينهم الخاصة الجديدة كليًا، أم على عناوين مرخصة من سلاسل ترفيهية مشهورة ومعروفة للجمهور؟ ستبقى الإجابة معلّقة دائمًا بين مؤيدٍ ومُعارض. على أية حال، نحن من عشّاق الأصالة والتجديد على الدوام، ولذلك لا نخفي ميلنا للعناوين الجديدة كليًا. الألعاب المرخصة على علامات تجارية ليست جديدة إطلاقًا على عالم الألعاب، إلا أنها آخذة في الازدياد بشكلٍ ملحوظ في صناعة ألعاب الفيديو، لماذا يحصل ذلك وهل هو سلبي أم إيجابي؟
ميزانية تطوير الألعاب ترتفع في كل جيل، عدد المطورين والموارد التي تحتاجها الشركات لتطوير لعبة ضخمة أعلى بكثير في الوقت الحالي مما كان عليه الأمر قبل عشرين عامًا من الآن. من أجل تقليل الخطورة التجارية، تعتمد الشركات على ترخيص علامات تجارية معروفة ومألوفة للجماهير وبناء ألعاب فيديو عليها، مما يُعزز فرصة المبيعات، هذا ناهيكم عن التوافق في موعد الإصدار مع فيلم سينمائي أو ما شابه للاستفادة من شعبيته.
المشكلة الحقيقية في منظورنا أن كل لعبة مبنية على علامة تجارية مرخصة، كان يُمكن أن يكون مكانها لعبة جديدة كليًا من سلسلة ألعاب فيديو أصيلة من نفس فريق التطوير الذي أحببنا ألعابه السابقة بعيدًا عن التراخيص، والتي وُلِدَت كمنتجات ألعاب فيديو في المقام الأول. الأمر ليس مشكلة عندما يتولى فريق تطوير جديد العمل على عنوان مرخص، و لكن أن يتخلى استوديو معروف ومتمكن بألعابه وثقافته الخاصة عن ذلك لمطاردة سراب أرباح العناوين المرخصة… هنا سيعلو صوتنا مُحتجين.
دعونا نسلّط الضوء على بعض الألعاب المرخصة ومشاريع فرق التطوير السابقة لها:
– Marvel’s Midnight Suns: لدينا اللعبة الجديدة من Firaxis، أحد أفضل مطوري الألعاب الاستراتيجية على الساحة العالمية، هذه المرة مع ترخيص علامة مارفل التجارية. بذلك، سيتأخر حصولنا على جزء جديد من XCom أو Civilization.
– Marvel’s Wolverine: لعبة مارفل الجديدة لشخصية ولفرين من سوني وفريق التطوير إنسومينياك، الذي يمتلك عناوينه الخاصة مثل Ratchet and Clank التي حصلنا على إصدار منها للبلايستيشن5 على الأقل، و Sunset Overdrive، وكذلك Resistance.
– Marvel’s Guardians of the Galaxy: من تطوير استوديو آيدوس مونتريال الموهوب الذي عمل سابقًا على ألعاب Deus Ex و إصدار Shadow of the Tomb Raider. بدلًا من تطوير لعبة لمارفل كان يُمكن أن نحصل من الاستوديو على دوس إكس جديدة.
– Marvel’s Avengers: من تطوير Crystal Dynamics الذي تعرفه الجماهير بعمله على ألعاب Tomb Raider وآخرها إصدار Rise of the Tomb Raider. عوضًا عن تطوير تومب رايدر جديدة انتقل الاستوديو للعمل على لعبة مارفل أخفقت تجاريًا.
– Star Wars Jedi: Fallen Order: من فريق التطوير Respawn Entertainment الذي عمل سابقًا على أسمائه المستقلّة الخاصة مثل Titanfall و Apex Legends.
لاحظوا بأننا تجنبنا ذكر فرق تطوير عُرِفَت بالعمل على الألعاب المرخصة، مثل Rocksteady الذي انفجرت شعبيته مع ألعاب الرجل الوطواط Batman والذي يعمل في الوقت الحالي على لعبة Suicide Squad: Kill the Justice League. إن ما نقوله هو أن كل مشروع من هذه المشاريع المذكورة في الأعلى، والتي ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر، كان يُمكن أن يكون لعبة جديدة أو من سلسلة خاصة بفريق التطوير، عوضًا عن تطوير لعبة مرخصة أخرى، وبذلك فهي خسارة، في منظورنا على الأقل، لما كان يُمكن أن يكون.
نحن لسنا ضد الألعاب المرخصة ولا نُريد أن يُفهَمَ النقاش على هذا النحو، نحن نتحسر أو نعترض على تحول فرق تطوير كلاسيكية عرفت بثقافتها وعوالمها الخاصة إلى تطوير الألعاب المرخصة، وإثراء عوالم السلاسل التي بُنيت عليها والتي أتت من خارج ألعاب الفيديو ومن وسائط ترفيهية أخرى، إن فرق التطوير الأكثر تكمنًا، في منظورنا، جديرةٌ بالعمل على شيء أكثر ابتكارًا وإبداعًا من ذلك. نحن نفضل أن تعمل فرق التطوير هذه على مشاريعها الجديدة عوضًا عن الألعاب المرخصة التي باتت تغرق السوق لأسبابٍ عديدة أتينا على ذكر بعضها، ما هو رأيكم في الألعاب المرخصة؟ وهل تفضلونها أم تفضلون العناوين الأصيلة والجديدة كليًا؟ شاركونا النقاش.