لم يكن أحدٌ يتوقع أن تحقق لعبة البقاء ذا لاست اوف أس The Last Of Us Part I كل ذلك النجاح الصاخب الذي حققته عندما صدرت للمرة الأولى على 2013، إن تلك اللحظات تاريخية بالنسبة لسوني للتسلية التفاعلية وفريق التطوير نوتي دوغ، فقد ثبتت أقدام سوني في السوق كناشر عملاق و ليس كمالك منصة عملاق فحسب، وأثبتت سوني مع هذه اللعبة أنها تستطيع مزاحمة الجميع، وأن مبيعات مثل 10 و 15 وحتى 20 مليون نسخة، ليست عصيّةً عليها. إنّ The Last Of Us Part I ما زالت حتى يومنا هذا إحدى أنجح ألعاب سوني في تاريخها.
و على أنّ The Last Of Us Part I بدت من الخارج كلعبة أخرى تحاول مطاردة آخر صيحة (trend) – قصص البقاء و الزومبي – إلا أن عروض اللعبة شدت اهتمام اللاعبين، كيف لا وهي اللعبة الجديدة لنوتي دوغ، أولئك العباقرة الذين قدموا مغامرات نيثن دريك المحمومة بألعاب Uncharted؟ و لم يخلف نوتي دوغ وعده، وعصر قدرات البلايستيشن3 حتى آخر قطرة ليُقدّم تحفة قلّ نظيرها، إن The Last Of Us Part I من الألعاب النادرة التي جمعت بين السرد القصصي البارع مع دراما إنسانية راقية تلمس القلوب، وبين طريقة اللعب الممتازة، والتي ركزت على مستوي التحدي وذكاء الأعداء لتفوق العديد من الألعاب بالغة السهولة آنذاك في المتعة واللعب.
The Last Of Us Part I نجحت نجاحًا باهرًا وباعت أكثر من 20 مليون نسخة، خاصة مع نسخة البلايستيشن4 المحسنة، والتي ساهمت بتحقيق هذا الإنجاز، لا بل إن The Last Of Us Part I كانت من الألعاب التي دفعت الجهاز إلى الأمام في بداياته، ورفعت من وتيرة المبيعات. السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل تستحق The Last Of Us Part I، في هذه الفترة القصيرة التي تلت الإصدار، ريميك؟ إن اللعبة صدرت في 2013 برسومٍ قلّ نظيرها، وهذا يعني أن إصدار الريميك سيأتي بعد أقل من 10 سنوات على إصدار اللعبة الأصلية.
The Last Of Us Part I ما زالت تبدو جميلة وقابلة للعب حتى يومنا هذا، وما زالت لعبة رائعة، إنّ 9 سنوات أيضًا، من زاوية أخرى، ليست بالفترة القصيرة، كما إن طرح اللعبة مع دعم تقنيات مثل 4K و HDR ليس بالأمر الهيّن، ولو كانت The Last Of Us Part I فيلمًا، لما شكك أحد في أحقيته بالحصول على إصدار 4k على قرص بلوراي إن لم يكن قد حصل على واحد بالفعل، ولكن ألعاب الفيديو كانت دائمًا صناعة لها خصوصيتها وجمهورها الذي يتحلى بالعاطفة الشديدة.
إنّ The Last Of Us Part I ليست لعبة قديمة جدًا، لكنها قديمة بما يكفي لنذكر بأنها باتت جزءًا من “ذكريات” بعض اللاعبين، وربما رافقت أحدهم في رحلته الجامعية، أو ارتبط بها آخر في لحظة أخرى، وباتت الآن شيئًا من الماضي السحيق، إلا أننا أيضًا نستطيع القول أنه وفي جوهر الأمور، فإن هذا النوع من الألعاب الفردية لم يتطور بدرجة فلكية بعد صدور The Last Of Us Part I لتجعل طريقة اللعب القديمة بلا قيمة، نحن لم نحصل على قفزة جديدة مثل كاميرا فوق الكتف الخاصة بريزدنت ايفل 4 بعد، وعلى ذلك فإن The Last Of Us Part I بكافة إصداراتها ما زالت قابلة للعب بشكلٍ جيد حتى اليوم.
و يطرح السؤال نفسه من جديد، هل تستحق The Last Of Us Part I ريميك؟ شاركونا آراءكم من خلال التعليقات.