كانت نقلة فريق التطوير Insomniac عن طريق هذه اللعبة كبيرة جدًا، الاستوديو الذي عرفناه عبر السنوات بألعاب الأكشن والمنصات مثل سلسلة Ratchet and Clank وحتى ألعاب التصويب مثل Resistence كان يطمح لتطوير شيءٍ مختلفٍ تمامًا؛ لعبةُ أبطال خارقين لشخصية الرجل العنكبوت Spider-Man صاحب الشعبية الكاسحة، ورغم الشكوك والتحديات والمصاعب أثبت Insomniac أنه على قدر المسؤولية وقدّم واحدة من أفضل ألعاب الأبطال الخارقين على الإطلاق، وها هي تصل أخيرًا بإصدارها المحسّن إلى منصّة الحاسب الشخصي.
صدرت اللعبة في الأصل على جهاز سوني المنزلي البلايستيشن4 في 2018 وحققت نجاحات ضخمة للغاية وحتى لحظة كتابة هذه السطور فإن هذه اللعبة هي أنجح لعبة طرف أول في تاريخ سوني للتسلية التفاعلية، سوني مع هذه اللعبة بات لديها أخيرًا عنوان بشخصية “أيقونية” تمامًا كما هو حال السوبر ماريو مع ننتندو والماستر تشيف مع الإكس بوكس، نعم كراش بانديكوت لم ينجح تمامًا في لعب هذا الدور إلا أن الرجل العنكبوت قد أمسى أيقونة البلايستيشن الأولى وربما كان فريق التطوير “روكستيدي” ملهمًا لهذا العنوان مع النجاح الخارق الذي حققته ألعاب الرجل الوطواط Batman والارتقاء بمستوى وإنتاجية ألعاب الأبطال الخارقين ككل.
نسخة الحاسب الشخصي من اللعبة هي ريماستر وهذا يعني أنها تحتفظ بكافة المزايا الكثيرة للعبة الأصلية التي قمنا بمراجعتها سابقًا ونالت إعجابنا، والعيوب القليلة التي نأمل أن يتلافاها الجزء القادم. ما زالت اللعبة تقدم سلاسة لا تضاهى واقتباس رائع لقدرات وشخصية سبايدرمان مع التأرجح بين ناطحات السحاب الشاهقة في نيويورك أو القدرات القتالية الفريدة واستخدام الشباك اللاصقة أو حتى تسلق المباني، إن اللعبة تتبع فلسفة وأسلوب سوني التصميمي الذي يقوم على السلاسة الكبيرة وميكانيكيات اللعب المتقنة دون تعقيد زائد، أضف على هذا قوّة الأنميشن الذي بات من علامات سوني الفارقة. لن تجد هنا عمق الباركور والميكانيكيات المتشابكة التي يُمكن أن تصادفها في لعبة مثل Dying Light 2 ولكن من قال أن العمق والتعقيد يؤديان إلى لعبة أفضل بالضرورة؟
لن نُسهب في الحديث عن اللعبة الأصلية وإنما سننتقل إلى تناول نسخة الحاسب الشخصي من اللعبة، سبايدرمان ومع أنها لعبة قدمة نسبيًا إلا أنها ما زالت لعبة جميلة للغاية على المستوى البصري، قمنا بخوض التجربة على جهازنا المخصص للألعاب في تروجيمنج والمزود ببطاقة رسوم من طراز RTX 3090 واستمتعنا بكامل المؤثرات البصرية وتتبع الأشعة للانعكاسات كما ظهرت لأول مرة من إنسومينياك مع إصدار مايلز موراليس على البلايستيشن5، جودة الرسوم تتفوق على اللعبة الأصلية إلا أنها ما زالت ريماستر في نهاية المطاف كما هو واضح من عنوان اللعبة والفرق ليس هائلًا جدًا، ومع ذلك فإن التجربة أكثر سلاسة مع معدل إطارات مفتوح و دعم لخاصية DLSS من نفيديا و التي لم يكن ممكنًا دونها خوض التجربة مع تفعيل تتبع الأشعة بدقة 4k المجهدة جدًا لأجهزة الألعاب. اللعبة ما زالت مليئة بالتفاصيل ولباس سبايدرمان يجعلك تشعر أحيانًا أنك تستطيع أن تتحسس قماشه بيديك.
تدعم هذه النسخة من اللعبة الشاشات العريضة و الشاشات العريضة جدًا بأبعاد 32:9 كما هو الحال مع شاشة سامسونغ G9 كما يُمكن تشغيلها على 3 شاشات دفعة واحدة مع التقنية الخاصة بذلك من نفيديا وهو خيار لم نتمكن من تجربته لمحدودية المساحة، سوني لم تدخر جهدًا مع هذه النسخة وأضافت أيضًا دعم أداة التحكم “دوال سنس” عند توصيلها سلكيًا بالحاسب، إلا أن الكثير من عشاق الحواسيب سيسعدون عند تجربة التحكّم بالفأرة ولوحة المفاتيح وهو تحكّم بذل فيه فريق التطوير لهذه النسخة “نكسس” جهدًا بارزًا ويُمكن خوض التجربة بالكامل مع هذه الوسيلة في التحكّم دون مشاكل.
نحن نشعر أن سوني تبني اسمًا ثقيلًا جدًا على الحاسب الشخصي وهي دون شك إضافة كبيرة للمنصة بمتاجرها الرقمية، الحاسب الشخصي عُرِفَ منذ تسعينات القرن الماضي و حتى يومنا هذا بأنه المكان الأول للألعاب الجماعية و ألعاب الرياضة الإلكترونية إلا أنه لم يكن يومًا الأفضل بألعاب الطور الفردي رغم أنه احتضن الآلاف منها عبر السنوات، سوني تسدّ فجوة على منصة الحاسب وتقدم إضافة كبيرة جدًا بألعاب طور فردي ذات قيمة إنتاجية رفيعة وتزيد تنويع المنصة بصورة رائعة، كما إن هناك فرقًا كبيرًا بين تعامل سوني السابق والحالي مع المنصة، من هورايزون التي عانت من مشاكل عديدة في الأداء عند الإصدار واستهلاك غير منطقي لذاكرة الفيديو، إلى ألعاب تدعم تتبع الأشعة و تقنية DLSS وكافة تقنيات الحاسب الشخصي المتنوعة والتي تجعل اللعبة متوافقة مع تشكيلة ضخمة جدًا من الأجهزة والطرفيات و الشاشات ولوحة التحكم لتناسب احتياجات ملايين اللاعبين. سوني تقدم أحد أفضل ألعاب المغامرات والأكشن على الحاسب الشخصي في مغامرة لا تفوت للرجل العنكبوت.
حصلنا على نسخة الحاسب الشخصي من اللعبة عن طريق الناشر قبل الإصدار
