عشّاق الاستوديو البريطاني الشهير بألعاب التزلج Roll7 على موعد مع مغامرة جديدة تنقل هذا الاستوديو وجمهور اللاعبين إلى تجربة بأبعاد مختلفة كليًا عن تجاربه السابقة؛ مرحبًا بكم في عالمٍ ديستوبي يُشارك فيه الناس برياضة مُميتة تحمل الاسم Rollerdrome، بطلتنا كارا حسّان هي آخر المشاركين في رولردوم فهل ستتمكن من البقاء؟
عرفت الجماهير هذا الاستوديو بألعاب التزلّج OlliOlli التي حظيت بشعبية كبيرة على مدار السنوات مع إتقان اللعب ومستوى التحدي المرتفع، هذا المشروع يُمثل نقلة للاستوديو وطموح مشاريعه بلعبة أكشن من منظور الشخص الثالث بالكامل موجهة للطور الفردي مع الحفاظ على ميكانيكيات التزلّج التي عُرِفَ بها الاستوديو ونقلها إلى البعد الثالث هذه المرّة. التجربة تجديدية وغير مألوفة ونحنُ نرحب بذلك كثيرًا في صناعة الألعاب التي تفتقر إلى التجديد وتُعاني من كثرة الإصدارات المكررة أحيانًا. رغم ذلك فإن النقلة بالتأكيد لم تكن سهلة مع سعي الاستوديو للحفاظ على الطابع المميز في ألعابه.
تدور أحداث القصّة في المستقبل وتحديدًا في العام 2030 وتتمحور حول رياضة دموية تحمل الاسم Rollerdrome، وفي هذه الرياضة يقوم المُشارِك بقتال أعداء هم “لاعبو المنزل” كما يُسمون، إنها لعبة بقاءٍ، حياة أو موت، أن تكون أو أن لا تكون، آخر مُشارك في هذه الرياضة هو ليس إلا بطلتنا كارا حسّان التي تقاتل من أجل البقاء ضدّ لاعبي المنزل وتسعى للإجهاز عليهم قبل أن يُجهِزوا عليها. في الحقيقة ومنذُ اللحظة الأولى شعرنا أن اللعبة مُستلهمة بفكرتها من رواية “ستيفن كينج” الشهيرة The Running Man وهي إحدى روائع روايات الخيال العلمي، على أية حال، المجهود القصصي في اللعبة بسيط وهي حقًا في الخلفية من أجل التركيز على طريقة اللعب.
بالحديث عن طريقة اللعب فإن شعورنا متضارب تجاه Rollerdrome وهو الأمر الذي لم نكن نتوقعه تمامًا عندما بدأنا اللعب، تقوم فكرة اللعبة على استخدام الأسلحة النارية للقضاء على الأعداء وتفادي هجماتهم والقيام بالمهارات البهلوانية من أجل إعادة تعبئة الذخيرة. كارا تتزلج تلقائيًا وعلى اللاعب فقط ضغط زر الحركة إلى الأمام في البداية ومن ثم التحرّك إلى اليمين أو اليسار لتغيير الاتجاه، ستشعرون بأنكم تملكون مرونة تفوق توني هوك ذاته في التزلج عندما تصعدون ليس فقط على الحواف وإنما أيضًا على الجدران وعندما تقفزون بين الأسطح شاهقة الارتفاع. لكننا بالتأكيد أحببنا دعم اللعبة لأداة التحكّم دوال سنس ومقاومة الضغط عند إطلاق النار بالإضافة إلى الإحساس بالتزلج على الحواف من خلال الاهتزاز و الصوت من أداة التحكّم معًا.
كما هي عادة هذا الاستوديو يرتفع مستوى التحدي سريعًا ويبدأ الأعداء باستخدام ترسانة هائلة من الأسلحة محاولين القضاء على كارا بما يتضمّن الأسلحة النارية الثقيلة والمتفجرات والهراوات وكل ما يخطر ببالكم، إلا أنّ كارا بدورها تملك ترسانة كبيرة من الأسلحة ولا نشك أن عشاق ألعاب الأكشن سيجدون الكثير من المتعة في القضاء على خصومهم بطرق استعراضية منوعة ونستطيع أن نتخيل من الآن مقدار الصور المتحركة (gifs) التي قد نراها، كارا لديها سلاحٌ آخر فعال جدًا وهامٌ جدًا وسيعتمد عليه اللاعبون كثيرًا و هو تبطيء الوقت.
بمقدور كارا أن تقوم بإبطاء الوقت عند إطلاق النار وهي مهارة جوهرية للغاية وستعتمدون عليها كثيرًا لإصابة عدوّ بطلقات متتالية أو حتى لإحكام بعض الطلقات التي تتطلب ميكانيكية معينة لإلحاق الكثير من الضرر بالعدو مثل البندقية. يُمكن للاعبين أيضًا تفادي طلقات الأعداء وأسلحتهم. بمقدوركم أن تكونوا واثقين بأن هناك وابلًا من الطلقات والأسلحة المتطايرة سيكون بانتظاركم في رولردوم، رولردوم تجبر اللاعب على خوض المواجهات ويحتاج اللاعب إلى القضاء على الخصوم لإعادة تعبئة عداد الطاقة، تنتهي المرحلة عندما ينجح اللاعب في القضاء على جميع الأعداء وهناك تحديات عديدة في كل مرحلة في محاولة لإضافة التنويع على التجربة مثل قتل عدد من الأعداء في فترة زمنية محددة أو ما شابه.
مشكلة اللعبة أن الشعور بالتكرار يبدأ سريعًا، هناك كمية ضخمة من المواجهات وستشعرون بأنكم تكررون ذات الشيء مرارًا وتكرارًا، عند الخسارة يعود اللاعب إلى بداية المواجهة ولا توجد نقاط للحفظ أو ما شابه وإن كانت الجولات قصيرة نسبيًا. هذا ليس كل شيء إذ أن التحكّم تسبب لنا بالمشاكل في حلبات القتال المفتوحة والتي وجدنا أنفسنا نسقط فيها أحيانًا بين المباني الضخمة بشكل غير مقصود. رسوميًا هذه اللعبة جميلة وهي تملك طرازًا فنيًا بطابع القصص المصوّرة، الحس الفني لدى هؤلاء المصممين مرتفع بلا شك مع ألوان فاقعة متناسقة وخطوط بارزة ولا مشكلة أبدًا في اللغة البصرية التي تستخدمها اللعبة للتخاطب مع اللاعبين، أما الأصوات فهي للنسيان ولا نذكر منها شيئًا وإن كانت ليست مطالبة بالكثير على أية حال فهي ليست ويتشر أو فاينل فانتسي وإنما يكفي أن تقوم بدمج اللاعب مع الأجواء الحركية المثيرة وهذا ما تفعله بشكلٍ مقبول.
في الحقيقة هذه اللعبة أعطتنا الإحساس أنها أشبه بكونسبت يُمكن له أن يكون نواة للعبة أضخم وأفضل كثيرًا في المستقبل لكن المُنتَج الحالي فقير بعض الشيء وغير متنوع في محتواه بما يكفي. مع ذلك فإن اللعبة تُمثل منتجًا جريئًا ومحاولة للخروج من الصندوق وعدم الاعتماد على منطقة الراحة، ننصح بالتجربة قبل الشراء.