لعبة Way of The Hunter  هي تجربة مختلفة عن المعتاد ، فهي تأخذك إلى أماكن طبيعية بعيدة عن المدن و الحياة المليئة بالضوضاء. عادة ما نرى ألعاب محاكاة متنوعة للطيران و لسباقات السيارات و حتى محاكاة ميكانيكية السيارات وإصلاح أعطالها كما في لعبة Car Mechanic Simulator، ولكن هذه أول مرة تظهر لنا لعبة متخصصة في محاكاة الرماية والصيد من مدة طويلة جدا. لعبنا Way of The Hunter على منصة الحاسب الشخصي، ووجدنا أن أداء اللعبة جيد بالرغم من بعض المشاكل التقنية التي مررنا بها والتي سنتكلم عنها لاحقًا.

بداية اللعبة ومقدمتها جميلة، حيث تفتتح بالطبيعة الخلابة التي ستعيش فيها و من الواضح بأنها تحوي طور قصة لطيف يحكي عن حياة الشخصية التي تلعب بها. المشهد يبدأ بمحادثة شخص مع جده حول الصيد واستخدام مقره وهو عبارة عن بيت كبير يحتوي على عدة أشياء تخص طور اللعب، منها استلام مهمات الصيد ووضع حيوانات محنطة للزينة بعد اصطيادها وشراء المعدات التي تخص الصيد والنوم لتغيير الوقت وغيرها.

في البداية ستعلمك اللعبة أساسيات أسلوب اللعب، وستشرح لك عن المعدات التي ستحتاجها، وكل ما يُذكر أثناء اللعب من تلك الأساسيات ستجده داخل موسوعة مقسمة إلى عدة أقسام، منها معلومات تساعدك في أسلوب اللعب ومعلومات عن الحيوانات التي قمت باصطيادها لاحقا. المشكلة في ذلك، ستبدأ بتلقي مصطلحات في عالم الصيد قد لا تعلمها من قبل، وهذا ما مررت به خلال اللعب مما جعلني أبحث في مُحرّك جوجل عن معاني المصطلحات لأن اللعبة لا تحتوي على شرح لها، وعلى سبيل المثال، اللعبة تذكر مصطلح “Taxidermy” أو “تاكسي ديرمي” والتي يقصد بها تحنيط الحيوانات بعد اصطيادها، وبالنسبة لشخص ليس لديه خلفية في عالم الصيد أو لم يتعرف على التحنيط على أي شكل من الأشكال فإنه سيضطر للبحث عن التوضيح.

ستأخذك اللعبة لاحقًا لساحة الرماية لتعطيك دروسًا عن استخدام بندقية الصيد التي تسمح لك بضبط عدسة التقريب حسب مسافة الهدف وتسمى هذه العملية “Zeroing” مع العلم أنّ هذه العملية تؤثر على حركة الرصاصة بحيث إذا قمت بضبط العدسة الى مائة متر وكان الهدف أقرب من ذلك فإنك ستصيب موقعًا أعلى من الواقع والعكس صحيح. بعدها ستقوم بتجربة صيد فعلية لأول مرة لحيوان الغرير، وعليك الأخذ بالحسبان أن الحيوانات قد تهرب منك إذا اقتربت منها بشكل مزعج، وعليك بأن تمشي بحذر كي تقترب دون أن يتفطنوا لك، كما يجب أن تأخذ بالاعتبار أن السيارة التي تقودها للوصول إلى المكان المرغوب وهي وسيلة التنقل في اللعبة، سيصدر منها ضجيج عال مما يؤدي إلى فرار أكثر الحيوانات منك.

نفترض بأنك توخيت الحذر بالشكل الصحيح، لكنهم قاموا بالهرب بالرغم من ذلك، لماذا؟ّ! بسبب اتجاه الرياح طبعا، إذا كانت الريح تهب باتجاه الفريسة، فستحمل رائحتك لهم وسيعلمون بوجود خطر عليهم فيهربوا من أمامك، وستجد خلال اللعب أبراج مراقبة ذات ارتفاع متوسط وهي مفيدة من ناحية مراقبة وصيد الحيوانات عن بعد، كما يوجد لها ميزة أخرى، أنها تساعد في إخفاء رائحة جسدك التي تحملها الرياح إذ يصبح استشعار وجودك أصعب للفرائس، وبعد نجاحك في اصطياد الفريسة، سيكون لديك القدرة على أن تبيع لحمها أو أن تحنطها، وسترى تقييمًا عن مدى جودة اصطيادك للفريسة وأي جزء من الحيوان أصابته الرصاصة، وذلك سيساعدك أكثر على أن تتقن الصيد في المرّات القادمة.

السؤال الذي يطرح نفسه، كيف تتحرى مسافتك عن الفريسة كي تضبط عدسة التقريب عند التصويب؟ ستبدأ اللعبة وبحوزتك منظار رقمي يقوم بإظهار المسافة بين اللاعب وبين الهدف الذي يصوب عليه، وبذلك فإن المنظار سيكون صديقك الصدوق دائما وأبدا قبل أي محاولة صيد، ولديك صديق صدوق آخر ستعتمد عليه في أغلب الوقت وهو الحاسة السادسة للصياد، إذ سترى عند تشغيلها نقطة باللون الأحمر عند التصويب وهي توضح الاتجاه المحتمل للرصاصة قبل إطلاق النار. كما ستعتمد عليها لاحقا في اللعبة للقيام بأعمال التحري عن الفريسة التي تطاردها مثل الأماكن المفضلة لها للأكل أو الشرب، وآثار حوافرها لتتبع تحركاتها وغير ذلك. عند القيام بتحليل كل هذه الآثار، سترى تحديث على المعلومات الخاصة بالفريسة في الموسوعة.

في حال إذا تسببت في هرب أكثر الحيوانات من مناطقها المعتادة، وأردت إعادتها إلى حالاتها الطبيعية، يمكنك العودة إلى بيتك للنوم وتغيير الوقت من الليل إلى النهار والعكس، بعد مضي وقت كاف يمكنك العودة للخارج حتى تعاود محاولة الصيد مرة أخرى. بالرغم من أن اصطياد الفرائس من أول مرة يعطيك إحساسًا جيدًا عند النجاح، فهناك مشكلة في حال إصابة الفريسة دون قتلها، إذ وجدتُ أن الإصابة لا تؤثر على سلوك الفريسة بأي شكل من الأشكال ولن تتباطأ أثناء الهرب بسبب الإصابة. يوجد في اللعبة خاصية الانتقال السريع إلا أن الاستفادة منها محدودة جدا، لأن السيارة لن تنتقل معك.

حين التنقل من مكان إلى آخر، ستلاحظ وجود بوصلة في أعلى الشاشة وسيكون بها علامة تحدد موقع المهمة الرئيسية فقط، وإن وضعت نقطة جانبية في الخريطة، فإنها لن تظهر على البوصلة ولا بمكن رؤية مواقع أخرى ذات أهمية وذلك مزعج بعض الشي. هناك مشكلة تصميمية في منظورنا… إن أردت أن تبدأ اللعبة من جديد لسببٍ أو لآخر فلا وجود لخيار New Game في أي من قوائم اللعبة، و هنا اضطررت أن أبحث عن ملفات الحفظ للعبة و حذفها كي أبدأ اللعبة من جديد ، ولا يمكن مسح أي تخزين لديك في اللعبة عبر قوائمها أيضا. إضافة لذلك، حاولت أن أغير من ضبط الحركات أو الوظائف على لوحة المفاتيح إلى مفاتيح أخرى لتكون مريحة لي في اللعب، أردتُ مثلًا تغيير فتح الخريطة من زر TAB  إلى حرف M  وهو بالعادة مفتاح الخريطة في أكثر الألعاب، لكن اللعبة لا تسمح لي بالقيام بذلك أبدا وذلك شيء غير مقبول.

جودة رسومات اللعبة كانت أفضل مما توقعت، وإضافة لذلك فإنّ جودة المؤثرات الصوتية ممتازة مما يجعلك تندمج في أجواء اللعبة بسرعة خصيصًا في الأجواء الممطرة والعواصف الرعدية. في الأيام المشمسة ستلاحظ بأن أذرع شخصيتك ثابتة أثناء المشي أو الركض وكأن أذرع الشخصية ميتة لعدم تأرجحها خلال الحركة كأي شخص طبيعي، ما الذي يجري هنا؟ إضافة لذلك ستلاحظ أيضا أن مدى الرؤية لديك قريبٌ بشكل مزعج و لا يوجد ضبط لذلك في إعدادات اللعبة.

في آخر اليوم ، كادت لعبة Way of the Hunter أن تصبح من أفضل ألعاب محاكاة الصيد على الإطلاق و لكن مع الأسف، مع كثرة المشاكل التقنية الموجودة بها و غياب الأساسيات الموجودة في أكثر الألعاب في يومنا هذا، إضافة إلى مدى صعوبة التأقلم مع ميكانيكيات اللعب، فهي لا تصل إلى هذه المكانة. حسنًا، ربما تتحسن التجربة إلى الأفضل في المستقبل مع التحديثات إلا أنها الآن ليست مكتملة بالشكل الذي كنا نتمناه.

تمت مراجعة Way of The Hunter على منصة الحاسب الشخصي بعد أن حصلنا عليها من الناشر