تعود لعبة المغامرة A Plague Tale بالجزء الثاني Requiem المكمل لأحداث قصة الجزء الأول. اللعبة من تطوير الاستوديو الموهوب Asobo studio ومن نشر شركة Focus entertainment وهي تدعم اللغة العربية من ناحية القوائم والنصوص. هل ارتقت المغامرة إلى المستوى الذي تطمح له الجماهير؟ واصلوا القراءة لتعرفوا الإجابة.
(تحذير من الحرق لمن لم يلعب الجزء الأول)
قصة اللعبة مكملة للجزء الاول مباشرة بعد هرب أميشيا و هيوجو و الأم و لوكاس وبعد ستة أشهر من أحداث الجزء الأول يستقرّ أبطالنا في مدينة جديدة، وبعد سلسلة من الأحداث الجديدة ترجع الفئران مرة أخرى ويزداد أثر المرض الخطير الذي يهدد حياة هيوجو، وأثناء إغماءة يحلم هيوجو بجزيرة مجهولة يوجد فيها ماء سحري يشفيه من مرضه، إلا أنّه لا يعرف ما هي هذه الجزيرة ولا كيف يصل إليها ويقرر الأبطال الرحيل إلى مدينة في جنوب فرنسا لطلب المساعدة، إلا أن أميشيا تصر على البحث عن جزيرة هيجو وتؤدي الاحداث الى افتراق اميشيا وهيجو عن الام و لوكاس وهنا تبدأ المغامرة الشيقة للبحث عن الجزيرة المجهولة وهي مغامرة رائعة لن تخيب توقعات اللاعبين.
تقدم اللعبة شخصيات جديدة ورائعة تلعب دورا مهما جدا في القصة وقد تعلقت فيهم مثل ما تعلقت بشخصيات الجزء الاول، حوارات اللعبة ممتعة وعميقة، جعلتني أقف وأحاور الأشخاص في اللعبة لكي أسمع النقاش بينهم أو التعليقات المضحكة خصوصوا تعليقات اميشيا عندما تغضب، شخصية اميشيا تطورت كثيرا عن الجزء الاول واصبحت اكثر شراسه وحكمة ودهاء والتمثيل الصوتي الخاص بها ممتاز للغاية، وباقي الشخصيات ايضا تتناسب أصواتهم مع تصميم شخصياتهم خصوصوا الشخصيات الجديدة.
اللعبة تقدم نفس أسلوب اللعب في الجزء الاول بحيث يكون التسلل هو العامل الاساسي والأهم في اللعبة ولكن الفرق هنا أن اللعبة أصبحت أصعب من الجزء السابق بحيث أصبح الأعداء أكثر ذكاء، وأكثر تعاونًا، و يبحثون عنك لوقت أطول ايضا، الهدف من اللعب هو الانتقال الى المنطقة التالية و تعطيك اللعبة خيارات بحيث تستطيع أن تعبر بالتسلل وقتل أقل عدد من الأعداء، أو أن تستخدم أدواتك في القضاء على الأعداء في المنطقة وطبعا هذا لا أنصح فيه ابدا ! بالنسبة لي السبب الذي يجعلني أقتل الأعداء هو أنهم إذا كانوا قرب صندوق ما وحتى عندما وجدوني أستخدم الركض لكي أهرب وأنتقل الى المنطقة التالية (وهذه المناطق مقسمة بابواب حديدية)، واذا كان العدو الذي يلحقك من النوع الذي يرمي الرمح فلن تستطيع فتح الباب حتى لو وصلت له لأنه سيرمي الرمح على الباب ويمنعك من فتحة حتى تقتله.
ولكن لاتخف فهذه المرة أصبح عند أميشيا قدرات جديدة لكي تساعدها على الهرب أو التخلص من الأعداء فمثلا تستطيع اميشيا الاختباء تحت الطاولة وأيضا عندما تضغط زرا في الوقت المناسب حينما يهجم عليها العدو ستضربه بسلاحها وتهرب منه، وإذا كان لديك سكين فستستخدمها في قتل العدو، كما أصبح التصويب أفضل من ناحية استخدام المقلاع وباقي الأسلحة فستركز اميشيا على نقطة ضعف العدو وأصبح بإمكانك التبديل بين الأسلحة وأنواع الذخيرة باستخدام ال D pad بدون الحاجة للدخول إلى القائمة ولكن انتبه يجب عليك التصويب أولا وبعدها تستطيع تغيير الأسلحة والذخائر وهذا يجعلك تخرج من مخبئك ولم يعجبني هذا الامر هذا فكان من الأفضل جعل زر التغيير من غير الحاجة الى التصويب.
مناطق اللعبة أصبحت ضخمة جدا! وتحتاج منك استخدام التسلل وكل شيء من حولك لكي تهرب من الاعداء الى المنطقة التالية. وبالحديث عن الاسلحة والذخائر فقد تمت إضافة أنواع جديدة مثل سلاح الCrossbow والذي يمكنك من إطلاق سهم لقتل أي عدو مدرع وتستطيع عندها أيضا وضع ذخائر النار لكي تطلق السهم الناري على قطعة خشب كي تضيء المكان عن الفئران، كذلك بمقدورك أن تستخدم ذخيرة تجعل الفئران تقترب من السهم وتنشغل به، واصبح ايضا للجرة فائدة اكبر من الجزء الاول لانها كانت تستخدم فقط لإلهاء العدو ولكن هذه المرة تستطيع أن تضع ذخيرة داخلها مثل النار لكي ترميها على الأرض وتشتعل النار لفترة لطرد الفئران، وأصبحت الأحجار لانهائية فلا تحتاج لتجميعها.
وبالحديث عن الفئران فطبعا قد عادوا من جديد وهذه المرة أصبحوا أشرس من قبل إذ باتوا يتسلقون الأماكن المرتفعة، صدقوني إنكم سترون بحرا مليئا بالفئران، وبمقدور اللاعب الهرب من أمواج الفئران مثل الذي قدمته لعبة Tomb Raider وأعجبتني جدا المطاردة وأشعلت حماسي وقتها. المساعدون في اللعبة أصبحو اكثر فائدة فمثلا هيجو يستطيع أن يطلق موجات صوتية تجعله يعرف عن الجنود الموجودين في المنطقة وأيضا يستطيع هيوجو أن يتحكم بمجموعة من الفئران لكي يهجم على الاعداء وينهيهم وعندما تتقدم في القصة ستنضم اليك شخصية جديدة تستطيع ان تأمرها في الهجوم على أي جندي وقتله.
عملية التطوير للشخصية اصبحت مختلفة بحيث تتم تلقائيًا عبر طريقة لعبك بحيث لو كنت تستخدم التخفي بكثرة في لعبك تزداد نقاط مسار التخفي، واذا كنت تلعب بشراسه وتقتل الاعداء فسيزداد مسار الشراسة والمسار الاخير خاص باسخدامك للادوات واما تطوير الاسلحة والادوات فهو شبيه بالجزء الاول بحيث تبحث عن طاولة التطوير تستخدم الموارد في تطوير الاسلحة والأدوات. رسوم اللعبة جدا جميلة ومبهرة خصوصا في تعابير الوجه وفيها تفاصيل دقيقة مثل إظهار كم سهم تبقى بحوزة اميشيا داخل حقيبة الأسهم حول خصرها، والموسيقى رائعة مثل الجزء الاول كما أضحت ديناميكية تتغير حسب اللعب بحيث لو شك في وجودك العدو فسوف تتوقف الموسيقى تمام ويعم صمت مريب يجعلك متوتر وهو يبحث عنك
حسنا وصلنا الى نهاية المراجعة ، في الحقيقة اريد ان اتكلم اكثر عن اللعبة وأخبركم عن كل شي جديد فيها ولكن لا أريد أن أحرمكم متعة الاستشكاف فيها خصوصا القسم الثاني منها… نعم لقد أخذت مني تقريبا ١٤ ساعةفقط لإنهاء القسم الاول!! أما القسم الثاني فهو يبدأ في الطريق الى الجزيرة في البحر. اللعبة أضخم من الجزء الاول ووضع فيها محتوً كبير وسأترك لكم استكشاف القسم الثاني فيها لوحدكم.
للأسف واجهتني الكثير من العيوب والمشاكل التقنية التي أدت الى مشاكل في رسوم اللعبة نفسها فانعكاس النار كان يملأ الشاشة بألوان غريبة، وفي بعض المناطق في اللعبة يصبح بعدم مقدوري فتح الباب أو تحريك عربة وهذا أدى إلى عدم امكانية التقدم في اللعبة وكان الحل الوحيد إعادة تشغيل الجهاز. المطور وعد بحل جميع هذه المشاكل بعد تحديث اليوم الأول للعبة، ولولا هذه المشاكل لحصلت اللعبة على تقييمٍ أعلى.
لعبة A Plague Tale Requiem تفوقت على الجزء الاول بشكل كبير جدا من ناحية القصة وأسلوب اللعب وكل شي اخر، نعم هي جزء ثان يحمل الاسم بكل جدارةٍ واستحقاق.
راجعنا اللعبة بنسخة مراجعة خاصة لجهاز بلايستيشن 5 حصلنا عليها من الناشر قبل الإصدار