بعد سنوات من الانتظار منذ مغامرة سونيك الأخيرة بلعبة Sonic Forces يعود لنا قنفذ سيجا السريع بلعبته الجديدة و الأضخم منذ دخوله البعد الثالث بتجربة تحمل معها الكثير من الوعود نحو تقديم لعبة ستكون الأساس لألعاب الشخصية للعشر سنوات القادمة بلعبة عالم مفتوح المناطق بحسب وصف سيجا للعبة و بعالم مختلف وتجربة جديدة لسونيك بطريقة اللعب و الأفكار، هل أستطاع Sonic Team تقديم المعادلة الممتازة أخيرا بلعبة سونيك ثلاثية الأبعاد تملك معها كل عناصر التفوق بتصنيف ألعاب المنصات والمغامرة؟ أم هي تجربة متوسطة جديدة تضاف لقائمة الألعاب السابقة؟ اليوم نقدم لكم مراجعة اللعبة ونتعرف على الإجابة.
المغامرة تأخذ سونيك هذه المرة لبعد جديد، تبدأ القصة مع الدكتور ايج مان الذي يحاول مجددا السيطرة على العالم وهذه المرة بالتلاعب بالأبعاد ليجد نفسه في دوامة أبعاد ترسله لبعد غريب و ليجد سونيك و معه تيلز وايمي نفسهم بذات البعد الغريب بعالم خالي من البشر والمخلوقات ولا توجد فيه سوى بعض الآليات المقاتلة وعلى سونيك إيجاد طريقه لعالمه الأصلي وإنقاذ أصدقائه ومعرفة أسرار هذا البعد الغريب، هذه هي القصة التي تقدمها اللعبة والتقدم بالأحداث فيها ببعض العروض بمحرك اللعب وبالحديث مع الشخصيات بالعالم للحصول على المزيد من المعلومات، حقيقة لا أركز كثيرا على القصص بألعاب المنصات ولكن لطالما آرادت سيجا أن تقدم قصة جيدة بألعاب سونيك ولا أعتقد أنهم قدموا ذلك هنا حيث الاهتمام بالقصة وطريقة عرضها ضعيفة جدا وبمشاهد ليست حماسية غالبا ولن تجد نفسك مهتما بمعرفة الأحداث أكثر من كونك ترغب بالتقدم باللعبة لإنهائها فقط.
لنتحدث عن جانب الرسوم باللعبة، حسنا عند تشغيل اللعبة بنسخة البلايستيشن5 فهي تلقائيا تعمل بخيار الـ4K وسرعة 30 إطار وحينها لاحظت آداء متواضع بسرعة اللعبة و مما كان ذا تأثير حتى على التحكم واللعب فكان الخيار باللعب بسرعة 60 إطار ودقة الوضوح المرفوعة والغريب هنا أنني لم ألحظ أي تأثير على مستوى الرسوم وكأن الـ4K كان بلا قيمة ولكن سرعة اللعبة وعملها أصبحت مثالية وكأنها لعبة أخرى مقارنة بالطور الرسومي السابق، اللعبة إجمالا من الجانب البصري ليست مميزة، عالم خالي بغالبيته ويعود ذلك لقصة اللعبة مع وجود مشاكل تقنية متعددة من اختفاء الأشياء وظهورها لتعابير الشخصيات الغريب في بعض المشاهد ومستوى الرسوم إجمالا ليس جيدا بهذه اللعبة وكان بحاجة للكثير من الصقل.
أيضا على مستوى الصوتيات، الموسيقى بهذه اللعبة غريبة جدا، هي بعيدة تماما عن أجواء موسيقى ألعاب سونيك الإعتيادية ولكن ليست هنا المشكلة، فبعض الألحان جيدة ولكن طريقة إستخدامها داخل اللعبة ليست جيدة، مشهد حماسي بقاتل زعيم تحصل معه على موسيقى عادية ومشهد آخر بموسيقى قوية وبعض الألحان ليست جيدة على الإطلاق وتدخل نطاق انها مزعجه، التمثيل الصوتي للشخصيات أيضا ليس بدرجة عالية من الكفاءة بهذه اللعبة، حقيقة لم أكن محبا لصوت شخصية سونيك باللعبة أو الدكتور ايج مان وكانت الحوارات ضعيفة بأصوات الشخصيات ولم تضف لنا صورة جيدة لتلك الشخصيات و أسلوبها المعتاد الذي نعرفه عنها.
لعبة Sonic Frontiers تقدم معها مغامرة جديدة لسونيك هي خليط ما بين الجديد و القديم، فكرة اللعبة الرئيسية هي بالتجول بعالم شبه مفتوح حيث تزور 5 جزء مختلفة تنجز فيها المهام للحصول على المفاتيح التي تخولك لإمكانية خوض لحظات من ألعاب سونيك الماضية لجمع المفاتيح وبدورها جمع الكريستالات للوصول لشخصية سوبر سونيك ومواجهة الزعماء العمالقة و بنفس الوقت انقاذ اصدقائك الذين تحولوا بهذا العالم إلي هولوقرام، الاستكشاف بعالم اللعبة هو العنصر المسلي فيها و أعجبني جدا التحكم بسونيك بهذا العالم المفتوح ولكن المشكلة الثانية تأتي بتكرار المهام التي يجب عليك القيام بها لإظهار كل شيء بالخريطة وجمع الأشياء للتقدم، بات سونيك يملك نظاما قتاليا هنا بدلا من القفز و الداش “الانقضاض” على الأعداء فقط ولكنه يعتمد غالبا على زر واحد حتى مع تعلم المهارات المختلفة للعب والقتال وهنالك زر للتفادي وأيضا للضربات العكسية التي ستفيدك في قتالك مع الزعماء، من خلال عالم اللعبة بإمكانك تطوير قدرات سونيك ومهاراته بتجميع بعض المخلوقات وتسليمها لمن يبحث عنها.
تستكشف عالم اللعبة و تنجز المهمات و معها تدخل مراحل ألعاب سونيك الكلاسيكية وخوضها لإنجاز الأهداف فيها والحصول على المفاتيح ولكن للأسف التحكم بالمراحل القديمة المعاد استخدامها بأكثر من لعبة الأن ليس مثاليا وستخسر حياتك كثيرا بسبب أخطاء التحكم و الكاميرا في بعض الأحيان ويبدو أن عيوب الألعاب القديمة تعود من جديد بهذه التجربة، جانب الاستكشاف هو الأكثر متعة بهذه اللعبة ووجدت نفسي أقضي فيه غالبية الوقت رغم تكرار المهام وهنا النقطة التي لا افهمها كثيرا من فريق التطوير فطالما قدمتم شيء جديد وهو يعمل بشكل جيد فكان من الاجدر صقله وبناء كل اللعبة عليه بدلا من بناء اللعبة بهذا الشكل الذي يعطينا الانطباع بضعف الميزانية للإنتاج و رغبة الفريق بسرعة إصدار اللعبة لتواكب فترة موسم الأعياد.
اللعبة تقدم معها 5 جزر للاستكشاف ولكن النصف الثاني من اللعبة تقريبا يعتبر تكرار للجزيرة الأولى وفعليا الاستكشاف بالجزء الثلاثة الاولى فقط وهنالك مواجهة زعماء عمالقة ولكن القتال غالبا ما يكون سينمائيا و باستخدام فكرة واحدة فقط لتجاوزه، طور القصة قد يأخذ من اللاعب قرابة الـ12-15 ساعة من اللعبة وللحصول على كل شيء باللعبة فربما يكون رقم الـ20 ساعة كافيا لتحقيق ذلك، لا تقدم اللعبة معها أطوار لعب جماعية وبإمكان اللاعبين بعد إنهاء اللعبة إعادة تجربة المراحل الكلاسيكية مجددا لتحسين الأرقام فيها.
Sonic Frontiers تقدم معها بعض الأفكار الجيدة التي يمكن البناء عليها لتقديم تجارب ألعاب سونيك جيدة، ولكن هنالك الكثير من الأشياء التي تحتاج للتحسين والصقل بهذه اللعبة ليكون تصنيفها بشكل أفضل ووصفها بأنها اللعبة التي فعلا ستقود ألعاب الشخصية للسنوات القادمة، طالما قرر فريق التطوير تقديم تجربة مختلفة فكان من الأفضل أن يأخذ ذلك لأبعد مدى بكافة عناصر اللعبة بدلا من إعادة استهلاك الأفكار القديمة مجددا و بطريقة غير جيدة.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة جهاز البلايستيشن5 التي تم توفيرها من الشركة الناشرة قبل صدور اللعبة بالأسواق.