وصلنا الجهاز عن طريق Playstation قبل صدوره في الأسواق
وضعنا أيدينا أخيرًا على الجيل الجديد من الواقع الافتراضي للبلايستيشن Playstation VR2، الواقع الافتراضي إجمالًا لم يرتقي إلى التوقعات التجارية الضخمة جدًا التي كانت مرافقة له مع نظارات الجيل الأول، إلا أن نظارة Playstation VR مع الدعم المتواصل من الألعاب، حققت نجاحًا معقولًا و باعت أكثر من 5 مليون وحدة حتى 2019، علمًا أن حجم السوق العالمي للواقع الافتراضي الموجه إلى المستخدمين وصل إلى 15 مليون نظارة في 2022 بحسب إحصائيات Statista. شركة سوني للتسلية التفاعلية أكدت مرارًا و تكرارًا أنها تؤمن بالتقنية و تؤمن بمستقبلها، وقد بذلت جهدًا كبيرًا في تحسين الجيل الجديد من التقنية. هذه المراجعة ستجيب على كافة أسئلتكم تجاهها وستسلط الضوء على الإيجابيات وكذلك السلبيات.
نوعية الشاشة | OLED |
---|---|
دقة العرض | 2000 في 2040 بكسل لكل عين |
معدل التحديث | 90 هرتز و 120 هرتز |
نطاق الرؤية | 110 درجة |
المستشعرات | ستة محاور ومستشعر أشعة تحت حمراء |
الكاميرات | 4 كاميرات مدمجة و كاميرا أشعة تحت الحمراء لكل عين |
التوصيل | USB Type-C |
الصوتيات | مايكروفون داخلي، منفذ سماعات |
في هذه المراجعة نتناول جهاز Playstation VR2 بالتفصيل، بما يتضمن الشاشة ودقة العرض الخاصة بها، مستوى التتبع و جودته والتغييرات التي طرأت عليه، والخواص الجديدة أو العائدة. النظارة ستتوفر بسعر 2499 ريال في السعودية و بسعر 550$ في الأسواق الأمريكية وهو سعر يناهز قيمة البلايستيشن5 نفسه، إلا أننا نتحدث عن عتاد كامل ومتطور يضم النظارة بتقنياتها المتطورة وطرفيتي تحكّم جديدتين كليًا PlayStation VR2 Sense بالإضافة إلى سماعة الأذن. امتلاك النظارة مكلف بالتأكيد والسعر سيكون عائقًا أمام الكثيرين، إلا أن النظارة لا تختلف كثيرًا في القيمة عن منافساتها من الفئات العليا بل إن بعض النظارات الراقية تجاوز سعرها الألف دولار. بجميع الأحوال، نأمل من خلال هذه المراجعة أن نساعدكم في اتخاذ القرار المناسب، لتعرفوا إن كانت PSVR2 تناسبكم أم لا.
محتويات العلبة وتصميم الجهاز
يضمّ صندوق الجهاز نظارة Playstation VR2 الجديدة وأداتي التحكّم VR2 Sense وهما جديدتان بالكامل وكذلك كيبل USB وهو الكيبل الوحيد الذي تحتاجه هذه النظارة حتى تعمل، كما يتضمن الصندوق سماعة داخل الأذن وكتيب التعليمات. كما تلاحظون، لم تعد الطرفية بحاجة إلى كومة من الأسلاك ولم تعد بحاجة إلى طرفيات خارجية كما كان الحال مع نظارة الجيل الأول، تقنية التتبع تغيرت بالكامل ومع أداة التحكّم الجديدة يُمكننا القول أن الطرفية باتت أقرب إلى ما تقدمه طرفيات الواقع الافتراضي من الفئات العليا على الحواسيب الشخصية. النظارة غير متوافقة مع الجيل الأول من Playstation VR ونعتقد أن السبب وراء ذلك هو الاختلاف الكبير في تقنيات التتبع والتحكم بين الطرفيتين.
تصميم النظارة ما زال مميزًا و مريحًا جدًا، بإمكانكم مط الخوذة بالعرض من خلال الضغط على الزر الخلفي الذي يُحيط به قرص دوار وسحب الخوذة وذلك حتى تصل إلى حجم يناسب مقاس الرأس تمامًا، وقد قمتُ بارتداء الخوذة براحة كبيرة حتى مع النظارات الطبية الخاصة بي والتي جرى احتواؤها من خلال الغطاء الذي يحيط بالعدسات. عند ارتداء الخوذة بمقدور اللاعب تعديل أبعاد العدسات حتى تناسب عينيه بشكل كامل للحصول على أفضل رؤية ممكنة. إعداد الخوذة لبدء اللعب لا يستغرق إلا القليل من الوقت والقوائم عملية و سهلة تمامًا حتى لمن لم يقم بتجربة تقنية الواقع الافتراضي من قبل.
تحتوي النظارة على مايكروفون مُدمج في الأسفل، مع زرين إضافيين أحدهما هو زر الطاقة لتشغيل الخوذة والآخر يقوم بتفعيل الخاصية التي تتيح لمرتدي الخوذة أن يرى العالم الخارجي، وبالإمكان استخدام سماعتي الأذن المرفقتين من أجل سماع الأصوات داخل اللعبة، إلا أنني لم أكن معجبًا تمامًا بتجربتهما الصوتية التي تفتقد قليلًا إلى الـBass وأعتقد أنني سأقوم بتوصيل سماعتي الخاصة عن طريق AUX، إلا أن التجربة الصوتية ستكون كافية لمعظم الناس. تجربة الأصوات المحيطية موجودة لتعزيز الاندماج في التجربة الكلية، خاصة عند استخدام الخاصية التي تتيح قفل تحريك مصدر الأصوات.
التتبع وتقنيات النظارة
تستخدم نظارة PSVR2 تقنية تتبع مختلفة كليًا عن الجيل الأول من النظارة، تقنية التتبع في النظارة الجديدة هي Inside-out tracking وترتكز على الكاميرات الموزعة على الجهاز للتتبع من الداخل إلى الخارج، هناك 4 كاميرات على واجهة النظارة تلتقط البيئة المحيطة بالكامل وهي مسؤولة عن تحديد موقع النظارة في بيئة اللعب. خريطة العالم الخارجي يجري توليدها في الزمن الحقيقي وتستخدم خوارزميات حاسوبية متقدمة لتحديد موقع النظارة وتحليل البيئة المحيطة. نظارة PSVR2 لا تحتاج إلى أي مستشعرات أو كاميرات خارجية كتلك التي تحتاجها بعض نظارات Vive على سبيل المثال. بشكل عام وجدنا أن التتبع كان دقيقًا وفقط في مرات قليلة فقد التعرف على البيئة المحيطة بنا مع الازدحام الذي كنا مسؤولين عنه والذي أعاق عمل الكاميرات واستشعارها لأدوات التحكم.
هناك الكثير من التقنيات المتقدمة في هذه النظارة والتي ستصل الآن إلى المستخدمين بصورة أوسع من السابق، من ضمنها تقنية تتبع حركة الأصابع كما يظهر في لعبة هورايزون نداء الجبل وهي التقنية التي رأيناها سابقًا في نظارات الواقع الافتراضي مثل Quest 2، وهناك أيضًا تقنية تتبع بؤبؤ العين وكلاهما يُمكن ملاحظته في لعبة هورايزون نداء الجبل مثل أن يقوم اللاعب بتحريك عينيه صوبَ خيارٍ يُريد اختياره على الشاشة فحسب دون تحريك رأسه. إن تدشين هذه التقنيات يفتح الباب على مصراعيه أمام إمكانية تقديم الكثير من التجارب المتنوعة على هذه النظارة.
تُقدم نظارة Playstation VR2 أيضًا تقنية معالجة جديدة طورت للواقع الافتراضي و استُخدِمت بشكل محدود حتى الآن وهي تقنية Foveated Rendering، هذه التقنية تعمل على تركيز موارد الجهاز في المنطقة التي ينظر إليها اللاعب و تقوم بتقليل جودة الرسوم بشكل ملحوظ خارج نطاق رؤية اللاعب. شخصيًا، لستُ من محبي مثل هذه التقنيات فأنا أستطيع أن ألاحظ الجودة المنخفضة بسهولة مع استراق النظر إلى الجوانب و الزوايا، المنطقة التي تقل جودة الرسوم فيها هي منطقة كبيرة نسبيًا. على أية حال، هناك خيار من ضمن خيارات التخصيص في هورايزون نداء الجبل يسمح بإغلاق الخاصية لمن لا يفضلها مثلي. تبقى التقنية ضرورية للتعامل مع المتطلبات المرتفعة جدا للواقع الافتراضي مع تقديم مستوى رسومي قوي للاعبين ومعدل إطارات مرتفع في نفس الوقت وهي بكل تأكيد مفيدة جدًا للواقع الافتراضي.
الشاشة و المستوى البصري
تُقدم هذه النظارة شاشة هي من بين الأفضل في عالم الواقع الافتراضي إن لم تكن الأفضل، فهي شاشة OLED بدقة عرض 2000 في 2040 بكسل لكل عين أو 4K في المجموع مع مدى رؤية يصل إلى نحو 110 درجة وبدعم لتقنية HDR مع معدل تحديث يُمكن أن يصل حتى 120 هرتز لتجربة سلسة. لعبة هورايزون نداء الجبل كانت في غاية الوضوح وكنا راضين تمامًا عن جودة الصورة التي قدمتها النظارة من ناحية دقة العرض التي كانت حادة دون أي بكسلات ظاهرة، والإضاءة والألوان، والسطوع وكذلك الحركة السلسة، من يُجرب الواقع الافتراضي لأول مرة مع هذه النظارة سيشعر بانبهار كبير وكأنه داخل عالم اللعبة مع نماذج دقيقة للشخصيات في هورايزون وعند الحديث مع الشخصيات الجانبية (NPCs) ستشعر أنك تحادث بشرًا حقيقيين مع ملاحظة التفاصيل الدقيقة على الملابس والملامح الواقعية للوجوه. سوني كانت دائمًا شركة تهتم بالجانب البصري كثيرًا و PSVR2 ليست استثناء ويُمكنكم توقع تجربة من المستوى الأول في هذا الجانب.
طرفية التحكّم
حصلت الخوذة على أداتي التحكم الجديدتين كليًا PSVR2 Sense وهي طرفية تحكّم أشبه بما كانت تستعمله النظارات الراقية على الحاسب الشخصي هذه المرّة وأفضل بكثير من طرق التحكّم المتاحة سابقًا للجيل الأول من PSVR، لدينا طرفيتي تحكم إحداهما تضم زري الدائرة والإكس، والR1 و الR2، والأخرى تضمّ المثلث والمربع والL1 و الL2. يُحيط بطرفية التحكّم قرص دائري يحتوي على مستشعرات أشعة تحت حمراء حتى تتبعها الكاميرا، وهي داعمة لتقنية الاهتزاز الحديثة Haptic Feedback و خاصية الأزرار المقاومة للضغط والتعرف على موقع الأصابع باللمس، الSense بلا شك تتكامل في عملها مع النظارة لتقديم تجربة تحكم راقية ستكون قادرة على تقديم أنواع عديدة من تجارب اللعب في الواقع الافتراضي مستقبلًا وهي تؤدي وظيفتها وتعمل بالشكل المطلوب رغم حجمها الصغير جدًا.
الكلمة النهائية
بلايستيشن VR2 هي طرفية واجبة الشراء لكل من يعشق التجارب المتفردة ولمحبي تقنية الواقع الافتراضي من ملاك أجهزة البلايستيشن وهي نقلة كبيرة جدًا عن النظارة السابقة في كل الجوانب: تقنية تتبع أكثر تطورًا بفارق ملحوظ، شاشة أفضل بمراحل شاسعة، طرفية تحكّم أفضل، خواص جديدة هي قمة ما وصلت إليه التقنية في المنتجات الموجهة إلى المستخدم العادي، واهتمام بكل جوانب التجربة حتى الصوتية منها. لا شيء كامل وهناك بعض المنغصات مثل الحاجة إلى إعادة بناء مكتبة الألعاب من الصفر بسبب عدم دعم الجيل الأول من النظارة، كما إننا لم نكن من المعجبين بالسماعات المرفقة، و لا ننسى أن الطرفية غير متوافقة مع الحاسب الشخصي أيضًا فهي بحاجة إلى شراء جهاز سوني المنزلي البلايستيشن الخامس لتشغيلها.
على أية حال هناك ملايين و ملايين من لاعبي البلايستيشن5 وعدد مالكي الجهاز بات يزداد بدرجة كبيرة مع توفر الجهاز في الأسواق أخيرًا، وهم موعودون بطرفية رائعة تعزز تجربة استخدامهم وتزيد تفرده مقارنة بالأجهزة الأخرى في السوق، التحدي الأكبر أمام بلايستيشن يبقى في بناء مكتبة ألعاب ممتازة بألعاب عالية القيمة تُقنع اللاعبين بمدى حاجتهم إلى هذه الطرفية، وهو ما سنرى نتائجه في المستقبل القريب بالتأكيد، هناك بالفعل أكثر من ثلاثين لعبة مخططة لنافذة الإطلاق و عناوين مثل هورايزون نداء الجبل و تحديث Resident Evil Village و Gran Turismo لدعم التقنية هي تجارب واعدة بالتأكيد، أما من ناحية تقنية فإن طرفية Playstation VR2 في غاية الروعة وأفضل تجربة واقع افتراضي قمنا بخوضها حتى الآن. Playstation VR2 تحصل على اختيار المحررين من تروجيمنج.