أخيرًا خضنا تجربة النسخة النهائية من لعبة البقاء والزومبي بمنظور الشخص الأول Dead Island 2 من Deep Silver و فريق التطوير Dumbster Studios. اللعبة بدأت التطوير في الأصل عام 2012، أي منذ أكثر من 10 أعوام، قبل أن يُنحى فريق التطوير Yager عن المشروع، ليتولى المسؤولية Sumo Digital، ثم انتقل المشروع بعد ذلك إلى داخل أروقة Deep Silver وبالتحديد لفريق التطوير Dumbster Studios. تجربتنا السابقة للعبة كانت جيدة للغاية ويسعدنا أن نؤكد لكم أن النسخة النهائية لا تخيب الآمال. هذه واحدة من الألعاب القليلة التي خرجت من جحيم التطوير، على قيد الحياة!
حافظ فريق التطوير على جزء من الرؤية الأصلية للمشروع، تدور أحداث لعبة البقاء من المنظور الأول في لوس آنجلس (أو Hell-A، كما تسميها اللعبة بحسها الكوميدي السوداوي) والتي تحاولون الهروب منها بعد كارثة الزومبي التي لحقت بها، و ما زال عالم اللعبة ملونًا جدًا جميلًا في تناقض صارخ مع بشاعة القتال مع الزومبي والأشلاء المتناثرة، مقارنة مع الشحوب الذي ظهرت به لعبة مثل Dying Light 2 للمقارنة. تسمح لكم اللعبة في بداية الأمر باختيار شخصية من ست شخصيات قابلة للعب (slayers)، و تختلف هذه الشخصيات فيما بينها من ناحية القدرات الأولية (stats) و قد وقع اختيارنا في اللعب على شخصية Amy بسبب مرونتها وسرعتها وواصلنا اللعب بها في النسخة النهائية.
كما أسلفنا الذكر، فإن مظهر اللعبة جميل جدًا على الحاسب الشخصي وقد تمكنا من تجربتها بأعلى الإعدادات، اللعبة مصقولة للغاية ولم يكن هناك مشاكل تقنية على الإطلاق على عكس الكثير من الألعاب الصادرة مؤخرًا على المنصة، تقوم اللعبة بتحميل الشادرز قبل بداية اللعب وهي بذلك تخلو من التقطيع أو التجمد أثناء اللعب وتحظى بأداء سلس تمامًا، من كان يتوقع أن تكون Dead Island 2 من أكثر الألعاب استقرارًا في هذا الجانب بألعاب هذا العام؟ تدعم اللعبة أيضًا تقنية HDR كما هو الحال مع معظم الألعاب الحديثة.
مناطق اللعبة جميلة بحق، إنها هوليوود المليئة بالمنازل الأمريكية الفارهة ذات الأراضي الخشبية والمساحات الكبيرة والتماثيل والزخارف ومظاهر الثراء الفاحش، و أماكن الحفلات والشواء والمسابح، هناك مجهود كبير جرى بذله في تصميم هذه الأماكن. اللعبة ليست من نوع العالم المفتوح وهي تقدم تصميمًا متقنًا أصغر حجمًا مع مداخل ومخارج متعددة للأماكن ومفاتيح ينبغي العثور عليها وأسرار رائعة لعشاق الاستكشاف ومهام جانبية أيضًا تساعدكم على رفع قدراتكم لمواجهة جحافل الزومبي. تصميم الخريطة في اللعبة راقني كثيرًا وهي مرسومة بطريقة رائعة. اللاعبون الذين يطالبون دائمًا بألعاب أصغر حجمًا مع إتقان أكبر في التصميم عوضًا عن العوالم المفتوحة سيحبون ما تقدمه Dead Island 2.
اللعبة من نوع الأكشن آربيجي و الضرر الذي تلحقونه على الأعداء يظهر على الشاشة عن طريق أرقام نقاط الصحة، هناك تشكيلة ضخمة جدًا من الأسلحة التي يمكن استخدامها للقضاء على الأعداء و هي تتراوح بين أسلحة نارية فتاكة قريبة و بعيدة المدى و أسلحة بيضاء متنوعة جدًا، وبالإمكان ترقية هذه الأسلحة عن طريق ورشات العمل، تفتح اللعبة أبوابًا ضخمة أمام الإبداع في ترقية هذه الأسلحة خصوصًا مع إمكانية إضافة عناصر لها مثل الكهرباء أو النار أو السكاكين أو حتى العناصر المتفجرة عن طريق التعديلات (mods) و (perks) لكل سلاح، والتي ستحتاجونها عند مواجهة جحافل أعداء الزومبي، خصوصًا أولئك الأقوياء جدًا الذين يمتلكون قدرات مميزة و مختلفة عن البقية.
أيضًا، يُمكن للاعب أن يستغل البيئة الموجودة في اللعبة لصالحه بطرق عدة، مثل صب الوقود و حرق الزومبي، أو قذف البطاريات على برك المياه والتسبب بصعقة كهربائية لعدد كبير من هذه الكائنات المتوحشة. الأسلحة تتحطم سريعًا وبإمكانكم تفكيكها والاستفادة من مواردها أو إصلاحها في ورش العمل المتناثرة في أرجاء عالم اللعبة، ومن الجدير بالذكر أن الأسلحة المميزة و النادرة فقط هي التي يُمكن تطويرها وإضافة تعديلات عليها. أخيرًا، بإمكان اللاعبين شراء الموارد من التجار.
تسمح اللعبة أيضًا بترقية شخصية اللاعب عن طريق البطاقات والتي يفتح بعضها خلال القصة الرئيسية والبعض الآخر يأتي من خلال الاستكشاف، هذه البطاقات تقوم بتخصيص قدرات الشخصية بما يتناسب مع طريقة لعبكم ولن يكون هناك شخصيتان متطابقتان 100% بين اللاعبين، إحدى القدرات على سبيل المثال تتسبب بموجة ارتدادية عند استخدام العلاج لإبعاد مخلوقات الزومبي عنكم ومنحكم فرصة لالتقاط الأنفاس. فكرة البطاقات هي فكرة مميزة تضم نوعًا من الأصالة والتجديد و رأينا أنها ميزة للعبة، المقارنات ستقع لا محالة مع لعبة Dying Light 2 ونحن نرى أن Dead Island 2 أن كلاهما ممتع في القدرات وتنوع اللعب إلا أن Dying Light 2 تتأخر كثيرًا قبل أن تتيح القدرات الأكثر متعة للاعب بينما في Dead Island تمضي الأمور بشكل أسرع وتظهر الخيارات المثيرة للاهتمام من البداية.
تأتي اللعبة بنظام فريد من نوعه للرسوم و التمثيل بأجساد الزومبي و تتباهى بأفضل نظام على هذا الصعيد مقارنة بأي لعبة أخرى، لا يقدم النظام فقط إمكانية التخلص من أطراف الزومبي و إنما تفاصيل تتجاوز ذلك مثل تهشيم العظام والأحشاء الداخلية للزومبي وحتى إخراج بؤبؤ العين من مكانه. نعم هذه اللعبة بالتأكيد ليست لضعاف القلوب و هناك مجهودات ضخمة بذلت فيها هنا و حتى إن نماذج شخصيات الزومبي منوعة للغاية و كثيرة جدًا حتى تبتعد عن التكرار.
في نهاية المطاف ورغم كل الإيجابيات لا تأتي Dead Island 2 بجديد على مثل هذا النوع من الألعاب حقًا، ويمكننا القول أن دورة اللعب تصبح مكررة بعد فترة من الوقت أيضًا، إلا أنها تجربة مصقولة لا تشوبها شائبة ومن يبحث عن المتعة السريعة سيجدها في هذه اللعبة بكل تأكيد، خاصة لمن يقرر تجربتها جماعيًا مع الأصدقاء.