حتى هذه اللحظة أتذكر أول مرة رأيت فيها استعراض نظام اللعب لعنوان Jedi: Fallen Order في معرض E3 قبل عدة سنوات. حينها أستوديو Respawn الرائع قرر اتخاذ مغامرة جديدة بتقديم لعبة ليست من منظور الشخص الأول، لكن من منظور الشخص الثالث و مع عناصر غير متوقعة مأخوذة من ألعاب مثل سلسلة السولز الشهيرة أو حتى ميترويد. الآن و بعد مرور عدة سنوات نجد نفسنا في موعد مع الجزء الجديد، و يا له من حماس كبير نستقبل فيه هذا الجزء بعد تجربتنا الأكثر من إيجابية مع الجزء الأول.
اللعبة تبني على أساسات الجزء السابق و أفكاره الأساسية، مع تقديم تطويرات تبرر سنوات التطوير الطويلة. في اللعبة تتنقل بين عدة كواكب و تقوم باكتشافها عبر لعب مهمات القصة الرئيسية، و ستجد العديد من الآثار والمعلومات لجمعها بالإضافة للصناديق و الأدوات لجمعها. و لانها تحافظ على عناصر ميترويد الإستكشافية فستجد العديد من المسارات المتفرعة أو المخفية حتى التي ستحتاج لزيارتها لاحقا عندما تحصل على القدرات اللازمة لتخطيها.
الآن هناك نقطتان مهمة لطرحها تتعلق بالمقارنة بالجزء الماضي. أولا تم إضافة المهام الجانبية للعبة و هو أمر كان يفتقده الجزء الأول. أثناء اللعب ستلتقي العديد من الشخصيات الجانبية التي ستعطيك ما يسمى بالإشاعات، و هذه الإشاعات ستكون عبارة عن مهام جانبية. لقد قمت بتجربة عدة مهام جانبية و كانت التنويع فيها كبيرا و لم أشعر بالملل إطلاقا، بعضها كان يحتاج قدرات خاصة و أيضا التفكير لحل لغز معين.
هناك الكثير لفعله أيضا بعيدا عن المهام الجانبية، مثلا هناك لعبة مصغرة للإعتناء بحديقة، أو جمع أصناف الأسماك المختلفة، أو حتى مطاردة صائدي المكافآت. هناك أيضا عدة متاجر في اللعبة ستتمكن من خلالها من شراء عدة أدوات ومقتنيات تستفيد منها في رحلتك. و على ذكر المقتنيات، أحد مشاكل الجزء الأول كانت ضعف المكافآت الخاص بالاكتشاف. في هذا الجزء قام المطورون بتقديم عدة مكافآت متنوعة من الإستكشاف سنتحدث عنها بالتفصيل.
في البداية هناك تخصيص الشخصيات، و هذا يتضمن بطلنا و أيضا مرافقه الرجل الآلي الصغير. هذه المرة البطل يستطيع تبديل ملابسه كاملة بالإضافة لشعر الرأس و الوجه و الأسلحة. أغلب الصناديق في اللعبة ستحتوي على محتوى التخصيص، ولكن هناك مكافآت أخرى. و لعلنا نتحدث عن الـPerks و هي ميزة جديدة ستتمكن من تفعيلها لكي تعطيك نقاط تفوق متنوعة. بعضها ستجدها أثناء الإستكشاف و بعضها ستتمكن من شراءه حصريا عبر المتاجر.
القتال في اللعبة لا زال ممتعا جدا و يعتمد على قدرات السيف المضيء و قدرات الفورس الخاصة بمقاتلي الجيداي. و يعتمد نظام اللعب على التغيير بين عدة وضعيات للقتال كما كان في الجزء الأول، و لعلنا نتذكر هنا حمل السيف المزدوج أو السيف الثنائي. في الجزء الجديد سيكون هناك عدة وضعيات جديدة و لعلنا لن نتحدث عنها هنا لكي لا نحرق الأحداث عليكم، لكن ما سنتمكن من تأكيده هو أنها تقدم تنوعا رائعا في اللعب و ستجعل كل شخص يجد طريقته الخاصة في القتال.
ستقوم بمواجهة العديد من الأعداء المتنوعين في اللعبة، بعضهم يعتمد القتال عن بعد و البعض الآخر عن قرب، بعضهم مدرع، بعضهم ضخم الحجم، بعضهم يطير و بعضهم على الأرض. لكن يبدو أن اللعبة بعض الأحيان تعاني من الغباء الاصطناعي، و ربما يكون جزء من مشاكل اللعبة التقنية، حيث رأيت أكثر من عدو يراني و لا يقوم بقتالي أو أجده يقف متجمدا يواجه الجدار بينما باقي أصحابه يقاتلوني بحماس.
اللعبة تقدم تسهيلات كثيرة للاعبين و قد أعجبتني بعضها و أرى أنها يجب أن تكون أساسية في جميع الألعاب و ليست هذه فقط. بالإضافة لكون اللعبة تقدم 5 مستويات صعوبة مختلفة ترضي الجميع، فاللعبة تقدم تسهيلات توفر الكثير من الوقت و تجنب الاستفزاز، مثل تعطيل أوامر ضغط الأزرار المؤقتة أو المسماة QTE و أيضا تعطيل استنزاف الصحة بعد السقوط أثناء التنقل بين المنصات.
القصة بشكل عام كانت أفضل من الجزء الماضي، و لكن لا زلت أعتقد أن العديد من الجماهير قد يجدها مملة. ربما هي قيود عالم ستار وورز و قصته الرئيسية، و ربما هو العالم نفسه و شخصياته و أحداثه بشكل عام. لكن إن كنت تحب هذا العالم سواء من الأفلام و المسلسلات، فستجد هنا جنتك الخاصة، حيث لا يوجد شك أن هذه اللعبة هي أفضل من أنتج لعالم ستار وورز في عالم ألعاب الفيديو.
بشكل عام و خصوصا مقارنة بالجزء الأول فيتضح بشكل جلي تركيز اللعبة على تقديم لمسات “سينمائية”، و أعرف كم هذه الكلمة قد تستفز البعض. فمثلا نرى العديد من المقاطع المبرمجة و أيضا المقاطع السينمائية العرضية في قتال بعض الزعماء الرئيسيين. لكن حقا لا نستطيع الاعتراض لسببين، الأول هو أن المشروع بالأساس هو تجربة سينمائية تم تحويلها إلى لعبة، و الثاني هو أن محتوى الجيمبلاي الواسع سيشبع رغباتك بشكل كبير و لن تكترث للجوانب الأخرى.
أخيرا لنتحدث عن جانب الجرافيكس و الفنون في اللعبة. إن هذه اللعبة قد تكون أحد أجمل ألعاب الفيديو على الإطلاق بما فيها من مناظر خلابة و تصاميم جميلة سواء للبيئات المفتوحة أم المغلقة، و كلها تحاكي عالم ستار وورز بشكل مذهل تقنيا و فنيا. لكن! هناك أمر محبط نوعا ما، فاللعبة تستهلك موارد الجهاز بشكل كبير جدا.
في اللعبة يوجد طور الأداء و حسب الشرح فهو يعطي “معدل إطارات أعلى” من الطور الأساسي و لكن يخفض الدقة الى 1440. حتى أثناء اللعب بطور الأداء فإن معدل الإطارات نظريا يترنح ما بين 30 و 50 إطارا في أغلب الأوقات، و الرسوم تتغير بشكل مستمر بالجودة و الدقة. أما الطور الأساسي بالدقة القصوى فهو أحيانا يبدو بطيئا لدرجة أن الشعور و كأنه 20 إطارا في الثانية.
إن كنت من محبي عالم ستار وورز و استطعت أن تتجاوز مشاكل اللعبة التقنية، فستحصل على تجربة مغامرة رائعة مليئة بالأحداث و فرص الاستكشاف و المقتنيات لجمعها و الشخصيات للتعرف عليهم. بكل تأكيد فريق ريسباون أثبت أنه محل ثقة وأن ما رأيناه في الجزء الأول لم يكن من باب الصدفة، و ها هو يتفوق على نفسه مرة أخرى في هذه اللعبة الجديدة.
تم مراجعة اللعبة عبر نسخة PS5 رقمية تم توفيرها من قبل الناشر لغرض المراجعة.