The Last Case of Benedict Fox هي لعبة غموض وميترويدفينيا جديدة من فريق التطوير البولندي Plot Twist الذي اعتاد على تقديم التجارب البسيطة والتجارب الخاصة بالهواتف الذكية وهذا المشروع هو أوّل مشاريعه من هذا النوع والنتيجة كانت فريدة من وجوه ومؤسفة من وجوه أخرى وهذا ما سنفصّل فيه من خلال هذه المراجعة.
قصة اللعبة تركّز على المحقّق Benedict Fox الذي تأخذه مهمة خاصة إلى قصر وقعت فيها جريمة قتل حديثة وهنا يقوم Benedict بالاعتماد على قدرات رفيقه الشيطاني للغوص في أعماق عقل الضحية المتوفاة مؤخراً في قصة مثيرة تتحدّث عن التفكّك الأسري وسط عالم مليء بالمنظمات السرية والدوافع الخفية والاستغلال مع اقتباس لعدد من الأفكار من روايات H.P. Lovecraft وفريق التطوير قد أبدع حقيقةً في هذه القصة المليئة بالغموض والإثارة فالتفاصيل الأساسية للقصة مثيرة للاهتمام وفيها مفاجآت عديدة كما أنّ اللعبة تشدّك بقوة للتعرّف على تفاصيل عالمها المبني بشكل متقن ومتناسق ببراعة وقد تفاجأنا بالمستوى المتميّز للقصة.
اللعبة تقدّم توجها فنياً كرتونياً يعطي تفاصيل بسيطة للشخصيات بشكل عام مع تركيز كبير على التفاصيل ودقتها في البيئة المحيطة وقد قدّمت اللعبة تصاميم فريدة للبيئات التي ستزورونها في عقل الضحية وكل بيئة من البيئات التي ستزورونها في ذلك العقل تصوّر غرف من غرف القصر الذي حدثت فيه الجريمة ومع الاقتباس من روايات H.P. Lovecraft تقدّم لنا اللعبة العديد من البيئات الفريدة التي تعلق في الأذهان مع تقديم موسيقى هادئة وموسيقى مثيرة أخرى في مواقف محدودة للحفاظ على أجواء الغموض والسوداوية التي تقدّمها اللعبة.
بالنسبة لتجربة اللعب فهي كعادة ألعاب النوع تنقسم إلى المعارك والاستكشاف مع إضافة عنصر الألغاز بشكل كبير، المعارك تعتمد على استخدام السكين والمسدّس الخاص بكم مع الاستفادة من قدرات رفيقكم الشيطاني للدفاع ضدّ أعدائكم من الشياطين الشرسة وأسلوب القتال بسيط وكان بالإمكان أن يكون ممتعاً جداً ولكنّ النتيجة مع الأسف ليست كذلك فهذه المعارك تعاني من عدم وضوح الرتم فيها فبعض الأعداء يعطي إشارة لكونه سيهاجم مع نافذة زمنية تسمح لكم بالدفاع أو التفادي ولكنّ نفس العدو قد يقوم بإعطاء الإشارة والهجوم بشكل مباشر كما أنّ توزيع الأعداء في بعض المناطق سيء ويضع اللاعب في مواقف حرجة جداً يصعب الخروج منها وحتى مع التقدّم في التجربة وترقية أسلحتكم والحصول على قدرات أقوى ستجدون بأنّ المعارك لا زالت مربكة خاصةً وأنّ الاستجابة لبعض الأوامر لا تعمل بالشكل المطلوب في العديد من الأحيان.
بالنسبة للاستكشاف فاللعبة تقدّم التشعّب الذي اعتاد عليه عشّاق ألعاب الميترويدفينيا مع الحاجة إلى التقدّم في التجربة إلى جزئية معينة ومن ثمّ العودة إلى منطقة سابقة لفتح باب لم يكن بالمقدور فتحه أو الوصول إلى غرفة لم يكن بالإمكان الوصول إليها قبل الحصول على أداة أو قدرة معينة، مشكلة اللعبة في هذه الجزئية ستظهر للاعب خلال النصف الثاني من اللعبة تقريباً حيث أنّ العديد من المناطق التي ستزورونها في البداية ستكون مليئة بالمناطق التي لا يمكنكم الوصول إليها واللعبة تفشل في الواقع في إرشادكم إلى المكان التالي الذي يجب زيارته أو المنطقة التي يجب العودة ولهذا ستحتاجون في العديد من الأحيان إلى إعادة زيارة المناطق السابقة منطقة منطقة في سبيل المرور على المنطقة الصحيحة التي يجب العودة إليها.
المشكلة الأخرى التي تواجه عملية الاستكشاف هي أنّ الاستجابة قد لا تعمل بالشكل المطلوب وبعض ميكانيكيات اللعب لا تعمل بدقة أيضاً ولهذا ستجدون في العديد من الأحيان صعوبة في الوصول إلى منصة مرتفعة أو السقوط مراراً عند محاولة القفز فوق فخ من الفخاخ وعلى الرغم من هذه السلبيات التي يعاني منها جانب الاستكشاف فإنّه ليس بالسوء الذي قد يتصوّره اللاعب فهنالك العديد من المهمات الجانبية والعناصر القابلة للتجميع التي توفّر المزيد من التفاصيل حول عالم اللعبة أو توفّر لكم المزيد من التطويرات ونحوها من المكافآت وهي ليست كفيلة بالتغطية على السلبيات الموجودة بالطبع ولكنّها تحرّك الدفة قليلاً إلى الجانب الإيجابي.
بالنسبة إلى الألغاز فهي أحد أهم نقاط قوة التجربة بجانب القصة المثيرة فهذه الألغاز متنوّعة في أفكارها بالرغم من اتباع نفس المفهوم وستجدون الكثير من المتعة في محاولة تفكيك هذه الألغاز ومعرفة الحل وخاصةً الألغاز الرقمية التي تعتمد على فهم رموز معينة وهنالك أيضاً ألغاز إيقاعية بسيطة وألغاز بيئية تحاولون فيها معرفة الرمز السري من خلال البيئة المحيطة التي وضُعت فيها التلميحات بشكل مبتكر وبعض هذه الألغاز أصعب من غيرها ولكنّ عادة اللعبة هي جعل تلك الألغاز الصعبة ضمن المهمات أو النشاطات الجانبية.
قمنا بإنهاء التجربة بكامل محتواها الأساسي والجانبي خلال 15 ساعة وبالإمكان إنهاء المحتوى الأساسي خلال حوالي 9 ساعات في حال تمّ التركيز عليه حصراً. إذاً، ما هي المحصلة؟ The Last Case of Benedict Fox تجربة تعاني من العديد من المشاكل الجوهرية بلا شكّ ولكنّها تقدّم العديد من العناصر التي تألّقت فيها وفي حال كنتم من عشّاق ألعاب الميترويدفينيا والسرد القصصي العميق فستقدّرون مجهود فريق التطوير بلا شك أمّا في حال لم تكونوا ممّن سبق له تجربة هذا الصنف فنحن لا ننصح بخوض التجربة لما قد يحصل من إرتباك في عملية الاستكشاف وحلّ بعض الألغاز، كون هذه اللعبة هي أول محاولة لفريق التطوير مع هذا الصنف فالنتيجة ممتازة جداً ونحن نتمنى أن يتعلّم المطوّر من أخطائه في المحاولات المستقبلية ونرى في هذه اللعبة إمكانية تقديم جزء ثاني فريد،
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.