لم تكن خيارات الأجهزة متنوعة أمام اللاعبين كما هي الآن من قبل؛ هناك الأجهزة المنزلية من سوني و مايكروسوفت و جهاز Switch الهجين بين المنزلي والمحمول من ننتندو، وهناك أجهزة الحاسب الشخصي مع بطاقات Nvidia الرسومية، وأجهزة الحاسب الشخصي المحمولة مثل Steam Deck و ROG Ally. كل خيار من هذه الخيارات يمتاز بشيء عن الآخر فالأجهزة المنزلية تقدم منصة واحدة بإعدادات مشتركة في الألعاب وهي الأسهل للاستخدام. رغم ذلك، هناك خيار واحد يتفوق على البقية بالنسبة لتجربة اللعب المتكاملة في منظورنا وهو حاسب شخصي مزوّد ببطاقة رسومية من نفيديا من بطاقات Geforce RTX 40، لا سيما مع وصول بطاقات الفئة المتوسطة للسوق RTX 4070 بالإضافة إلى الفئة الاقتصادية RTX 4060 و RTX 4060 Ti بذاكرة 16GB، وسنستعرض لكم الأسباب التي دفعتنا لهذا الاعتقاد:
1- الإعدادات الرسومية الأفضل
عشّاق الجرافيكس في ألعاب الفيديو والمستوى التقني ومن يرغب في الحصول على المظهر الأفضل في ألعاب الفيديو لن يجد خيارًا أفضل من حاسب شخصي مع بطاقة Geforce RTX 40 من نفيديا وتشغيل ألعاب الفيديو بأعلى الإعدادات التي قدمها الناشر والمظهر الذي يصوّر الرؤية الحقيقية والكاملة لمصممي اللعبة دون التضحية بأي جانب:
- خامات أفضل: تقدم ألعاب الحاسب الشخصي في العادة خامات (Textures) بمستوى يتفوق دقة و وضوح و جودة على الأجهزة المنزلية.
- الإضاءة والظلال: الإضاءة هي من أكثر الخواص الرسومية المجهدة ومرة أخرى تأتي القدرات الكبيرة لعتاد الحواسيب لتساعد على التفوق على الأجهزة المنزلية في هذا الجانب لا سيما عند تفعيل مزايا تتبع الأشعة للظلال.
- تنعيم الحواف: هناك خيارات لا نهائية لتنعيم الحواف على الحواسيب من ضمنها تقنيات رفع الدقة بالذكاء الاصطناعي مثل DLSS من نفيديا والتي يمكن لها أن تأخذ مكان تقنيات تنعيم الحواف التقليدية.
2- أفضل أداء في الألعاب
محبو الأداء العالي في الألعاب سيحصلون على أفضل أداء ممكن عند استخدام بطاقة رسومية من الفئات العليا. الأجهزة المنزلية تقدم في العادة طور الدقة بسرعة 30 إطار أو طور الدقة بسرعة 60 إطار، وفي بعض الألعاب القليلة يمكن لها أن تصل حتى 120 إطار. في عالم الحاسب الشخصي؟ 30 إطار هي خيار غير مقبول و يكاد يكون غير قابل للعب، 60 إطار هو الحد الأدنى المقبول لجمهور الحاسب الشخصي والتفضيل هو 120 إطار فما فوق. يمكن لألعاب الحاسب الشخصي أيضًا أن تصل إلى 240 و حتى 360 إطار وهي أرقام لا يمكن أن تصل إليها الألعاب على الأجهزة المنزلية.
هل هذه الأرقام للتباهي فقط؟ بالتأكيد لا لأنها تقلل زمن الاستجابة بشكل ملحوظ وتزيد سلاسة التحكم في الألعاب. على سبيل المثال، يصل التأخر في الاستجابة إلى 8.3 ملي ثانية بمعدل أداء 120 إطار، بينما يصل إلى 4.1 ملي ثانية فقط عند اللعب بسرعة 240 إطار، ونعم، نستطيع أن نشعر بالفرق بسهولة بالمقارنة مع الأجهزة المنزلية التي تقدم في العادة طور أداء بسرعة 60 إطار وبزمن استجابة يصل إلى 16.6 ملي ثانية.
هذه ليست الفائدة الوحيدة لمعدل التحديث المرتفع، فالحركة هي ميزة أخرى أيضًا، فإن زيادة سرعة الأداء تؤدي إلى صورة نظيفة ونقية، أما الأداء الأقل فيتسبب بنوع من الضبابية (blur)، ولذلك فإن الإطارات العالية هي دائمًا الخيار الأول لمحبي الألعاب التنافسية والرياضات الإلكترونية أيضًا. بالطبع، يجب أن تكون الشاشة قادرة أيضًا على العمل بمعدل تحديث مرتفع حتى تتمكن من دعم الإطارات المطلوبة.
مالكو البطاقات الرسومية من نفيديا بمقدورهم الاستفادة من خاصية G-Sync،
3- خاصية DLSS ومزايا الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء
منذ صدورها وخاصية DLSS جزء أساسي من تجربتي لألعاب الفيديو على الحاسب الشخصي، فأول ما أقوم به عند تشغيل أي لعبة هو البحث في قوائم الإعدادات عن خيار DLSS وتفعيله. ما تقوم به تقنية DLSS ببساطة، تخفيض دقة العرض الحقيقية للعبة ثم معالجة الصورة عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي ورفع دقة العرض مرة أخرى لتقديم الصورة النهائية. هذا لا يقوم فقط بتحسين الأداء، وإنما في حالات عديدة، يقوم بتحسين تنعيم الحواف أيضًا. في الحقيقة، إن DLSS هي طريقتي المفضلة في تنعيم الحواف بألعاب الحاسب الشخصي.
أصبح من الصعب أن نتخلى عن خاصية DLSS بعد أن قمنا بتجربتها على مرور السنوات، وما زالت الأجهزة المنزلية تفتقد إلى تقنية مثلها. بالتأكيد هناك FSR، لكنها ليست بنفس المستوى في منظورنا من ناحية جودة الصورة.
4- خاصية تنعيم الحواف DLAA
إذا كانت تقنية DLSS تساعد على تحسين الأداء عن طريق تخفيض دقة العرض الحقيقية، فإن تقنية DLAA (أي Deep Learning Anti-Aliasing) تعمل على تحسين جودة الصورة فحسب باستخدام نفس دقة العرض الحقيقية و دون تغيير. باختصار، الهدف من تقنية DLAA هو تحسين الحواف ومنع التعرجات باستعمال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من نفيديا. بالطبع، فإن التقنية أكثر تطلبًا في الأداء، لكنها تقدم جودة الصورة الأعلى والأفضل لمن يملك قوة رسومية كافية لتشغيلها.
5- القدرات الكاملة لتقنية تتبع الشعاع Path Tracing
بدأت بطاقات نفيديا الرسومية بالحصول على تقنية تتبع الشعاع بمعمارية Turing وجيل RTX 20 series، وهي التقنية التي تعتمد على إسقاط شعاع على عالم اللعبة ومعرفة تأثير الضوء من خلال تصادم الأشعة مع جسيمات اللعبة. بدأ الأمر بخواص محدودة مثل تتبع الاشعة للظلال أو تتبع الأشعة للانعكاسات ثم تطور الأمر مع ألعاب قامت بتدشين حزمة كبيرة من مؤثرات تتبع الشعاع مثل Cyberpunk 2077 التي كانت و ما زالت مضرب الأمثال على استخدام التقنية بصورة مدهشة ورائعة.
حتى يومنا هذا ما زالت أجهزة الألعاب المنزلية غير قادرة على تدشين تقنيات تتبع الشعاع بحزمة متكاملة من المؤثرات بنفس الطريقة، وما زالت تضم إما الانعكاسات فقط أو الظلال فقط و ما إلى ذلك، بل وتعاني من انخفاض كبير في الأداء وفي دقة العرض عند القيام بذلك حيث تعمل Cyberpunk 2077 على المنزلي مثلًا بسرعة 30 إطارًا فقط وبدقة عرض حقيقية تصل إلى نحو 1440p.
أما الحاسب الشخصي؟ فهو لم يكتفي فقط بتدشين حزم متنوعة من المؤثرات بل وصل أيضًا إلى استخدام تقنية Path Tracing وهي الشكل الأكثر تطورًا وكمالًا من التقنية، مع Path Tracing أو تتبع المسار لا يوجد إضاءة مُعدة مسبقًا في عالم اللعبة من فناني المؤثرات إطلاقًا، اللعبة تستطيع حساب الظلال وتأثيرات الضوء وانتشاره في البيئة فيزيائيًا بالكامل. بالطبع، التقنية متطلبة جدًا في الأداء وتتطلب قدرات هائلة، بدأ الأمر مع لعبة Quake II و لعبة Minecraft ثم حصلنا على Portal with RTX، إلا أن النقلة الهائلة حصلت مع Cyberpunk 2077.
Cyberpunk 2077 هي أول لعبة من الألعاب الضخمة AAA التي حصلت على تقنية تتبع المسار لتقدم انعكاسات و ظلال و إضاءة منتشرة (حتى ارتدادتي ضوء على عالم اللعبة) في كامل اللعبة عن طريق إعداد إضافي جديد اسمه Overdrive Mode. توظيف التقنية في لعبة عالم مفتوح متقدمة تقنيًا تعج بالحياة بهذه الصورة هو أمر غير مسبوق وإنجاز تقني حقيقي لصناعة الألعاب بأكملها.
بطاقات RTX 40 الرسومية هي الوحيدة القادرة على تقديم الأداء المطلوب عند تفعيل تقنية Path Tracing في اللعبة بفضل خاصية Frame Generation التي تقدم دفعة إضافية في الأداء. حتى مع بطاقة الفئة المتوسطة RTX 4070 Ti، تمكنا من كسر حاجز 60 إطار عند تفعيل طور أوفردرايف بفضل المزيج من Frame Generation و DLSS2 بإعداد Quality وبدقة عرض 1440p. بدون تقنية Frame Generation يصبح الأمر أصعب بكثير فالتقنية متطلبة ومجهدة للغاية. الأجهزة المنزلية ما زالت بعيدة تمامًا عن توظيف التقنية ولن تحصل عليها على الأرجح قبل صدور أجهزة الجيل الجديد بعد سنوات.
6- تقنية DLSS3
تقنية DLSS 3 جديدة كليًا وهي تعمل بطريقة مختلفة تمامًا عن السابق. تعتمد التقنية على بيانات المتجهات الحركية في اطار واحد والتعرف عليها من خلال خوارزميات متطورة للغاية من أجل التنبؤ بما قد يكون عليه الإطار القادم، ثم تقوم التقنية بتوليد إطار إضافي كامل وإضافته بين إطارين عن طريق خاصية تسمى Frame Generation. لاحظوا أن هذا الإطار الإضافي هو إطار وهمي إن جاز التعبير و لا يمكن له أن يتفاعل مع تعليمات اللاعب والأزرار التي يضغطها، الفائدة الأساسية لهذه الإطارات الإضافية هي تنعيم الصورة وتقليل ضبابية الحركة، وكذلك تقليل الجهد على المعالج المركزي CPU وعنق الزجاجة الذي قد يتسبب له في الأداء. في الوقت الحالي بطاقات RTX 40 هي الوحيدة في الأسواق مع هذه الخاصية وهي تقدم نقلة هائلة في الأداء مقارنة مع مستوى الأجهزة المنزلية الحالية.
7- جودة بث هائلة مع تشفير AVI
محبو البث سيتمكنون من تقديم بثوث رائعة مع بطاقات نفيديا الرسومية RTX 40 series والتي باتت تدعم تشفير AVI مما يسمح ببث المحتوى بدقة 4K و 60 إطار مع سرعة 10 Mbps فقط، وهي أعلى كفاءة من طريقة البث السابقة H.264 بنسبة قد تصل إلى نحو 50%.
يسمح تشفير AVI أيضًا بالحصول على جودة بث أفضل بكثير من السابق باستخدام محرك الميديا الشهير من نفيديا NVENC. التشفير مدعوم بمجموعة كبيرة من التطبيقات من ضمنها OBS.
الكلمة الأخيرة
بطاقات Nvidia RTX 40 تقدم تجربة لعب متكاملة والأفضل في الأسواق حاليًا فهي أفضل من الأجهزة المنزلية في توظيف تقنيات تتبع الشعاع بفارق كبير مع تقديم تجربة Path Tracing حقيقية غير متوفرة حتى الآن على أي منزلي، وهي أفضل في الإعدادات الرسومية وأفضل في الأداء، وأفضل في تنعيم الحواف وتحسين جودة الصورة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
إن كان هناك عائق أمام التجربة الأفضل فهو ليس إلا فارق السعر بين الأجهزة المنزلية وبين البطاقات الرسومية، رغم وصول بطاقات الفئة المتوسطة إلى الأسواق مثل RTX 4070 و RTX 4060 Ti.
مقال مروّج