بعد عامين من التأجيلات لعذر أو لأخر صدرت لعبة المغامرات والتسلّل The Lord of the Rings: Gollum مؤخراً عل الحاسب الشخصي وأجهزة مايكروسوفت وسوني المنزلية وبالنظر إلى عنوان The Lord of the Rings ومافي عالمه من شخصيات وحكايات كان من الغريب اختيار شخصية Gollum بالتحديد، فما الهدف من هذه اللعبة؟ وهل هنالك قصة مثيرة خلف هذا الاختيار؟ هذا ما سنطلعكم عليه في هذه المراجعة.
قصة اللعبة تدور ما بين أحداث رواية The Hobbits و The Fellowship of the Ring وتركّز على الشخصية الشهيرة المتذبذة ما بين هويتها العدائية الخبيثة Gollum وهويتها الأصلية التي تبدو ضعيفة ومسكينة Smeagol، الشخصية تحاول البحث عن Bilbo Baggins لاستعادة الخاتم الشهير الذي سرقه منها وخلال البحث يتم اكتشاف Gollum من قبل الغيلان وحبسه وهنا يتم التركيز على السنوات التي قضاها Gollum في الأعمال الشاقة وما تلاها من أحداث. قصة اللعبة ستتطلّب منكم بعض المعرفة بعالم The Lord of the Rings أو على الأقل معرفة أبرز شخصياته لفهم العديد من المحادثات وقد كان هنالك لحظات مثيرة للاهتمام ما بين الحين والأخر والتي ظننا بأنّها ستقود للكشف عن حقائق مهمة أو تضيف إلى عالم الرواية ولكنّ هذا لم يحصل مع الأسف وطوال التجربة كان يراودنا الفضول عن سبب سرد فريق التطوير لهذه القصة؟ جميع الأحداث التي ستدور في هذه المغامرة لا تضيف أي شيء فعلي إلى معرفة اللاعب بعالم The Lord of the Rings والقصة نفسها تفقد عامل الإثارة عندما تُقابَل اللحظات المثيرة للاهتمام بلحظات محبطة يمكن تبريرها على أنّها مجرّد حشو للزيادة من عمر التجربة لا أكثر، فما هي الفائدة؟
عند الحديث عن الجانب التقني فاللعبة تبدو وكأنّها خاصة بالجيل قبل الماضي من تصاميم للشخصيات وتعابير الوجه أو التحريك يبدو كأنّه من تلك الفترة ولعلّ العنصر الوحيد الذي تمّ تقديمه بشكل جيد على الصعيد التقني هو البيئات في اللعبة حيث أنّ التوجّه الفنّي لا يميل إلى الواقعية بل هو أشبه بالتوجّه الكرتوني بطريقة غريبة وقد تمّ تقديم العديد من البيئات المتوافقة مع ذلك التوجّه بشكل جميل مع بعض الألحان البسيطة التي تعمل في الخلفية. المستوى التقني الأقل من المتوسّط ليس المشكلة الوحيدة من هذه الناحية فاللعبة مليئة بالمشاكل التقنية منها ما هو تقني بحت كعدم تفاعل الشخصية مع البيئة بالشكل المطلوب وكونها قد تعلق في مكانها أو توقّف الذكاء الاصطناعي عن العمل وأكثر مشكلة مزعجة كانت عدم تفاعل اللعبة مع قيام اللاعب بأمر مطلوب منه ممّا دفعنا إلى إعادة بعض المهمات للتمكّن من إنهائها بسبب مثل هذه المشاكل وهنالك مشاكل تقنية أخرى سنقوم بالحديث عنها عند الحديث عن جزئية اللعبة التي اقترنت بها.
بالحديث عن تجربة اللعبة فاللعبة كما ذكرنا تجربة مغامرات وتسلّل تنقسم ما بين جزئيات القفز ما بين المنصات والتسلّق للوصول إلى هدف معين أو التسلّل لتجاوز الأعداء وهنا تفاجؤنا اللعبة بأنّ تجربة اللعب نفسها مأخوذة من الألعاب قبل جيلين فميكانيكيات الحركة والقفز ما بين المنصات بدائية جداً وتعاني من العديد من المشاكل التقني كعدم استجابة الشخصية مع اللاعب بالشكل المطلوب وحتى في حال الاستجابة المطلوبة فالمسافة التي يمكن للشخصية أن تقفزها متفاوتة بشكل عشوائي بغض النظر عمّا يقوم به اللاعب ممّا يتسبّب بالوقوع مراراً وتكراراً بشكل مزعج كما أنّ تصميم المراحل سيء بشكل عام وستجدون عند التسلّق والقفز ما بين المنصات بأنّ بعض عناصر البيئة في العديد من الأحيان موضوعة بشكل غريب يجعل الوصول إليها مع محدودية التحكّم مهمة أمراً مربكاً.
أمّا تجربة التسلّل فهي تقتصر على الاختباء ما بين الحشائش أو في منطقة مظلمة لكيلا يراكم الأعداء مع إمكانية رمي الحجارة على عناصر محددة في البيئة لجذب انتباههم نحوها مع إمكانية خنق بعض الأعداء الذين لا يرتدون الخوذات وعددهم قليل وقد كان للمشاكل التقنية نصيب من هذا الجانب أيضاً فبعض الأعداء قد يقبض على اللاعب وعند إعادة التحميل من أخر نقطة حفظ والتي تكون قريبة من العدو ستجد بأنّه يعرف مكانك ويقبض عليك فوراً! وهذه المشكلة كانت سبباً في إعادتنا لبعض المراحل بالكامل لكونها منعت التقدّم بشكل مطلق.
أحد الأفكار الجميلة القليلة التي قدّمتها اللعبة هي أنّكم قادرون على التعامل مع المواقف كشخصية Gollum أو Smaegol وهذا يتفاوت ما بين الرد على بعض المحادثات مع الشخصيات والتي لا تغيّر فعلياً في التجربة وما بين القرارات التي تحدّد بعض الأحداث في التجربة وهذا النوع من القرارات سيتطلّب منكم إقناع الهوية الثانية للشخصية مع تقديم عدد من الخيارات التي تحتاج للتفكير بعض الشيء لمعرفة الخيار الأنسب للإقناع وفي حال لم يكن خياركم فعالاً فإنّ الطرف الثاني سيقوم بإقناعكم وإجباركم على إتباع قراره وفي العادة يتطلّب منكم الإقناع الفوز بثلاث حوارات من أصل خمسة ولكن حتى هذا الجانب من التجربة طالته المشاكل التقنية وبالرغم من أنّها حدثت بشكل قليل إلّا أنّها كانت مزعجة لتأثيرها على القرارات فأحياناً في وسط نقاش أنتم تفوزون فيه وقبل فوزكم تفاجؤكم اللعبة بالقول بأنّ الطرف الثاني قد فاز في النقاش بالرغم من أنّه لم يفز بأي حوار!
تصميم مراحل اللعبة خطي جداً ولا يوفّر حرية كبيرة في الاستكشاف أو الحركة ومن ناحية المحتوى الجانبي فيوجد بعض العناصر القابلة للتجميع والتي تمّ وضعها بشكل ذكي يجعل من السهل عدم ملاحظتها أثناء مضيكم نحو هدفكم واللعبة لا تقدّم قيمة كبيرة لإعادتها حقيقةً عند الأخذ بعين الاعتبار كمية المشاكل التقنية التي تعاني منها وعملية القفز والتسلّل الرتيبة والمعيوبة، قمنا بإنهاء التجربة خلال 13 ساعة ويمكننا وبكل ثقة أن ننصحكم بالابتعاد عن هذه اللعبة ولو كانت فائدة مراجعتنا الوحيدة هي نصحكم بالابتعاد عنها فهي أكثر من كافية فبالنظر إلى ما تقدّمه هذه التجربة حتى لو عولجت جميع مشاكلها التقنية فإنّ الفائدة والمتعة تكاد تكون معدومة.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.