منذ أن تم الإعلان عنه وأنا أنتظر تجربة جهاز ROG Ally من شركة Asus بلهفة شديدة، فأنا من عشاق أجهزة ألعاب الفيديو المحمولة منذ أن امتلكت جهاز الGameboy للمرة الأولى وحتى يومنا هذا. على الورق، ما تعد به Asus مغرٍ جدًا ويُسيل اللعاب: الهاردوير الأقوى لجهاز ألعاب محمول؟ نظام ويندوز الذي يضمن التوافق الكامل مع عشرات الآلاف من الألعاب؟ حسنًا، بعد تجربة مطولة مع جهاز ROG Ally، أعتقد أنني كنت راضيًا بدرجة كبيرة عن الجهاز، رغم بعض المنغصات.
نظرة عامة حول الجهاز
جهاز ROG Ally هو استمرار للأجهزة المحمولة المخصصة للحاسب الشخصي والتي رأيناها بكثرة في السنوات الأخيرة مع أجهزة مثل SteamDeck و Ayaneo، ولعلّ النجاح الكبير لجهاز الننتندو سويتش وخروج سوني من سوق المحمول أفسح مجالًا لتدخل شركات جديدة إلى الساحة. جهاز ROG Ally هو جهاز من الفئة الراقية وهو يستهدف تقديم أفضل تجربة ممكنة بأحدث ما توصلت له التكنولوجيا حاليًا.
على صعيد الرقاقة المدمجة يستخدم الجهاز منصة AMD Ryzen Z1 Extreme وهي رقاقة جديدة كليًا تضم 12 وحدة حسابية بمعمارية RDNA3 وبقوة معالجة رسومية تصل إلى 8.6 تيرافلوبس. في البداية قبل أن يثير هذا الرقم انفعالكم عليكم أن تحتفظوا بتوقعات واقعية: لا هذا الجهاز ليس بمستوى PS5 مثلًا في مستوى الرسوم و ربما ليس حتى Xbox Series S، معنى رقم التيرافلوبس اختلف في المعماريات الجديدة للبطاقات الرسومية بسبب اختلافات في البنية المعمارية وبالتالي فإن استخدام الرقم لمقارنة الأداء مع معماريات وأجيال سابقة غير واقعي. الرقاقة المدمجة تقدم أيضًا معالج بثماني أنوية بمعمارية Zen 4 المتطورة، و 16GB من الذاكرة العشوائية المشتركة والتي يمكن لكل من البطاقة الرسومية والمعالج الولوج إليها ومنها 4GB مخصصة تلقائيًا للرقاقة الرسومية كذاكرة فيديو يُمكن زيادتها إلى 8GB.
شاشة الجهاز هي أفضل من شاشة Steam Deck فهي تأتي بحجم 7 انش من نوع IPS وبسطوع يصل حتى 500 شمعة، إلا أن ما يميزنها حقًا بالنسبة لنا هو كونها تعمل بتردد 120 هرتز، شخصيًا أنا لا أقتنع إطلاقًا بأي شاشة حاسب تقل عن 120 هرتز وذلك ليس للرفاهية بل لأن معدل الإطارات المفتوح في الحاسب الشخصي يحتاج إلى مدى واسع من الترددات لتحتفظ الألعاب بسلاستها في الحركة، ويسعدنا القول أن هذا القرار هو الأمثل وقد جعل تجربتنا مع الجهاز سلسة جدًا مهما كان معدل الإطارات (طالما أنه يتجاوز 30 إطار) خاصة مع دعم خاصية معدل التحديث المتغير. أنا ضد غلق معدل الإطارات بألعاب الحاسب على 60 إطار لأن الوصول إليها بثبات في جميع الألعاب صعب جدًا مع الاختلاف الشاسع في متطلبات الألعاب.
الشاشة تعمل بدقة 1080p وهي واضحة وجميلة ومليئة بالألوان، بالطبع هي لا تملك مستوى عمق اللون الأسود الذي يمكنكم رؤيته في شاشة أوليد مثل تلك الخاصة بجهاز السويتش وهذا يؤثر على مستوى التباين في ألعاب مثل ريزدنت ايفل، إلا أنها جميلة بحق في معظم الألعاب التي قمنا بتجربتها. يمكن أيضًا استخدام دقة عرض 720p والانتقال إليها عن طريق القائمة المختصرة للجهاز وهي ليست واضحة تمامًا وأقل حدة بوضوح من 1080p إلا أنها تساعد بعض الألعاب على الحصول على دفعة أداء إضافية، الخيار الأمثل سيكون استخدام دقة عرض 1080p و خاصية FSR2 لتقليل الإجهاد على البطاقة الرسومية ورفع دقة العرض دون التضحية بجودة الصورة.
مسكة الجهاز مريحة جدًا وهناك أزرار خلفية قابلة للبرمجة أو يمكن استخدامها مع الاختصارات لالتقاط الصور أو تسجيل الفيديو أثناء اللعب، عصي الأنالوج طويلة بعض الشيء وليست سلسة بما يكفي لألعاب التصويب من منظور الشخص الأول ذات الطابع الاحترافي لكنها ممتازة لألعاب المنظور الثالث. حجم الجهاز كبير نسبيًا لكن وزنه خفيف بالنسبة لحجمه في حقيقة الأمر.
اختيارات الهاردوير رائعة لكن البطارية سيئة!
جميع اختيارات أسوس في الهاردوير كانت رائعة للغاية لكن أداء البطارية سيء وفي طور Ultra لا تصمد البطارية حتى ساعة واحدة وهو أمر مؤسف بالنظر إلى أنه يقدم أفضل أداء يجعل من إمكانية اللعب بدقة 1080p حقيقة واقعة، والحل المبتكر الذي لجأ له العديد من اللاعبين على الشبكة هو استخدام بنك للطاقة الكهربائية خلال اللعب، توصيل الجهاز بالكهرباء لمن يملك هذا الخيار يؤدي إلى أداء أفضل بقليل أيضًا. مشكلة البطارية ليست الوحيدة، درجة الحرارة تجاوزت 87 درجة مئوية خلال اللعب وخلفية الجهاز أصبحت ساخنة جدًا ولكنها لحسن الحظ بعيدة عن الأزرار ولذلك لم تؤثر على تجربة اللعب الخاصة بي. هذه هي ضريبة استخدام أقصى قدرات الهاردوير لجهاز ألعاب محمول وهي تحديات دائمة لمثل هذا النوع من الأجهزة و أسوس واضحة جدًا في أولوياتها بالنسبة لتصميم الجهاز: الأداء الأفضل أولًا وكل شيء آخر يأتي بعد ذلك.
أود أن أشير إلى أن طور Silent للأداء سيء جدًا ولا يصلح للاستخدام مطلقًا سوى ربما مع بعض ألعاب الإندي بالأبعاد الثنائية وهو مخيب جدًا للآمال. فيما يتعلق ببقية الأطوار فهي جيدة وصالحة للاستخدام على حسب الحاجة، طور Performance معقول في الأداء مع عمر بطارية يقل بقليل عن الساعتين وطور Ultra هو الأفضل في الأداء مع عمر سيء جدا للبطارية.
نظام التشغيل و واجهة Armory Crate المخصصة
واجهة آرموري كريت المخصصة للجهاز تشبه كثيرًا الواجهة التي يمكنكم مشاهدتها في أجهزة الألعاب المنزلية مع أيقونات كبيرة للألعاب وقوائم اختصارات لجميع الإعدادات المهمة مثل دقة العرض ومعدل تحديث الشاشة و إعدادات الجهاز والتي يمكن تغييرها بضغطة زر واحدة.القائمة سلسة وبسيطة إجمالًا ورغم بعض التعقيدات التي واجهناها في البداية مثل عدم استجابة تخصيص أزرار التحكم لاختياراتنا، إلا ان التحديثات لنظام التشغيل قضت على أغلب المشاكل. بعض الخيارات (مثل غلق معدل الإطارات) لا تعمل دائمًا. على أية حال بإمكانكم جلب قائمة الاختصارات في أي وقت عن طريق الضغط على الزر الأيسر على الجهاز وبمقدوركم تغيير الإعدادات السريعة التي تظهر في هذه القائمة أيضًا.
الأداء في الألعاب
قمنا بإخضاع الجهاز لمجموعة كبيرة من التجارب في الألعاب، الأداء الأفضل يقدمه الجهاز عند توصيله بالكهرباء بطور Ultra (وأسميناه Ultra +) ثم طور ألترا الذي أسلفنا الذكر أنه يستهلك البطارية للغاية، ثم يأتي طور Performance الذي يستهلك 15 واط من الطاقة وأخيرًا طور Silent الذي يقدم أداء سيء جدا مع 9 واط من الطاقة و باعتقادي الشخصي فإن معمارية RDNA3 هي السبب وراء ذلك بكونها متطلبة للطاقة الكهربائية ولكن لا نستطيع الجزم بذلك. إليكم مجموعة الاختبارات التالية مع توضيح الإعدادات الرسومية ودقة العرض والخيارات المستعملة:
كما هو الحال مع الحاسب الشخصي سيكون عليكم تغيير دقة العرض والإعدادات من لعبة إلى أخرى للحصول على أفضل أداء مقبول و جودة صورة معقولة. الجهاز قادر على تقديم أداء ممتاز بدقة 1080p مع الإعدادات المنخفضة في الغالب ولكن ليس لجميع الألعاب. قمت أيضا بتجربة ألعاب أخرى، لعبة ريزدنت ايفل4 ريميك مثلًا رافقها تقطيع مستمر في التجربة (stuttering) حتى في الإعدادات المنخفضة، من جهة أخرى تجربة Tales of Berseria كانت سلسة ومثالية.
الكلمة النهائية
يقدم الجهاز تجربة رائعة جدًا لألعاب الحاسب الشخصي على المحمول وبعتاد متطور جدًا، الجهاز ليس أفضل طريقة لخوض الألعاب ذات الجودة الرسومية الفائقة بل يمكن التفكير فيه على أنه نقطة دخول إلى مكتبة الغيم باس ومكتبة ستيم العملاقة وغيرها من متاجر الحاسب، وإن كان هناك عيب في الجهاز فهو عدم وجود سطح يدعم اللمس يسهل التحكم في الألعاب الاستراتيجية أو ألعاب الآربيجي بالمنظور الآيزومتري، بجانب العمر القصير جدًا للبطارية. ألعاب مثل Forza Horizon 5 و Death Stranding على هذا الجهاز تسيل اللعاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولن تستطيعوا تصديق روعة هذه الألعاب على الجهاز حتى تشاهدوها بأنفسكم.