يعود فريق التطوير البولندي Bloober Team إلى سلسلة ألعاب Layers of Fear التي كانت سبباً في شعبيته بين مجموعة من محبّي ألعاب الرعب وهذه المرّة بالتعاون مع Anshar Studios لتقديم تجربة لا يمكن القول بأنّها ريميك أو ريبوت للسلسلة وإنّما إعادة سرد تشمل قصة الجزء الأول والثاني مع العديد من الإضافات الجديدة فهل تمكّن الفريق من تقديم تحفته الفنية ومعالجة مشاكل الإصدارات الأصلية؟
ما تحاول اللعبة القيام به من حيث القصة هو تقديم صورة أوضح عن عالم اللعبة وحقيقة الظلمة والجنون الذي تعيشه شخصياته فبجانب قصة الجزء الأوّل التي تركّز على الرسّام وابنته تمّ إضافة فصل جديد يركّز على قصة زوجة الفنّان التي تبرع في الموسيقى بينما قصة الجزء الثاني تركّز على الممثّل الشهير الذي يقوم بتصوير أحدث أفلامه على متن سفينة يدريها المخرج غريب الأطوار وتأتي هنا قصة الكاتبة الجديدة لتقودنا خلال جميع هذه القصص وتوضيح القاسم المشترك ما بين جميع هذه الشخصيات والحقيقة خلف معاناتهم.
عند النظر إلى محتوى القصة وتقديم فريق التطوير لبعض التغييرات وجدنا بأنّ السرد ليس متناسق بشكل جيد ما بين قصة الرسّام وعائلته وقصة الممثّل فبينما ركّز الجزء الأوّل في سرده على قراءة الرسائل والإطلاع على اللوحات الفنية لفهم الأحداث فإنّ الجزء الثاني كان يركّز على عدة طرق مختلفة للسرد فقد كان يروي من خلال الرسائل الأحداث التي دارت على السفينة في الماضي بينما فهم الأحداث المرتبطة بحياة الممثّل كانت مرتبطة بشكل أساسي بآلات عرض الأفلام وعدد من البيئات التي سيتم زيارتها ممّا يُشعر اللاعب في النصف الثاني من التجربة بتغيّر مفاجئ وغريب في نمط السرد وكيفيته.
على المستوى البصري فإنّ اللعبة جميلة جداً وتستفيد من قدرات محرّك التطوير Unreal Engine 5 لتقديم العديد من المؤثّرات الجميلة وبينما كان اهتمام فريق التطوير في الإصدارات الأصلية مميزاً فهو أكثر تميزاً في هذا الإصدار فقد تمّ إعادة تصميم العديد من البيئات وإضافة المزيد من التفاصيل إليها وبإضاءة جميلة جداً وبينما نجد العديد من الألعاب تركّز في بداياتها على تقديم مستوى تقني يقل الاهتمام به مع مرور الوقت إلّا أنّ Layers of Fear تركّز على هذا الجانب منذ البداية وحتى النهاية حتى أنّكم عند النظر إلى مصادر الضوء ستلاحظون ذرات الغبار التي تتطاير حول هذا المصدر ويضيف الفريق إلى هذا المستوى البصري الجميل مستوى سمعي ممتاز وعناية بجميع المؤثرات الخاصة به.
عند الحديث عن تجربة اللعب فقد تمّ المحافظة على نفس التجربة الأصلية التي تقومون فيها بالتجوّل في البيئات الضيقة وقراءة الرسائل أو التفاعل مع البيئة بشكل محدود لحلّ بعض الألغاز ولكن مع إضافة خاصية جديدة هي المصباح الذي يمكن استخدامه في قصة الجزء الأوّل لمحاربة الوحش الذي يطاردكم وإبطاء حركته مع إضافة مصباح يسمح لكم بالتفاعل مع البيئة والدمى المتواجدة فيها في الجزء الثاني ولكنّ مشكلة Layers of Fear وجمعها لجميع هذه القصص في تجربة واحدة وإضافة المزيد من المحتوى إليها هو أنّ التجربة تصبح مملة ومكرّرة خاصةً بعد إنهاء الجزء الأوّل فالتجارب الأصلية كانت قابلة للإنهاء خلال بضع ساعات فلا يتم الشعور بالملل من تكرار عملية الاستكشاف والقراءة ولكنّ هذه التجربة ستحتاج وقتاً أطول يصل إلى 10 ساعات من تكرار هذه العملية.
تبقى أحد نقاط تميّز هذه السلسلة هي التلاعب بالبيئة والتغيّرات التي تطرأ عليها والتي تتم بشكل سلس ومباشر وخاصةً مع المستوى التقني الذي يتم تقديمه فتغيّر البيئات السريع والإضاءة فيها وما فيها من عناصر ومؤثرات هو أمر مبهر والسلسلة تعتمد بشكل أساسي على الألغاز البيئية التي ترتبط بالتلاعب بالبيئة أكثر من فك شيفرة أو نحوها وقد تمّ تقديم بعض من هذه الألغاز بشكل جميل جداً في المحتويات الجديدة.
قمنا بإنهاء التجربة خلال 11 ساعة مع اهتمامنا بالعديد من العناصر القابلة للتجميع ويمكن إنهاء التجربة خلال 9 ساعات ربما لمن رغب بإنهاء التجربة بشكل أسرع والفارق في الساعات ليس كبيراً نظراً إلى حاجتكم لقراءة العديد من النصوص واستكشاف البيئة المحيطة لفهم القصة، Layers of Fear قدّمت أفضل طريقة لتجربة هذه السلسلة مع محتويات جديدة للقصة تربط ما بين الأحداث المختلفة وبتجربة بصرية رائعة، هي لم تعالج الأخطاء الأصلية ولكنّ ما قدّمته من محتوى جديد جعلها محاولة مرحّب بها.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.