اقترب موعد صدور لعبة Avatar: Frontiers of Pandora حيث يفصلنا عنها شهرين من الزمن. و خضنا تجربة للعبة عن طريق البث عبر الانترنت و التي أتت بعدة مهمات في القصة الرئيسية و الجانبية و مدة هذه التجربة كانت حوالي ساعتين من اللعب. و في هذه المقالة ، سنعطيكم انطباعاتنا عن هذه المغامرة الجميلة
أعجبنا أسلوب اللعب ذات المنظور الأول مما يجعلك تعيش أجواء عالم أفاتار المليئ بالغابات و الطبيعة الجميلة . و أسلوب اللعب يتميز بالاستكشاف و جمع الموارد و اصطياد أنواع مختلفة من الحيوانات لكي تطور معدات شخصيتك و تصنع المأكولات لاسترداد طاقتك بعد التضرر من الأعداء مثلا. و على ذكر جمع الموارد ، ستجد نفسك في بعض الأحيان تقوم باتباع أوامر معينة مثل توجيه عصاة التحكم إلى الأسفل و ضغط زر معين في يد التحكم كي تتمكن من الحصول على ذلك المورد ، و بالعادة ذلك يحدث عند قطف الثمار من النباتات من حولك.
هناك خاصية رئيسية في اللعبة و التي ستعتمد عليها في أشياء كثيرة و هي استخدام حاسة النافي (Na’vi Senses). هذه الخاصية تسمح لك بتتبع المهمات الرئيسية و الجانبية حيث تظهر لك موقع المهمة التي تقوم بها سواء كانت رئيسية أم جانبية و بالعادة يكون ذلك مؤشر باللون الأخضر عند استخدام حاسة النافي. و يمكنك التعرف على الحيوانات و النباتات و مواقع الأعداء و نقاط ضعفهم من خلالها و أيضا الاستفادة منها عند القيام بمهام التحري. للمعلومية ، في لعبة أفاتار ، ستعتمد على هذه الخاصية كثيرا لوجود طريقك في أداء المهمات الرئيسية أو الجانبية بدل من ظهور نقاط على خريطة اللعبة ترشدك للطريق الصحيح أو مكان تنفيذ المهمة. مثلا ، قمت بتجربة مهمة تحري و أسلوبها يعتمد على البحث عن حلقات الوصل بين هدف المهمة و الأحداث في موقع المهمة ، على سبيل المثال وجدت في المنقطة جثتان لشخصين لا يبدو عليهم آثار طعن و قتل بأسلحة معينة. فالأمر تطلب مني استكشاف المكان لكي أجد ما السبب الذي أودى بحياتهم. و بالطبع المهمة تجعلك تقوم بعدة متطلبات لتنهي المهمة.
خلال استكشاف عالم باندورا ستجد شخصيات أخرى في الخارج يقومون بأعمالهم اليومية و يمكنك الحديث معهم ، و بالعادة يكون حوار بسيط تستمع إليه ، أو من الممكن الحصول على معلومات جديدة مفيدة بالنسبة لك مثل الحصول على وصفة جديدة لتحضير المأكولات و التي يتم تسجيلها في القائمة الخاصة بها. و لاحقا ، يمكنك العودة للبيت الذي يسكن به مجموعة من الشخصيات يدعى Hometree لتحضير هذه الوصفات ، و من الممكن القيام بتجارب شخصية حتى تتعلم وصفات جديدة. طبعا هذه اللعبة تحتوي أيضا على عناصر RPG في أسلوب اللعب ، بالإضافة لتحضير الوجبات ، يمكنك تطوير معداتك بعد جمع ما يكفي من الموارد ، و ستحصل على معدات أفضل على هيئة مكافآت لانهاء المهمات أو شراءها من متاجر خاصة بذلك و غيرها. و بالاضافة إلى وجود شجرة مهارات تقوم بتطويرها حسب ما يناسب أسلوب لعبك سواء كنت تفضل التسلل و التخفي و تكون قاتل صامت للعدو أو تفضل الضحك في وجه المخاطر و تهاجم حشود من الأعداء وجها لوجه. بالإضافة لتطوير مهارات Crafting للمعدات
أسلوب القتال في اللعبة سمح لنا بتجربة عدة أسلحة ، وهم قوس و سهم من النوع الخفيف و الصغير و يكون سريع الاستخدام في إطلاق الأسهم. أما النوع الثقيل يستغرق وقت أكبر لإطلاق سهم على العدو و لكن يتميز بمدى بعيد للغاية. و أيضا بحوزتك مسدس رشاش و عصاة تقذف بها قنابل على العدو عن بعد. و إن كنت محب لأسلوب التخفي يفضل استخدام الأسلحة الصامتة و في هذه الحالة القوس و السهم. و من الممكن في أي وقت إن كنت تحمل ما يكفي من الموارد ، يمكنك صنع ذخائر للأسلحة التي تحملها بشكل سريع من قائمة الأسلحة خلال اللعب. شخصيا ، كان أغلب اعتمادي خلال التجربة على سلاح الرشاش التي كانت بحوزتي ، لأن أسلوب التخفي يستغرق وقت أطول و كانت مدة التجربة محدودة
خلال التجربة ، وجدت قتال الأعداء سهل ولا تتطلب تفريغ الكثير من ذخائر الأسلحة لقتلهم ، طبعا في عالم مثل هذا ، ستجد الأعداء البشريين ، منهم جنود عاديين و منهم من يستخدم الطائرات المروحية و أيضا ستجد منهم يركبون رجال آليين. المشكلة كلما زادت أعدادهم ضدك كلما يصعب الأمر قتالهم مما يجعلك تقوم بالتفكير خارج الصندوق و استخدام كل الأدوات المتاحة إليك لتبقى على قيد الحياة و تهزمهم. و في أدغال اللعبة ستجد حيوانات مفترسة بأحجام مختلفة تهاجمك. ربما في الاصدار النهائي من اللعبة سنجد خيارات تغيير درجة الصعوبة قبل البدء باللعب لأول مرة و تعديل ذلك من إعدادات اللعبة.
بالنسبة للمهمات الرئيسية في تجربتنا المحدودة للعبة ، كانت رائعة بالنسبة لنا لأنها من أحد الأسباب التي تتقن أجواء عالم اللعبة من ناحية الرسومات و الموسيقى المستخدمة و الحوارات التي تدور بينك و بين الشخصيات التي تحتك فيها. و خلال أحد المهمات الرئيسية واجهنا أيضا ألغاز في طريقنا و يتطلب حلها لكي تكمل مسيرتك.
و في أحد المهمات الرئيسية ، تستجد نفسك تقوم بأسلوب ممتع من اللعب و هي عملية اختراق الأجهزة الالكتروني بفضل جهاز صغير على شكل مسدس ، و يتطلب منك تصويب ذلك المسدس على جهاز الكتروني معين و ضغط زر الزنادة بطريقة معينة كي تبدأ عملية الاختراق ، و سيظهر لك لغز بسيط على الشاشة عبارة عن تحريك نقطة من البداية إلى النهاية قبل انتهاء الوقت لاتمام تلك العملية بنجاح. و بالطبع هناك تنويع في درجة صعوبتها حيث ستجد اللغز بدرجة أصعب و عليك تحريك النقطة و تجنب الطرق المسدودة قبل انتهاء الوقت مثلا.
في عالم Avatar: Frontiers of Pandora ستتمكن من ركوب أنواع مختلفة من الحيوانات لغرض التنقل ، و لكن في تجربتنا ، كان بالإمكان ركوب كائن طائر باسم إيكران ، و أعجبنتنا جدا هذه الجزئية كونها تعطيك حرية استكشاف أماكن كثيرة بما فيها الأماكن الذي يصعب الوصول إليها و الصخور الضخمة التي تطفو في الجو. و بالطبع يمكنك أيضا القتال على ظهر الإيكران خلال الطيران و ستجد ذلك مفيد جدا لأن العدو سيواجه صعوبة أكبر في التصويب نحوك. ووجدت أسلوب التحكم خلال التجربة يتطلب بعض من الوقت كي تبدأ التأقلم معه.
بالنسبة لرسومات اللعبة فهي جميلة جدا بفضل التنويع الكبير في عناصر الطبيعة في الغابات مثل الأشكال و الألوان المختلفة للنباتات و بعض منها أيضا لها ردات فعل في حال اقترابك منها ، فبعض منهم يختبئ عند اقترابك و البعض الآخر قد يفرز مواد سامة للدفاع عن النفس مما يجعل تجربة الغابات تنبض بالحياة. و أثناء الطيران ستلاحظ الضباب يتخلل الأدغال بشكل جميل و اللعبة ستجد شكلها أجمل كلما نظرت لها من المرتفعات لوجود تفاصيل ممتازة في الأجسام البعيدة مثل الأشجار الشاهقة و غير ذلك.
في أحد المهمات الرئيسية حصلنا على تجربة تغير الطقس حيث كانت الأجواء ماطرة و رعدية و ذلك قد يحد من مجال الرؤية بسبب ارتفاع معدل الضباب خلال الأمطار. و إضافة لذلك وجدنا تصاميم الشخصيات سواء كانوا أساسيين أم جانبيين جيدين جدا. و فعلا هذه اللعبة تحاكي أجواء عوالم Avatar من الأفلام بشكل مذهل
في الختام ، وجدت هذه التجربة ممتعة بشكل عام ، و متأكد بأنها ستنال إعجاب عشاق عالم أفاتار خصيصا و هذه كانت تجربة لجزئية صغيرة من اللعبة و نتطلع لاستكشاف النسخة النهائية من اللعبة عند صدورها في السابع من شهر ديسمبر لسنة 2023.