لم تكن عملية التطوير للعبة Lords of the Fallen سلسة فالمشروع الذي بدأ حياته كجزء ثاني من الإصدار الأصلي أُعلن عنه نهايات العام 2014 قبل مغادرة الفريق الأصلي Deck13 عام 2017 ومن ثمّ تسليم مهمة التطوير إلى Defiant Studios عام 2018 والذي تمّ استبداله عام 2020 بفريق التطوير الجديد Hexworks الذي أنشأته شركة النشر CI Games، بعد مرورها بجحيم التطوير تعود إلينا هذه اللعبة ليس كتكملة ولكن كريبوت وفرصة ثانية لهذا العنوان الذي يحاول الوصول إلى قاعدة محبي ألعاب السولز.
القصة كحال العديد من ألعاب النوع التي تقتبس بشكل مباشر من Dark Souls تتمحور حول شخصية عابرة يقع عليها الاختيار لتحقيق ما لم يمكن تحقيقه من قبل من قبلها من المحاربين في عالم متهالك ومظلم وقد كان بالإمكان إضافة المزيد من العمق إلى التجربة من هذه الناحية فقد كان من الواضح الاقتباس من ألعاب Dark Souls بتقديم عدة شخصيات متباينة الطباع والأهداف في المنطقة الرئيسية التي سيعود إليها اللاعبين ما بين الحين والأخر.
على الجانب التقني فاللعبة مشكلة حقيقةً فهي تقدّم تصاميماً جميلة ومليئة بالتفاصيل في بيئاتها الكبيرة ولكنّها في نفس الوقت تعاني من العديد من المشاكل التقنية البارزة والمزعجة كأن تعلق الشخصية في بعض المناطق أو على بعض الحواف أثناء التنقل بالإضافة إلى انخفاض الإطارات ونحوها من المشاكل التي تمّ معالجة الكثير منها حقيقةً منذ إطلاق اللعبة التي قام فريق التطوير بإصدار العديد من التحديثات لها بشكل كان شبه يومي ولكنّ التجربة لا زالت بحاجة للمزيد من التحسينات من هذا الجانب، على الجانب السمعي تمّ إضافة ألحان وأجواء فريدة للتجربة وقد فاقت توقعاتنا لها حقيقةً.
عند الحديث عن تجربة اللعب فاللعبة مشابهة لألعاب النوع من هذا الجانب ولكن مع إلغاء القدرة على التبديل ما بين عدة أسلحة وإضافة خانة خاصة بالأسلحة ذات المدى البعيد فأثناء اللعب يمكن للاعب اختيار سلاح أساسي وسلاح جانبي أو درع وسلاح بعيد المدى ولم نكن من المعجبين بهذا القرار حقيقةً فبعض المواقف ونوعيات الأعداء التي ستواجهكم ستحتاج إلى استخدام نوع مختلف من الأسلحة وأحياناً قد تحد البيئة من قدرتكم على القتال في حال استخدامكم لسلاح ضخم على سبيل المثال ولكن عند الحديث عن تجربة المعارك فهي مرضية جداً بسبب الصعوبة المرتفعة فبالرغم من تقدّمكم وحصولكم على عتاد أفضل فإنّ مستوى قوة الأعداء موازي لعتادكم الجديد وطوال هذه التجربة ستواجهون خطر الموت من بضع ضربات من قبل أي عدو يواجهكم.
أحد الأفكار الجديدة التي قدّمتها اللعبة وكانت إبداعية وممتازة في تطبيقها هي الفانوس الذي تستخدمونه والذي يسمى Umbral Lamp والذي يمكن استخدامه للإطلاع على عالم الأموات الموازي لعالم الأحياء وستجدون في هذا العالم طرق سرية وكنوز وممرات بديلة لا تتواجد في عالم الأحياء كما يمكن استخدام الفانوس في المعارك لسحب روح الخصم ومهاجمتها خلال نافذة زمنية قصيرة تجعله معرضاً لهجماتكم وما يميّز التجربة هو سلاسة الانتقال ما بين هذين العالمين ومن الطريف أنّنا لم نواجه المشاكل التقنية أو انخفاض معدّل الإطارات أثناء استخدام الفانوس للنظر إلى العالم الموازي ولكنّنا واجهناها في مواقف أقل تطلباً من الجانب التقني.
فريق التطوير أحسن الاستفادة من فكرة العالم الموازي وقدّم لمحبي الاستكشاف تحديات مثيرة للمرور من خلالها كما أجبر اللاعبين في بعض الأحيان على المرور بذلك العالم للانتقال إلى هدفكم الثاني علماً بأنّ عالم الأموات يحوي أعداءً لا يتواجدون في عالم الأحياء كما أنّ الفترة التي تقضونها في هذا العالم إن طالت ستعني ظهور المزيد من الأعداء الخطيرين ومطاردتهم لكم وفي حال بقيتم في ذلك العالم لفترة طويلة جداً فسيتم مطاردتكم من قبل شبح خطير مع منعكم من الاستشفاء أثناء ظهوره والموت في عالم الأحياء يعني الانتقال إلى عالم الأموات ولكنّ الموت في عالم الأموات يعني العودة إلى نقطة الحفظ الأخيرة.
أحد الجوانب الأخرى التي تمتاز فيها اللعبة هي تقديمها لخرائط متشعبة بشكل جميل وكما ذكرنا فهي متنوعة وكل منها يملك طابعه الخاص ولكنّ العيب هنا في عدم تقديم خريطة تناسب كمية التشعب الكبيرة في هذه الخرائط التي لا تصل إلى مستوى ألعاب العالم المفتوح ولكنها كبيرة ومتشعبة جداً بالنسبة للعبة شبيهة السولز ويسهل الضياع فيها وهنا نواجه مشكلة أخرى مع التجربة فنقاط الحفظ قليلة جداً ولكن عند التنقّل ستجدون بساتين من الأزهار في عالم الأموات والتي يمكن من خلالها استدعاء نقطة حفظ والتي سيتم حذفها في حال قمتم بزرع نقطة حفظ في مكان أخر ومن المؤسف أنّ اللعبة لا تكافؤكم على رغبتكم بالاستكشاف بالشكل المطلوب والمكافأة في العادة لا تستحق الجهد وستجدون أنّ أكثر الكنوز والدروع الثمينة قد وضعت في طريق اللاعب بشكل واضح عند تقدّمه في القصة!
مشكلة أخرى في التباعد ما بين نقاط الحفظ هي أنّ التوزيع يبدو غير مدروس فاللاعب سيشعر بالإنهاك والارتباك قبل الوصول إلى نقطة الحفظ التالية أو حتى بستان الأزهار التالي وأحياناً نجد بستاناً للأزهار بداية جسر والبستان التالي على الطرف الأخر من نفس الجسر علماً بأنّ البذرة التي تقومون من خلالها بزراعة نقاط الحفظ تعد من الموارد الشحيحة في اللعبة، وهذا الأمر سيشعركم مع مرور الوقت بالضجر من الحاجة للمرور بأفواج من الأعداء في كل مرة تخسرون فيها وسينتهي بكم الأمر في بعض الأحيان بالركض وتجاهلهم نظراً للسلبية الأخرى في التجربة وهي التوزيع القاتل للأعداء في العديد من المناطق بشكل يجعل من التجربة منفرة في بعض الأحيان كالتعرّض لمجموعة من الأعداء المزعجين والسريعين بينما يقوم عدو من بعيد بمهاجمتكم بأسهم أو هجمات سحرية عالية الضرر وللأسف ففريق التطوير مع كل قرار موفّق وتطبيق جيد لفكرة في اللعبة يقوم بتطبيق فكرة أخرى بشكل غير متوازن أو غير مدروس.
مواجهات الزعماء في اللعبة عديدة وهي مسلية بشكل عام وصعوبتها موزونة وتتمحور في العادة حول جانب معين يشكّل السر لهزيمة ذلك الزعيم ولكنّ العيب في العديد من تلك المواجهات هي الطول فعدّاد الحياة الخاص بالزعيم كبير في أغلب الأحيان ممّا يجعل هذه المواجهات تستمر أطول من اللازم بشكل يقتل المتعة مع الأسف في العديد من الأحيان.
ستحتاجون إلى حوالي 30 ساعة في المتوسط لإنهاء التجربة مع التركيز بشكل أساسي على القصة وكما ذكرنا فالمحتوى الجانبي لا يقدّم المكافآت المرجوة مقابل العناء ولكنّه سيطيل من التجربة بشكل ملحوظ للمتعطشين للمزيد منها، في النهاية يمكن القول بأنّ Lords of the Fallen تجربة جيدة ميزتها أفكار متقنة التطبيق ولكنّها عانت من تطبيق أفكار أخرى بشكل غير مدروس والمشاكل التقنية التي لا زالت تعاني منها التجربة لا تساعدها على ترك الإنطباع الإيجابي المطلوب.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.