منذ صدور لعبة Super Mario World بالعام 1991 على جهاز السوبر ننتندو وانا انتظر تلك اللحظة التي أخوض معها تجربة لعبة منصات لشخصية ماريو ثنائية الأبعاد بفكرة جديدة أو بأسلوب مختلف ولكم أن تتخيلوا أن ذلك لم يحدث إلا بعد 32 عام مع صدور لعبة Super Mario Bros. Wonder لجهاز الننتندو سويتش، طيلة تلك السنوات حصلنا فيها على العديد من العاب ماريو ثنائية الأبعاد ولكنها ظلت تحافظ على نفس “الخلطة” التي تعودنا عليها من سلسلة العاب Super Mario Bros. الكلاسيكية دون تحديثات جديدة بعيدا عن إضافة بعض القدرات الجديدة في مرة واضافة خيار اللعب التعاوني في مرة أخرى ولكن لم تقدم تلك الألعاب وطيلة السنوات الطويلة أي أفكار ثورية أو خروج عن المألوف وهو أمر احتاجته جدا العاب ماريو بهذا التصنيف حتى أنني قلت بقرارة نفسي انه ربما بات من الصعب التجديد بالألعاب ثنائية الألعاب بهذا التصنيف وحتى ننتندو من تعشق الإبتكار كثيرا باتت عاجزة عن تقديم شيء مبتكر هنا وبعدها جاءت لعبة Super Mario Bros. Wonder.
لعبة Super Mario Bros. Wonder تقدم معها خليطا من كل شيء رغبنا به، متعة العاب ماريو ثنائية الأبعاد مع كم هائل من الأفكار الجديدة والمتنوعة وتحسينات تعد ثورية لألعاب ماريو بهذا التصنيف، اليوم نراجع لكم لعبة Super Mario Bros. Wonder وهي أول العاب شركة ننتندو التي نراجعها هذا العام مع وصول الناشر الجديد لألعاب الشركة بالمنطقة والذي نحمل معه الكثير من الطموح بتغيير الصورة النمطية التي تعودناها من ننتندو و إداراتها التسويقية والتعامل مع الإعلام خلال السنوات الكثيرة الماضية.
لنبدأ الحديث إذا عن لعبة Super Mario Bros. Wonder وما قدمته من تجديد لألعاب ماريو ثنائية الأبعاد، حسنا الفكرة العامة هي نفسها، انت تتحكم بشخصية ماريو و باقي شخصيات عالم الفطر منها لويجي و الاميرة بيتش وتود ويوشي وباقي الشخصيات لتجاوز المراحل، ولكن ما يحدث بتلك المراحل من أفكار جديدة وطريقة التعامل مع عالم اللعبة هي “لب” الموضوع هنا و المبتكر جدا، أول ما تلاحظه بهذه اللعبة هو الانيميشن الرائع للشخصيات، هو امر من النادر ملاحظته ولكن بات التحكم بشخصية ماريو والبقية مختلفا عن المعتاد بسبب زيادة الانيميشن للشخصيات و يمكن وصف التحكم بالشخصيات بأنه بات أكثر ثقلا من المعتاد وهذا الأمر يعطي اللعبة بعدا مختلفا بالتحكم وهو رائع جدا عند اللعب، فقياس بُعد القفزات و المنصات والحركة إجمالا مختلف عن المعتاد وحقيقة لم أتصور ابدا أن تحسين الانيميشن بلعبة ثنائية الأبعاد سيعطي هذا الاختلاف بالتجربة نفسها، التحكم بالشخصيات هو نفسه مع بعض المزايا لبعض الشخصيات مثل يوشي بإمكانيته بالتحليق، هناك شخصيات مخصصة للعب السهل وتحديدا شخصيات نابت و يوشي للاعبين المبتدئين حيث لا يتأثرون بضربات الأعداء وخسارتهم فقط عند السقوط ويعتبرون “المستوى السهل” باللعبة.
باقي الشخصيات تقدم معها التحدي المعتاد وهنا نتحدث عن مستوى صعوبة اللعبة، تتراوح صعوبة المراحل ما بين السهلة جدا “نجمة واحدة” حتى التعجيزية” وأغلب تلك المراحل الصعبة تأتي بعد انهاء اللعبة أو بالعوالم السرية، فإنهاء اللعبة ممكن جدا عبر خوض المراحل السهلة فقط ولذلك فاللعبة يمكن تصنيفها كلعبة سهلة كغالبية العاب ماريو ولكن التحدي دائما بالعاب ماريو يأتي لمن يرغب بالحصول على كل شيء وياله من تحدي هنا، حقا ستشعر بالصعوبة بالمراحل السرية والصعبة والتي ستحتاج منك لخوضها لساعات طويلة في بعض الأحيان لإنجازها ولكن المثير هنا ان الأمر كان ممتعا بكل مرة.
لنتحدث إذا عن أفكار اللعبة الجديدة، حسنا هنالك كما جرت العادة العديد من القدرات الجديدة ومنها قدرة التحول إلى فيل والتي تسمح لك بضرب الأعداء وكذلك دفع الأنابيب و أيضا رش المياه وكل هذه الأمور تفتح لك الطريق للحصول على بعض الأسرار داخل المراحل، أيضا هنالك قدرة جديدة لرمي الفقاقيع التي تتيح لك هزيمة الأعداء و ايضا استخدامها كمنصات للقفز عليها، وهنالك قدرة القعبة المدببة الجديدة والتي تتيح لك كسر الجدران و الأرضيات للوصول للأماكن السرية وكذلك هزيمة الأعداء بها ونشير لكونا للعبة تقدم معها كما كبيرا من الأعداء الجدد على سلسلة العاب ماريو و بتحدي مختلف بينهم، حسنا إضافة قدرات جديدة ليست أمرا جديدا على العاب ماريو ولكن طريقة المراحل نفسها، حسنا بإمكانكم خوض المراحل بالشكل الاعتيادي ولكن بكوننا بعالم جديد بالكامل بعيدا عن عالم الفطر فهنا بعالم الزهور هنالك بذور خاصة عند الحصول عليها داخل المراحل سينقلب كل شيء على رأسه، تبدأ الأمور المجنونة بالحصول من مشاهدة قطيع من وحيد القرن الهائج إلى تحول ماريو لظل عملاق او حتى تغيير زاوية التصوير لتصبح من الأعلى كألعاب زيلدا الكلاسيكية وغيرها من الأفكار التي تجعل كل مرحلة تجربة مختلفة وصدقوني لا حدود للابتكار هنا.
هذه اللعبة من الواضح جدا أن فريق التطوير خلفها قد حصل على الضوء الأخضر ليقدم كل أفكاره الجديدة فيها، عالم اللعبة “6 عوالم رئيسية” لم يعد ذلك العالم الذي تنتقل فيه من مرحلة لأخرى فقط ولكن بات عالما تفاعليا كألعاب ماريو ثلاثية الأبعاد وبإمكانك اختيار المرحلة التي ترعب بخوضها ما بين عدة خيارات وكذلك المهام الجانبية من مراحل البحث عن البذور المخفية أو مراحل الحصول على الأوسمة والأن بات علينا الحديث عن الأوسمة، القدرات الجديدة للشخصيات ليست الشيء الوحيد الجديد باللعبة فبات هنالك خيار الأوسمة وفكرته هو بإضافة قوة وسام مخصصة قبل خوض المراحل وتختلف قدرات الأوسمة بشكل كامل بينها، هنالك أوسمة تجعلك قادرا على الوقوف على الحافة والقفز منها للأعلى وأوسمة أخرى تجعلك تسبح كالدولفين وأخرى تجعلك قادرا للقفز لمسافات طويلة أو بإمكانية التحليق بالوشاح وعليك ان تختار الوسام الأنسب لكل مرحلة ولكن هذه الأوسمة غير متاحة لك من البداية ولكن عليك اكتسابها عبر انجاز مهام مخصصة لها بكل عالم.
كل مرحلة تقدم معها عدد من البذور السرية للحصول عليها وتقدمك باللعبة يعتمد كثيرا على جمعك لهذا البذور فستصل لمرحلة او قلعة أو غير ذلك لا يمكنك خوضها حتى تجمع عددا معينا من البذور وبإمكانك جمع البذور داخل المراحل أو بالمراحل الجانبية أو حتى شراء البعض منها من المتاجر الموجودة بعلم اللعبة، عالم اللعبة أيضا يحمل معها العديد من الأسرار والطرق السرية على غرار لعبة Super Mario World الكلاسيكية و عليك بالبحث بكل جانب وبكل مرحلة للطرق المختلفة للإنهاء فربما وجدت طريقا سريا من هنا أو هناك سيجعلك تصل لفوق السماء، هنالك عوالم مختلفة كما جرت العادة كلا منها لديه الثيم الخاص به ونشاهد إبداعا كبيرا من فريق التصميم هنا، فرغم كون العوالم معتادة من كونها مائية وصحراوية وغيرها ولكن التصاميم هنا مبدعة جدا ومع إضافة القدرات الجديدة و الأوسمة ستشعر بأن تلعب شيئا مختلفا جدا فعلى سبيل المثال خوض المراحل المائية بقدرة الدولفين تجعل المراحل المائية تسير بشكل مختلف تماما عن العاب ماريو الأخرى وبمتعة كبيرة قل ما نجدها بالمراحل المائية المعتادة ونفس الامر حتى مع المراحل العادية بالقدرات الجديدة والبحث عن كل الأسرار بكل المراحل هو جزء جوهري لمتعة هذه اللعبة و أفكارها المتعددة.
اللعبة تقدم معها اللعب التعاوني لأربع لاعبين وفي بعض الأحيان يكون الأمر مهما خصوصا بمهمات البحث عن البذور السرية وتم حل واحدة من الأشياء التي لم أحبها أبدا بطور اللعب التعاوني بالألعاب السابقة هو تصادم الشخصيات وحملها لبعضها وكان الأمر مزعجا جدا بالنسبة لي وعائقا أكثر من كونه ممتعا وحمدالله على تعديل ذلك حيث باتت كل الشخصيات الأن تتحرك بحرية دون الارتطام ببعضها، نسيت أن اذكركم بانه بإمكانكم امتطاء يوشي كميزة أخرى لهذه الشخصية التي تسهل من التجربة بشكل واضح، خيارات اللعب على الشبكة مختلفة هنا أيضا فتقدم اللعبة خيار اللعب تعاوني على الشبكة وأيضا بإمكانية المساعدة بوضع الأعلام التي تسهل اللاعبين العودة للعبة من مناطق معينة عند خسارة حياتهم وأيضا امكانية جعل باقي اللاعبين كأشباح داخل اللعبة لمعرفة حلول بعض الألغاز.
اللعبة تقدم معها رسوما جميلة جدا، تصميم العوالم والشخصيات من أجمل ما يمكن مشاهدته بألعاب ماريو، الانيميشن للشخصيات بأدق التفاصيل رائعة جدا وطريقة تغيير العوالم داخل المراحل أيضا جميل جدا ويبدو واضحا أن فريق التطوير أخذ حريته الإبداعية بالتصاميم، حتى ماريو وشخصيات عالم الفطر تم إعادة العمل عليهم بشكل جميل جدا، مشاهدة اللعبة على شاشة الـOLED يجعل اللعبة تظهر كلوحة فنية وبميزانية كبيرة مقارنة بألعاب ماريو ثنائية الأبعاد الأخيرة التي كانت تبدو مشابهة لبعضها ومع تصاميم غير جميلة بالتوجه الفني لها، أيضا على صعيد الصوتيات فالموسيقى بهذه اللعبة جميلة جدا وفي بعض المراحل وخصوصا عند تحويل المراحل للعالم الآخر قد تظهر الابتسامة على شفتيك عند سماع صوت الأزهار وهي تغني بشكل كوميدي ولا ننسى أن اللعبة هي الأولى منذ لعبة ماريو 64 التي التي تحصل على مؤدي صوتي جديد لشخصية ماريو و باقي الشخصيات وحقيقة لم يكن التغيير كبيرا أو ملاحظا باللعبة لقلة المؤثرات الصوتية للشخصيات مقارنة بالموسيقى المتنوعة التي تقدمها.
لعبة Super Mario Bros. Wonder هي واحدة من الألعاب التي تقدم معها كما هائلا من المتعة و الترفيه كما يجب أن يكون بلعبة فيديو، أفكار متنوعة كبيرة و نقلة كبيرة لعنوان ماريو بالعاب البعد الثاني ستجعل محبي العاب المنصات سعداء ومحبي العاب ماريو أكثر سعادة، اللعبة تقدم معها محتوى ممتاز لمن يحب تجميع كل شيء بألعاب ماريو وتحدي قوي لمحترفي العاب المنصات وبنفس الوقت تحدي مناسب لمحبي انهاء الألعاب دون صعوبة، مع طور اللعب التعاوني المسلي و أفكار اللعبة المتنوعة ستجد كل شيء تحبه وأكثر بلعبة Super Mario Bros. Wonder.
تمت مراجعة اللعبة بنسخة متاجر لجهاز الننتندو سويتش حصلنا عليها من موزع ننتندو الرسمي بالمنطقة