موعد مع الإبهار كان ينتظرني عندما دخلت الجيل الجديد من ألعاب المحمول، و لحسن حظي أن تجربتي الأولى و مفتاح دخول كانت لعبة أنشارتد، و هي حاملة لواء أسطول المحمول الجديد من سوني. الوضع كان غريبا بالنسبة لي، فأنا استقبلت لعبتي أنشارتد في نفس الوقت، واحدة تضع معايير جديدة للألعاب المحمولة و أخرى تضعها لألعاب الكونسل. لكن بالتأكيد سأكون ظالما إن قارنت مقاييس الـPS3 فالـPSVita الجديد. لكن الأمر كله ليس متعلقا بالجرافيكس و الرسوميات، هناك عصا الأنالوج الجديدة التي يحملها الـPSVita، لذلك هذه كانت نقلة تستحق النظر العميق، لنقيس بشكل فعل أين نحن متجهون مع هذا الجيل الجديد المرعب.
كسر كل الحدود
بالتأكيد أنتم تعشقون الجرافيكس، أعرف ذلك جيدا، و أستطيع أن أبشركم أن أنشارتد جولدين أبيس ستمتع أنظاركم كثيرا. جهاز PSVita فتح أفاقا جديدة للمحمول بقدرات تقنية رائعة، و فريق Bend استطاع توظيفها بشكل جيد. التقديم يبدو رائعا، القوائم و كل شيء نفذت بشكل جميل، و التحكم عن طريق اللمس في القوائم و الخيارات سهل جدا و عملي. عندما ننطلق الى داخل اللعبة فهناك الكثير لأمدحه، لكن أخص بالتحديد الإضاءة و الـtextures. بالتأكيد هناك نتائج متفاوتة أحيانا، المجسمات البعيدة ستبدو أحيانا غير واضحة و هناك تباطيء متعدد أثناء الأكشن الكثير. لكن لنتذكر جميعا أننا نتحدث عن جهاز محمول، و أن هذه لعبة إصدار من الجيل الأول لألعاب الجهاز، لذلك كل شيء يبشر بالخير.
عن ماذا تتحدث اللعبة؟
اللعبة تتحدث عن أحداث جرت قبل الجزء الأول لأنشارتد على الـPS3، و هي قصة تخص مذبحة جرت لجنود إسبانيون في أمريكا الوسطى. ستجد نفسك مباشرة في وسط الأحداث، و لا يوجد مقدمة لما يحدث تضعك في المسار الصحيح. الأمور بدت غريبة، حتى مع تقدم الأحداث لم أجد ما يشدني لها أو يجعلني متعلقا بأحد الشخصيات. في النهاية القصة بالكامل تبدو مثل القصة الجانبية، لن تشعر أنها أضافت شيء لفكرتك عن السلسلة الرئيسية إن كنت مررت بجميع الأجزاء. لكن الحق يقال أن التمثيل الصوتي في اللعبة تم أدائه بشكل رائع جدا.
عالم اللمس
لقد وصلنا الى عالم جديد مع ألعاب البلايستيشن، ها هو اللمس يصبح أحد خصائص جهاز سوني الجديد. كما كنت خائفا من قبل، يبدو و كأن سوني أرغمت فريق Bend على استخدام انشارتد لاستعراض قدرات فيتا، و هنا الهدف كان الاستعراض بغض النظر عن إثراء التجربة. أثناء اللعب تستطيع استخدام اللمس بشكل خياري و غير اجباري، مثلا في تسلق الحواف و الجبال، و هذا يتم عن طريق لمس الحواف التي تريد البطل أن يتبعها. هناك استخدامات أنت مرغم عليها، مثل بعض مقاطع القتال أو تجنب السقوط. هناك أيضا استخدام للمس كان إيجابيا، مثل استخدامه في حل الألغاز الرئيسية في اللعبة. في المقابل كان هناك الكثير من الأمور الجانبية مثل تجميع صورة من ورق مقطع، أو نفض غبار عن أداء أو ورقة، لكنها باتت تتكرر كثيرا حتى أصبحت مجرد شيء مزعج يعكر صفو رحلتك الرئيسية.
عصا أنالوج ثانية!
السؤال الذي يطرحه الكثيرون، هل عصا الأنالوج الثانية تجعل الفيتا في مصاف الكونسل و يد التحكم العادية؟ الجواب هو نعم، و الرائع أنه رغم مخاوفي الأولية مع صعوبة تحكمي في التصويب في أول ساعات اللعب، الا أني أكتشفت أنها مسألة تعود فقط. التحكم بنيثن دريك سهل جدا بعصا الأنالوج اليسرى، و القفز بين المرتفعات أيضا سهل بالطريقة العادية، و المشاكل الوحيدة التي واجهتها هي بسبب الكاميرا. الكاميرا في بعض الأحيان تكون ثابتة و مزعجة، و تتسبب في تشتيتك أثناء توجيه دريك.
بخلاف ذلك أثناء اللعب يمكنك استخدام عصا الأنالوج اليمنى لتحريك الكاميرا، إنها تجربة كاملة كما في PS3 لألعاب المغامرة ثلاثية الأبعاد، الآن يمكن تطبيق أي شيء على PSVita. سيحتاج أي لاعب جديد لوقت كي يتأقلم على تحكم التصويب، لكي يتأقلم على حجم و موقع عصاتي التحكم في الجهاز، ثم كي يتعود على وزنية حركة المؤشر في اللعبة. لكن التصويب بشكل عام يعمل بشكل رائع. يمكن تغيير الأسلحة عن طريق أسهم الـD-Pad كما في نسخة الكونسل، و يمكن إعادة تعبئة الرصاص عن ضغط السهم لأسفل و هو يعوض زر R2 المفقود هنا.
المغامرة و الأحداث
بشكل عام تعتبر المغامرة طويلة و مرضية كمحتوى، هناك الكثير من الأشياء لتجمعها، لكني لم أجد حافزا حقيقيا لجمعها، بحكم أني غير مهتم بالـTrophies. الأشياء القابلة للتجميع ستأتي في عدة أماكن أثناء اللعب، و ستكون واضحة بلمعة كما هي الأدوات في الأجزاء الأولى من لعبة ريزدنت ايفل. هناك أيضا دفتر دريك الذي يلعب دورا مهما هنا، فبالإضافة لكونه دليلا لحل بعض الألغاز، سيكون مرجعا لك لكي تعرف كم جمعت من الأدوات المختلفة. هناك أيضا الصور، في أماكن معينة من اللعبة سيظهر لك رمز التصوير، و عليك أخذ صورة بدقة 100%، أي أنك يجب أن تركز البعد و المكان جيدا، للأسف كنت أحصل على دقة 100% بشكل عشوائي و غير مفهوم في بعض الأحيان.
اللعبة تدور تقريبا كل أحداثها في منطقة واحدة، و هي منطقة غابات استوائية و كهوف، ولا تحمل اللعبة ذلك التنوع اللذي نراه في نسخة PS3 مثلا. لا أدري هل كان السبب محدودية Vita أم أن فريق التطوير كان مستعجلا لانهاء اللعبة. حتى إن كنا سنتحدث عن تنوع الجيمبلاي فهو مفقود هنا، كان من الرئع أن يتواجد مقطع لقيادة مركبة أو إطلاق من على جسم متحرك أو شيء شبيه بمرحلة القطار من الجزء الثاني، حتى قتال الزعيم الوحيد نهاية اللعبة مخيب جدا و لا يقدم أي تحدي إطلاقا. هناك أسباب أكثر تدفعني للتفكير أن الفريق استعجل في اخراج اللعبة، هناك عدد من الأخطاء التقنية المتفرقة أثناء اللعب، لكنها لحسن الحظ لن تؤثر على التجربة كثيرا.
بداية جيدة
أنشارتد جولدين أبيس قدمت مقاييس جديدة للرسوميات و الجرافيكس على الأجهزة المحمولة، حتى صوتيا فالمؤثرات و جودة الصوت ممتاز مع استخدام سماعات رأس عادية. فريق التطوير Bend ليس Naughty Dog بكل تأكيد، لكنهم قاموا بعمل جيد في تصميم لعبة انشارتد منفصلة بنفسهم. لكن للأسف لم يحضروا شيئا جديدا للطاولة، هناك بعض خصائص اللمس التي تصبح مملة بعد مرور الوقت، و هناك القصة الغير مثيرة للإهتمام و عوالم اللعبة الغير منوعة إطلاقا.
إن قررت و خضت تجربة أنشارتد، ستتعرف كثيرا على قدرات Vita و ستمضي وقتا ممتعا في المغامرة. لكن إن كنت من عشاق سلسلة أنشارتد (أنا منهم)، فلن تجد الجديد هنا على الصعيد المؤثر، و بعض الجوانب ستبدو لك كتراجع عن ما وصلته السلسلة على PS3. ربما اللعبة لم تكن محظوظة بصدورها قرب الجزء الثالث على PS3، لكن النتائج هنا تعطينا أملا و تفائل بأشياء رائعة كثيرة قادمة في المستقبل، و فريق Bend هو أحد هذه الأشياء.