Airhead هي لعبة ألغاز ومغامرات تستوحي بعض عناصرها من ألعاب الميترويدفينيا وهي أول ألعاب فريق التطوير الدنماركي Octato الذي تمّ تأسيسه عام 2018، اللعبة صدرت مؤخراً على الحاسب الشخصي وجميع الأجهزة المنزلية وقد حان الوقت لنعرّفكم عليها أكثر.

اللعبة تأخذنا إلى عالم مثير للاهتمام مليء بالآلات الغريبة والمخلوقات الأكثر غرابة ولكنّها لا تضيّع الوقت في شرح أي شيء حول هذا العالم بل تضعكم فوراً في دور “الجسد” الغريب الذي يشاهد أحد الآلات وهي تسلب رأساً غريباً من مصدر الأكسجين الخاص به وهنا يهب الجسد لمساعدة هذا الرأس الذي يفقد الهواء بشكل تدريجي ويحاول إعادة وصله بمصدر الأكسجين الذي أخذته الآلات.

اللعبة تقدّم توجهاً فنياً بسيطاً وجميلاً مع تصاميم مثيرة للاهتمام لعالم اللعبة ومخلوقاته وتحاول اللعبة بشكل غير مباشر توضيح بعض التفاصيل حول العالم من خلال تصاميم البيئات التي تحوي عدداً من التلميحات، على الصعيد السمعي فلا شيء يذكر هنا وأغلب الأصوات التي ستسمعونها هي أصوات حركة شخصيتكم ومؤثرات البيئة المحيطة مع موسيقى هادئة في بعض الأحيان.

عند الحديث عن أسلوب اللعب فهو بسيط جداً ويشمل الحركة والقفز وزراً للتفاعل مع البيئة بالإضافة إلى زر يسمح لكم بإعادة تعبئة الرأس بالهواء عند عبوات الهواء العديدة الموزعة في البيئة المحيطة وهذه العبوات تلعب دور نقاط الحفظ أيضاً وإعادة تعبئة الرأس بالهواء هي عملية ستقومون بها مئات المرات في هذه التجربة فالفترة التي يقضيها الرأس دون الحاجة لإعادة التعبئة قصيرة.

اللعبة تقدّم العديد من الألغاز المبتكرة والجميلة ذات الصعوبة الملائمة والتي يمكن حلّها عند أخذ عدة عوامل في عين الاعتبار وهي، الطريقة المناسبة للتعامل مع البيئة المحيطة كتحريك صخرة أو التسلّق وتحطيم غرض ما والوقت الذي يمكنكم القيام بهذه العملية خلاله قبل أن ينفد مخزون الهواء وفي بعض الأحيان ستجدون أنّه من الممكن الاستفادة من عناصر البيئة أو أحد المخلوقات لمساعدتكم فيما يخص نفاذ الرأس من الهواء.

اللعبة تسمح لكم بالعودة إلى أخر نقطة حفظ بشكل سريع من خلال ضغطة زر وذلك لأنّ بعض الحلول لا تتحمل الخطأ عند القفز ما بين منصة وأخرى والفشل في هذه العملية يعني أن يعلق اللاعب في مكانه ولهذا تمّ توفير ذلك الزر، مع مرور الوقت ستقومون بالحصول على قدرات جديدة للرأس كالاندفاع في الهواء أو القدرة على إصدار شعاع من الضوء وسيتم تقديم مجموعة جديدة من الألغاز بالتزامن مع حصولكم على تلك القدرات.

المثيرة للاهتمام هو استيحاء اللعبة لتصميم عالمها من ألعاب الميترويدفينيا وقد تمّ الوصل بين مناطق العالم المختلفة بطريقة ذكية جداً وسلسة ولا تشعركم بالرتابة التي قد تشعرون بها في بعض هذه التجارب مع الحاجة المتكررة إلى الذهاب والعودة إلى نفس النقطة مراراً وتكراراً فاللعبة ستضعكم أمام عائق ومن ثمّ ستأخذكم إلى مهمة في منطقة مجاورة لهذا العائق ثمّ تعيدكم إليه بعد الحصول على القدرة المناسبة دون أن تشعروا بذلك وستدركون مدى الإتقان في هذا الجانب عند خوض التجربة ومعرفة أنّها لا تقدّم نقاطاً للانتقال السريع عند لعب المهمات الأصلية.

خلال تجولكم في عالم اللعبة ستمرون بعدد من الأسرار وستلاحظون بعض الأماكن المثيرة للاهتمام والتي لا يمكنكم الوصول إليها وقد تمّ توفير هذه الأماكن كمحتويات جانبية يمكنكم استكشافها بعد إنهاء التجربة الأساسية للحصول على التطويرات الإضافية واكتشاف المزيد من الأسرار وسيتوفر لكم خيار التنقّل السريع آنذاك.

قبل إنهاء المراجعة يجب أن نذكر سلبيات التجربة وهي قليلة ولكنّها جوهرية وأولها هو المشاكل التقنية التي تتسبّب في جمود الشخصية في مكانها عند التفاعل مع بعض عناصر البيئة وهي مشكلة مزعجة ولكنّ حلّها سريع لحسن الحظ مع الزر الذي يعيدكم إلى أخر نقاط الحفظ، اللعبة تعاني أيضاً من بعض مشاكل الأداء والتباطؤ بالرغم من كونها تجربة غير متطلبة تقنياً والغريب أيضاً أنّ فترات التحميل عند العودة إلى نقطة الحفظ شبه فورية عندما يفعل اللاعب خيار العودة ولكنّها تستغرق وقتاً أطول في حال مات الرأس وقامت اللعبة بإعادتكم إلى نقطة الحفظ تلقائياً.

العيب الثاني في التجربة هو صعوبة فهم المطلوب منكم في بعض الألغاز التي تضعكم في غرف أو مناطق كبيرة مع عدة عناصر يمكن التعامل معها وهو الأمر الذي سيضطركم إلى استخدام منهج المحاولة والخطأ خاصةً وأنّ بعض العناصر في البيئة لا تبدو مهمة ولكنّها في بعض الأحيان هي العنصر الصحيح للتفاعل معه.

قمنا بإنهاء اللعبة خلال 4 ساعات ويمكن قضاء حوالي 2 إلى 3 ساعات إضافية لاستكشاف الأسرار وجمع التطويرات بعد إنهاء التجربة الرئيسية، Airhead هي لعبة ألغاز مسلية ومبتكرة قد تعاني من بعض المنغصات ولكنّها تجربة ستروق لمحبي ألعاب النوع في النهاية.

تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.