صدرت لعبة المغامرات Brothers: A Tale of Two Sons عام 2013 على الحاسب الشخصي، الإكس بوكس 360 والبلايستيشن 3 وقد كانت أحد أفضل الأمثلة على قدرة المطوّر المستقل على تقديم تجارب ساحرة تصمد في وجه عامل الزمن بالرغم من الإمكانيات البسيطة وقد استفادت اللعبة آنذاك من بساطة الإمكانيات لتقديم تجربة بتوجّه فنّي جميل وبسيط وبسرد قصصي يفتقر إلى النصوص والحوارات ويعتمد عوضاً عنها على المشاهد والتفاعلات ما بين الشخصيات لطرح قصة جميلة ومليئة بالمشاعر بالرغم من قصرها، الأن وبعد أكثر من 10 سنوات على صدور اللعبة الأصلية نحصل على نسخة الريميك التي تقدّم لنا التجربة بحلة عصرية.
لمن لا يعرف قصة اللعبة فهي تتمحور حول الأخوين اللذان ينطلقان في رحلة خطيرة وشاقة لإيجاد الدواء لمرض والدهما الذي يداهمه الوقت وخلال هذه الرحلة سيتم تجسيد علاقة الأخ الأكبر بالأصغر وما يتشاركان فيه من ذكريات وما يختلفان فيه نظراً لفارق السن والمسؤوليات والريميك يواصل طريقة السرد البسيطة التي تمّ تقديمها في الإصدار الأصلي ولم يتم تقديم تغييرات كبيرة وهنالك بعض التغييرات التي تشمل تصاميم بعض الشخصيات كما تمّ إعادة تصوير أغلب المشاهد بشكل مختلف عن الإصدار الأصلي ولكن بنفس المحتوى والسياق في معظم الأوقات.
عند الحديث عن الجانب التقني فإنّ الريميك لن يذهلكم بصرياً من حيث كونه الأكثر واقعية من بين ألعاب الجيل ولكنّه سيبهركم من حيث أنّه قد قدّم ذلك العالم الخيالي الجميل والبسيط بحلة زاهية مليئة بالتفاصيل والألوان وبمؤثرات جميلة لانعكاسات الضوء من على الأسطح المختلفة لتصبح تلك اللوحة الفنية البسيطة أكثر اردهاراً وخاصةً عند إيجاد الكرسي الذي يمكنكم الجلوس عليه لوهلة لتأمل البيئة المحيطة ومناظرها الخلابة كما أنّ هذا التحسين التقني ساعد على تعزيز الشعور بالتباين والتنويع ما بين البيئات العديدة التي ستزورونها في هذه اللعبة بالرغم من قصر عمرها.
الريميك لم يغيّر تجربة اللعبة والتي تقومون فيها بالتحكم بالأخ الأصغر عن طريق عصا الأنالوج اليمنى مع استخدام زر الكتف لجعله يتفاعل مع عناصر البيئة بينما عصا الأنالوج اليسرى مخصصة للأخ الأكبر مع تخصيص زر الكتف للتفاعل ويمكن خوض التجربة بشكل فردي تتحكمون فيه بكلا الشخصيتين أو من خلال طور اللعب التعاوني الذي تلعبون فيه مع رفيق يتحكم بأحد الأخوين. التجربة ستضعكم في مواجهة مجموعة من العوائق المتمثلة في الألغاز البسيطة أو تحديات القفز ما بين المنصات مع الحاجة للتعامل مع بعض الوحوش ما بين الحين والأخر وأحد الأدلة على جودة التجربة الأصلية وقدرتها على الصمود في وجه عامل الزمن هو عدم الإحساس بالرتابة عند إعادة خوض التجربة في الريميك فالتجربة كانت متنوعة بشكل جميل وقدمت محتوى يخلط ما بين البساطة والتسلية بشكل جميل.
عند الحديث عن العيوب فقد علمنا من المطوّر بأنّ هنالك مشاكل سيتم معالجتها في تحديث اليوم الأول وهي مشاكل لم تواجهنا حقيقةً إلا بشكل نادر جداً ولكنّ اللعبة ليست مثالية من هذا الجانب وهي تواجه عيبين أساسيين وهما تباطؤ بسيط في الإطارات يحدث عادةً عند بداية كل فصل جديد وهو لا يؤثّر كثيراً على التجربة ولكنّه مزعج ويسلب بعض المشاهد جماليتها وهي من المشاكل البسيطة التي نتمنى من المطوّر إصلاحها، العيب الثاني يتمثّل في توقف أحد الأخوين عن الاستجابة لزر التفاعل وأحياناً توقف الاستجابة بالكامل وقد تعلق الشخصية في بعض الأماكن وذلك يحدث بشكل ملحوظ في بداية بعض الفصول الجديدة وقد يحدث أحياناً في منتصف الفصل ويمكن حل هذا الإشكال من خلال إعادة تحميل أخر نقطة حفظ ولكنّ نقاط الحفظ قد تكون بعيدة بعض الشيء في بعض الأحيان والحاجة لإعادة التحميل من أخر نقطة حفظ ليست أمر ستضطرون إليه كثيراً ولكنّه لا زال مزعجاً.
قمنا بإنهاء اللعبة خلال 3 ساعات وهو نفس عمر الإصدار الأصلي ويمكننا القول بأنّ هذا الريميك هو الريميك الذي لم ندرك حاجتنا إليه إلا بعد تجربته فهو يعيد تقديم هذه التجربة الجميلة والبسيطة بشكل يليق بها ويرضي محبي الإصدار الأصلي وهو في نفس الوقت الطريقة الأمثل لمن لم يخض هذه التجربة ليخوضها بالرغم من بعض العيوب البسيطة.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.