بالنسبة لي تعتبر عودة كابكوم إلى الطريق الصحيح تعتبر قصة نجاح مُلهمة، ومثيرة جدًا للإهتمام، فمنذ 2017 وتحديدًا مع لعبة Resident Evil 7: Biohazard أصبحت كابكوم تحتل مركزًا متقدمًا في قائمة الشركات التي تقدم ألعابًا ذات جودة عالية، تحترم وقت وأموال اللاعبين، ولذلك كان الإعلان عن لعبة Dragon’s Dogma 2 شيئًا جللًا بالنسبة لي، في ظل تعطشي الشخصي للعبة من نوع RPG العصور الوسطى، ومع الحملة الدعائية للعبة زادت حماستي للعنوان بشكل حذر لأنه كان من الواضح أن اللعبة لا تستهدف اللاعب العادي، وإنما تحاول تقديم تجربة موجهة لعشاق هذا النوع من الألعاب، دون خجل في التصميم، وهو أمر احترمته كثيرًا ولكني ترقبت تجربة اللعبة، وها أنا ذا، قمت بتجربتها لمدة تتجاوز الـ50 ساعة من اللعب وأستطيع ان أحكم عليها، فهل تستمر نجاحات كابكوم في تقديم عناوين أسطورية؟
أريد في البداية أن أحيطك علمًا -عزيزي القارئ- بأنني لم أحب الجزء الأول كثيرًا، ولم أكن يومًا من عشاقه على الرغم من حبي الشديد لألعاب الـRPG على الطريقة الغربية أمثال The Witcher 3 و The Elder Scrolls Skyrim، و Dragon Age، وقد دخلت تجربة Dragon’s Dogma 2 وأنا لا أتوقع أن أحصل على تجربة شبيهة، وإنما تجربة مختلفة ذات نكهة خاصة.
قصة اللعبة (بدون حرق)
اللعبة تدور أحداثها في عالم مُنقسم على ذاته، حيث يسكن البشر دولة تُسمى فيرموند، تكون أنت حاكمها، ويسكن الوحوش (أشباه البشر على هيئة مخلوقات تشبه الأسود) في دولة مجاورة اسمها باتال، ويكون بين الدولتين نزاع قديم، وسلام فاتر وقطيعة تجارية واجتماعية، أما البطل فيكون هو الشخصية الملقبة في عالم اللعبة بالمستنير (The Arisen) وهو الشخص المُقدر له هزيمة التنين الكبير، وهو الخطر الأكبر الذي يهدد سلام هذا العالم.
تبدأ القصة بمؤامرة على العرش، إذ يتم استغلال هجوم التنين على فيرموند، وتزيف إصابة الملك، ثم تنصيب شخص مزيف، مُنتحل لشخصيتك ليكون هو الملك الجديد، وتكون مهمتك هي استرداد ملكك، وكشف ملابسات المؤامرة، ثم مواجهة الخطر الأكبر وهو التنين. ما هي حكاية التنين ولماذا يكون بينكما صراعًا أزليًا؟ هذه أيضًا معلومات تكتشفها مع مرور الوقت والتوسع في عالم اللعبة، وهي الشيء الوحيد المشترك بين الجزئين، فيما عدا ذلك لن تجد الكثير من العلاقة بين الجزئين، ما يعني أنه يمكنك البدء بالجزء الثاني مباشرةً.
قصة اللعبة غامضة، ومثيرة جدًا للإهتمام، ويتم سردها بشكل سينمائي مُتقن مع انكشاف تعقيدات الحبكة واحدةً تلو الأخرى، من خلال خط أحداث مباشر ومليء بالمفاجآت. لا أعتبر القصة أصلية، أو تقدم في جوهرها أفكارًا ثورية، ولكنها في سياق هذا العالم وكيفية صياغته قدمت مستوى خرافي، وهي بلا شك من أفضل عناصر اللعبة.
بما أن شخصية البطل هي شخصية صامتة، فإن خيارات الحوارات هي أمر ضروري هنا، ولكن على عكس ما قد تتوقعه. لا تقدم Dragon’s Dogma 2 خيارات حوارية متنوعة كثيرًا بحيث تسمح لك بأن تكون شريرًا مع البعض، وطيبًا مع البعض الآخر مثلًا. بل تقدم الحد الأدنى من الخيارات، وبناءًا على هذا لن تجد أي تفرع في المهام الجانبية للأحداث، على الأقل بسبب خيارات الحوارات، وشخصيًا شعرت أن هذا الجانب كان بحاجة إلى المزيد من الخيارات والتشعب.
لا يعني هذا أن القصة نفسها لا تستجيب لأفعالك ولا تتشعب أبدًا، بل أن هناك خيارات مصيرية سيكون عليك اتخاذها، وبعضها يتعدى تأثيره على القصة، ويؤثر على العالم نفسه بشكل قوي وملموس (لن أذكر تفاصيل لتجنب الحرق). يكفي حديثًا عن القصة، ولنبدأ بتفصيص أسلوب اللعب!
أسلوب اللعب:
بطل اللعبة هو شخصية من تخصيصك، تبدأ بإنشائه عن طريق مُنشئ الشخصيات العميق الخاص باللعبة، والذي يتضمن تفاصيلًا مثل اختيار جنس وعرق ووزن الشخصية ثم تخصيص بنيته الجسدية ووزنه وطوله، وتفاصيل وجهه، ولون شعره إلخ. شخصيًا لا أهتم كثيرًا بتخصيص تفاصيل شخصيتي لكني أعلم بأن هناك من يحب التفاصيل، ولحسن الحظ فهي موجودة هنا بوفرة.
بعد ذلك تأتي واحدة من أهم خصائص اللعبة، وهم البيادق (Pawns) وهي شخصيات مهمتها مساعدة المستنير باستماتة، وهنا فإنه يُسمح لك بالحصول على 3 مرافقين، واحد منهم فقط يعتبر شخصية أساسية، وهو البيدق الخاص بك، والثلاثة الآخرون تقوم انت باختيارهم من “الصدع” وهو بُعد آخر، مشترك بين اللاعبين الذين يلعبون اللعبة ويشاركون بيادقهم ولكل بيدق قدرات ومستوى (Level) يمكنك الاعتماد عليهم للقيام باختيارك.
عالم اللعبة هو عالم خطر، به الكثير من الوحوش البرية والمخاطر، وهذا ما ستعمل اللعبة على التأكد من أنه شعور دائم لدى اللاعب طوال تجربة اللعبة، ولكن الخريطة ليست كبيرة، أو بمعنى أصح…لن تكون من بين الأكبر إذا قارناها بخرائط ألعاب RPG أخرى، ولكنها تعتمد على الجودة، وكثافة العالم لكي تعوض الحجم المتوسط. لكن مع ذلك، تعطيك اللعبة شعور بأن عالمها شاسع، وستقضي ساعات وساعات في استكشافه والتجول فيه، والسبب هو أن كل رحلة تنوي خوضها في عالم اللعبة، مثل أن تذهب من بلدة إلى بلدة، هي رحلة محفوفة بالمخاطر وهناك عناصر ستحول بينك وبين هدفك سيكون عليك التغلب عليها في كل مرة. هذه العناصر هي كالآتي:
- كمائن الأعداء، فقطاع الطريق والمخلوقات البرية هم ظواهر منتشرة في هذا العالم، ولن تتجول لبضعة أمتار دون أن تجد تجمعًا من الكائنات العدائية يتربص بك وشركائك
- شريط حياتك يأخذ في التضاؤل في كل مرة
- تقدم اللعبة مستوى صعوبة موحد، وهو مستوى يقدم تحدي كبير جدًا، هي ليست لعبة سولز ولكنها لاتزال لعبة صعبة وتوقع أن تموت كثيرًا، لذا عليك دائمًا التحضير بالمؤن والمساحيق الشافية
- لكن شخصية البطل تمتلك وزن محدود يمكنها حمله، وكلما حملت أكثر، كلما كانت خطوة شخصيتك أبطأ!
- المؤن والطعام يفسد مع الوقت، لذا التخزين ليس أمرًا يمكنك الاعتماد عليه كثيرًا.
- التخييم والسفر تأجير عربات الثيران لتقلك من مكان لآخر يعرضانك إلى الكمائن، فمن الوارد جدًا أن يهجم عليك الأعداء وأنت نائم، أو أثناء ركوبك للعربة وهو ما يعني أن الهرب بشكل كامل من الخطر أمر مستحيل في عالم اللعبة.
- الليل مظلم جدًا، والكائنات جميعًا تكون أكثر عدوانية وشراسة، وهناك كائنات لا تظهر سوى ليلًا من الأشباح والعفاريت، لذا لا أنصحك بالتجول ليلًا سوى عند الضرورة.
- لديك شريط طاقة (Stamina) تستنزفه الضربات والركض، وستضطر للمشي في الكثير من الأحيان للحفاظ عليه
هذه العناصر قد تبدو “تعجيزية” عند قرائتها، ولكن خلال تجربة اللعبة، كنت مستمتعًا بكل رحلة أخوضها لأن هناك دائمًا أحداث عشوائية تحدث أمامي، مثل معركة كانت دائرة أمامي بين جنود عائدين من دورية حراسة، وأحد العمالقة، وعند مساعدتي لهم أعطوني أداة تخييم فاخرة، مكنتني من الاستراحة في الطريق وشحن طاقات شخصياتي بشكل كامل لعدة مرات، والحصول على أدوات نادرة للقتال.
في الحقيقة، كل رحلة تخوضها في لعبة Dragon’s Dogma 2، خصوصًا أول رحلة لك في مدينة باتال ستكون رحلة شاقة ومتعبة وستشعر معها بضآلة شخصيتك مقارنةً بالعالم، هذا الشعور بالـScale الخاص باللعبة كان مبهرًا واخاذًا من البداية للنهاية. حتى الوحوش والزعماء في اللعبة ضخام، وأحجامهم ومدى قوتهم يشعرك بضعفك وقلة حيلتك، ولكن مع بعض التركيز والاستغلال الصحيح للقدرات تستطيع قلب الموازين بشكل كامل، وهنا تأتي أحد أفضل عناصر اللعبة الأخرى، المعارك..
نظام المعارك يعتمد على الفئة أو كما تسميها اللعبة الحرفة التي اخترتها، فاللعبة تقدم 4 حرف رئيسية للشخصيات، وكل حرفة لديها تفرع خاص بها يتم فتحه بشكل منفرد فيما بعد. الفئات الرئيسية هي:
- اللص
- رامي السهام
- ألمحارب
- المشعوذ
وهي الفئات التي يتم من بينها الاختيار الأولي، والجدير بالذكر هو أنك تستطيع تغيير الحرفة من خلال “نادي الحرف” والذي يتواجد عادةً في القرى والمدن التي ستزورها، وتستطيع أيضًا تغيير حرفة بيدقك الرئيسي المساعد، وتزويده بالأدوات.
بدأت اللعبة بتجربتي لحرفة المشعوذ، ببساطة لأنها أعجبتني من العروض الدعائية للعبة، وشعرت معها بتجربة مختلفة تمامًا عن حرفة المحارب ورامي السهام اللذان جربتهما لاحقًا. الحرف في اللعبة هي أفضل ما في أسلوب المعارك، وبينها تنوع كبير في أسلوب اللعب، فكل حرفة ستشعر معها أنك أمام لعبة مختلفة. حرفة المشعوذ مثلًا أعطتني تجربة تشبه لعبة Hogwarts Legacy من إلقاء التعاويذ الممتعة بصريًا، والفتك بأعدائي عن بعد، ولكن نقطة ضعفها الكبيرة هي الأعداء السريعين لأنهم يقتربون منك بسرعة ويستطيعون الفتك بك بسهولة
أما فئة رامي السهام، فهي أقل عرضة للمخاطر أمام الأعداء السريعين، لأن ضربات السهام قوية، ولكنها أيضًا تحتاج للحفاظ على مسافة بينك وبين الأعداء لتتمكن من إحداث ضرر جسيم. أعتقد أنه يمكنني القول بأن Dragon’s Dogma 2 هي أفضل لعبة لعبتها في حياتي قدمت جانب رمي بشكل ممتع وجذاب، فلكل حرفة مهارات تستطيع استخدامها لرفع مستواك والترقية، ويمكنك اقتناء 4 في وقت واحد، ولكن لرامي السهام يمكنك التنويع أيضًا في نوعية الذخيرة، فكل مخلوق لديه نقطة ضعف تستطيع استغلاها من خلال إطلاق السهام الحارقة، أو تلك المتفجرة، أو سهام الزيت، وهي نوع أكثر تأثيرًا أمام “العفاريت” وهي مخلوقات صغيرة موجودة بأعداد كبيرة في عالم اللعبة.
أما المحارب، فهي حرفة تقربك أكثر للتجربة الكلاسيكية التي تتوقعها من لعبة RPG.إذا كنت تحب The Witcher مثلًا وتريد القتال بطريقة تشبه طريقة جيرالت، فيمكنك تجربة هذه الفئة. التحكم بها متقن واستجابته دقيقة لمدخلات اللاعب، وهي الفئة الوحيدة التي تمتلك درع يمكنها استخدامه لصد الضربات، فاللعبة لا تمتلك آلية التدحرج (Dodge) أو الصد، لذا إذا كنت لاعبًا مخضرمًا في ألعاب السولز، ومعتاد على الصد والدحرجة قد تواجه صعوبة في تقبل فكرة عدم وجودهم هنا، وقتها أرشح لك البدء بفئة المحارب لتتمكن من صد الضربات. شخصيًا، لم أكن معجبًا بفئة المحارب لأنني جربتها بعد 20 ساعة لعب بالفئات الأخرى، فشعرت أنها أقلهم إبداعًا في التصميم والقدرات التي تقدمها.
لكن هذه الحرف ليست كل الحرف الموجودة في اللعبة، هناك حرف فرعية وواحدة جديدة تمامًا. الحرف الفرعية تمزج بين الحرف الأخرى مثل فئة Mystic Spearhand و Magick Archer و هي فئات يمكنك فتحها بعد مدة طويلة من اللعب ومن خلال شخصيات محددة. تعتبر هذين الفئتين المذكورتين أهم فئات في اللعبة وأكثرهم تنوعًا ومتعة في اللعب، وحقيقة أنك لن تحصل عليهم قبل حوالي 30 ساعة من اللعب هو أمر عظيم لأنه يجعل اللعبة ممتعة طوال مدتها مع استمرارية فتح المزيد من الفئات.
اللعبة أيضًا تقدم فئة جديدة تمامًا تسمى الألعوبان (Trickster) وهي فئة غير مقاتلة، تستطيع أن تخدع الأعداء وتتلاعب بعقولهم لتتيح الفرصة للبيادق للقضاء عليهم، أو الهرب. فكرتها غريبة، ولم تعجبني بشكل شخصي ولكني متأكد من أن هناك من اللاعبين من سيحترفها بشكل كامل. تعتبر هذه الفئة هي التواجد الوحيد لأي فكرة لها علاقة من قريب أو بعيد بتجنب القتال، فاللعبة تتيح لك الهرب من المعارك في العالم المفتوح، لكن التخفي أمر غير وارد، وإذا رصدك الأعداء ستجد صعوبة شديدة في التواري عن الأنظار.
تقدم اللعبة جانب التجارة بشكل محوري في اللعبة، أعاد لذاكرتي لعبة Starfield، فكل شيء هنا يحتاج للمال، فكما ذكرت، شريط الصحة الخاص بك يتضائل إذا لم تنل قسطًا من الراحل كل فترة، والراحة تكون عادة في الفنادق الموزعة ببلدات اللعبة، وكل مرة راحة تحتاج فيها إلى 2000 عملة على الأقل، كما أن هناك بعض الموارد المهمة مثل السهام المتفجرة تُباع بسعر 50 عملة للسهم الواحد، وحجر الوصول الذي يمكنك من السفر السريع هو أيضًا حجر غالي الثمن. لذا، سيكون عليك دومًا بيع ما لا تحتاجه، أو جمع الموارد والأحجار النفيسة والجلود واللحوم وبيعها بأسعار عالية.
ساعد على الانغماس في نظام التجارة الرائع، تصميم القوائم المميز. هو تصميم بسيط وكلاسيكي وستشعر أنه ينتمي لجيل PS3/Xbox 360 ولكن بالنسبة لي شخصيًا، أحببت سلاسة التصفح فيه، وخصوصًا في الخريطة.
السفر السريع موجود في اللعبة، وقد استخدمته كثيرًا، وله طريقتين لا ثالث لهما، الأولى عن طريق استقلال عربة الثيران، وهي مثل سيارة الأجرة ولكن أبطأ بكثير..والطريقة الثانية هي عن طريق “حجر الوصول” النفسي، والذي يباع لدى التجار، أو يمكنك البحث عنه في عالم اللعبة واكتشافه في الكهوف والمنازل وصناديق الكنوز.
لكن استخدام حجر الوصول يحتاج إلى “بلورة وصول” على الناحية الأخرى، أي في المكان الذي تريد أنت الوصول إليه، وهو أمر نادر في عالم اللعبة. إلا أنه يمكنك العثور على بلورة محمولة يمكنك وضعها في الأماكن التي تتوقع أن تعود إليها لاحقًا. ربما بالغت دعايا اللعبة قليلًا في الحديث بشكل سلبي عن السفر السريع، لأنه موجود هنا بشكل شبه طبيعي.
هناك أيضًا حجر آخر مهم، وهو حجر الإحياء، ويعتبر فرصتك الثانية في حالة متت أثناء معركة مهمة، ولكنه أيضًا فرصة أخرى لأي شخصية تموت في عالم اللعبة، لأن الشخصيات هنا لا تعود من تلقاء نفسها وإنما يتم نقلها إلى المشرحة، ودفنها بعد يومان من مدة اللعبة، وهنا يكون لديك فرصة لإعادة الشخصيات إلى الحياة. خلال تجربتي قام أحد الوحوش باقتحام ميدان مدينة فيرمونت الرئيسية، وقتل أحد الشخصيات الجانبية، وعند إعادتها للحياة باستخدام هذا الحجر، زودتني بمهمة قمت على إثرها بشراء منزل في البلدة! لك أن تتخيل بأن مهمة بهذا القدر من التفصيل كان من الممكن أن تفوتني.
لم يكن هذا الامر مقتصرًا على موت الشخصيات فقط، فهناك بعض المهام التي لا تضيفها اللعبة إلى سجلك، وإنما تعتمد على تذكرك لحديثك مع الشخصيات. هناك أحد الشخصيات التي استلف مني مبلغًا من المال، وأخبرني بأن آتي لمقابلته في اليوم التالي ليرده لي، ثم اختفى وبقيت المهمة في سجلي بدون موقع محدد علي الذهاب إليه، في اليوم التالي بحثت عنه في كل مكان ووجدته بعد عناء، ورد لي المبلغ بالفعل! هذا الامر تكرر عدة مرات وحصلت على مهمات جانبية وأخرى أساسية فقط لاني تذكرت ما أخبرتني به الشخصيات.
من بين الموارد التي يمكنك جمعها والاستثمار فيها، هي كتب السحر، فحتى إذا لم تكن ساحرًا، فتلك الكتب تتيح لك إلقاء تعويذة ما تشبه تمامًا الضربات التي يقوم بها الشخصيات من حرفة “المشعوذ” إذا قمت بجمعها وقراءتها، كما أن الموارد أيضًا توفر علاجًا للأمراض التي يمكنك الإصابة بها أثناء رحلاتك، كالغثيان والتسمم.
يمكنك مشاركة البيدق الخاص بك في “الصدع” وهو المكان الوحيد المشترك بين مجتمع لاعبي دراجون دوجما، وتستطيع أيضًا استخدامه للاستعانة ببيادق اللاعبين الآخرين. بعض البيادق لديهم قدرات مميزة، كذلك البيدق الذي كان يشتري مني كل الأغراض الغير مهمة بشكل دوري، فهو جعلني غير محتاج للتوجه للمتاجر كل فترة، وزاد من ثروتي بشكل هائل مع الوقت!
تستطيع هنا إعطاء البيادق 4 أوامر وهي:
- هيا: عند الضغط عليها يسبقك البيادق إلى المعركة، أو يرشدك أحدهم للطريق الصحيح إذا كان يعرفه
- إليّ: استدعائهم لحمايتك أثناء القتال، أو السير برفقتك خارج القتال
- االنجدة: أثناء القتال ليقوموا بشفائك أو شحن طاقتك
- انتظروا: للانتظار وتركك وحيدًا
آلية إرشاد البيادق لك كانت أمرًا قمة في الإبداع، فعادة ما كانت هي الطريقة الوحيدة التي أصل بها إلى وجهتي، وفي بعض الأحيان لا يعرف أيًا من البيادق الـ4 الطريق، فاضطر للاستكشاف بنفسي والضياع في العالم، والتعرض لكمائن على الطريق الخطأ، وهو أمر أشعرني بالتوتر الدائم والترقب بشكل ممتع، فاللعبة لا تخبرك إلى أين بالتحديد عليك بالذهاب، وفي بعض الأحيان كانت إرشادات البيادق تؤدي بنا إلى التهلكة، لذا ليس عليك التسليم لأي شيء في هذا العالم!
التنقل في اللعبة يعتمد بشكل أساسي على الترجل. شخصيًا شعرت أن اللعبة كانت لتستفيد جدًا من وجود الأحصنة مثلًا ولكنه خيار تصميمي مفهوم لأن المطور أراد أن يعطينا شعور صعوبة هذا العالم، ولكن أعتقد ان هذا الأمر قد ينفر بعض اللاعبين من التجربة. إذا كنت من هؤلاء الذين يشعرون بصعوبة اللعبة، حاول البحث عن بيادق قوية ترافقك في الطريق، وأهرب دائمًا من المواجهات الصعبة، وحاول ألا تتنقل ليلًا أبدًا..
من نقاط قوة اللعبة أيضًا، معارك الوحوش الضخمة، والتي تقدم معارك ديناميكية غير متوقعة. في أحد المهمات الجانبية كنت أتحدث مع شخصية جانبية بشكل اعتيادي، لأفاجأ بعملاق متوحش يقتحم المدينة ويقاتل أهلها، وهنا اشتعلت معركة زعيم جانبي غير متوقعة بالمرة وكان عنصرالمفاجأة هذا حاضرًا بقوة طوال تجربتي، فمواقف مثل هذه تتكرر كثيرًا وهناك أنواع وفيرة من الوحوش التي تستطيع تجربة قدراتك عليها.
البئات في دراجون دوجما 2 متنوعة، فهناك بلدان كما ذكرنا، فيرموند ذات الغابات الكثيفة، وباتال ذات الطابع الصحراوي الجبلي، وكلاهما يختلف من حيث طبيعة المخلوقات المتواجدة في البيئة ونقاط ضعفهم، حتى أن باتال بيئة أكثر ضراوة وشراسة ولكن أجمل ما لاحظته في أسلوب التنقل هنا هو أن اللعبة لا تخبرك بالضبط إلى أين تذهب. هناك إضافة عظيمة أن
دعم المنطقة العربية والتوطين
تمتلك لعبة دراجون دوجما 2 ترجمة عربية للنصوص والقوائم، وشخصيًا أعتقد أنها أفضل ترجمة عربية رأيتها في لعبة فيديو. فاللعبة تحتاج إلى لغة أنجليزية خارقة، فهي تستخدم بعض المصطلحات الإنجليزية العتيقة تمامًا كالعاب Banishers: Ghosts of New Eden و The Witcher 3: Wild Hunt، وضمن هذه الألفاط مصطلحات إذا تُرجمت بشكل حرفي لن تعطي أي معنى قريب من المعنى الذي كانت تعطيه الألفاظ الإنجليزية. الميزة الأكبر للترجمة هنا هي أنها تغير بعض الكلمات وتتجنب الترجمة المباشرة والحرفية لإعطاء نفس المعاني المقصورة، وهو شيء ينم عن وعي المترجم الشديد، حيث قدمت لي الترجمة المستوى المطلوب من الدقة في إيصال المعاني، وهذا هو أهم شيء.
لكن على الجانب الآخر، من يريد تفعيل الترجمة فقط ليتفقدها بين الحين والآخر قد ينزعج من أن الكلمات لم تحصل على ترجمة مباشرة 100% من الوقت، وهو أمر أتفهمه ولكني في النهاية، أنقل لكم تجربتي الشخصية.
الاداء التقني
تمتلك Dragon’s Dogma 2 طور تقني موحد، ولا تتيح لك الاختيار إذ تستهدف 30 إطار في الثانية ولكن في بعض لقطات المعارك المزدحمة، وإلقاء التعاويذ تشهد اللعبة هبوطًا ملحوظًا في معدل الإطارات بشكل مزعج. لم يحدث أن أفسدت هذه المشكلة تجربتي بشكل كامل ولكنها أثرت على اندماجي في العالم الذي لولا هذه المشاكل الدورية، لكان انغماسًا تامًا في عالم اللعبة الرائع.
لكن من المفترض أن تحل التحديثات المستقبلية هذه المشكلة.
التجربة السمعية والبصرية
تقدم Dragon’s Dogma 2 اتجاهًا فنيًا مميزًا، ومستوى رسوم بجودة فاخرة، يعبر عن قدرات الجيل الحالي التقنية، ليس فقط في تفاصيل الشخصيات أو البيئات، وإنما في آثار التدمير في تلك البيئات الكبيرة، والمؤثرات البصرية الناتجة عن الضربات السحرية أو الذخائر المتفجرة. كل هذا يبدو في أفضل صوره، بالإضافة إلى وجوه الشخصيات وتعابيرها والتي تقدم مستوى أعلى بقليل من معظم ألعاب الـrpg التي اتسمت بإهمال تعابير الوجوه في السنوات الأخيرة
أما التجربة السمعية، فقد كانت مميزة بدايةً بالمؤثرات الصوتية للعالم والمخلوقات التي تجوبه ليلًا ونهارًا، وأصوات المعارك الدائرة في محيطك في الليل، وعواصف باتال الرملية الموحشة، وكل شيء كان يرسي الأجواء الرائعة لهذا العالم الجميل، أما عن الموسيقى فقد أعطتني شعورًا بالقصة الملمحية التي أعيشها بدون مبالغات وقدمت كل ما قد يتمناه اللاعبين.
كلمة أخيرة
تستمر كابكوم في إثبات ولائها لما يريده اللاعبين، وتحفر بلعبة Dragon’s Dogma 2 اسمها بأحرف من ذهب في قائمة الشركات التي تقدم جودة عالية في ألعابها. فبالرغم من المشاكل التقنية التي صادفتها، إلا أن اللعبة تقدم خيارات تصميمية جريئة، وتُبدع في الابتكار فيما يخص نظام التحكم في البيادق وتقديم عالم مفتوح حيوي وجميل وأنظمة استكشاف وقتال من بين الأفضل في صناعة الألعاب.
لعبة Dragon’s Dogma 2 تقدم مستوى فائق الجودة في معظم جوانبها، وتنجح في أن تضع بين أيدينا عالم نضيع فيه وننسى معه الوقت بسهولة، ونستمتع بكل ما فيه، لكن مشاكل الأداء على الكونسول تكبل التجربة.