بعد غياب طويل عن الساحة منذ صدور الجزء الخامس من سلسلة العاب الرعب/أكشن الشهيرة ريزدنت ايفل وعشاق السلسلة بحالة إنقسام مابين مطالب بعودة السلسلة إلى جذورها ونظام اللعب الكلاسيكي وبين مفضلين لنظام الاكشن الجديد الذي إختاره فريق التطوير منذ الجزء الرابع، Resident Evil: Revelations هو أحدث أجزاء السلسلة لمحمول ننتندو الـ3DS مع قرب الإحتفال بمرور عام على صدور الجهاز، اللعبة التي إستعرضت قدرات الجهاز بشكل لم يصدقه الكثيرون سابقا صدرت أخيرا بالأسواق وقمنا بإنهاء اللعبة وحان وقت المراجعة، لنتعرف على ماقدمته كابكوم بهذه اللعبة وهل ستكون اللعبة التي تجبرك لشراء محمول ننتندو أم تنتظر أكثر.
لنبدأ الحديث عن مشروع اللعبة بشكل عام، منذ الإعلان عن جهاز الننتندو 3DS ونحن نرى هذا العرض التقني المبهر من كابكوم للعبة Resident Evil: Revelations، اللعبة التي تستعرض قدرات الجهاز التقنية بإستخدام محرك MT Framework الشهير الذي نشاهده على أجهزة الاكس بوكس360 والبلايستيشن ولكن بنسخة الأجهزة المحمولة منه، تعرفنا على اللعبة سابقا بديمو بسيط جدا صدر مع لعبة Resident Evil: The Mercenaries 3D سابقا ولكن النسخة النهائية من اللعبة كانت أكثر إثارة، فريق العمل خلف المشروع يضم الكثير من الأسماء الشابة وكذلك مجموعة من الأسماء التي عملت على الجزء الخامس من السلسلة، الفكرة الرئيسية منذ بداية المشروع هي العودة إلى الرعب بشكل أكبر وهذا الشئ إفتقدناه كثيرا منذ الجزء الرابع ومرورا بالجزء الخامس الذي زاد الطين بله وجعل الجماهير تتسائل هل كابكوم حقا قادرة على تقديم لعبة ريزدنت ايفل مرعبة دون وجود الأب الروحي للسلسلة “شينجي ميكامي” الذي ودع الشركة بعد الجزء الرابع أم المسألة برمتها تجاربة بحتة نظرا لإنخفاص مبيعات العاب الرعب بشكل مجمل في ظل النجاح التجاري الضخم للجزء الخامس الذي قدم لنا لعبة اكشن بحتة.
بعيدا عن هذا النقاش ففريق العمل هنا آراد بشكل كبير أن يعود للجذور مع تقديم الأكشن بصورة متزنة ويمكن القول بكل فخر هنا أن النتيجة كانت ممتازة، Revelations هي مزيج عبقري التنفيذ مابين العالمين فنشاهد فيها مراحل الممرات الضيقة والظلام التام وهجوم الأعداء المفاجئ من كل زاوية، إلى مراحل أخرى تصرخ أنا لعبة اكشن، لنتعرف إذا على قصة اللعبة كبداية للمراجعة.
تدور أحداث القصة بالعام 2005 مابين أحداث الجزء الرابع والخامس من السلسلة الأصلية، الشخصيتين الرئيستين بالقصة هما جيل فالنتاين و كريس ريدفيلد وبالتأكيد متابعي السلسلة يعرفون هذه الأسماء جيدا منذ ظهورهم بأول أجزاء السلسلة حتى الأن، مع تطور العلم والبحث عن مصادر الطاقة المختلفة قام العلماء ببناء جزيرة جديدة عائمة أسمها Terragrigia بالبحر الأبيض المتوسط وهذه الجزيرة تعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية لتسير كل أمورها وأصبحت مزارا شهيرا للسياح، قصة اللعبة تبدأ على ظهر سفنية Queen Zenobia مع شخصية جيل فالنتاين وهذه السفينة وأخرى غيرها كانت الأسطول الخاص للوصول إلى جزيرة Terragrigia التي تم تدميرها من قوى إرهابية تطلق على نفسها اسم “Il Veltro” بنشر الأسلحة البيولوجية أو كما تعرف بإختصار BOW عبر الجزيرة إعتراضا لإستخدامها للطاقة الشمسية، الجزيرة تحولت إلى ماضي لايعرف أسراره سوى قلة وأصبحت الحقيقية ضائعة وظهرت الكثير من الأسئلة على السطح عن حقيقية ماجرى بالجزيرة حتى عادت منظمة Il Veltro الإرهابية للظهور مجددا عبر سفينة Queen Zenobia لتبدأ مهمة جيل فالنتاين مع معاونها باركر للبحث عن كريس الذي سبقها مع معاونته جيسكا لمعرفة الحقيقية في بداية تأسيس منظمة BSAA لمحاربة صناعة الأسلحة البيولوجية.
تدور قصة اللعبة بشكل فصول مختلفة كما هو الحال مع المسلسلات الأمريكية وببداية كل فصل يتم إستعراض الأحداث السابقة، من خلال قصة اللعبة ستتعرف على الكثير من الشخصيات والأسرار و الخيانات التي دارت خلف تدمير الجزيرة وظهور الفيروس الجديد T-Abyss ومن يقف خلفه وماذا يهدف من خلاله وللرعب القادم للعالم، قصة اللعبة رغم كونها فرعية ولكن تم تقديمها بشكل جميل وحماسي جدا لتعرف الحقيقية الكاملة، مابين سرد قوي للأحداث وترابط جيد للقصة لعبة ريزدنت ايفل ريفليشن ورغم كونها لعبة فرعية ولكنها أخذت إتجاها ممتازا بطريقة طرح القصة وجعلها جزء مهم باللعبة، نظام سرد القصة عبر الفصول كان مناسبا جدا لجهاز محمول.
لنتحدث الأن عن جزء مهمة بلعبة Revelations وهي الرسوم، هنا أرفع القبعة لشركة كابكوم لما قدمته، اللعبة بدون أدنى شك هي أفضل مايمكن مشاهدته على الننتندو 3DS على المستوى التقني، حقيقية ومنذ الوهلة الأولى لتشغيل اللعبة ومشاهدة جيل على سطح السفينة وكيف تتلاعب الأمواج بها عدت بالذاكرة لسنوات طويلة عندما أبهرتني الشركة بلعبة ريزدنت ايفل زيرو وعندما شاهدت المشهد فوق القطار ببداية اللعبة، تصاميم رائعة جدا لشخصيات اللعبة بملامح ممتازة وبيئة ثلاثية الأبعاد رائعة مع إستخدام الكثير من التقنيات الحديثة، مظهر اللعبة بحق مذهل جدا من حيث التصاميم، أنت تلعب بجزء كبير من اللعبة بسفينة فاخرة وسترى ذلك بشكل واضح من تصاميم غرف السفينة المختلفة وكذلك القاعات الرئيسية للإحتفالات وغير ذلك، بعيدا عن تصاميم الشخصيات هنالك تصاميم جديدة للأعداء باللعبة، وداعا لمخلوقات الزومبيز التي إشتهرت بها السلسلة وغابت من فترة عنها وأهلا بظهور شكل جديد من الأعداء مع الفايروس الجديد، تصاميم الأعداء لم يكن مرعبا بالحقيقية وستشاهد أشكالا مختلفة من الوحوش مابين الوحش العادي و الوحش القادر على رميك بالرمح (أو شئ من هذا القبيل) والوحش القابل للإنفجار وغير ذلك، التصاميم لم تكن مرعبة ولكن طريقة ظهور هذه الوحوش وقدرتها على للهجوم عليك من أي مكان سيجعلك تقفز من مكانك من حين لآخر.
ليست التصاميم الجديدة للوحوش هي الموجودة فقط بل نشاهد مخلوقات محببة لنا من الأجزاء الكلاسيكية، مخلوقات “الهنترز” تعود من جديد وبنسخة جديدة منها كذلك قادرة على الإختفاء، هنالك أيضا وحوش مائية مربكة جدا لأنك لاتستطيع ضربها بكونك تحت الماء وكان الهرب منها إلزاميا، الكلاب تعود مجددا ونشاهد ظهور الأسماك المتوحشة وطبعا مجموعة من الزعماء العمالقة من حين لآخر، قد لاتكون تصاميم الأعداء الجديدة مرعبة ولكنها ممتازة للعبة ومع بيئتها المائية، جزء آخر من اللعبة يدور بمنطقة ثلجية بمراحل اكشنية بحتة وحقيقية عندما شاهدت كريس وهو يجري بهذه المناطق تسائلت حقا ماذا كانت باقي الشركات تفعل بقدرات الننتندو 3DS؟ هل كابكوم تقوم بتطوير الألعاب على عدة تطوير مختلفة أم أن كسل المطوريين هو السبب وراء الفرق الشاسع بين مظهر هذه اللعبة وباقي الألعاب على الجهاز؟
اللعبة تقدم الكثير من مقاطع الفيديو التي تشرح القصة، البعض منها مقاطع فيديو لايمكن أن أقول أن الجودة فيها جيدة جدا للأسف ولكن تؤدي الغرض منها والبعض الآخر بمحرك اللعبة، حسنا رغم روعة الرسوم بهذه اللعبة ولكن هنالك بعض العيوب الممكن ملاحظتها عبر اللعبة، هنالك إستخدام لدقة وضوح غير عالية لبعض التصاميم ويمكن رؤيتها على سطح الماء وعند الإقتراب من الأعداء، هنالك أيضا مشكلة الـSync أو حركة الشفاه بين صوت الشخصيات وطريقة تحريك الفم ولن ألوم الشركة كثيرا هنا لكون اللعبة تحمل عددا كبيرا من اللغات للتمثيل الصوتي، الأهم من ذلك هنالك بعض الأخطاء التقنية التي تظهر تكرار بهبوط معدل الإطارات عن المصاعد بالذات حيث يصبح كل شئ بطيئا وفي بعض الأحيان تصبح عاجز تماما عن الحركة ولكنه لن يؤثر باللعب لأنها فقط تحدث عن المصاعد دون وجود أعداء.
قبل الحديث عن الصوتيات نتحدث عن تأثيرات الـ3D باللعبة، كابكوم آرادت أن تقدم لعبة بقيمة إنتاجية ضخمة للننتندو 3DS وحتى بتأثيرات الـ3D وضح ذلك جليا لأن اللعبة تعطيك الخيار بالحصول على تأثيرات ثلاثية الأبعاد بالمستوى العادي أو رفعه لمستويات لم يسبق رؤيتها على الجهاز وشخصيا كنت أشعر بالدوار بتشغيل المستوى العالي لتأثيرات الـ3D ولايمكنني الحديث عنه حقيقية ولكنه إضافة مميزة لمن يستطيع إحتماله.
جزء آخر من اللعبة نتحدث عنه هو الصوتيات، اللعبة تقدم الكثير من الألحان الممتازة التي تذكرنا ببداية السلسلة، نعم كابكوم أبدعت كثيرا بتقديم جودة صوتيات ممتازة ونصيحتي لأي شخص يجرب اللعبة أن يضع سماعات الرأس لخوض تجربة ممتاز، أيضا التمثيل الصوتي للشخصيات مناسب جدا ومن الرائع أن نشاهد كابكوم تتحسن كثيرا بهذا المجال حيث وجدت أن معظم الأصوات بحق تعطي صورة واضحة عن نوع الشخصية التي تسمعها، إضافة لكون اللعبة تقدم الكثير من اللغات للتمثيل الصوتي لاشك أن كابكوم لم توفر أي جهد بعنصر الصوتيات باللعبة، بشكل مجمل الصوتيات باللعبة نقطة ممتازة جدا تضيف قوة لمستواها التقني المرعب.