السؤال الأهم هنا، هل لعبة Revelations مرعبة أم هي لعبة أكشن جديدة تحمل اسم ريزدنت ايفل؟
هذا السؤال يجرنا للحديث عن نظام اللعب الذي تقدمه اللعبة، Revelations هي خليط ممتاز مابين الكلاسيكية والعصر الجديد، مع إختلاف فصول القصة وتنوع البيئات ستأخذ شخصية جيل بمغامرة داخل سفينة “الملكة زنوبيا” وغرفها المظلمة بذخيرتك المحدودة، هنا تحل الألغاز للتقدم و تفكر كثيرا أن كان العدو أمامك يجب أن تقتله أو توفر طلقاتك وذخيرتك لما هو أهم، الجزء الأكبر من اللعبة سيكون لشخصية جيل بأجواء مظلمة رائعة جدا ورعب حقيقي غاب عن السلسلة منذ فترة، نظام التحكم هو نفسه المعتاد بالسلسلة والشهير بكونه نظام التحكم بالـ”دبابة” بعدم قدرة الشخصية للإلتفاف للزوايا بشكل جيد وستعتمد كثيرا على خاصية الدوران 180 درجة للإنتقال من منظور امامي للخلفي بسرعة، الجديد باللعبة هو تقديمها لنظام التصويب بالمنظور الأول وهو خيار متاح بأي وقت باللعبة ويمكنك اللعب بمنظور الكاميرا من خلف الكتف المعتاد، أيضا أصبحت الشخصيات قادرة على تنفيذ حركة جديدة و هي الـDodge أو تفادي الضربات بالوقت المناسب، بكل بساطة عندما تشاهد العدو وهو ينوي ضربك بإمكانك الضغط على زر الـB وعصا التحكم الانالوج للأعلى أم الأسفل بالوقت المناسب لتبتعد عن مجال الضربة وتتفادها ويصبح العدو بوضعية تجعل من السهل إصابته.
كما ذكرت أنفاً مناطق جيل تعتمد كثير على نظام اللعب الكلاسيكي بينما مناطق كريس أو فصول كريس بالقصة تعتمد على الأكشن بشكل أكبر حيث تظهر لك كمية كبيرة من الأعداء وعليك بهزيمتهم للتقدم أكثر، من الأشياء الجديدة التي تقدمها اللعبة هي وضعية إطلاق الرصاص وانت تجلس على الأرض، أن قام العدو بطرحك على الأرض تستطيع الأن أن تستلقي وتطلق الرصاص عليه أو تضغط زر الـY بشكل متكرر للوقوف لأن هذه الوضعية تجعلك عاجزا عن الحركة، أيضا أصبح بإمكانك الأن أن تطلق الرصاص وانت تمشي ولكن وجدت بعض الصعوبة بتنفيذ هذا الشئ بدون وجود الانالوج الثاني فلم أستخدمه كثيرا وحقيقية لم يكن هنالك داعي لإستخدامه، أيضا من الأشياء التي تقدمها اللعبة لأول مرة هي إمكانية الغوص تحت الماء ولكن معظم اللعبة تدور داخل السفينة فستستخدم الغوص والسباحة كثيرا وفي البداية شعرت بالمعاناة للتعود على نظام التحكم هنا ولكن عندما إتقنته إستمعت به جدا لما يقدمه من تجربة مثيرة بكون شخصيتك ضعيفة جدا تحت الماء وعليك بالهرب من الأعداء أو إستخدام القنابل الخاصة تحت الماء والنادرة جدا.
من خلال اللعبة ستقوم شخصية مساعدة بالظهور معك بالكثير من اللحظات ولكن على عكس ريزدنت ايفل5 التي جعلت الأمر إجباريا هنا بإمكانك تجاهل معاونك تماما فهو لايموت وظهوره بالكثير من المرات لحساب القصة، رغم أن جيل وكريس هما الشخصيتين الرئيسيتن باللعبة ولكن ستلعب بعدد من الشخصيات الأخرى ولن اخوض كثيرا بهذا المجال حفاظا على عدم الكشف عن الأحداث وحرق القصة وكل مايمكن قوله أن الشخصيات الاخرى سيكون نصيبها من اللعب مائلا للأكشن بشكل كبير، من الأشياء المميزة باللعبة هو الإختلاف الكبير بين أساليب اللعب وتنوعها، فتارة أنت تخوض المغامرة بشكل مرعب بالظلام وتارة تحاول الهرب من عدو يجري خلفك وفي مرات ستجد نفسك تطلق الرصاص من مدفع كبير على سطح الهيلوكبتر او السفينة السريعة وغير ذلك مما يجعل من هذه اللعبة خليطا رائعا بين الكثير من أساليب اللعب وبحق كانت التجربة رائعة بكل أنواعها.
تقدم اللعبة الأسلحة الشهيرة من المسدس العادي مرورا بالبندقية و الرشاش حتى طالق الصواريخ وهنالك القنابيل أيضا بأنواعها المختلفة (العادية و كذلك التي تصيب العدو بالصدمة وأخيرا قنابل خاصة تحت الماء)، من الأشياء التي تعود للسلسلة مجددا هو الصندوق الشهير الذي كنا نضع به الأدوات بالأجزاء القديمة، هنا أصبح الصندوق مستودعا لأسلحتك حيث تضع فيه الأسلحة التي لاتحتاجها (يمكنك فقط حمل ثلاث أسلحة بنفس الوقت) وأيضا بهذه الصناديق تستطيع تطوير أسلحتك حيث تجد بالمغامرة الكثير من القطع المعدلة Custom Part التي تضيف المزيد من القدرات لأسلحتك من قوة إضافية إلى قدرة إستيعاب طلقات أكثر وغير ذلك وأنت من يختار الآداة التي تريد ربطها مع السلاح المحدد (مثلا بإمكانك أن تضع القطعة المعدلة لتقوية تأثير الطلقات على المسدس العادي بينما يحصل الرشاش على قطعة زيادة مساحة الطلقات) وتستطيع وضع أكثر من قطعة بنفس الوقت لكل سلاح، معظم القطع المعدلة ستجدها عبر البحث جيدا بالغرف عبر آداة السكانر أو كما تعرف باللعبة بإسم “جنسز”وقد حان الوقت للحديث عنها.
آداة البحث أو السكانر “جنسز” تلعب دورا كبيرا باللعبة، هذه الطرفية التي تملكها كل الشخصيات يمكن تشغيلها بالضغط على عصا التحكم الديباد للأعلى وعبرها تستطيع البحث في الغرفة أو الممر أو غير ذلك من الأماكن عن الأشياء التي لاتظهر بالعين المجردة، ستجد الكثير من طلقات الأسلحة المخبأة عبر المناطق وكذلك قطع تطوير الأسلحة و حتى بصمات الشخصيات التي تكون دليلا إضافيا بالقصة وأيضا تقوم هذه الطرفية بشحن قوتك أن قمت بعمل المسح للأعداء بعد قتلهم حيث يزيد هذا الشئ بنسبة مئوية وأن وصلت للحد الأخير 100% ستمتلئ طاقة شخصيتك إن كانت ضعيفة، هذه الآداة فتحت الباب لجعل اللعبة أكثر متعة حيث وجدت نفسي بعد التخلص من الأعداء بأي منطقة أقوم بمسح الغرفة بالكامل متأملا بأن أجد شئ يساعدني بالمغامرة لاحقا وهو بحق إضافة مميزة للعبة وفق فريق العمل بها كثيرا.
أيضا واحدة من الأشياء الكلاسكية باللعبة كانت العودة للألغاز التي غابت عن السلسلة بالفترة الماضية، هنا سيتوجب عليك حل بعض الألغاز التي تستخدم شاشة اللمس عبر توصيل دائرة كهربائية بشكل معين لفتح الأبواب، أيضا تعود بنا اللعبة لجذور السلسلة حيث يتوجب عليك بالكثير من المرات من العودة إلى مناطق بأول اللعبة لفتح أبواب لايمكن فتحها سوى بمفاتيح خاصة، هذا الشئ جعل لعبة Revelations بحق مميزة بطريقة الربط بين أسلوب السلسلة الكلاسيكي والحديث بشكل ممتاز جدا، الكثير من اللمسات الكلاسيكية جعلتني أتذكر كم كنت أحب هذه السلسلة وعنصر الأكشن الذي قدمته اللعبة بطريقة محدودة نوعا ما لأن فصول القصة بجيل غالبا ماتكون أطول بكثير من فصول القصة المخصصة للأكشن بشخصية كريس أو غيره من الشخصيات.
تقدم اللعبة ثلاث مستويات من الصعوبة من بين السهل والمتوسط والجحيم، ولإنهاء اللعبة ستحتاج لأكثر من 8 ساعات لعب بالتجربة الأولى على المستوى المتوسط وأكثر من ذلك بكثير لمستوى الجحيم الصعب جدا وتقدم اللعبة 12 فصلا بطور القصة تتراوح مدة إنهائهم مابين الساعة الكاملة للبعض وأقل من ذلك للبعض الآخر ومع إنهائك لأي فصل من القصة سيتم تقييم مستوى لعبك بحسب دقة التصويب لديك وكذلك عدد مرات إعادة المحاولة وفقدان الحياة، أيضا هنالك مفاجئة جميلة لمن ينهي مستوى الجحيم والمهمات، نذكر أن اللعبة تقدم طور المهمات على الشبكة حيث تدخل مع لاعب آخر لتنفيذ مهمات خاصة تستطيع من خلالها تطوير مستوى شخصيتك وأسلحته، وأيضا قامت كابكوم بوضع خيار حفظ تطوير مستوى الأسلحة بين المستويات، يعني ذلك أنك إذا قمت بلعب اللعبة على المستوى السهل وانهيتها ثم إنتقلت لمستوى أصعب بإمكانك نقل أسلحتك المطورة معك للمستوى الجديد، Resident Evil: Revelations تقدم عمر إفتراضي ممتاز جدا لقيمة اللعبة وستلعبها كثيرا للحصول على كل شئ وستشعر بالكثير من التحدي وطور اللعب الثنائي على الشبكة سيكون إدمانيا لفترة طويلة.
